"حزب الله" يعتبر صيدا الخط الاحمر باعتبارها بوابة الجنوب
بتاريخ : 12-Nov-2012 الساعة : 08:59 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
انفجرت في صيدا بعد طول احتقان، فعاد الوضع الامني إلى الصدارة بعد هدوء سياسي نسبي طبع عطلة نهاية الاسبوع، وذلك في ظل مشهد مرتبك يؤسس إلى المزيد من الضغط الامني من جهة، وإلى فتح جبهات توتر جديدة من جهة ثانية.
وتكمن خطورة ما يجرى في مدينة صيدا بحسب مصادر محلية، في شكل ومضمون الاشكال، كما في توقيته ومكانه، فصحيح أنّ الاشكال بدأ عمليا على حاجز لقوى الامن الداخلي على الكورنيش البحري، إلا أنه امتد منذ يوم الجمعة الماضي على اثر خطبة الجمعة من مسجد بلال بن رباح حيث حملها أحمد الأسير دعوة صريحة لازالة شعارات تتعلق بإحياء ذكرى عاشوراء، ما اعتبره أنصار "حزب الله" كما انصار "التنظيم الشعبي الناصري" تحريضا يستدعي الرد، بما يعني أنها كانت نتيجة تراكمات واحتقان سياسي قد لا ينفع معه تدخل الجيش اللبناني إلا في حال إصراره على حسم الموقف بشكل نهائي.
اما في مضمون الحادث بحسب المصادر عينها، فاللافت انه جاء في اعقاب اشتداد التوتر بين الاذاريين من جهة و"حزب الله" من جهة ثانية، لاسيما بعد عملية اغتيال اللواء وسام الحسن حيث وجهت السنية السياسية بحسب التعبير أصابع الاتهام باتجاه سوريا و"حزب الله"، ما أدى بالتالي إلى اتساع رقعة النفور إذا ما جاز التعبير بينهما.
ويشكل التوقيت العامل الابرز، خصوصا انه جاء في عز الحراك الاقليمي، وفي غمرة اشتداد المعارك في سوريا واتساع نطاقها، وذلك في ظل تشديد الاسير في مواقفه وفي خطبه الممتدة منذ نشوء حركته على ضرورة دعم المعارضة السورية انطلاقا من مبدأ نصرة اهل السنة، كما على ضرورة نزع سلاح "حزب الله" بعد ربطه بالاحداث السورية.
والمكان بحد ذاته يدعو إلى الريبة لاسيما ان الاشتباكات بين الفريقين تركزت في تعمير صيدا على تخوم مخيم عين الحلوة، ما يطرح اكثر من علامة استفهام، خصوصا ان الاسير يعرف تماما حساسية الموقف، كونه ابن المدينة وأحد العارفين بتفاصيل حي التعمير وما يضمه من خليط اصولي إلى قيادات فلسطينية فتحاوية وحماسية كما فلول فتح الاسلام وجند الشام وما يمت اليهما بصلات امنية وحزبية وعقائدية. وبالتالي فان اي توتير في هذا الحي يشبه عملية اشعال النار في برميل بارود محتقن منذ سنوات وليس اشهر.
وانطلاقا من هذه الخصوصية، يدعو المصدر المحلي إلى عدم التقليل من اهمية الحادث الامني ولا من خطورته لما يحمله من إشارات ودلائل يمكن ان تصل بتداعياتها إلى حدود تحريك الوضع الامني في البلاد، لا سيما أنّ المعلومات تؤكد أنّ المخيم شهد حركة استنفار واسعة النطاق في خلال التوتر وبعده، كما أنّ مدينة صيدا بحد ذاتها تشكل بوابة الجنوب وطريق العبور الالزامي لقيادات وكوادر "حزب الله"، ما يعني أنها حالة استراتيجية للمقاومة تهدد السلم الاهلي في المدينة وخارجها، لاسيما ان الحزب لن يقف مكتوف الايدي كما كانت الحال في البقاع والشمال وبيروت في ظل اعتباره ان الجنوب هو الخط الاحمر.