[خادمة البضعة]

أ بو بكر لم يكن مع الرسول في الغار
http://up.foraten.net/f/foraten.net_13256303491.gif

هذه هي النتيجة التي توصل إليها الشيخ الطائي بعد بحث مضن جهيد في جميع مصادر أهل العامة فطوى بذلك 1422 سنة من الكذب والاختلاق اللذان لفا تلك القضية واخرجا ها عن واقعها الحقيقي .
( انه أعظم توفيق الهي حصل لي في حياتي إلى هذا اليوم ) .. هكذا وصف العلامة الطائي رحلته في سبر أغوار هذه القضية الشائكة والمعقدة في بحثه المتكامل .
بهدوء واضح وبرصانة علميه ناقش الطائي أكذوبة أن أبا بكر بن أبي قحافة هو من صحب رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – في هجرته المباركة من مكة إلى المدينة والكلام الذي يقال من أنة قد لجا مع النبي الأكرم – صلى الله عليه واله وسلم – في غار جبل ثور للاختباء من الكفرة الذين يلاحقونهما فانزل الله تعالى هذه الآية الكريمة ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فانزل الله سكينتة عليه وأيده بجنود لم تروها )
ورد الشيخ في بحثه المعمق على جميع الاستدلالات التي يوردها أهل السنة في شان حضور أبي بكر في الغار معتمدا على كتبهم ومصادرهم الحديثية والسيرية وعليه فقد كسر الشيخ جميع القواعد التي بنيت على هذه الفرضية والتي يحاول منها القوم أفضلية لأبي بكر تؤهله للخلافة وقيادة الأمة .
ورغم القواعد التي بنيت على تلك الفرضية لم تكن سليمة إذ يظهر عن التدقيق على اللفظ والسياق أن الآية الكريمة هي في مقام الذم لا المدح لان لرجل الذي كان مع النبي - صلى الله عليه واله وسلم – تلقى نهيا عن (حزنه) وهو ما ينبىء عن كونه ارتكب معصية كما أن الرجل حرم من السكينة إذ اقتصر نزولها على النبي .. رغم ذلك إلا أن فقهاء العامة استماتوا في إثبات أن الآية تمدح أبا بكر وتجعل له مرتبة رفيعة رغم مخالفة هذه النتيجة لظاهر النص القرآني .
ويأتي الإنجاز العلمي الباهر الذي حققه سماحة الشيخ الطائي في بحث هذه القضية ليبدد كل الأوهام التي ارتبطت بها وكل التفسيرات غير المنطقية التي التصقت بالآية الشريفة التي ثبت إنها لم تنزل في أبي بكر لأنه – في الأصل – لم يهاجر مع النبي ولم يكن في الغار بل كان قد هاجر مع البقية إلى المدينة قبل مجيء الرسول – صلى الله عليه واله وسلم – إليها وما دام قد ثبت ذلك فان كل الامتيازات العقائدية التي منحها أهل العامة لأبي بكر بناء على فرضية النزول ستنتفي وسيتجرد هو منها تلقائيا .
ويمثل هذا الإنجاز أيضا تحولا جذريا في رؤية التاريخ الإسلامي تلك الرؤية التي كانت طوال 1400عام بعين واحدة واليوم بات بالا مكان أن تكتمل الرؤية بعينين .
فليفرح المخلصون بشتى اصانفهم في وصولنا جميعا إلى قصة الغار الحقيقة دون زيادة ولا نقصان
لنطوي سويه 1422سنة من الكذب والاختلاق الذي لف تلك القضية وإخراجها عن صحتها وسيرتها الأصلية .
والشكر الله تعالى على ما أسداه لنا وهدانا إليه في هذا الموضوع فقد مضت 1420سنه هجريه والمسلمون يقرؤون ما لفقه لهم الحكام وما كتبه لهم وعاظ السلاطين وأعوانهم فاعتادت الأجيال الإسلامية على قراءه الأكاذيب المكتوبة عن الغار والهجرة فأصبح الخطأ فادحا والأمر مريبا .
ولقد نجح الحكام المستبدون في فرض الظلام على الشعوب فكانت السجون مكتظة بالأحرار والمقابر ملئ بالشهداء . وفي عالم الفكر افلحوا في فرض تعتيم ثقافي على المسلمين في اغلب الحقبات التاريخية التي مرت على الشعوب فكتبوا التاريخ كتابة ذاتية في مصلحتهم بعيدا عن الواقع والحقيقة . وهذا البحث يفند قضية حضور أبي بكر في الغار بشكل علمي استنادا لروايات صحيحة ومتواترة وشواهد وقرائن كثيرة




ويذكر بان الأكاذيب كثيرة في موضوع ما يحول الحق إلى الباطل ويحول الباطل إلى الحق فلقد كذب الأحبار على عسى فصدق اليهود كلامهم فحاربوا عيسى وتآمروا على قتله والى يومنا هذا هم يعتقدون بكذبه ودجله !
وكذب نمرود على إبراهيم فحمل معظم الناس الحطب لإحراقه!
وكذب قارون على بني إسرائيل فأصبحوا في جانبه معارضين لموسى ووصيه يوشع وبلغ الأمر درجة أن حاربت صفيراء بنت شعيب زوجة موسى وصي زوجها يوشع بن نون !
ورجال الحزب القرشي حاولوا جهدهم حشر أبي بكر في قضية الغار والهجرة متشبثين بكل الوسائل الممكنة في هذا المجال انتشرت عشرات الأحاديث المختلفة بين الناس ووضعت الدولة عيدا كبيرا لهذه المناسبة !
ولان حبل الكذب قصير فقد تبين أن هذه الأكذوبة وضعت لمعارضة حادثة الغدير الواقعة في 18 ذي الحجة فقد جعل رجال السياسة حادثة الغار في 26 ذي الحجة في حين كانت واقعه الغار في شهر صفر !!
ويتعجب المرء من كثرة أكاذيب قريش وأذنابها وقدرتهم الفنية العالية في هذا المجال ويكفي أن تعلم أن دهاء قريش لا يلحقه دهاء في ذلك الوقت .
واشتد هذا المكر بتلاحم قريش واليهود فأصبح كعب الأحبار وهو شيطان اليهود واعظ المسجد النبوي ف زمن عمر بن خطاب واستمر في منصبه في زمن عثمان بن عفان .
وإذا كان كعب اليهود معلما للمسلمين يعلمهم دينهم فتصور ما يمكن أن يدخله في الدين من افتراءات وإسرائيليات لا حصر لها !
وبلغ ذلك الدهاء قمته في تكفير السلطة للمسلم غير المعتقد بحضور أبي بكر في الغار بينما قال الله تعالى في كتابة الشريف ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا )
وهذا في الوقت الذي لم يكفر فيه وعاظ السلاطين هؤلاء قتلة فاطمة بنت محمد ولكم يكفروا المعتقدين بنقص القران !
ولا يعلم إلا الله تعالى كم أعداد المسلمين الذين قتلوا لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار لان الحكومات كانت تقتل المسلمين بأعذار شتى وتكتم الأسباب الحقيقة لسفكها لدماء فلقد قتل الحجاج بن يوسف الثقفي مئة وعشرين ألفا بحجج غير معروفة وسجن ثلاثة وثلاثين ألفا وكان من جملة المقتولين على يديه الفقيه الزاهد سعيد بن جبير وتلميذ الإمام علي علية السلام كميل بن زياد وعبد الرحمن ن أبي ليلى الذي اخذ القران من أمير المؤمنين فهل قتل هؤلاء لعدم إيمانهم بحضور أبي بكر في الغار والهجرة ؟
ومؤمن الطاق وكذلك هشام بن الحكم أعظم تلاميذ الإمام الصادق علية السلام أطلقوا عليهما اسم الشيطان واتهموهما بانهما يعتقدان بنقص القران ذلك لانهما ما كانا يعتقدان بصحبة أبي بكر للنبي – صلى الله عليه واله وسلم – في الغار ! لهذا يجب أن لا نستغرب إذا اكتشفنا الآن أن كل قضية هجرة وحضور أبي بكر في الغار ليس لها أساس من الصحة وإنها قضية مختلفة ملفقة بل أكذوبة ذلك لأنها تصطدم بالحقائق الموضوعية والروايات التاريخية ونحن سنناقشها ونعرضها نقديا كي تتضح الصورة للجميع .
أن ما هو منتشر بشكل خاطئ بين المسلمين في شان هذا الموضوع أن النبي – صلى الله عليه واله وسلم – خرج من بيته ليلة الهجرة وقد أنام عليا في مكانه وقد كان خروجه اعجازيا لان مشركي قريش الذين كانوا يحوطون داره لم يروه بعدما قرأت الآيات : (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فغشيناهم فهم لا يبصرون ) فعموا عن مشاهدته . ثم توجه صلى الله عليه واله وسلم إلى بيت أبي بكر بن أبي قحافة وهناك انتظر إلى الصباح ثم خرج هو وابوبكر للهجرة بصحبه احد أدلاء الطرق ويدعى عبد الله بن اريقظ بن بكر وبدلا من أن يسلك ابن بكر بهما طريق الشمال حيث يثرب ( المدينة المنورة ) فانه سلك بهما طريق الجنوب أي جنوب مكة تمويها للكفار الذين كانوا يريدون القضاء على خاتم الأنبياء صلى الله عليه واله وسلم ورسالته السماوية إلا أن الكفار فطنوا إلى ذلك من خلال دليل آخر هو كرز بن علقمة الخزاعي الذي تتبع أثار أقدام النبي صلى الله عليه واله وسلم وقارنها بقدم جده إبراهيم فوصلوا أخيرا إلى جبل ( ثور) حيث كان النبي – صلى الله عليه واله وسلم – وأبو بكر في غاره مختبئين وعندما وصلوا هناك بدا أبو بكر يرتجف وكان حزينا وخائفا فنهاه النبي – صلى الله عليه واله وسلم – عن ذلك بقوله له ( لا تحزن أن الله معنا ) وقد جاءت في تلك اللحظات حمامة وباضت بيضة أمام الغار ثم جاء عنكبوت من العناكب فنسج خيوطه على الغار أيضا الأمر الذي جعل كفار قريش ينصرفون لاعتقادهم انه ما دامت الخيوط العنكبوتية موجودة وكذلك البيضة فان احد لم يدخل في هذا الغار . وكذبوا بذلك دليلهم كرز بن علقمة رغم تأكيده مرارا على أن النبي موجود في هذا الغار وبقي النبي – صلى الله عليه واله وسلم – مع أبي بكر في هذا الغار ثلاثة أيام انتظارا لهدوء حملات الملاحقة ضده وطوال تلك الفترة كانت أسماء بنت أبي بكر هي التي تأتي بالطعام من مكة إلى الغار لتقديمه إلى رسول الله والي أبيها . بعد ذلك تحرك النبي- صلى الله عليه واله وسلم – نحو المدينة بصحبة دليلة عبد الله بن اريقط بن بكر ووصل إليها واستقبله المسلمون مبتهجين فرحين .
هذه محصله ما يتناقله المسلمون في شان قضية غار جبل ثور وهي محصلة لعبت فيها السياسة بألاعيبها ونحن هنا سنبرهن أنشاء الله على بطلان كثير من تفاصيل هذه الرواية بناء على مصادر أهل السنة كقضية كون أبي بكر مع النبي في الهجرة وفي الغار وكقضية أن أسماء بنت أبي بكر هي التي كانت تغذي الرسول وتهيئ له الطعام وتوصله إليه وكقضية أن الحمامة قد باضت والعنكبوت قد نسج خيوطه وما شاكل ذلك من أمور عارية عن الصحة والتي شابت هذه الحادثة التاريخية العظيمة عن طريق الإسرائيليات .

1 أول ما يجب أن نعمله أن النبي – صلى الله عليه واله وسلم – قد اعتمد أسلوب السرية التامة في أمر هجرته تلك الليلة خاصة بعدما أمر بهجرة جميع المسلمين إلى المدينة وأبقى عليا لأنه وصية والقائم مقامة في تأدية حقوق وأمانات الناس المودعة عنده .
وكان لا بد من اعتماد اسلوب السرية لان كفار قريش كانوا يحيكون المؤمرات للحيلولة دون وصول النبي – صلى الله عليه واله وسلم – إلى يثرب حيث سيقود من هناك الدولة التي ستحطم ملكهم وسلطانهم وتقضي على جبروتهم .
لذا فان احدا لم يكن عالما بخروج النبي في تلك الليلة سوى أهل بيته المقربين علي وفاطمة عليهما السلام وام هانئ بنت أبي طالب ومصادر أهل السنة متفقة على أن ابا بكر لم يكم عالما بخروج النبي في تلك الليلة بل فوجئ بمسالة الهجرة صباحا فطلب منه أن يصحبة فقبل النبي – صلى الله عليه واله وسلم – ( تفسير القرطبي ج3 ص21, تاريخ الطبري ج2 ص102, البحر المحيط لأبي حيان ج2 ص118 )
أن هذه السرية تتناقض مع الرواية المنقولة والتي تقول أن النبي قد خرج من بيت أبي بكر نهارا وأمام مرأى المسلمين كلهم ! ( تاريخ الطبري ج2 ص100 )
فكيف يحرص النبي على إنجاح مشروع الهجرة وهو يعرض نفسه للقتل هكذا امام الكفار ويمشي أمامهم في النهار في طريقه إلى خارج مكة ؟؟!! وكيف يمكن ذلك وقد كان الكفار يطلبونه ويلاحقونه في أي مكان وقد كانوا ليلتها قد أحاطوا بداره متقلدين سيوفهم عزما على قتله ! أن هذا يعني الانتحار ! وهذا يضع علامة استفهام كبيرة على مسالة توجه النبي – صلى الله عليه واله وسلم – إلى بين أبي بكر وانطلاقه من هناك صباحا .
لقد كان من حرص النبي – صلى الله عليه واله وسلم – على إنجاح الهجرة والتستر عن أعين المجرمين أن طلب من المسلمين القليلين المتبقين في مكة عدم الهجرة في تلك الليلة التي سيهاجر فيها مخفيا عنهم سبب طلبه وكان من حرصه أن اختار وقت الهجرة ليلا وفي نهاية شهر صفر لئلا يكون في السماء ضوء القمر فينكشف في الطرقات .
فبالنظر إلى هذه الحيطة والسرية الكاملتين هل من المعقول أن يخرج النبي – صلى الله عليه واله وسلم صباحا وأمام أعين المشركين ؟؟!! بالطبع لا ... لذا فما دامت الرواية تقول انه قد خرج صباحا من بيت أبي بكر فإنها تسقط تلقائيا



أن الرواية تتقاطع مع روايات أخرى قد تبدو مضحكة بعض الشيء حيث يذكر أن النبي – صلى الله عليه واله وسلم خرج من بيته متوجها مباشرة إلى غار ثور وفي تلم الأثناء ذهب أبو بكر إلى بيته فلم يجده فسال عليا فاخبره الإمام بانا النبي في طريقه إلى خارج مكة فانطلق أبو بكر ليلحق بالنبي وقد كان يحمل جرسا معه فعندما أدركه ظن النبي أن ابابكر من المشركين فأسرع في المشي حتى يبتعد عنه ولكن الله جعل شسع نعله ينقطع فانفلق إبهام رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – بالحجر وسالت منه الدماء الأمر الذي أدى إلى توقف الرسول عن المسير اضطرارا وعندئذ وصل أبو بكر إليه فاجتمعا معا وسارا خارج مكة ! (تاريخ الطبري ج2 ص102)
أن هذه الرواية توضح جانبا من الكذب والبهتان فكيف يمكن أن يدخل أبو بكر بيت رسول الله والحال أن البيت محاصر من قبل المشركين في تلك الليلة العصبية ولم يكن يسمح لأي احد بالخروج أو الدخول ؟؟! وكيف له أن يسال عليا وهذا معناه كشف الخطة النبوية لأنه سيتبين لدى المشركين أن هذا النائم ليس محمدا بل علي ؟!
ثم كيف استطاع ابوبكر أن يعرف الزقاق الذي مر فيه رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم - ؟! وكيف تمكن من تشخيص ورؤية النبي في ذلك الليل الدامس؟!
أما القضية فلق الإبهام وانقطاع شسع النعل فربما نحن لسنا بحاجة إلى الرد عليها ! فليس مجرد دم يسير خارج من إبهام رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – بجاعل إياه يتوقف عن إكمال مسيرته تجاه المدينة وتهديد مشروع الإسلام كله للخطر كون احد المشركين يتبعه ... لقد ادمي النبي من رأسه إلى أخمص قدميه في رحلته لدعوة أهل الطائف إلى الإسلام عندما رموه – لعنهم الله – بالحجارة ولكنه لم يتوقف عن أداء مهمته تلك فكيف يتخلى عن أداء أعظم المهمات بهذه السهولة ؟؟!
أن هذه من الأراجيف الواضحة التي تحاول أن تصور لأبي بكر منزلة كبير عند السماء حتى يجبر نبيه على التوقف بإيذائه وإسالة الدم منه ! أن هذا التناقض يثير علامة استفهام أخرى فهل ذهب النبي إلى بيت أبي بكر ومن هناك اصطحبه معه أم توجه مباشرة إلى خارج مكة وفي الطريق أدركه أبو بكر ؟! أيهما نأخذها ؟!
...... إذا تعارضتا تساقطتا .

3 هناك شيء غريب في الرواية المزعومة إذ تذكر أن أسماء بنت أبي بكر كانت موجودة في بيت أبيها عندما وصل النبي – صلى الله عليه واله وسلم – إليه وانه استراح فيه قليلا ثم اخذ أبا بكر معه ومن بعد ذلك كانت أسماء تأخذ اليهما الطعام في الغار .. الخ .
الغرابة هي في : كيف يمكن أن تكون أسماء في مكانين يبعد كل منهما عن الآخر ألاف ألاف الأميال في الوقت نفسه ؟!
أن التاريخ يقول أن أسماء بنت أبي بكر كانت في تلك الفترة مع زوجها الزبير بن العوام في الحبشة !!! ( الثقات لابن حبان ج3 ص23 )
أن هذا يدلل على أن ( صناعة حكومية ) وراء قصة صحبة أبي بكر للنبي - صلى الله عليه واله وسلم – في تلك الهجرة المباركة .

4 هناك سؤال منطقي آخر هو : كيف توجه النبي – صلى الله عليه واله وسلم – إلى بيت أبي بكر الذي كان يحوي المشركين ؟! إلا يفترض به أن لا يتوجه إلى ذلك البيت بالذات حتى لا يكشفه احد من هؤلاء المشركين ؟!
أن بيت أبي بكر كان يضم كلا من : ابنيه عبدالعزى وعبد الله وابنته عائشة وأمهم ام رومان (نملة بنت عبد العزى ) بالإضافة إلى أبيه أبي قحافة .
وتنص الروايات على أن عبد العزى بن أبي بكر كان عنيدا محاربا للإسلام !! ( تاريخ ابن عساكر ج13 ص280)
وكذلك تنص على أن أم رومان كانت كافرة وقد طلقها أبو بكر بعد هجرته إلى المدينة عند نزول آية ( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ..) ! وكذلك تنص على أن أبا قحافة – والد أبي بكر – كان كافر أيضا ( شرح النهج ج13 ص268)
فهل يعقل أن يتوجه النبي إلى هذا البيت في هذه الليلة الخطيرة التي خططت فيها قريش لقتله وواد حركة الهجرة ؟! هل يعقل أن يلجا النبي إلى الذين يحاربونه ويرصدونه ؟! هل يعقل أن يتكلم في ذلك البيت عن الهجرة ويأخذ أبا بكر معه ولا يفترض أن أهله المشركين الموجودين في ذلك البيت سوف يكشفون الموضوع لرؤوس الكفر في قريش ؟!
أن هذا يدلل على أن النبي لا يمكن أن يكون قد ذهب بيت أبي بكر إطلاقا . خاصة وان عبد العزى بن أبي بكر كان من جملة الذين جندتهم قريش لملاحقة النبي- صلى الله عليه واله وسلم- .

5 لقد اجتمعت الروايات على أن النبي – صلى الله عليه واله وسلم – قد توجه من بيته إلى الغار وحيدا فريدا وهذا اصل وجوهر الحادثة . ( مسند احمد ج1 ص 331 , المستدرك ج3 ص133,
فتح الباري ج7 ص8 , سنن النسائي ج5 ص113 , شواهد التنزيل ج1 ص 135 )
والروايات الملفقة تقول بان أبا بكر صحب النبي – صلى الله عليه واله وسلم – في طريقه إلى الغار ولكن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع حقائق تاريخية ثابتة .
فعندما اخذ المشركون معهم دليلهم كرز بن علقمة الخز اعي لتتبع مسير رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – والقبض عليه رأى كرز أثار قدمي النبي فقال : ( هذه قدم محمد المشابه للقدم التي في المقام) ويقصد بها قدم إبراهيم الخليل في مقام قرب الكعبة ( الإصابة ج5 ص436 , من له رواية في مسند احمد لمحمد بن علي بن حمزة ص360 ؟,؟ فتوح البلدان للبلاذري ج1 ص64 ).
ومادام كرز لم يذكر مشاهدته لآثار قدمي أبي بكر فان الإشكال على صحبته للنبي في هجرته يتعاظم ويكبر .
والمثير أن عبد العزى بن أبي بكر كان من بيم مجموعة المشركين الذين كانوا يلاحقون النبي – صلى الله عليه واله وسلم – ( طالع ترجمة عبد الرحمن (عبد العزى) بن أبي بكر في تاريخ ابن العساكر وأسد الغابة )
وذلك يعني أن عبد العزى الذي هو ابن أبي بكر نفسه لم يتعرف على قدم أبيه كما لم يتعرف عليها الدليل كرز الخز اعي . وهذا مما يزيد من الإشكال ويدلل على أن أبا بكر لم يصحب النبي اصلافي تلك الرحلة .

6 أن الرسول الأعظم – صلى الله عليه اله وسلم – لم يؤثر عنه أي قول أو نص يثبت فيه وجود أبي بكر معه في الغار ولو كان كذلك لحصل أبو بكر على منقبة عظيمة يستحق بها المديح والإطراء النبوي بينما لم نلحظ ذلك . أي لم نسمع بحديث يقول فيه النبي عن أبي بكر ( هو صاحبي في الغار ) مثلا . بل على العكس من ذلك سمعنا النبي – صلى الله عليه واله وسلم – بذمة في كثير من المواطن فعندما تقدم أبو بكر للزواج من فاطمة رفضه وعندما تقدم عمر رفضه أيضا , ولكن عندما تقدم أمير المؤمنين علي وافق النبي - صلى الله عليه واله وسلم – وقال له ( أنت لست بدجال ) في تعريض واضح منه - صلى الله عليه واله وسلم – بابي بكر وعمر . (مجمع الزوائد ج9 ص204 , طبقات ابن سعد ج8 ص12 , الإصابة ج1 ص374)
ولو كان ابوبكر حاضرا مع الرسول – صلى الله عليه واله وسلم – في الغار وقد نزلت فيه تلك الآية لما عرض به النبي – صلى الله عليه واله وسلم – يضاف إلى ذلك أن معظم الروايات المنقولة عن صحبة أبو بكر للنبي في الغار , منقولة على لسان عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك وعبد الله بن عمر , وهؤلاء مشكوك في روايتهم لأنهم من المحسوبين على أبي بكر نفسه .
في المقابل لم نجد أحدا من معارضي أبي بكر , كسعد بن عبادة والزبير بن العوام والحباب بن المنذر ومالك بن نويرة وغيرهم من الصحابة , يقر بحضوره الغار , إذ لو كانوا يقرون بذلك لما عارضوا حكمه وتمردوا عليه ورفضوا مبايعته بدعوى أنه ( أبو فصيل ) أي الذي لا فضائل له أو قومه .





7 جاء في كتاب البداية والنهاية لابن الكثير الأموي عن ابن جرير الطبري ما يؤيد هجرة رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – إلى غار ثور وحده فخاف ابن كثير من هذه الرواية الصحيحة الدالة على بطلان صحبة أبي بكر فارتجف قائلا : ( وهذا غريب جدا وخلاف المشهور من أنهما خرجا معا ) (البداية والنهاية ج3 ص219 , السيرة النبوية لابن كثير أيضا ج2 ص236 )

8 أجمعت الروايات على أن النبي – صلى الله عليه واله وسلم – خرج وحيدا إلى الغار وهناك سال الله تعالى أن يبعث إليه من يدله على الطريق فكان أن التقى النبي بالدليل عبدالله بن اريقط بن بكر حيث تذكر الروايات أن النبي قال له : ( يا ابن اريقط .. أأتمنك على دمي ؟ فقال عبد الله بن اريقط بن بكر : إذا والله أحرسك وأحفظك ولا أدل عليك فأين تريد يا محمد ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم - يثرب . قال عبدالله بن اريقط بن بكر : لأسلكن بك مسلكا لا يهتدي فيها احد : ( المستدرك ج3 ص133 , فتح الباري ج7 ص8 , سنن النسائي ج5 ص113 , شواهد التنزيل ج1 ص135 ) فما دام هذا الثابت أي أن النبي خرج مع ابن بكر- وليس أبا بكر-
من الغار متوجها إلى يثرب (المدينة المنورة) وما دامت جميع الروايات تذكر أن أهل المدينة وكذلك الذين يسكنون ما بين المدينة ومكة لم يشاهدوا سوى شخصن اثنين فقط ( الطبقات الكبرى لابن سعد ج1 ص230 , سيرة ابن هاشم ج2 ص100 , عيون الأثر ج1 ص248 ) فان ذلك يعني أن أبا بكر لم يكن مع النبي – صلى الله عليه واله وسلم – في هجرته لان ذلك يتطلب أن يرى الناس ثلاثة أشخاص وليس شخصين فقط . وكما ذكرنا فان الثابت هو خروج النبي مع دليله عبد الله بن اريقط ابن بكر لأنه بدونه لا يستطيع الاهتداء في طريقه إلى يثرب فهو الخبير بالطرقات والمسالك .

9 الروايات المختلفة التي تقول أن أبا بكر قد خرج مع النبي – صلى الله عليه واله وسلم – إلى الغار تذكر أيضا أن أسماء بنت أبي بكر كانت تزودهما بالطعام طوال فترة مكوثهما في الغار والبالغة ثلاثة أيام . أن هذا الأمر يتناقض مع العقل والمنطق لأنه لو كان أبو بكر مهاجرا مع النبي فعلا لكان من أيسر اليسير على مشركي قريش أن يتعقبوا ابنته التي تخرج كل يوم ويتتبعوا خطواتها حتى يتوصلوا إلى مكان النبي – صلى الله عليه واله وسلم – خاصة وان عبد العزى بن أبي بكر هو أخ أسماء ويسكن معها في البيت نفسه وكان من الذين يلاحقون النبي فكان سهلا عليه ملاحظة أخته وهي خارجه كل يوم حاملة معها الطعام والزاد . على إننا أثبتنا سابقا أن أسماء لم تكن في مكة أصلا إذ كانت مع زوجها الزبير في الحبشة ضمن مجموعة المسلمين الذين لجؤوا إلى هناك وهذا التخبط والتضارب يسقط أكذوبة وجود أبي بكر مع النبي في الغار وينفي هجرته معه بل يؤكد انه قد هاجر مع بقية المسلمين في المجموعة الأولى المتوجة إلى المدينة خاصة إذا ما أدركنا أن أبا بكر كان ملازما دائما لعمر بن الخطاب في حله وترحاله وقد ثبت في السير أن ابن الخطاب قد هاجر إلى المدينة قبل هجرة النبي – صلى الله عليه واله وسلم- إليها .

10 جاء في اصح كتب أهل العامة ما يثبت حقيقة انه لم تنزل آية واحدة في القران تمدح أبا بكر وأهله فقد ورد عن عائشة في صحيح البخاري قولها (لم ينزل فينا قران ) ( صحيح لبخاري ج6 ص42 , تاريخ ابن الأثير ج3 ص199 , الأغاني ج16 ص90 , البداية والنهاية ج8 ص96 وغيرها الكثير .
وهنا فلنركز قليلا : لقد ذكرت عائشة هذا أمام جميع الصحابة والمسلمين الأوائل وقالت : لم ينزل فينا قران . ولو كانت آية (.. ثاني اثنين إذ هما في الغار ..) نازلة في أبي بكر لما قالت هذا الكلام لأنها تنتقص بذلك أباها وتجرده من مزية واضحة في القران . أو على الأقل لرد عليها الصحابة الذين يفترض أنهم متيقنون من حضور أبي بكر في الغار ولذكروها بالآية وبقضية هجرته مع النبي - صلى الله عليه واله وسلم - . لكن شيئا من هذا لم يحدث وهو ما ثبت زيف أحاديث حضور أبي بكر في الغار حتى تلك المسندة إلى عائشة منها . وهذا يوضح أن مسالة حضوره في الغار هي مسالة طارئه ولم تكن معروفة في صدر الإسلام. خاصة إننا إذا تتبعنا التاريخ فإننا لن نجد إشارات واضحة على لسان أبي بكر حول حضوره في الغار وهجرته مع النبي مما يدعم كون القضية من اختلا قات السلطة لإثبات مزية لأبي بكر .

11 كان يحيى بن معين من المشككين برواية حضور أبي بكر في الغار الواردة عن طريق انس بن مالك . فكانت الشكوك تحوم حول ذلك الحديث بصور متعددة ( سير أعلام النبلاء للهبي ج10 ص362, تهذيب الكمال للمزي ص29 ) وقد ذكر حديث الغار العباس بن الفضل الزرق عن ثابت عن انس فقال فيه يحيى ن معين ( كذاب خبيث) ( تاريخ بغداد ج12 ص133)
وإذا نظرنا إلى رواة حديث الغار نجدهم بين كذاب ومدلس وضعيف فقد كان سليمان بن حرب يضعف حديث الغار الذي ذكره خالد بن خداش عن حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر ( سؤالات الاجري لأبي داود سليمان بن الأشعث ج1 ص399) ولقد زادت الطعون في رواة الحديث المكذوب في حضور أبي بكر في الغار ( طالع تاريخ بغداد ج8 ص302 , تهذيب الكمال للمزي ج1 ص314 , تهذيب التهذيب لان حجر ج1 ص27 , تاريخ دمشق ج5 ص235 , سير أعلام النبلاء ج12 ص232 ى, ميزان الاعتدال للذهبي ج1 ص73 وغيرها ) وهذه أسانيد الضعيفة تشكك بقوة في قصة الغار المختلقة .

12 أن الذي كان حاضرا مع النبي في الغار ليس سوى دليله ابن بكر الذي التقى به النبي في اليوم الأول من هجرته ومكوثه في الغار فطلب منه مساعدته واستجاب الرجل للأمر النبوي .
وقد ذكرت مصادر العامة أن ابن بكر كان مشركا في ذلك الوقت ! وهنا نضع علامة استفهام كبيرة إذ لو كان الدليل ابن بكر مشركا حقا فما الداعي لا يساعد رسول الله ؟! أن هذا يكشف جزءا من الحكمة النبوية فلقد كان الدليل ابن بكر يمارس التقية وكان يخفي إسلامه حتى يقوم بهده المهمة العظيمة في حفظ رسول الإنسانية وإيصاله سالما إلى المدينة لقد كان ابن بكر معروفا في أوساط كفار قريش بالكفر وكان يتظاهر بعبادة الأوثان حتى لا يشكوا فيه خاصة أنة كان من اشهر الإدلاء على الطرق .انه لم يرد في التاريخ أن النبي منح مكافأة لابن بكر او انه كانت لدية مصلحة معينة معه حتى نقول مثلا انه قد ساعد النبي في الهجرة لغرض دنيوي فلا بد لنا والحال هذه أن نقول بان ابن بكر كان رجلا مسلما صالحا قام بدوره بدافع من عقيدته .والذي يؤيد ذلك انه ما دام غائبا عن أذهان مشركي قريش أن ابن بكر مسلم ومن أتباع محمد فانه لا يكون مراقبا من قبلهم وبذا يمكنه أن يوصل الطعام والأخبار إلى النبي في الغار طوال فترة مكوثه فيه والبالغة ثلاثة أيام حتى يهدأ ويسكن الطلب عليه ثم يتوجه به إلى المدينة.
والواضح أن ابن بكر في إحدى زياراته للنبي في الغار تفاجأ بمجيء مشركي قريش ووصولهم إلى الغار عن طريق الاستدلال على آثار قدم النبي وهنا حزن ابن بكر وخاف فلجأ إلى غار وطمأنه النبي ثم انصرف المشركون بالإعجاز ألاهي ونزلت الآية .

13 الظاهر أن الماكرين قد قاموا بتصحيف وتزوير كبيرين ليوافق اسم (أبي بكر ) اسم (ابن بكر ) الدليل فقد غيروا اسم أبي بكر الحقيقي (عتيق) وجعلوه (عبد الله ) ليوافق اسم (عبد الله بن اريقط بن بكر) ( مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ج13 ص 35 ) وبهذا بقي التغير بين (ابن بكر ) و ( أبي بكر ) وهو سهل وبسيط لأنه الكتابة في السابق لم تكن منقوطة لذا فان اسم أبي بكر وكذلك ابن بكر يكتبان بالطريقة نفسها .ولهذا نظائر في التاريخ فقد قام العباسيون بتصحيف اسم عباس بن نضلة الأنصاري الصحابي الذي استشهد في معركة احد ليسرقوا فضائله ويلصقوها بالعباس بن عبد المطلب .

14 أن الروايات التي تذكر هجرة أبي بكر مع خاتم الأنبياء محمد هي روايات إسرائيلية لأنها تشتمل على بعض التفاصيل الواضح اتصالها باليهود وتراثهم من تلك القضايا أن حمامة قد جاءت وباضت بيضة أمام الغار وان عنكبوتا قد جاء ونسج خيوطه على فتحه الغار والأمر الذي جعل المشركين يتوهمون عدم وجود احد فيه . وهذا الأمر مناقض للعقل وللصحيح من الروايات لان غار ثور كما شاهدناه هو غار صغير لا تتعدى مساحته مترين مربعين فقط فمن غير الممكن أن يحجب أي شي الرؤية إلى داخله فلو وقف أي شخص أمام فتحة الغار لشاهد كل ما فيه بشكل واضح جدا لأنه غار صغير ويضاف إلى ذلك أن هناك فتحة أخرى جانبية في الغار الأمر الذي يجعل الضوء ينفذ ويضئ الغار بأكمله مما يسهل الرؤية لذا فلا معنى لخيوط عنكبوت ولبيضة حمامة فالرؤية واضحة تماما . والحقيقة أنهم قد جاءوا برواية العنكبوت من سيرة داود في كتب اليهود حيث نسج العنكبوت خيوطه على غار داود عندما لاحقه جالوت بغرض قتله (تفسير القرطبي ج13 ص 346 ) والصحيح أن المشركين عندما وصلوا إلى الغار عمت أبصارهم ولم يمكنوا من مشاهدة أي أحد داخل الغار كما حصل عندما مر النبي أمام أعينهم في خروجه من بيته في مكة المكرمة . قال أبو الطفيل عامر بن واثلة عن أبيه ( كنت أطلب النبي فيمن يطلبه وهو في الغار فنظرت فيه فلم أرا أحدا ).. ونظر القرشيون في الغار أيضا فلم يشاهدوا أحدا (الإصابة ج7 ص194) أن هذا يؤكد أن المشركين قد عميت أبصارهم عن مشاهدة رسول الله وكذلك صاحبه ودليله عبد الله بن بكر .



15. نجد في التاريخ أن أعاظم أصحاب الأئمة صلوات الله عليهم قد اتهموا بعدم اعتقادهم بوجود آية ( ثاني اثنين إذ هما في الغار ..) ضمن القران لأنهم لا يعتقدون بنزول آية واحدة في حق أبي بكر !! قال ابن حجر نقلا عن الحافظ (اخبرني النظام وبشر بن خالد قالا : قلنا لمحمد بن جعفر الرافضي المعروف بشيطان الطاق : ويحك! أما استحيت لما قلت أن الله لم يقل قط في القران (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن أن الله معنا) ؟!قال : فضحك طويلا حتى خجلنا نحن وكنا نحن الذين قلنا ذلك ( لسان الميزان لابن حجر ج5 ص 108) أن المؤمن الطاق من أعظم تلاميذ الإمام الصادق ولا يمكن أن يخرج عن اعتقاده والواضح أن بهذا الاتهام الخطير مردة إلى عدم اعتقاده بنزول آية في شان أبي بكر مما يعني أن آية ( ثاني اثنين..) عنده نزلت في رجل آخر وهو ابن بكر( الدليل ) ولذا وجدنا خصومه يشنعون عليه عندما ينفى نزول قران في حق أبي بكر والتهمة نفسها اتهم بها هشام بن الحكم الذي كان يقول بعدم نزول القران في شان أبي بكر وبذلك رموه بنقص القران لأنهم ربطوا آية الغار بابي بكر غصبا! فيكون عندهم الذي لا يعتقد بنزول آيات في أبي بكر كمن يعتقد بنقص القران !

16. كان العلماء والمثقفون والحكام من التابعين المنتشرين في شرق الأرض وغربها عارفين بعدم صحبة أبي بكر للنبي في الغار والهجرة ومن هؤلاء محمد بن المهدي مؤسس الدولة الفاطمية الذي كان يكذب حضور أبي بكر في الغار وهجرته مع الرسول (سير أعلام النبلاء للذهبي ج 12 ص133) ومحمد بن المهدي من العلماء الأشراف المنحدرين من نسل رسول الله وقد هاجر من الكوفة إلى شمال أفريقيا حيث مكنه الله تعالى من تأسيس أقوى دولة إسلامية في أفريقيا ثم ازدادت عظمة بعد سيطرتها على شبه جزيرة العرب والشام ومصر ومتخذة من القاهرة عاصمة لها .إن مما هو بينٌ أن قصة هجرة النبي مع أبي بكر وحضوره وإياه في الغار هي من اختلافات الأنظمة الحاكم


( موضوع طويل لكن مهم جدا )
[glint] http://www.qassimy.com/vb/upk/eskigece3.jpg[/glint]