اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دولة الحق سبحانه -1-
مرت على شعوب الأرض أحقاب طويلة، وهي ترزح تحت نير الظلم وسياط القهر. ولم تعد قادرة على المضي على هذا الدرب، دون تغيير أو تبديل.
فباتت تتوق إلى التغيير والتطوير نحو الأفضل، ولم تعد قادرة على تقبل واقعها المتأزم. خاصة في هذا العصر الذي أمنت فيه سبل التواصل، وعبدت فيه طرق إيصال صوت المعذبين والمنبوذين إلى آذان جميع العالم.
لكن المشكلة تكمن ليس في رغبة التغيير فقط، ولكن في الفكر الذي يجب إتباعه أيضا. فلقد جرب الناس مختلف أنواع الاديلوجيات، التي لم تأت بالنتيجة المرغوب فيها.
فهل هناك فكر تم تطبيقه، فاثبت جدواه ونجاحه على ارض الواقع. هذا ما سوف نتعرف عليه في الحلقات القادمة.
بقلم: حسين نوح مشامع
آخر تعديل بواسطة بنت الهدى2 ، 17-May-2013 الساعة 01:38 PM.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دولة الحق سبحانه -2-
كما ذكرنا في الحلقة الماضية، لم تفتأ الأمم والشعوب منذ فجر التاريخ، تبحث عن مخرج لها من الأزمات التي لاحقتها وتلاحقها حتى اليوم. بعد أن جربت كافة أنواع الأفكار والأطروحات الفكرية، التي كانت تبهرها بمنطقها وعذوبتها، ولكن ما إن تنزلها إلى أرض الواقع، حتى تزل قدمها وتسقط على وجهها مع أول اختبار. كأنما قد كتب على البشرية العذاب، ولا يمكنها حل مشاكلها، أو يوجد استحالة لحلها.
يقول الباحث الإسلامي "محمد المحفوظ" يجب أن يترابط الثلاثي (الفكر - الواقع - الإنسان) لنتمكن من إقامة دولة تفي بمتطلبات الواقع، وتحرص على سعادة الإنسان.
فلا يمكن لفكر إنساني أو نص ديني أن يبقى ويستمر، ما لم يأخذ في اعتباره ملابسات الواقع. فإن الواقع له أثره الفعال في عملية التغيير، ولن يكتمل التغيير ما لم يكن الواقع جاهزا لتقبله، ومستعدا لإنزاله على الأرض وتطبيقه.
وكذلك الإنسان له دوره المهم، لان هذه الأفكار والأطروحات لم تولد إلا به وله. فهو من يقوم بعملية الربط بين الأفكار والواقع، وهو من يقوم بالتفاعل والاستنباط. فإذا نسينا أو تناسينا دوره في معمعة الصراع عند تطبيق الأفكار، فإننا لن نستفيد من الأفكار شيئا، ونكون قد جنينا على الإنسان.
فمن جديد، هل وجد في التاريخ دولة قامة على أساس فكري متين، تم تطبيقه بنجاح على أرض الواقع؟ هذا ما سنعرفه في الحلقات القادمة!
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دولة الحق سبحانه -3-
يقول الأستاذ والباحث الإسلامي "محمد المحفوظ" لبناء مجتمع جديد لابد من بناء الإنسان والطليعة المؤمنة.
فالمجتمع كالبناء الواحد، الذي يعتمد في تكوينه على لبنات بعضها فوق بعض. ولا يمكن لذلك البناء أن يقوم على قواعده، دون رص تلك اللبنات وربطها مع بعضها. ولكي يكتمل ذلك البناء ويكتسب صلابة وقوة، لابد من العناية والاهتمام بكل لبنة منه على حدة.
كذلك الإنسان لا يمكن بناءه وتجهيزه لمجتمع جديد، دون كنس وإزالة الرواسب والانحرافات السابقة التي كانت تملأ رأسه وتسير حياته. ولعمل كبير كهذا، لابد ما إعطاءه الوقت الكافي، ليثبت قدمه في الأرض ويقوى عوده، لنتمكن من تلقيحه ليعطي ثمرا مفيدا.
وبعد أن يتم تهيئة العقل لتلقي العلوم الجديدة، تبدأ مرحلة تنمية الوعي الديني وتطوير المعرفة. إذ إن الجمود وعدم الانفتاح على مختلف المعارف والثقافات، من الممكن أن يؤدي إلى فعل عكسي. كما الأرض الزراعية إذا بقيت تزرع ببذور من نوع واحد ولفترة طويلة، تفقد صفاتها الحيوية، مما يؤثر على محصولها وإنتاجها.
كما لابد لكل هذا من بيئة داعمة وحاضنة، بعيدا عن البيئة التي تربى فيها الفرد، ليتمكن من اكتساب عادات وصفات جديدة. لذا تعمل وتقام تلك الدورات، التي نسمع عنها هنا وهناك، بعيدا عن الحياة اليومية، ليكتسب الإنسان المهارات الجديدة، ويتقمص الجديد من الصفات.
وفي الختام نعيد سؤالنا الذي بدأنا به سلسلتنا هذه، هل أقيم مثل هذه الدولة على ارض الواقع؟ هذا ما سنعرفه من الحلقات اللاحقه!
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دولة الحق سبحانه -4
لابد لكل ديانة أو حركة جديدة، من رمز أو مكان تلتف حوله، وتنطلق منه إلى العالم، لبث أفكارها ورؤاها. وفي وحول ذلك الرمز أو المكان يلتقي أفرادها والمنتمون إليها، لتلقي التربية والتعاليم التي تخص تلك الديانة أو الحركة.
وبالنسبة إلينا كمسلمين، ليس لدينا من رمز أو مكان نلتف حوله ونلتقي فيه، بعد رسول الله وآله عليهم الصلاة والسلام، ونتلقى عبره أسس ديننا وتعاليمه، إلا المسجد. فهو كما قال المفكر الإسلامي - الأستاذ محمد المحفوظ - المسجد هو المعادل الموضوعي للرسالة.
فهو يمثل الرمز الذي يلتف حوله المسلمون، وهو المنبع الصافي الذي يتلقون منه تعاليم دينهم. فهو ليس مكان للالتقاء والاجتماع فقط، وحل المشاكل الاجتماعية، بل شأنه شأن الجامعات والمؤسسات التعليمية، يتخرج منه العلماء والحكماء والأدباء. فهو مكان لاكتناز المعرفة الدينية والاجتماعية، والانطلاق لنشرها وتعميمها. كما انه بالإضافة إلى موقعه العلمي، له قدسية لارتباطه بصاحب الرسالة(ص)، وله أحكام شرعية خاصة به، لارتباطه بالمشرع الأول - الله سبحانه وتعالى. لذا كان بنائه وإقامته، من أول أولويات المسلمين.
ونتابع تساؤلنا السابق، هل قامت مثل هذه الدولة على وجه الأرض، وهل بقي من معالم لهذه الدولة لم نعرفه بعد؟ الإجابة على هذه الأسئلة وغيرها سنعرفه في الحلقة أو الحلقات القادمة.
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دولة الحق سبحانه -5 –
في هذه المقالة، وفي هذه الحلقة الأخيرة، من سلسلة دولة الحق سبحانه، سوف يكون حديثنا عن ما تبقى من واجبات، تقوم بها دولة الحق سبحانه، اتجاه شعبها ومواطنيها.
يقول الأستاذ والمفكر محمد المحفوظ بهذا الخصوص: يقع على عاتق دولة الحق سبحانه، عبأ المؤاخاة بين شعبها ومواطنيها، ليتمكنوا من العيش في وفاق وسلام. فإن مواطني أي دولة، وإن انتموا إلى ديانة واحدة، فإنهم قد ينتمون إلى مذاهب متفرقة. كما أنهم وإن قطنوا على أرض واحدة، لابد وأن ينتموا إلى قبائل وأعراق ومناطق مختلفة. كما قال الله جل جلاله في كتابه الكريم (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم).
وهذا الاختلاف قد يؤدي إلى التناحر والتقاتل، إثباتا إن مذهب أحدهم على الحق، وأن المذاهب الأخرى على الباطل. أو أن أحد القبائل أو الأعراق أحق بالمنافع التي تنتجها بلاده، دون غيره من المواطنين. لذا يتوجب على دولة الحق وضع قانونا أو قوانين، للتقريب والمؤالفة بين أفراد شعبها، حتى ولو رجعوا إلى مذاهب مختلفة، أو انتموا إلى أعراق وقبائل ومناطق متفرقة.
ويضيف الأستاذ المحفوظ قائلا: كما ويقع على عاتقها، سن القوانين التي تحكم العلاقة بين مواطنيها على اختلاف أديانهم.
لأنه وكما نلاحظ حولنا، أن هناك دولا يتواجد فيها مواطنين من أدينان متفرقة. وهذا الاختلاف أولى بالتنازع والتناحر، في محاولة لرد خطر الآخرين، أو الحفاظ على والجود ووحدة الكيان. كما إنه قد يكون هناك نزاعا بين المواطنين، وبين المقيمين في أرجاء الدولة، والقادمين من دول أخرى. ولأنه لا يمكن أن يعم النظام ويدوم الأمن والسلام في البلاد، دون عقد يوحد بين المختلفين مذهبا، ويحكم العلاقة بين المختلفين دينا، وينظم الارتباط مع المختلفين وطننا، وهم يعيشون على بقعة واحدة من الأرض.
وكعادتنا طرح سؤالنا الذي نكرره في كل حلقة، هل قامت مثل هذه الدولة على وجه الأرض؟
وجوابنا هو: نعم إنها أول دولة سماوية إسلامية، أقامها رسول الله(ص) في المدينة المنورة، بعد هجرته إليها، واستقراره فيها، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار. وسن العقود والمواثيق التي تحكم العلاقة بين المسلمين، واليهود القاطنين في المدينة وحولها، بإصدار صحيفة المدينة.
بقلم: حسين نوح مشامع
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
بُوركتم أخي الفاضل حسين نوح مشامع
على هذا الطرح القيم
اللهم أكتبنا ممن يتشرفون ويمتعون في ظل ولاية بقية الله في أرضه
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا
توقيع سليلة حيدرة الكرار
تركت الخلق طـراً في هـواك
وأيتمت العيــال لــكي أراك
فلـو قطعتني في الحب إربــا
لمـا مـال الفــؤاد إلى سواك