اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبِهِ مَرَضٌ وَ قُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32)(الاحزاب)
السلام عليكم
اعزائي
حدثت حادثة في سنين عديدة مضت ؛ تحزن القلب وتصب الدموع كلها بسبب عدم العمل بهذه الآية المباركة ؛ والحادثة ينقلها لنا قاضي التحقيق بتفاصيلها ثم يعلق القاضي بان المرأة هذه لو كانت تعمل بهذه الآية المباركة لما اصابها كل هذه الفاجعة التي تبكي كل عفيف وعفيفة
وساترجمها لكم بدقة ان شاء الله لتكون عبرة لكل مؤمنة وتصمم ان تلتزم باوامر القرآن الكريم والعترة الطاهرة
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فيطمع الذي في قلبه مرض
قبل ان اكتب لكم القصة احب ان اذكّر بملاحظات هامة
1 – انما اتحمل عناء الترجمة لكي يكون عبرة لكل المؤمنات ويخضعن لله ورسوله صلى الله عليه واله والقرآن الكريم والعترة الطاهرة ولا يخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض
2 – ان القصة تتكرر كل يوم باشكال مختلفة منها ما يظهر فضيحتها ومنها ما يبقى مكتوبا في صحيفة الاعمال وطي وساوس النفس فتدفع الرجل المسكين في امواج مرضه القلبي وتسحب الستائر على بصيرته فتجده لا يبصر من لذة الحياة ولا الآخرة شيئا
3 – القصة انقلها عن قاضي التحقيق وقد حدثت في حدود سنة 1987 م
4 – ان كانت هناك تعليقات لي ساكتبها باسم جلال للامانة ولكي لا يختلط ما اعلقه على اصل القصة .
القصة مترجمة عن كتاب اسمه "من هو المقصّر" الكاتب احمد محققي قاضي التحقيق في الشرطة الجنائية في شعبة القتل العمدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الظلام يكاد لا يريك يدك لشدته ؛ والهدوء يعم الركاب في السيارة التي تحمل 40 راكبا وهي تطوي الارض بين الجبال والوديان الى ان بدء الظلام يسحب ثوبه وتلبس السماء ثوبها الجديد بين الظلام والبياض امواج انفاس الصباح .
وكان مسعود من بين الركاب عمره 30 سنة رجل نحيف الجسد ؛ طويل القامة ؛ اسمر اللون ؛ سحب سيجارة من علبتها واشعل النار على راسها ليؤجج اللهيب في صدره ؛ لحظات واذا بجو السيارة كأنها دخان ؛ قد عكر الجو الصباحي اللطيف بعفونة سيجارته المدمرة لانفاس من يجاوره
جلال:
وكأنه لم يقرء الروايات التي حرمة إيذاء الجليس والجار ومنها قول هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِيَأْذَنْ بِحَرْبٍ مِنِّي مَنْآذَى عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ
وقال رسول الله صلى الله عليه واله :مَنْآذَى جَارَهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ* وَ مَنْ ضَيَّعَ حَقَّ جَارِهِ فَلَيْسَ مِنَّا.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ان مسعود هذا كان يقصد الذهاب الى العاصمة طهران حيث ان اخته تعمل موظفة هناك وقد عزم على زيارتها .
وصل الباص الى محطة السيارات في السادسة صباحا فنزل وبيده حقيبتان ثقيلتان بما قد شحنهما من الهدايا التي ارسلتهما امه او ابوه الى اخته الموظفة هناك .
كان مسعود مسرعا في ذهابه الى اخته عله يصل اليها قبل ان تخرج للادارة التي تعمل فيها ؛ وحينما وصل على العنوان الذي يحمله واذا به يصل الى بيت ذي ثلاث طوابق ولكنه لم يوفق في لقاء اخته التي خرجت قبل الساعة السابعة .
طرق باب الطابق الاول فلم يجبه احد .
ان اخته تسكن في الطابق الاول وفي الطابق الثاني يسكن شابان لم يتزوجا بعد وهما ابنا صاحب البيت وفي الطابق الثالث يسكن الولد الثالث لصاحب البيت وهو "محمد" وزوجته "ستارة" ولها بنت عمرها خمسة سنوات واسمها "بهاره"
جلال : (وهذه من الاسماء الايرانية وتعني ستارة "نجمة" وبهارة تعني "ربيع")
لذلك فان مسعود طرق باب الطابق الاول الذي استاجرته اخته منذ اشهر عديدة؛ وحيث انها قد خرجت فكر مسعود ان يجعل الحقائب عند اصحاب البيت لانها ثقيلة ثم يذهب ريثما تعود اخته
لكنه فكر ان الساعة السابعة صباحا ولعل اصحاب البيت نيام في هذه الساعة المبكرة ؛ فانصرف عن نيته ورجع عازما الذهاب الى دكان كان هناك بجوار البيت وحينما وصل اليه قال له بعد ان سلم عليه :
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
انني جئت لازور اختي في بيت محمد جارك ولكنها قد ذهبت للعمل قبل ان اصل اليها فان امكن ان تجعل هذه الحقائب عندك لانها ثقيلة واعدك ان ارجع لاخذها قبل الساعة التاسعة .
وحيث ان صاحب الدكان يعرف محمد ويعلم بان له بنت غير متزوجة وهي مستاجرة عنده قبل الحقيبتين واخذ يفكر بحظه التعيس قائلا:
لاحظ كم ان محمد محظوظ بهذه البنت التي استاجرت الطابق الارضي منه حيث انها وحيدة ولها اخ مؤدب لا يحب ازعاج الناس بايقاظهم من نومهم لكنني انا التعيس اقف هنا الى الليل ومع كل هذا التعب فلا اربح كما يربح محمد
جلال (ان صاحب الدكان نسي قول الله سبحانه وتعالى :وَ لا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فيهِ وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقى (131)(طه)
والانسان الراضي برزقه وقانع بما قدر له يكون اسعد الناس لانه يثق بربه فيامن عواقب امره وسيندم صاحب الدكان على اعتراضه على ربه بعد ان جرى ما جرى ..........)
على اي حال اودع الحقائب وذهب مسعود بدون ان يكون له هدف في سيره الا قتل الوقت بسيف البطالة وازهاق هذه النعمة المجهولة حقها
جلال (وَ قَالَ صلى الله عليه واله : نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَ الْفَرَاغ)
وهو يسير في الشوارع واذا بسيارة قد زينت بالورود والاشرطة الحمراء لانها تعد لنقل العروس لبيت سعادتها ؛ اخذ يفكر مسعود بحظه المنكوس لانه قد بلغ الثلاثين من عمره ولم يحظ بزوجة تسعده ولكنه فكر ومن اين لي مال واتزوج بها مع صعوبة المهر ومؤنة الزواج .
جلال (وهذه خطط من وراء الستائر اليهودية في غلاء المهر وصعوبة الموانع للزواج المحلل لكي يفسد المجتمع ويعكر صفو الروح الايمانية وحينها يصطادوا هم في الماء العكر بينما ينادي الاسلام باعلى صوته:
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مِنْ بَرَكَةِالْمَرْأَةِ خِفَّةُ مَئُونَتِهَا وَ تَيْسِيرُ وِلَادَتِهَا وَ مِنْ شُؤْمِهَا شِدَّةُ مَئُونَتِهَا وَ تَعْسِيرُ وِلَادَتِهَا.
ورُوِيَ أَنَّ مِنْ بَرَكَةِالْمَرْأَةِ قِلَّةَ مَهْرِهَا وَ مِنْ شُؤْمِهَا كَثْرَةَ مَهْرِهَا.
وَ قَالَ إِذَا طَافَ فِي الْأَسْوَاقِ وَ وَعَظَهُمْ قَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ قَدِّمُوا الِاسْتِخَارَةَ وَ تَبَرَّكُوابِالسُّهُولَة)
اخيرا قال مسعود لنفسه انني يائس من قدرتي للزواج مع حاجتي اليه .
ذهب ليستحم في الحمامات العامة ثم افطر وعاد الى صاحب الدكان في الساعة التاسعة بالضبط فقال له صاحب الدكان :
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
حينما جاء مسعود في الساعة التاسعة بالضبط نظر صاحب الدكان الى ساعته فوجدها بالضبط هي الساعة التي وعده ان ياتي فيها الى اخذ الحقائب فاعجب به كثيرا وقال له :
احسنت ؛ الأنسان يجب ان يكون في مواعيده مضبوطا ؛ دقيقا ؛ لان الانسان الذي لا يهتم بمواعيده لا يساوي بعوضة ؛
جلال: ((حقا ما قاله صاحب الدكان في اهمية الوعد لان الاسلام اهتم به كثيرا واعتبر خلف الوعد من علامات المنافق كما ورد في
مصباح الشريعة / / 145 / الباب الثامن و الستون في صفة المنافق عن الامام الصادق عليه السلام حيث ينقل عن رسول الله صلى الله عليه واله قائلا
قال النَّبِيُّ صلى الله عليه واله: الْمُنَافِقُ مَنْ إِذَا وَعَدَ أَخْلَف
ولكن لاينبغي للانسان اللبيب إن وجد في شخص لا يعرفه خصلة من خصال الخير ان ينخدع به ويثق به كل الثقة فقد ورد عن آخر الزمان ان من الفطنة سوء الظن حتى تتبين حقيقة المرء))
واخيرا قال مسعود لصاحب الدكان اشكرك على كلماتك الجميلة واخذ حقائبه وسار متجها الى البيت الذي تسكنه اخته فطرق باب الطابق الثاني فلم يرد عليه احد ولذلك طرق الباب الثالث الذي تسكن فيه ستارة زوجة محمد وام بهارة فقالت ستارة من خلال الجهاز :
من؟؟
مسعود : انا اخو البنت التي تسكن في الطابق الاول عندكم وقد جئت من مكان بعيد لازور اختي ولكنني لم اوفق بلقائها لانها ذهبت للعمل قبل وصولي فان امكن ان تفتحي الباب لاضع الحقائب في الممر واذهب للقاء اختي .
طبعا كان بامكان ستارة ان تتكلم من خلال الجهاز ولا تنزل الى مسعود
جلال : كما قال الله العزيز الحكيم :
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
مولانا السيد جلال الحسيني :
بارك الله بكم على طرح هذا الموضوع الهام بهذه الطريقة الرائعة
فكم من بيوت هدمت وأعراض هتكت من جراء ابتعاد شبابنا وفتياتنا عن تعاليم الله عزوجل
أتمنى أن يكون هذا الموضوع محل عناية واهتمام قرائنا الأعزاء وأجركم مولانا على الله
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليلة حيدرة الكرار
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين
مولانا السيد جلال الحسيني :
بارك الله بكم على طرح هذا الموضوع الهام بهذه الطريقة الرائعة
فكم من بيوت هدمت وأعراض هتكت من جراء ابتعاد شبابنا وفتياتنا عن تعاليم الله عزوجل
أتمنى أن يكون هذا الموضوع محل عناية واهتمام قرائنا الأعزاء وأجركم مولانا على الله
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
جلال : ((كم اكد الاسلام على النساء ان لا يتكلمن مع الرجال الا بقدر الضرورة ؟!!
اليس الله اعلم بما في نفوسنا ويعلم وساوس صدورنا ؛ انها ان عفت والتزمت بحدودها ستعين الرجل على طاعة ربه وتكون عونا لسير المجتمع نحو الله سبحانه ونحو البناء العفيف والنسل الطاهر والهدوء الشامل
ولكن ستارة لم تلتزم بكل هذه التعاليم والآداب للقرآن الكريم والعترة الطاهرة والان نتابع ما حدث )):
لبست ستارة عباءتها ونزلت الى الباب وحينما شاهدت مسعود بالباب تذكرت انها راته لمرة اخرى قبل هذا اليوم فقالت له : تفضل
مسعود : اعتذر عن ازعاجك فقط ان امكنك تسمحي لي ان اجعل الحقائب هنا لاذهب الى لقاء اختي في عملها .
ستارة : تفضل اصعد معي الى بيتنا فان الافطار جاهز اجلس واسترح لانك جئت من مكان بعيد وانتظر الى حين قوم اختك
جلال : (( يا ستارة ما هذه الغفلة الم ينبهك ابوك امير المؤمنين قائلا
مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل / ج14 / 265 / 78 باب عدم جواز خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية و احتباء المرأة
عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ: فَمَا مِنْ رَجُلٍ خَلَا بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ الشَّيْطَانُ ثَالِثَهُمَا
جامع أحاديث الشيعة (للبروجردي) / ج25 / 654 / (21) باب أ نه لا يجوز للرجل أن يخلو بالمرأة الأجنبية ولا للمرأة أن تخلو به ولا يجوز لها أن تحتبى عند
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أ نّه نهى عن محادثة النّساء يعنى غير ذوات المحارم وقال لا يخلّون رجل بامرأةٍ فما من رجلٍ خلا بامرأةٍ إلّاكان الشيطان ثالثهما.))
ستارة : تفضل انني مثل اختك اجلس الى ان تاتي اختك من العمل
مسعود : اشكركم انني قد تناولت الافطار وساذهب للادارة لالتقي باختي هناك .
ستارة : براحتك ولكن لا داعي للمجاملة
مسعود : شكرا سيدتي مع السلامة
اغلق مسعود الباب وذهبت ستارة للطابق العلوي لتجمع السفرة وما كان فيها من الصحون
ان ستارة كانت قد استيقظت مبكرا لانها من النساء النشطات في ادارة شؤون المنزل لكن هذه السفرة كانت لبنتها بهارة ان من اخلاق ستارة البديع هو انها :
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
جلال:
((ان قاضي التحقيق عادة يسال عن كل جزئيات صاحب الحادثة لذلك ينقل لنا عن ستارة روعة حياتها ))
ان ستارة كانت من السيدات المنظمات في حياتها وليست ممن تحمل على اكتاف زوجها ما ليس من واجبه لان على الرجل خارج البيت وعليها داخل البيت ولذلك كانت تستيقظ لصلاة الصبح مع زوجها محمد ثم بعد الصلاة تهيئ الافطار وتجهز كل شيئ الى ان يذهب زوجها لجلب الخبز ليتناولا الافطار الصباحي معا بخير وعافية وبحياة كلها هدوء وتفاهم ثم يذهب محمد للعمل وتبقى ستارة ترتب البيت وتجهز ما تحتاجه الى الظهر ثم تستيقظ بنتها بهارة لتفطر واخيرا تجمع كل شيئ وتستعد لقدوم زوجها حيث انها تستقبله من الباب بروضة ابتسامتها الحلوة .
اما مسعود فانه ذهب الى اخته والتقى بها فقالت له :
اخي اليوم ساتاخر بالدوام الى الساعة السادسة عصرا لذلك ساعطيك مفتاح البيت اذهب انت لتناول الغداء ثم سر الى البيت للاستراحة الى ان اعود اليك .
خرج مسعود من الدائرة وذهب الى المطعم وتناول الغداء ثم استاجر سيارة ليذهب الى البيت للاستراحة ريثما تعود اخته فوصل الى البيت في الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر .
في الساعة الثالثة والربع حدث حريق مهيب ومخيف في الطابق الثالث الذي تسكنه ستارة وبهارة ؛ هرع الجيران واهل المنطقة ليخبروا الاطفاء وآخرين ذهبوا ليتصلوا بالشرطة .
جاءت سيارات الحريق وسيارات الشرطة واخيرا اطفئ الحريق وذهب اللهيب
جلال: ((.........آه ....... انا لله وانا اليه راجعون .... يا ويلي))