اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
التسويق والتشويق المحمدي
أمسى التسويق عنصر مهم في الحياة اليومية، بحيث ترى ذلك واضحاً أينما ذهبت - وأينما حللت. بارزاً في الأسواق – والفنادق – والمطاعم – والشوارع، حتى في قعر دورنا. ووجوده ممتد - ومتعدد - ولا حدود له، ولا منتهى لغاياته. والشركات والمؤسسات المحلية منها والعالمية، تتفنن في تطويره وتقنيته.
وتستغل المرأى منه - والمسموع – والمتنقل. حتى تلك التي اصبح لها أقداماً ثابتة في السوق الاستهلاكية، لا تغفل عن الاهتمام به. حفاظا على وجودها، وتذكيرا للمستهلك بمنتجاتها. لذا تراها توزع الهدايا، وتقدم الجوائز، وتقيم المسابقات. ولا تنسى أثر المأكول منه والملبوس، على قلوب الناس.
كذلك في الأفراح والمسارات، وحفلات الأعراس والقران. يهتم البعض منا كثيرا، خاصة الميسورين مادياً. فتراه يوزع بطاقات الدعوة، من بيت إلى آخر. ويعلق المنشورات في الشوارع، ويجعل الدعوة عامة. كما يختار الصالات - والقاعات الكبيرة، ولا ينسى تعيين نوعية الطعام المقدم. كل ذلك حرصاً على حضور أكبر عدداً من الناس.
ولكن عندما يبنى مسجداً – أو جامعاً، أو يشيد مركزاً دينياً - أو اجتماعياً، يتعمد البعض منا عدم الاهتمام بجانب التسويق. متعللاً بأنه لوجه الله تعالى ولا يحتاج، لكل تلك الدعاية، وذلك التشويق لجذب الناس إليه. متمسكين بآية، أنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء. ولكن متناسين قوله تعالى، وادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. ومتغافلين عن، خذ العفو وأمر بالعرف.
ولكن رسول الله (ص) لم ينسى جانب التسويق - والتشويق مطلقا في دعوته. مع إنها لم تكن لغرض دنيوي، أو توجه منفعي. بل كانت استجابة لواجب ديني، وتلبية للنداء اللاهي. فاستعمله أفضل استعمال، وطبقه أفضل تطبيق. وهو الرسول المؤيد - والنبي المسدد - والمصطفى الأحمد. وذلك حينما نزلت عليه الآية الكريمة (وأنذر عشيرتك الأقربين). فجمع إليه بني هاشم، فأطعمهم وسقاهم، وهم نحو أربعون رجلا، ثم دعاهم إلى الإسلام. ولم يتفرقوا حتى قال أبو لهب عليه اللعنة: الهذا دعوتنا؟!
ثم دعاهم ثانية، فأطعمهم وسقاهم كما في المرة الأولى، ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب، أطيعوني تكونوا ملوك الأرض وحكامها، وما بعث الله نبيا إلا جعل له وصيا - وأخا -وزيرا، فأيكم يكون أخي، ووزيري، ووصيي، ووارثي، وقاضي ديني؟ فأجابه لذلك علي ، وكان أصغرهم حينها. وروي إن عددهم يوم ذاك كان خمسة وأربعون رجلا. لذلك نرى أهمية التسويق - والتشويق، حتى في الأمور الدينية. ولم يغفل عنه أفضل الناس أما وأبا، ومن هو مبعوث من قبل السماء.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية