اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في الحياء من الله تعالى
قال رسول الله : الحياء من الايمان
وقال يوماً لأصحابه: استحيوا من الله حق الحياء، قالوا: ما نصنع يا رسول الله؟ قال: ان كنتم فاعلين فليحفظ أحدكم الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت وطول البلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحى من الله حق الحياء
وروي انّ جبرئيل نزل إلى آدم بالحياء والعقل والايمان، فقال: ربك يقرئك السلام و يقول لك: تخير من هذه الأخلاق واحداً، فاختار العقل، فقال جبرئيل للايمان والحياء: ارحلا، فقالا: اُمرنا أن لا نفارق العقل
وقال : الحياء من الايمان، فمن لا حياء له لا خير فيه ولا ايمان له.
وروي انّ الله تعالى يقول: عبدي انّك إذا استحيت منّي أنسيت الناس عيوبك، وبقاع الأرض ذنوبك، ومحوت من الكتاب زلاّتك، ولا اُناقشك الحساب يوم القيامة.
وروي انّ الله تعالى يقول: عبدي انّك إذا استحيت منّي وخفتني غفرت لك.
وروي انّ رجلاً رأى رجلاً يصلّي على باب المسجد فقال: لم لا تصلّي فيه؟ فقال: استحي منه أن أدخل بيته وقد عصيته.
ومن علامات المستحي أن لا يُرى في أمر استحى منه، وأوحى الله إلى عيسى : فإن اتعظت وإلاّ فاستحي من أن تعظ الناس.
وقال الله تعالى في بعض كتبه: ما أنصفني عبدي، يدعوني فاستحي منه أن أردّه، ويعصيني ولا يستحي منّي.
ونهاية الحياء ذوبان القلب للعلم بانّ الله مطّلع عليه، وطول المراقبة لمن لا يغيب عن نظره سرّاً وعلانية، وإذا كان العبد حال عصيانه يعتقد انّ الله تعالى يراه فانّه قليل الحياء، جاهل بقدرة الله، وان كان يعتقد انّه لا يراه فانّه كافر.