اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الأمن الاجتماعي -4
ما أكثر المغامرون في هذه الدنيا، الذين شاهدناهم ونشاهدهم خلال دورة الحياة. فهم لا يكتفون عن إعادة المحاولات الخاطئة، ولا يتعلمون من أخطائهم السابقة.
فمنهم من يغامر بما يحتاج إليه حاجة ملحة، دون دراسة جدوى مسبقة، ودون وجود سيولة كافية بين يديه، ودون تحليه بالصبر. فيدخل سوق المال والأعمال، متكأ على ديون لا ترحم. فان هو خلص من رأس المال، لن يشط بعيدا عن الفوائد. ولأنه اختار تلك الصنعة المعينة، لا عن خبرة مسبقة، ولا عن دراسة متأنية لحاجة السوق، بل لوجود من سبقه إليها، فهو إلى هلاك لا مفر منه.
أما المغامرون بالدين، فهم لا يكتفون بإهلاك أنفسهم، رغم علمهم بظلالة ما هم عليه، ولكن حب الدنيا يغويهم عن الهداية. فيجرون معهم إلى الهاوية من الأميين، من يؤمن بهم ويقتدي بقولهم. فيدفعونهم إلى ارتكاب المجازر، وقتل الأبرياء دون حق، ولمجرد اختلاف في الرأي فهما، أو اختلاف في رأي فقها. فكلاهما (كل منبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى).
وهنا يقول الأستاذ والمفكر محمد المحفوظ " هذا فكرته تقوده إلى ممارسة ممارسات قاتلة، وتحمله ديون دون أمكانية فعلية لمعالجة هذه المشكلة. وهذا فكرته تقوده إلى ممارسة العنف والتعدي على الآخرين، دون تقوى تردعه، أو طريق هدى يتبعه.
بقلم: حسين نوح مشامع