اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
واخيراً دخلت الجنّة !!
بقلم احمد السعيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
مسكتُ القلم لاكتب ...
فخانني قلمي!!!
حاولت معه مراراً وتكراراً فلم يستجب..
فرمقته بنظرة عتاب
فقال لي ويحك اتعلم عن ماذا تريد ان تكتب ؟
قلت له نعم وانت تعلم ماذا اريد ان اكتب
فرد عليّٓ متجهماً وكيف سولت لك نفسك ذلك وهل تستطيع ان توفيه حقه فقلت له ياقلمي ان الرابط الذي بيني وبينك اقوى من رابط الصداقة والاخوة فانت تعلم مافي نفسي قبل ان تخطه فهدئ قليلاً ثم قال لي انا لااستطيع ان اكتب مالاطاقة لي به فلا ترهقني فقلت له انا اعرف مهما فعلت فلن اعطي للموضوع حقه ولكن ياعزيزي ساتكلم عن نفسي هي شجون ولهفة خفق بها قلبي وارسلها افكاراً الى رأسي فصدرت اليك ياعزيزي عن طريق يدي فجعلها امانةً في عنقك تسطرها في كراسي وسنتشارك الثواب والاجر مهما كان قليلاً انا وانت ان شاء الله ففهم الامر وقال اذن توكلنا على الله فقلت له احسنت توكلنا على الله
وبدء يكتب بسلاسة
منذ صغري وقلبي يميل لذكر اهل البيت وخاصةً لذكر علي بن موسى الرضا في بداية طفولتي وقبل الحرب العراقية الايرانية كنت اخرج مع جدتي رحمها الله كثيراً وخاصةً للاقارب والجيران الذين يأتون من الحج او من زيارة الامام الرضا ولا اخفي اني كنت اميل الى حكايات زوار الرضا اكثر من حكايات الحج مع ان الذي ياتي من الحج دائماً يعطوني هدايا وهي امور غالبة في السابق فاكثر من كان ياتي من الحج يجلب هدايا للكبار والصغار والذي ياتي من زيارة الرضا الغالب بهديته هو الفيروزي او المسمى بالشذر الرضوي وهي هدايا خاصة بالكبار
وللكلام بقية
توقيع احمد السعيدي
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً ان الكذوب ليس خِلاً يُصحبُ
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
فمع كل هذا الامر كنت اميل للذهاب مع جدتي اكثر للذي ياتي من زيارة الامام ع فكان هذا الامر شغلي الشاغل في صغري فكنت كلما اخرج انظر الى ايدي الناس هل يتختم بالشذر فان كان متختماً بالشذر فاستنتج انه ممن زار الامام ع الى ان بلغت التسع سنوات تقريباً عرفت ان ليس كل من لبس الشذر قد زار الامام ع فقد يكون اشتراه او جائته هديه ثم حدثت ثورة السيد الخميني قدس وكان والدي رحمه الله رجلاً صالحاً محباً للسيد قدس ودائما يتكلم باخباره وماحدث لايران وانه نصر عظيم للشيعة ولم يتحقق الا على يد الامام عليٌ فازداد شوقي اكثر فاكثر لهذه الدولة التي تحتضن مرقد الامام ع وهنا بدئت الحرب العراقية الايرانية وهنا حزنت حزناً شديداً وانا ارى حال جدتي وهي تدردم وتشكوا حظها العاثر وانقطاع اي امل في ان تزور الامام الرضا وكانت الحرب كلما امتد الزمان تزداد ضراوة وجدتي تقول سوف اموت والحرب لم تنتهي وقلبي كان يتقطع عليها بصمت ووصلنا الى نتيجة ان الحرب لم تنتهي في سنتين او اكثر بل لربما ستمتد لاكثر من خمس سنوات وهي كلما تقدمت الحرب بدئت تضعف فكنت اعوض عن ألمي بسماع الاخبار وبرنامج احجاية وي الثوار الذي كان يعرض في الراديو انذاك وكنت اطالع جغرافية الثاني متوسط او الثالث متوسط لوجود خارطة ايران فيها ويتكلم فصل كامل عن ايران والتنوع المناخي والتجارة وعدد السكان فكنت اتمعن في الخارطة كثيراً واتمنى لو ازور الامام ع وللكلام بقية
توقيع احمد السعيدي
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً ان الكذوب ليس خِلاً يُصحبُ
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وبعدما انتهت الحرب بقيت كثير من الامور معلقة لم تنتهي وبعد سنتين من انتهاء الحرب توفت جدتي فحزنت عليها حزناً شديداً لانها لم يتسنى لها فرصة زيارة الامام ع فعقدت في نفسي مهما امتد الزمن لو وفقني الله وزرت الامام ع سازور لها واذكرها وبعد ان كبرت واكملت دراستي الثانوية وفقني الله وذهبت للدراسة الى عاصمة الشيعة وكهفها الحصين الحوزة العلمية في النجف الاشرف
وبعد سقوط الطاغية اللعين الذي جلب للعراق الماسي والويلات
هنا تحرك الامل الان توجد فرصة لتحقق الحلم وهو زيارة ضامن الجنة ولكن ضروفي كانت صعبة في ذلك الوقت فقلت مادام الطريق قد فتح للزيارة فترة ان شاء الله واذهب للزيارة هنا في هذا الوقت ذهب الوالد لزيارة الرضا وكان كل عقلي خلال فترة ذهابه محلقاً معه وانتظر قدومه بلهفه وبعد عودته جلست معه لاكثر من خمس ساعات وانا مصغي لكلامه وللمزارات التي زارها وقال ولكن نحن اخر وجبه نخرج بدون جوازات ومن بداية الشهر القادم لابد من الجواز فقلت ان شاء الله بالتعطيل عندما ارجع للبصرة ساعمل على ان اخرج جواز واتهيئ للسفر فقال لي الوالد بعده العمر امامك وتستطيع ان تسافر كثيراً ولكن اولاً يجب ان تراجع الطبيب من اجل الاطفال لانني تزوجت منذ ست سنوات ولم يحصل لي ذرية وكلما راجعت طبيبا خلال اول سنتين تظهر النتائج لي وللاهل اننا لانعاني من شي فتركت المراجعة وقلت نتوكل على الله ونصبر فكان رحمه الله يحثني بين فترة واخرى ان اراجع الاطباء وهنا حدث امر لم يكن بالحسبان وللكلام بقية
توقيع احمد السعيدي
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً ان الكذوب ليس خِلاً يُصحبُ
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يالله اصيبت زوجتي بمرض خبيث واستاصل الورم ولكن لابد من ان تعالج بالكيمياوي لان المرض كان في بدايته والكيمياوي تحصين لها من ان يعود ولكن للكيمياوي اضرار قد لاتستطيع الانجاب في المستقبل على كل حال بدئت باخذ جرعات الكيمياوي فاعطيت ثلاث جرعات كل ثلاثة اشهر جرعة وبحمد الله تعالى وتوفيقه شفيت من ذلك المرض وفي يوم من الايام وعندما سمع استاذي الجليل الذي كنت في وقتها احضر عنده اني لايوجد لدي اطفال وان لايوجد سبب قال انا كنت مثلك ايضا وتاخر علي الامر ونصحني احد اساتذتي عندما كنت ادرس في ايران لمن تاخر عليه الولد ان يطلب من زوجته ان تفصل قماشاً ابيضاً وتخيطه بيدها وليس خياطة ماكنة وبعد ان تنتهي منه تنذر اذا جائها ولد تلبسه اياه وبعدها تاخذ القماش الذي خاطته الزوجة وتجعله فوق ضريح الامام الرضا يبيت ليلة كاملة وباذن الله سترزق بطفل هنا سمعت بذلك فتحرك قلبي شوقاً للامر لقد ذكرني استاذي بزيارة الامام الرضا فقلت له انا الان حالياً لااستطيع الذهاب للزيارة هل من الممكن ان ابعث هذه القطعة المخيطة بيد اي شخص قال نعم يمكن ذلك رجعت للبيت وقد حرك بي حنيناً ولا اخفي اني في تلك الليلة لم تاخذ عيني النوم فانا افكر لو كنت انا الذي اذهب ولكن اموري المادية كانت على غير مايرام وكذلك لم امتلك جواز بعد وكنت سمعت بنسيبي يريد ان يذهب بعد يومين لايران للزيارة ففعلنا ماقال استاذي واعطيت القماش لنسيبي فذهب للزيارة وبعد الرجوع منها ذهبنا لزيارته وبعد ان سالناه عن القماش قال لنا حدث شي وللكلام بقية
توقيع احمد السعيدي
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً ان الكذوب ليس خِلاً يُصحبُ
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
سبحان الله ماذا حدث قال قلت في نفسي لماذا اجعلها ليلة واحدة فقط انا باقي ثلاث ليالي كلما اتي للصلاة اجعلها واشدها بالضريح وبعد رجوعي اخذها يقول وفعلا عملت ذلك ولكن في اخر ليلة عندما صليت ورجعت اخذ القماش لم اجده واذا بي اجده قد سقط داخل الضريح فقال لي احد الاخوة الذين معي ياأخي استبشر خيراً فقد استجيب لك واذا باقل من سنة ويرزقنا الله ببركة الامام بمولودة اسميناها زهراء يالله رحماك ياالهي بعد كل هذه السنوات ونرزق بالذرية وببركة الامام الرضا ع روحي له الفداء هنا ازداد شوقي اكثر فاكثر للقائه وبعدها اكملت جواز السفر وكنت في انتظار اتصال من صاحب الحملة وهنا جائني الاتصال وقال سنذهب بعد غد ياالهي احقاً ماتقول واخيراً ساذهب وهنا اغرورقت عيناي بالدموع فقد تذكرت جدتي فكففت دموعي وتوقفت ولكن بعد غد سيتحقق حلمي اخيراً وادخل الى جنة طوس وكانت تمر الدقيقة عليّ كانها يوم كامل جاء الليل وانا غارق بالتفكير كيف ساخلد للنوم وماذا سافعل عند وصولي ومشاهدة القبة الشريفة هل سابكي هل سابتسم لااعرف لحظات واذا باذان الفجر يرفع فنهضت وحمدت الله وصليت لقد اخذني التفكير ولم احس بالوقت في ليلتي الثانية حاولت ان انام على وقت ولانني لم انم ليلة البارحة وامامي سفر غداً صباحاً فغططت في نوم عميق وكان اتفاقنا ان نصلي صلاة الصبح في المسجد وبعدها نتوكل للسفر وبعد الصلاة انطلقنا على بركة الله وكان ذلك بتاريخ ٥ شوال سنة ١٤٣١ هـ وصلنا الى الحدود العراقية عن طريق الشلامجة وبعد اجراءات الخروج دخلنا الى الاراضي الايرانية هنا تغير كل شي الان وللكلام بقية
توقيع احمد السعيدي
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً ان الكذوب ليس خِلاً يُصحبُ
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
انا حقاً دخلت لايران هل هذه هيه التي كنت اراها في جغرافيتي
عندما كنت صغيراً هل هي فعلاً التي كنت اسمع برنامجها اليومي احجاية وي الثوار وقراية بتحرير الوسيلة تبث من هذه الارض ثم انطلقنا من الحدود الايرانية الى محطة القطار وانا ملتفت الى الحدود العراقية التي لازلت اراها قد يعتبر البعض ان التفاتتي الى العراق هي حنيني للوطن لا فالتفاتتي كانت عتاب وانا اكلم نفسي واقول له لماذا عذبتني ياوطن لماذا خنقتني داخل اسوارك كل هذه السنوات تباً لك ولاسوارك اللعينة ماذا فعلت لك لو كنت في غير وطن لاكرمني وقال لي اذهب زر وارجع الي ولكن استدركت وقلت ماذنبه فانا وهو مظلومان بطاغية جثم على قلوبنا كل هذه السنوات .... صعدنا القطار ووصلنا لمدينة قم المقدسة فذهبنا الى الفندق ووضعنا اغراضنا ثم انطلقت لزيارة السيدة فاطمة المعصومة ع وعندما لاحت لي القبة توقفت قليلاً واعتصرني الالم واقول في نفسي هذا العلوية المظلومة من الذي جيئ بها من ارض الحجاز الى هذا المكان وماتت هنا على بعد الاف الكيلو مترات وحيدة وغريبة انه الارهاب الذي قتلها كما يقتلنا كل يوم فانهارت عيناي بالبكاء وانا لم ادخل الصحن الشريف بعد فتقدمت اليها ببطئ واحتضنت الضريح المقدس وانا اقول سيدتي اخيراً تشرفت بزيارتك وعندما وصلت لمقطع في الزيارة ( يافاطمة اشفعي لي في الجنة) قلت لها انتي الجنة يامولاتي فكان طلبي منها ان لاتجعلني اغيب عن زيارتها كثيراً وان يوفقني الله وازورها بين فترة واخرى ثم مكثنا يومين وبعدها انطلقنا لمدينة مشهد المقدسة وعند وصولنا فقد لاحت لي القبة من بعيد ذاب قلبي والله وانهمرت دموعي كانها المطر واحسست باطمئنان مابعده اطمئنان وكأن اليوم ابتدئت حياتي للتو انه فعلاً كما كنا نقرأ في الزيارة عن بعد انه انيس النفوس فالنفس تأنس لذلك المكان وبعد ان توجهنا للزيارة وانا بالطريق للامام قلت أامشي على سكينة ووقار ام اذهب مسرعاً فجائني الرد سريعاً او لك قدرة على الصبر تقدم سريعاً وعانق ماكنت تنتظره كل هذه السنين وبعد الدخول للقبة الشريفة ماذا اقول اخيراً يامولاي تكحلت عيناي برؤياك ولكن ياويلي وللكلام بقية
توقيع احمد السعيدي
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً ان الكذوب ليس خِلاً يُصحبُ