|
.
|
|
|
|
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
النبي الأكرم صل الله عليه وآله
بتاريخ : 11-Mar-2007 الساعة : 04:13 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ذكر مجلس آخر للإمام علي بن موسى الرضا ( ع ) عند المأمون مع أهل الملل و المقالات و ما أجاب به علي بن محمد بن الجهم في عصمة الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين . حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب و علي بن عبدالله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا القاسمبن محمد البرمكي قال حدثنا أبو الصلت الهروي قال لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا ( ع ) أهل المقالات من أهل الإسلام و الديانات من اليهود و النصارى و المجوس والصابئين و سائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا و قد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا قام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له يا ابن رسول الله أ تقول بعصمة الأنبياء قال نعم قال فما تعمل في قول الله عز و جل في نبيه محمد ( ص ) وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ فقال الرضا ( ع ) ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش و لا تتأول كتاب الله برأيك فإن الله عز و جل قد قال وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ.
أما النبي الأكرم محمد صل الله و قول الله عز و جل وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فإن الله عز و جل عرف نبيه ( ص ) أسماء أزواجه في دار الدنيا و أسماء أزواجه في دار الآخرة و إنهن أمهات المؤمنين و إحداهن من سمي له زينب بنت جحش و هي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى اسمها في نفسه و لم يبده لكي لا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل إنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين و خشي قول المنافقين فقال الله عز و جل وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّه ُأَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ يعني في نفسك و إن الله عز و جل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم ( ع ) و زينب من رسول الله ( ص ) بقوله فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها الآية و فاطمة من علي ( ع )
حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا علي بن موسى ( ع ) فقال له المأمون يا ابن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون قال بلى قال فما معنى قول الله عز وجل فقال المأمون أشهد أنك ابن رسول الله ( ص ) حقا فأخبرني عن قول الله عز وجل لِيَغْفِر َلَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ قال الرضا ( ع ) لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله ( ص ) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة و ستين صنما فلما جاءهم ( ص ) بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم وعظمو قالوا أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَ اصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هذا لَشَيْءٌ يُرادُ ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ فلما فتح الله عز و جل على نبيه ( ص ) مكة قال له يا محمد إِنَّا فَتَحْنا لَكَ مكة فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ْذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم و ما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم و خرج بعضهم عن مكة و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز و جل عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ قال الرضا ( ع ) هذا مما نزل بإياك أعني و اسمعي يا جارة خاطب الله عز و جل بذلك نبيه و أراد به أمته و كذلك قوله تعالى لَئِن ْأَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ولَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ و قوله عز وجل وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئا ًقَلِيلًا قال صدقت يا ابن رسول الله ( ص ) فأخبرني عن قول الله عز و جل وإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ واتَّقِ اللَّهَ وتُخْفِي فِينَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وتَخْشَى النَّاسَ واللَّهُ أَحَقُّ أَن ْتَخْشاهُ قال الرضا ( ع ) إن رسول الله ( ص ) قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي فيأمر أراده فرأي امرأته تغتسل فقال لها سبحان الذي خلقك و إنما أراد بذلك تنزيه الباري عز و جل عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز و جل أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ واتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيماً فقال النبي لما رآها تغتسل سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله ( ص ) و قوله لها سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك وظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها فجاء إلى النبي ( ص ) و قال له يا رسول الله ( ص ) إن امرأتي في خلقها سوء و إني أريد طلاقها فقال له النبي ( ص ) أَمْسِكْ عَلَيْك َزَوْجَكَ واتَّقِ اللَّهَ و قد كان الله عز و جل عرفه عدد أزواجه و أن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه و لم يبده لزيد و خشي الناس أن يقولوا إن محمدا يقول لمولاه إن امرأتك ستكون لي زوجة يعيبونه بذلك فأنزل الله عز و جل وإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ يعني بالإسلام وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ يعني بالعتق أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ واتَّقِ اللَّهَ وتُخْفِي فِينَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وتَخْشَى النَّاسَ واللَّهُ أَحَقُّ أَن ْتَخْشاهُ ثم إن زيد بن حارثة طلقها و اعتدت منه فزوجها الله عز و جل من نبيه محمد (ص) أنزل بذلك قرآنا فقال عز و جل فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَرا ًزَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواج ِأَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ثم علم الله عز و جل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل الله تعالى ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ .
|
|
|
|
|