في أن أهل البيت (عليهم السلام) هم الحبل الذي أمر الله عز وجل بالاعتصام به في قوله تعا
بتاريخ : 27-Feb-2014 الساعة : 06:01 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في أن أهل البيت () هم الحبل الذي أمر الله عز وجل بالاعتصام به
في قوله تعالى * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) *
من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث
الحديث الأول: السيد الرضي (رضي الله عنه) في الخصائص قال: حدثني هارون بن موسى قال: حدثني أحمد بن محمد بن علي(1) قال: حدثنا أبو موسى عيسى الضرير البجلي عن أبي الحسن () قال:
" سألت أبي فقلت: ما كان بعد إفاقة رسول الله () قال: دخل عليه النساء يبكين وارتفعت الأصوات وضج الناس بالباب المهاجرون والأنصار قال علي (): فبينا أنا كذلك إذ نودي أين علي فأقبلت حتى دخلت عليه فانكببت عليه فقال لي: يا أخي فهمك الله وسددك ووفقك وأرشدك وأعانك وغفر لك ذنبك ورفع ذكرك ثم قال: يا أخي إن القوم سيشغلهم عني ما يريدون من عرض الدنيا ولهم عليه قادرون فلا يشغلك عني ما شغلهم فإنما مثلك في الأمة مثل الكعبة نصبها لله علما وإنما تؤتى من كل فج عميق وناد سحيق وإنما أنت العلم علم الهدى ونور الدين وهو نور الله يا أخي والذي بعثني بالحق لقد قدمت إليهم بالوعيد ولقد أخبرت رجلا رجلا مما افترض الله عليهم من حقك وألزمهم من طاعتك فكل أجاب إليك وسلم الأمر إليك وأني لأعرف خلاف فعلهم فإذا قبضت وفرغت من جميع ما وصيتك به وغيبتني في قبري فألزم بيتك وأجمع القرآن على تأليفه والفرائض والأحكام على تنزيله ثم امض ذلك على عزائمه وعلى ما أمرتك به وعليك بالصبر على ما ينزل بك منهم حتى تقدم علي " قال عيسى: فسألته وقلت له جعلت فداك قد أكثر الناس من قولهم في أن النبي () أمر أبا بكر بالصلاة ثم أمر عمر فأطرق عني طويلا ثم قال:
" ليس كما ذكر الناس ولكنك يا عيسى كثير البحث عن الأمور لا ترضى إلا بكشفها " فقلت: بأبي أنت وأمي من أسأل عما انتفع به في ديني وتهتدي به نفسي مخافة أن أضل غيرك.
- وفي نسخة (الطرائف)(2) الثلاث والثلاثون: مخافة أن أصل وأنا لا أدري - وهل أجد أحدا
يكشف لي المشكلات مثلك.
وقال: إن النبي () لما ثقل في مرضه دعا عليا () فوضع رأسه في حجره فأغمي عليه وحضرت الصلاة فإذن بها فخرجت عائشة وقالت: يا عمر أخرج فصل بالناس فقال: أبوك أولى بها مني، فقالت: صدقت ولكنه رجل لين وأكره أن يواثبه القوم فصل أنت، فقال: بلى يصلي هو وأنا أكفيه وإن وثب واثب أو تحرك متحرك مع أن رسول الله () مغمى عليه ولا أراه يفيق منها والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه - يعني عليا () - فبادروا بالصلاة قبل أن يفيق فإنه إذا فاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة وقد سمعت مناجاته له منذ الليلة في آخر كلامه يقول: لعلي () الصلاة الصلاة فخرج أبو بكر يصلي بالناس فظنوا أنه بأمر رسول الله () فلم يكبر حتى أفاق رسول الله () فقال: " ادعوا عمي يعني العباس (رضي الله عنه) فدعي له فحمله وعلي () حتى أخرجاه فصلى بالناس وإنه لقاعد، ثم حمل فوضع على المنبر بعد ذلك فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزت العواتق من خدورها، فبين باك وصايح ومسترجع وواجم والنبي () يخطب ساعة ويسكت ساعة وكان فيما ذكر من خطبته وقال: يا معاشر المهاجرين والأنصار من حضر في يومي هذا وساعته هذه من الإنس والجن ليبلغ شاهدكم غائبكم ألا وإني قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شئ حجة عليكم وحجتي وحجة وليي وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وضياءه وهو علي بن أبي طالب وهو حبل الله * (واعتصوا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) *.
يا أيها الناس: هذا علي من أحبه وتولاه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله ومن عاداه وأبغضه اليوم وبعد اليوم جاء يوم القيامة أصم وأعمى لا حجة له عند الله أيها الناس: لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين يسيل دماؤهم إياكم واتباع الضلالة والشورى للجهالة إلا وإن هذا الأمر له أصحاب قد سماهم الله عز وجل إلي وعرفنيهم وأبلغكم ما أرسلت به إليكم ولكني أراكم قوما تجهلون لا ترجعوا بعدي كفارا مرتدين تتأولون الكتاب على غير معرفة وتبتدعون السنة بأهواء. وكل سنة وحديث وكلام خالف القرآن فهو زورا وباطل القرآن إمام هاد وله قائد يهدي به ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وهو علي ابن أبي طالب هو ولي الأمر بعدي ووارث علمي وحكمتي وسري وعلانيتي وما ورثه
النبيون قبلي وأنا وارث وموروث فلا تكذبنكم أنفسكم.
أيها الناس: الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلام ومعادن العلم علي أخي ووزيري وأميني والقائم من بعدي بأمر الله وأمري والموفي بذمتي ومحيي سنتي وهو أول الناس إيمانا وآخرهم بي عهدا عند الموت وأولهم لقاء إلي يوم القيامة فليبلغ شاهدكم غائبكم أيها الناس من كانت له تبعة أو دين فليأت علي بن أبي طالب () فإنه ضامن له كله حتى لا يبقى لأحد قبلي تبعة "(1).
الحديث الثاني: محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب (الغيبة) قال: أخبرنا محمد بن همام بن سهيل قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الجبري(2) قال: حدثنا محمد بن زيد بن عبد الرحمن التيمي عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن محمد بن الحسين عن أبيه عن جده قال: قال علي بن الحسين (): " كان رسول الله () ذات يوم جالسا ومعه أصحابه في المسجد فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة يسأل عما يعينه(3)، فطلع رجل طوال يشبه رجال مصر فسلم على رسول الله فجلس فقال: يا رسول الله إني سمعت الله عز وجل يقول فيما أنزل: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * فما هذا الحبل الذي أمرنا لله بالاعتصام به ولا نتفرق عنه؟ فأطرق رسول الله () مليا ثم رفع رأسه فأشار بيده إلى علي وقال: " هذا حبل الله الذي من تمسك به عصم به في دنياه ولم يضل في آخرته " فوثب الرجل إلى علي () فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله ثم قام فولى فخرج. فقام رجل من الناس فقال: يا رسول الله ألحقه فأسأله أن يستغفر الله لي؟ فقال رسول الله ():
" إذا تجده موفقا، قال: فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر له، قال له: أفهمت ما قال لي رسول الله () وما قلت له؟ قال: نعم، قال: فإن كنت مستمسكا بذلك الحبل يغفر لك الله وإلا فلا غفر(4) الله لك(5).
الحديث الثالث: الشيخ في أماليه قال: أخبرني أبو عمر - ويعني ابن مهدي - قال: حدثنا أحمد - يعني ابن عقدة - قال: حدثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال: حدثنا حسن بن حسين قال:
حدثنا أبو حفص الصائغ قال أبو العباس: هو عمر بن راشد أبو سليمان عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) في قوله: * (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) * قال: " نحن من النعيم وفي قوله: * (واعتصموا بحبل الله جميعا
ولا تفرقوا) * قال علي بن أبي طالب: " حبل الله المتين "(1).
الحديث الخامس: العياشي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر () قال: " آل محمد (): هم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به فقال: * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) * "(2).
الحديث السادس: علي بن إبراهيم في تفسيره قال: في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر () في قوله * (ولا تفرقوا) * قال: " إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيتفرقون بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد عليهم الصلاة والسلام ولا يتفرقوا