اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
احتجاجه على عمرو بن العاص
قال ابن أبي الحديد : روى المدائني قال : لقى عمرو بن العاص الحسن في الطواف ، فقال له : يا حسن ، زعمت أن الدين لا يقوم إلا بك وبأبيك ، فقد رأيت الله أقامه بمعاوية ، فجعله راسيا بعد ميله ، وبينا بعد خفائه ، أفرضى الله بقتل عثمان ، أو من الحق أن تطوف بالبيت كما يدور الجمل بالطحين ، عليك ثياب كغرقئ البيض ، وأنت قاتل عثمان ، والله إنه لألم للشعث وأسهل للوعث ، أن يوردك معاوية حياض أبيك ؛ فقال الحسن : إن لأهل النار علامات يعرفون بها ، إلحادا لأولياء الله ؛ وموالاة لأعداء الله ، والله إنك لتعلم أن عليا لم يرتب في الدين ، ولا يشك في الله ساعة ولا طرفة عين قط ، وأيم الله لتنتهين يا بن أم عمرو أو لأنفذن حضنيك بنوافذ أشد من القعضبية : فإياك والتهجم علي ، فإني من قد عرفت ؛ لست بضعيف الغمزة ، ولا هش المشاشة ؛ ولا مري الماكلة ، وإني من قريش كواسطة القلادة يعرف حسبي ، ولا أدعى لغير أبي ، وأنت من تعلم ويعلم الناس ، تحاكمت فيك رجال قريش ، فغلب عليك جزاروها ، ألأمهم حسبا ، وأعظمهم لؤما ، فإياك عني ، فإنك رجس ، ونحن أهل بيت الطهارة ، أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا . فأفحم عمرو وانصرف كئيبا .