اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
دليل رحمة الله
وها نحن من جديد في مسجد احد أحياء القرية الذي بني حديثا على نفقة احد المؤمنين. ومع محاضرة يوم الجمعة، التي تقام بين صلاتي الظهرين. ولوسع المسجد وضخامة بناءه يجتمع فيه المؤمنون من كل حدب وصوب، من داخل الحي وخارجه.
الجديد في هذه المحاضرة تركيزها على احد صحابة رسول الله(ص)، واحد أصحاب أمير المؤمنين(ع) الخلص. وكانت المناسبة تفجير ضريح هذا الصحابي المقام في احد قرى سورية للمرة الثانية.
فهل كان السبب وراء ذلك التفجير كونه من أصحاب الإمام علي(ع) كما قال الخطيب، أم لكونه احد المقامات والمزارات التي يزورها شيعة أهل البيت ، تقربا لله تعالى وتبركا بصاحب المقام، لاعتقاد اؤلئك بكر هؤلاء ؟
هذا الصحابي الجليل هو أويس القرني، من سكان اليمن. ونقل تاريخيا انه وصل المدينة بعد إسلامه، ولكنه لم يستطع ملاقاة النبي(ص)، لخروجه (ص) في احد غزواته. فعاد من حيث أتى، قبل تمكنه من رؤية الرسول(ص)، لان والدته لم تسمح له بالبقاء أكثر من ذلك الوقت. وفي معركة صفين كان هو تمام الأربعين الذين اخبر رسول الله(ص) بالتحاقهم بجيش الإمام علي .
قال الخطيب: إن وجوده بين أصحاب الإمام ابتلاء واختبار للناس.
ولكن لما لا يكون وجوده وجود أمثال عمار ابن ياسر عليهما الرحمة والرضوان، رحمة وإنقاذ لمن لم يعتقد بإمامة الإمام ، واعتراه التشكيك خاصة بعد وصوله إلى السلطة والحكم.
ورحمة وإنقاذ لمن لم يستطع التفريق بين حكومة الإمام التي فرضها عليه عامة المسلمين، وحكومة معاوية التي فرضها هو على عامة الناس؟
سأل احد جنود معاوية، أفيكم أويس القرني؟ قيل له لما؟
قال سمعت رسول الله(ص) يقول: من رأى منكم أويس القرني فل يطلب منه أن يستغفر له.
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
بقلم: حسين نوح مشامع