اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
يردد البعض أن تقييد أمير المؤمنين ، والإتيان به للبيعة، لا يتناسب مع شجاعته وفروسيته ورجولته..
ونقول:
وأما بالنسبة للقول بأن اقتحام دار السيدة الزهراء ، وعدم دفاع الإمام علي عنها، ينافي الغيرة والشرف..
نقول:
1 ـ إن الحسين هو إمام الغيارى، كما أن علياً كذلك، فلماذا حمل الحسين نساءه معه وهو يعلم أنهن سيتعرضن للسبي، ويقول: «إن الله شاء أن يراهن سبايا»؟! فكنَّ ينقلن من بلد إلى بلد، قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن..
2 ـ لم يكن هناك أغير من رسول الله ، ويذكر الحديث والتاريخ: أنه كان يأمر نساءه بإجابة الطارق حين يقتضي الأمر ذلك.
3 ـ إن علياً صلوات الله وسلامه عليه لم يصدر منه خلاف، وإنما المهاجمون هم الذين خالفوا أوامر الله سبحانه.. ومجرد إجابة الطارق على الباب بكلمة: من الطارق ليس فيه ما ينافي الغيرة، فإن الأقرب إلى الباب يجيب الطارق بحسب العادة خصوصاً عندما يكون صاحب البيت مشغولاً، ومن الذي قال: إن علياً لم يكن في وضع يمنعه من المبادرة لإجابة الطارقين؟!..
4 ـ ومن الذي قال: إن علياً قد سمع الطرقة، ثم طلب من الزهراء أن تجيب، ثم انتظر ليسمع منها النتيجة؟! كما أنه لا دليل على أن أحداً غير علي والزهراء كان موجوداً في داخل البيت. والزهراء كانت الأقرب إلى الباب حيث كانت تجلس عند قبر أبيها الذي دفن قبل لحظات، لتناجيه، وتودعه بكلماتها الرقيقة، وبعبراتها..
5 ـ من الذي قال: إن الزهراء قد فتحت الباب؟. فقد سألوها أن تفتح الباب لهم، فأجابتهم، فهجموا على الباب بمجرد سماعهم لصوتها، ومعرفتهم بوجودها.. محاولين فتحه عنوة، فلاذت وراء الباب، فأحسوا بها، فعصروها بالباب.. ولا تستغرق هذه العملية أكثر من ثوان معدودة. فلما سمع علي الجلبة بادر إليهم. فهربوا، وأدرك الزهراء وهي في تلك الحال، فحاول إسعافها..
فلم يطلب من الزهراء أن تفتح الباب، ولا طلب منها مواجهة الرجال ومحادثتهم، بل جرت الأمور بسرعة، ولا دليل على أنه قد سمع أو علم بما جرى، قبل ارتفاع الأصوات.
6 ـ وبعد التوضيح المتقدم يتضح: أنه لا معنى لقول البعض: هل يقبل أحدكم بأن تهاجم زوجته، أو أمه، أو أخته، وهو قاعد في البيت يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله..
ولا معنى لقوله: «هل يقول عنه الناس: إنه بطل أو جبان؟!»
كما لا معنى للمحاورة التي نقلها عن سني وشيعي.
7 ـ إن القضية هنا ليست قضية بطولة، وشجاعة شخصية.. إنها قضية الدين، والعمل بما هو مصلحة له.. وإن كان ذلك على حساب الراحة والرضا الشخصي.. فالمهم هو رضا الله لأنه لا يقدم غضباً، ولا يحجم جبناً، بل يعمل بالتكليف الشرعي.. وليس الإقدام دليلاً على حق أو باطل، ولا الإحجام دليل على جبنٍ، فقد يكون العكس هو الصحيح في بعض الأحيان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..