اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
علاقة الكبر والنفاق
في قبول الرواية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما ....
من دون شك ان للكبر والنفاق الأثر الكبير في نسبية قبول الرواية عن آل محمد (ص) أو ردها وتكذيبها من شخص لشخص آخر، فكلما ازدادت نسبة هذين المرضين في نفس الإنسان كلما ازداد ردا على أولياء الله (ع) وكلماتهم، والعكس بالعكس. أما لو خلي باطن المرء منهما تجده محبا لسماع ما يروى عنهم (ع) وتجده لا يرد ما يروى عنهم حتى وان لم يكن متأكدا من صدور الحديث عنهم (ع) لا انه لا يرده حتى يتأكد من المصادر.
ولعمري أن الذي طهر باطنه من هذين الداءين فهو أكيد طاهر الباطن من غيرهما لأن من استطاع أن يخلص نفسه من أعظم داءين (ومنهما يتفرع الكثير من الداء) فهو قادر بعون الله (عز وجل) أن يجد لغيرهما في نفسه الدواء وإذا أصبح الإنسان طاهر الباطن فهو لا يحتاج إلى الرجوع الى المصادر ليعرف هل أن هذا الكلام الذي سمعه صادر حقا عن آل محمد لأنه سيعلم في باطنه هل هو منهم أم لا فقد ورد عنهم (ع) ما معناه:ــ
(إن كلامنا تميل له قلوب شيعتنا) واستقراء بسيط للمجتمع كفيل بأن يلهمك أيها القارىء الفطن هذا المعنى...
وأعلم بأن المتكبر يقبل من الرواية ما تشتهي نفسه. والمنافق لا يقبلها وإذا أخذها فلا يأخذ منها إلا ما يوافق جبنه ومصالحه، ويأولها على ما تشتهي رغباته، قال تعالى:ــ ((هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم * يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر ألا أولو الألباب) آل عمران 7
(افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) البقرة 85.
وقد ورد عنه (ع) أن هذه من صفات المنافق.. وليعلم الفطن اللبيب أن من في قلبه كبر أو نفاق فما له من المعرفة بآل محمد وأوليائهم ورواياتهم نصيب اللهم إلا القشور والظن (وان الظن لا يغني من الحق شيئا) وأحب أن أقول لذوي الطهارة والعقول أن مما يندى له الجبين أن طلاب الحوزة وعلمائهم يقرون ويعترفون أن ما يتوصلون إليه من المعرفة بالأحكام الشرعية هي معرفة ظنية بنسبة ( 95 في المئة) وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على عدم ارتباطهم بالله سبحانه وعدم مسهم لكتابه الصامت والناطق وأنى لهم ذلك والله يقول:ــ ((لا يمسه إلا المطهرون)) الواقعة 79 فأفهم جزاك الله خيرا
من كتاب (مجتمعنا بين الكبر والنفاق) للكاتب الشهيد انمار حمزة المهدي ص19