اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
قدسية أهل البيت () في القرآن (*)
قال الله تعالى في محكم كتابه الشريف: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ [الأحزاب: 33].
تصادف في هذه الأيام ـ بناءً على بعض الروايات ـ ذكرى رحيل البضعة فاطمة الزهراء أمّ أبيها صلوات الله عليها, وبهذه المناسبة رأينا أن نشير في بضع كلمات إلى منزلة الآل الكرام في كتاب الله تعالى.
إنّ منزلة أهل البيت () في القرآن هي أجلى من الشمس في رابعة النهار؛ إذ هم عدل القرآن وأمناء وتراجمة الوحي والتنزيل.
ومن الصفات العظيمة التي وهبها الله تعالى لأهل البيت () الطهارة والقداسة, فقد حباهم الله المرتبة العليا التي لا يمكن للبشر أن يصلوا إليها. وتتمثّل هذه القدسية والمنزلة العظيمة لأهل البيت بكونهم أناساً مطهّرين عن الرجس والذنوب وخبث السرائر ـ كما جاء في الآية المتقدّمة ـ ، فهم يمثّلون قمّة القداسة والكمال البشري.
وممّا يزيد في هذه القدسية والمنزلة العظيمة لأهل البيت أنّ السماء هي التي وضعت تلك القدسية في نفوسهم الطهارة, ممّا يعني أنّ هذه القدسية والطهارة والنورية والروح المتعالية هي من إشعاعات المثل الأعلى الذي لا يدانيه مثل أو كمال بشري.
إنّ قدسية أهل البيت () لم تخرجهم عن واقعهم البشري والإنساني, فهم () رغم وصولهم إلى الدرجات العليا في كمالات القرب الإلهي والروحانية التي أخذت بهم نحو الله تعالى في العبادة والتذلّل بين يدي الله جلّ وعلا، لم يتجرّدوا عن صفاتهم الإنسانية والبشرية؛ بل كانوا القدوة في الخلق الإنساني والنبل البشري, فهم القدوة في الصبر, والثبات, والعفو والصفح عمّن أساء إليهم, كما أنّهم قدوة في الصدق والوفاء وإخلاص المودّة لكلّ الناس.
وهذا يظهر للمتأمّل والمتصفّح في سيرة أهل البيت () وقراءة حياتهم في بُعدها الاجتماعي, فإنّه يكشف عن تلك الأخلاق البشرية والمُثل الإنسانية العليا التي لم يسبق أن جُمعت في أحد غيرهم.