اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الدين والفطرة** :
الإيمان بالمبدأ والتوجه إلى ما وراء الطبيعة من الأمور الفطرية التي عجنت خلقة الإنسان بها ، كما عجنت بكثير من الميول والغرائز . أقول بشكل عام إن إدراكات الإنسان تنقسم إلى نوعين :
1 - الإدراكات التي هي وليدة العوامل الخارجة عن وجود الإنسان بحيث لولاها لما وقف الإنسان عليها بتاتا ، مثل ما وقف عليه من قوانين الفيزياء والكيمياء والهندسة .
2 - الإدراكات النابعة من داخل الإنسان وفطرته من دون أن يتدخل في الايحاء عامل خارجي . كمعرفة الإنسان بنفسه وإحساسه بالجوع والعطش ، ورغبته في الزواج في سن معينة ، والاشتياق إلى المال والمنصب في فترات من حياته . تلك المعارف - وإن شئت سميتها بالأحاسيس - تنبع من ذات الإنسان وأعماق وجوده . وعلماء النفس يدعون أن التوجه إلى المبدأ داخل تحت هذا النوع من العرفان .
إن علماء النفس يعتقدون بأن للنفس الإنسانية أبعادا أربعة يكون كل بعد منها مبدأ لآثار خاصة :
أ - روح الاستطلاع واستكشاف الحقائق ، وهذا البعد من الروح الإنسانية خلاق للعلوم والمعارف ، ولولاه لما تقدم الإنسان منذ أن وجد في هذا الكوكب ، شبرا في العلوم واستكشاف الحقائق .
ب - حب الخير ، والنزوع إلى البر والمعروف ، ولأجل ذلك يجد الإنسان في نفسه ميلا إلى الخير والصلاح ، وانزجارا عن الشر والفساد . فالعدل والقسط مطلوب لكل إنسان في عامة الأجواء والظروف ، والظلم والجور منفور له كذلك ، إلى غير ذلك من الأفعال التي يصفها كل إنسان بالخير أو الشر ، ويجد في أعماق ذاته ميلا إلى الأول وابتعادا عن الثاني ، وهذا النوع من الاحساس مبدأ للقيم والأخلاق الإنسانية .
ج - عشق الإنسان وعلاقته بالجمال في مجالات الطبيعة والصناعة فالمصنوعات الدقيقة والجميلة ، واللوحات الفنية والتماثيل الرائعة تستمد روعتها وجمالها من هذا البعد . إن كل إنسان يجد في نفسه حبا أكيدا للحدائق الغناء المكتظة بالأزهار العطرة والأشجار الباسقة ، كما يجد في نفسه ميلا إلى الصناعات اليدوية المستظرفة وحبا للإنسان الجميل المظهر ، وكلها تنبع من هذه الروح التي عجن بها الإنسان ، وهي في الوقت نفسه خلاقة للفنون في مجالات مختلفة .
د - الشعور الديني الذي يتأجج لدى الشباب في سن البلوغ ، فيدعو الإنسان إلى الاعتقاد بأن وراء هذا العالم عالما آخر يستمد هذا العالم وجوده منه ، وأن الإنسان بكل خصوصياته متعلق بذلك العالم ويستمد منه . وهذا البعد الرابع الذي اكتشفه علماء النفس في العصر الأخير وأيدوه بالاختبارات المتنوعة مما ركز عليه الذكر الحكيم قبل قرون وأشار إليه في آياته المباركات ،
[COLOR="Red"
نعرض بعضها :
أ - ( وأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها ) سورة الروم : الآية 3.
إن عبارة " فطرة الله " تفسير للفظة الدين الواردة قبلها ، وهي تدل بوضوح على أن الدين - بمعنى الاعتقاد بخالق العالم والإنسان ، وأن مصير الإنسان بيده شئ خلق الإنسان عليه ، وفطر به كما خلق وفطر على كثير من الميول والغرائز .
ب - ( وهديناه النجدين ) البلد/10 .
أي عرفنا الإنسان طريق الخير وطريق الشر . وليس المراد التعرف عليهما عن طريق الأنبياء بل تعريفهما من جانب ذاته سبحانه ، وإن لم يقع في إطار تعليم الأنبياء ، وذلك لأنه سبحانه يقول قبله ( لقد خلقنا الإنسان في كبد . . ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين ) فالكل من معطياته سبحانه عند خلق الإنسان وإبداعه .[/color]
وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن النظرية التي اكتشفها علماء معرفة النفس مما ركز عليها الوحي بشكل واضح ، وحاصلها إن الدين بصورته الكلية أمر فطري ينمو حسب نمو الإنسان ورشده ، ويخضع للتربية والتنمية كما يخضع لسائر الميول والغرائز.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تسلم على الموضوع الراااائع يا عزيزي
يالها من كلمات عظيمة في طياتها معان عميقة.
سقاك الله يا أخي من كف مولانا أمير المؤمنين
في الدنيا قبل الآخرة
كما سقيتنا من أنوار معرفة وجه الحي القيوم.
شاكرين لكم.
شعاع المقامات.
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.