بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصاها أحد غيرك يااااااااالله
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك
اللهم العن المشككين في مقامات أئمتنا صلوات الله عليهم وسلامه
اللهم العن كل من عاضض حزب الشيطان وعمل بعمل آل أبي سفيان
ان كان المتمرجع يرى أن تربة سيد الشهداء لا فضل لها ولا قداسة ، فهذا لأن عين رأسه قد عميت ، وعين قلبه قد انطمست.
ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
أما شرف وقداسة ونورانية تربة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين
، فهي مما لا يخفى على أحد إلا من جحد.
كان من تكريم المسلمين لسيد الشهداء
في زمن النبي الأعظم
وسلم ، أن عملوا التسابيح من تربته ، وكانت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء أول من عمل بهذا ،ثم اقتدى بها المسلمون، إلى أن استشهد الاِمام الحسين
فعُدل بالاَمر إلى تربته الشريفة.
وقد جاء التصريح بهذا عن الاِمام الصادق
قال:
« إنّ فاطمة بنت رسول الله وسلم كانت سبحتها من خيط صوف مفتّل، معقود عليه عدد التكبيرات، وكانت تديرها بيدها تكبّر وتسبح، حتى قتل حمزة بن عبدالمطلب، فاستعملت تربته، وعملت التسابيح فاستعملها الناس،فلمّا قتل الحسين عُدل بالاَمر إليه، فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية »*1
وأما عن أهل البيت
فقد ثبت سجودهم لله على تربة السبط الزكي الطاهر، وكان أول من بادر إلى استخدام التربة الحسينية والسجود عليها هو ابنه الاِمام علي بن الحسين زين العابدين
.*2
وكان ذلك بعد أن دفن أبيه وأهل بيته وأنصاره،إذ أخذ قبضة من التربة التي وضع عليها الجسد الشريف، فشدّ تلك التربة في صرّة وعمل منها سجادة ومسبحة.
ولما رجع الاِمام السجاد
هو وأهل بيته إلى المدينة، صار يتبرّك بتلك التربة ويسجد عليها، فأول من صلّى على هذه التربة واستعملها هو الاِمام زين العابدين
.*3 ثم تلاه ولده الاِمام محمد الباقر
فبالغ في حث أصحابه عليها ونشر فضائلها وبركاتها، ثم زاد على ذلك ولده الاِمام جعفر الصادق
فإنّه نوّه بها لشيعته، كما وقد التزم الاِمام
ولازم السجود عليها بنفسه *4 .
فقد كان للاِمام الصادق
خريطة من ديباج صفراء فيها من تراب أبي عبدالله الحسين
، وكان اذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته وسجد عليه لله عزَّ وجلّ، كما ان المروي عنه
أنه كان لا يسجد إلاّ على تربة الحسين
تذللاً لله واستكانة إليه، *5
(1) مستدرك الوسائل 4: 12|4056 باب 9 من أبواب ما يسجد عليه. وانظر: وسائل الشيعة 6: 55|8427 باب 16 من أبواب ما يسجد عليه.
(2) كتاب الاِمام زين العابدين|عبدالرزاق المقرم: 225. وانظر مناقب آل أبي طالب 2: 251.
(3) بحار الاَنوار|المجلسي 101: 136|78 عن دعوات الراوندي.
(4) الاَرض والتربة الحسينية|الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: 31 ـ 32.
وقد تعددت فتوى فقهاء الشيعة في شرعية وأفضلية السجود على التربة الحسينية المباركة ، ليس من باب الإلزام والوجوب ، وإنما طلبا للإستحباب والفضيلةمنها:
**الشيخ أبو يعلى حمزة بن عبدالعزيز الديلمي الملقب بـ «سالار» (ت| 462 هـ) قال:
(لا صلاة إلاّ على الاَرض أو ما انبتته مالم يكن ثمراً أو كثراً أو كسوة فلهذا لا تجوز الصلاة على القطن والكتان، وإنّما يُصلّى على البواري والحصر... وما يستحب السجود عليه، وهو الاَلواح من التربة الحسينية المقدسة...) (1)
**قال السيد كاظم اليزدي في عروته الوثقى ما نصّه:
(السجود على الاَرض أفضل من النبات والقرطاس، ولا يبعد كون التراب أفضل من الحجر،وأفضل من الجميع التربة الحسينية، فإنّها تخرق الحجب السبع وتستنير إلى الاَرضين السبع)(2)وغيرها كثير
ومن عظيم بركات تربة سيد الشهداء أن فيها شفاء من كل داء :
روى محمد بن مسلم عن الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام من أن للاِمام الحسين
ثلاث فضائل مميزات ينفرد بها عن غيره من جميع الخلق مع ما له من الفضائل الاُخرى والتي يصعب عدّها قال
:
«... أن جعل الاِمامة في ذريته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره... » (3) .
وقال الاِمام الصادق
:
« في طين قبر الحسين شفاء من كل داء وهو الدواء الاَكبر»(4)