اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قال ابن الأثير في الكامل : ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه، فانتدب عشرة، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي، وهو الذي سلب قميص الحسين، فبرص بعدُ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره .
وقال: وسُلِب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته ، وهي من خز، فكان يُسمَّى بعدُ ( قيس قطيفة )، وأخذ نعليه الأسود الأودي، وأخذ سيفه رجل من دارم، ومال الناس على الورس والحلل فانتهبوها، ونهبوا ثقله وما على النساء، حتى إن كانت المرأة لتنزع الثوب من ظهرها فيؤخذ منه.
وفي زايارة وارث
الزيارات الواردة في حقهم هذه العبارات الواضحة البيان بل هي مطلقة في كل شي يرثونه من الأنبياء حيث تقول هذه الزيارات « السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله تعالى ، السلام عليك يارواث نوح نبي الله السلام عليك ياوارث موسى كليم الله السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ... » الخ . فدلالة قوله
يا وارث أي مطلق الوراثة سواء المادية او المعنوية ، اذن فهم ورثة الأنبياء في كل ما أعطاهم الله تبارك وتعالى .
وأيضاً استخدم أهل البيت
الولاية التكوينية من خلال كرامات ومعجزات بل ازدادوا عليهم بأنهم ورثوا كل ماعند نبي عن الاخر زيادة ، وهكذا الحال في كل أهل البيت الذي عصمهم وامنهم الله من الزلل ، ومن هنا كانت فاطمة الزهراء
عندها الولاية التكوينية حيث ثبتت لها من خلال عدة امور منها :
* انها حليلة سيد الأوصياء امير المؤمنين علي
فهي كفوله وهو كفو لها وهذا يقتضي كونها عندها من المقامات مالامير المؤمنين علي
إلاّ ماخصه الله تعالى من الولاية التي يتصدي بها لخلافة رسول الله
وسلم ، ومن المعلوم ان امير المؤمنين عنده هذه الولاية أعني الولاية التكوينية وقد أعطت الكثير من الكتب الشواهد العديدة على هذه القضية ويكفي شاهد على ذلك في قضية رده الشمس ، وهل هذا الاتصرف تكويني من خلال اسم الله الاعظم ، وعليه المقام ثابت للصديقة الطاهرة فاطمة
.
* انها حجة الله الكبرى على الخلق بما فيهم الأنبياء والأوصياء ويدل على ذلك الحديث المروي نصه : « ما تكاملت نبوة نبي حتى أقر بفضلها ومحبتها وعلى معرفتها
دارت القرون الاولى » ، فاذا كانت النبوة لا تكتمل لنبي من الأنبياء حتى يقر بفضلها ومحبتها ، فمن باب الاولوية ان كل مقام من المقامات المعنوية والمادية التي كانت ثابتة للأنبياء كانت ثابته ايضا للصديقة الطاهرة فاطمة
إلاّ ما خرج بالدليل مثل النبوة الخاصة بكل نبي ، وايضا بينا في حديث « نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة
حجة الله علينا » قضية انها حجة الله الكبرى فما كان ثابت للائمة من الولاية التكوينية فهو ثابت لها
، هذه بعض الادلة بصورة اجمالية ولو كان لنا تقصي المسألة لا حتجنا إلى كتاب خاص في هذه المسألة ، واعطى لك شاهدين على ثبوت الولاية التكوينية لفاطمة
واترك لك مراجعة المطولات في هذه القضية ... .
* « عن أبي عبدالله
عن سلمان الفارسي : انه استخرج أمير المؤمنين من منزله ، خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر ، فقالت : خلوا عن ابن عمي ، فوالذي بعث محمداً بالحق لئن تخلوا عنه لا نشرن شعري ولا ضعن قميص رسول الله
وسلم على رأسي ولا صرخن إلى الله ، فما ناقة صالح بأكرم على الله من والدي . قال سليمان : فرأيت والله اساس حيطان المسجد تقلعت من اسفلها ، حتى لو أراد وتعالى بعث اباك رحمة فلا تكوني نقمة ، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من اسفلها ، فدخلت في خياشيمنا » .
* وفي مشارق انوار اليقين ص 86 مثل هذا الحديث ولكن باختلاف وهو : « ثم رفعت جنب قناعها إلى السماء ، وهمت ان تدعو فارتفعت جدران المسجد عن الأرض وتدل العذاب ...
فكيف بأبي عبد الله الحسين
فلقد ورث مصائب التي مرة على الأنبياء
ولكن كانت مصائبه أكبر مصيبه لدرجة حتى قميصه سلب إذا مما ذكرت أن لم يكن عليه حتى الردا لذلك نقول مسلوب العمامة ورداء وبناتك سباياء كما ورد في نص الزيارة لسيدة زينب
وأخيرا
- السبب الغيـبي؛ فإرادة الله تعالى شاءت أن تبقى هذه الظاهرة مع الزمن ذلك لأن الإمام الحسين
أعطى كل ما كان يملك في سبيل الله، فمنحه تعالى لسان صدق في الآخرين، وجعل له حرارة في قلوب المؤمنين لا تنطفئ أبداً، وقد روي في هذا المجال أن فاطمة الزهراء
تأتي قبيل شهر محرم فتحمل تحت العرش قميص الحسين المضمخ بدمه، فيمر نسيم ليحمل معه عبقاً تلتقطه مشام المؤمنين، فتشتعل نفوسهم حباً للحسين
، وتفيض قلوبهم بتلك المأساة المفجعة، وإذا بها تتجدد في كل عام.
ونحن لا نعرف بالضبط معنى هذه الرواية ولكننا نشاهد عملياً أن المؤمنين ومحبي أهل البيت( يشعرون على أعتاب شهر محرم الحرام بأنهم يعيشون حالة جديدة، وأن موسم الدمع والدم، والعزاء والتحدي، موسم الجراح التي نزفت وما تزال تنزف قد أقبل عليهم، فيشعرون بدافع قوي يدفعهم لأن يجددوا هذه الذكرى على أفضل وجه.
ثورة الحسين لخصت رسالات السماء
- إن الحادثة التي وقعت في كربلاء خلال ساعات معدودة في اليوم العاشر من شهر محرم الحرام عام 61هـ قد لخصت رسالات السماء، فأنت تقف أمام الضريح المقدس لسيد الشهداء
فتقول:
(السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وراث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وراث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله..).
وهكذا فإن جميع الأئمة الأطهار قد ورثوا رسل الله، فيحق لك أن تقف عند ضريح كل واحد منهم وتردد نفس تلك الكلمات، ولكن الأمر يختلف بالنسبة إلى زيارة الوارث التي وردت في زيارة أبي عبد الله الحسين
، ذلك لأن وراثة الأنبياء تجلت في يوم عاشوراء، هذا اليوم الذي لا يستطيع أن يستوعب أبعاده إنسان، فكلما جاء جيل وقف عند هذه الحادثة ليكشف فيها الجديد، ذلك لأن تقدم الأيام يجعل من هذه الحادثة أوضح مما كانت سابقاً، فهناك أبعاد كثيرة في هذه الحادثة علينا أن نستكشفها، فعلى سبيل المثال ماذا يعني الحصار الاقتصادي الذي ضُرب على أبي عبد الله
في كربلاء والذي شمل بالإضافة إلى الموءن حتى الماء الذي هو مباح لكل الناس.