حقيقة السر المستودع بالزهراء صلوات الله عليها - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها إنما فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد أذى الله
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 10 الزيارات 5599 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي حقيقة السر المستودع بالزهراء صلوات الله عليها
قديم بتاريخ : 29-May-2008 الساعة : 11:41 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
حقيقة السر المستودع بالزهراء صلوات الله عليها

أكد القرآن الكريم في كثير من آياته المباركة على اطلاع الباري عز وجل على خائنة العين وما تخفي الصدور ، ويعني هذا أن الله يعلم السر وما أخفى ، وهو ما أضمره الإنسان وأسره ثم نسيه * ( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ) * ، وأيضا جاء قوله تعالى * ( وأسروا قولكم أو اجهروا به ، أنه عليم بذات الصدور ) * .

ليؤكد هذه الحقيقة ، حقيقة السر الذي يكتمه الإنسان على غيره ولكن لا يخفى على الله تعالى أي سر لأن الله تعالى خالق الإنسان في هذا العالم وإلى ذلك أشار القرآن * ( قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض ، إنه كان غفورا رحيما ) * ، فيعلم الله تعالى حقيقة أسرار الناس وما يكتمون ، إلا أنه هناك أسرار مودعة من قبل الله تعالى عند كثير من الأولياء وخصوصا الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين حيث أمرهم بحفظها ولا يظهروها إلا لمن هو أهل لها ، ولنعم ما قيل في الشعر المنسوب إلى مولى الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ) حيث قال :

لا تفش سرا ما استطعت إلى امرئ * يفشي إليك سرائرا يستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعا * فكذا بسرك لا محالة يصنع

وإلى ذلك أشار الفرزدق :
لا يكتم السر إلا من له شرف * والسر عند كرام الناس مكتوم
السر عندي في بيت له غلق * ضلت مفاتيحه والباب مردوم

إذن الأسرار المودعة من قبل الله تعالى عند الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين هي أمانات وكما ورد في المثل الذي يقول " السر أمانة فانظر عند من تضع أمانتك " ، وقال الله تعالى : * ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) * .

وأسرار الله تعالى كلها أماناته في أرضه وقلوب أوليائه ولا إجازة لهتكها وكشف قناعها إلا بين يدي صاحبها الذي هو أهل لها وهذا أمر أمر الله تعالى به عباده المخلصين من الأنبياء والأولياء - ( ) - وبالغ معهم ، وأمرهم أيضا أن يأمروا بذلك المؤمنين ويبالغوا فيه ، حتى قالوا " إفشاء سر الربوبية كفر وهتك أستار الألوهية زندقة " وقالوا " لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها ، فتظلموها ، ولا تمنعوها من أهلها فتظلموهم كونوا كالطبيب الشفيق يضع الدواء موضع الداء " .

وقالوا في الشعر المنسوب الفارسي " فمن منع الجهال علما أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم " ، وأقوالهم الشاهدة بذلك وإشاراتهم الدالة عليه أشهر وأظهر من أن تخفى على أحد ، ومع ذلك نحن نذكر بعض ذلك استظهارا لك ولغيرك لئلا يهمله أحد ويوقع نفسه في الهلاك الأبدي والشقاء السرمدي ، حيث جاء قوله تعالى تعليما لعباده وتأكيدا لهم في أداء الأمانة التي هي أسراره إلى أهلها * ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ، وحملها الإنسان أنه كان ظلوما جهولا ) * .

والمراد أنه يقول : الذين هم الملائكة والجن والحيوانات والوحوش والطيور وغير ذلك - أو على استعداد كل واحد من السماوات والأرض والجبال بنفسها ، لأنها عند الأكثرين شاعرة بذاتها - لأجل إيداع أمانتنا التي هي أسرارنا فما وجدنا أهلا لها ومستعدين لحملها لعدم قابليتهم وضعف استعدادهم لأن حمل الشئ وقبوله موقوف على قابلية ذلك الشئ واستعداده ووجدنا الإنسان أهلا لها ومستعدا لحملها فأمرناه بحملها وأشرنا إليه بقبولها لأنه كان " ظلوما جهولا " أي بسبب أنه كان مستعدا لها ومستحقا لحملها " بظلوميته وجهوليته " .

فكأنه يقول : إن السبب الأعظم والممد الأعلى في أهليته لهذه الأمانة المعروضة على السماوات والأرض والجبال وما فيها من المخلوقات كان " ظلوميته وجهوليته " لأنه لو لم يكن مستحقا لحملها ومستعدا لقبولها لكان كغيره من الموجودات لعدم هاتين الصفتين فيه ، وعلى هذا التقدير تكون صفتا " الظلومية والجهولية " مدحا له " يعني للإنسان " لا مذمة كما ذهب إليه أكثر المفسرين ، ولا شك أنه كذلك واللام في " لأنه " لام التعليل لا غير ، ليعرف به هذا المعنى والمراد بالإنسان نوعه وبالحمل استعداده للحمل وقابليته له .

وهذا هو المعنى المطابق للأمانة والعرض والحمل والقبول والإباء إجمالا لا غير ، وإلا الأمانة ما كانت شيئا محسوسا معروضا على كل واحد من الموجودات حسا وشهادة ولا كان آباؤهم عنها قولا وفعلا ، كما يرسخ في أذهان المحجوبين عنها . إذن بما أنه تعالى مع عظمة شأنه وجلالة قدره لم يضع ويدع الأمانة إلا عند أهلها ، ولم يأذن بها إلا إلى صاحبها فلا ينبغي أن يفعل غيره بخلاف ذلك وإلا يكون مخالفا لأمره سالكا غير طريقه وأيضا لو لم تكن رعاية الأمانة عنده عظيمة ما مدح بنفسه للراغبين أمانته ، وما سلكهم في سلك المصلين الصلاة الحقيقية ، وما جعلهم من الوارثين * ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلواتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ) * إلى قوله تعالى * ( أولئك هم الوارثون الذين هم يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) * فحيث مدحهم على ذلك وسلكهم في سلك هؤلاء المعظمين بل قدمهم عليهم وجعلهم من الوارثين " الذين يرثون الفردوس " فعرفنا أن رعايتها " يعني رعاية الأمانة " معتبرة وقدرها جليل وشأنها عظيم وبالجملة الخيانة في هذه الأمانة هي إيداعها عند غير أهلها ، وإمساكها عن أهلها ، وكلاهما غير جائز وإليه أشار جل ذكره في قوله * ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) * أي " لا تخونوا الله والرسول " بإيداع أسرارهم عند غير أهلها " وأنتم تعلمون " عاقبة الخائن وصعوبة عذابه وشدة عقوبته : * ( ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) * أي ذلك القول " وصاكم به لعلكم تتقون " عنها أي تحتزرون عن الخيانة بعد ذلك وتعظمون مكانتها .

جعلنا الله من الحاملين أمانته والراعين عهده ، الموفين به الوارثين جنته ، بمحمد وآله أجمعين .

وإذ فرغنا من كلام الله تعالى ، فلنشرع في كلام الأنبياء ( ) ومنها قول النبي ( ) " من وضع الحكمة في غير أهلها جهل ، ومن منع عن أهلها ظلم " " أن للحكمة حقا ، وأن لها أهلا : فأعط كل ذي حق حقه " وقوله ( ) " أن من العلم كهيئة المكنون ، لا يعلمه إلا أهل المعرفة بالله ، فإذا نطقوا به لم يجهله إلا أهل الاغترار بالله " وغير ذلك من الأقوال المعلومة لأهلها .

والغرض أنه ( ) أمر بذلك وفعل بنفسه ، لأنه إذا أراد إيداع مثل هذه الأسرار في قلوب أصحابه وخواصه كان يخلو بهم ويقول في آذانهم ، كما فعل بأمير المؤمنين علي ( ) وأخبر عنه أمير المؤمنين بقوله " تعلمت من رسول الله ألف باب من العلم ، وفتح الله تعالى لي بكل باب ألف باب " وإلى كتمانه وإخفائه بنفسه عن الأغيار أشار أيضا بقوله " اندمجت على مكنون علم ، لو أبحت به لاضطربتهم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة " .

وإلى ثمرة إظهاره - أعني من الفساد - أشار أيضا وقال " والله لو شئت أن أخبر بكل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ولكني أخاف أن يكفروا برسول الله " وهذا أمر منه بإخفاء أسرار الله وكتمانها وكناية عن إخفائها ولهذا لما قال له الخصم " أنت تتكلم بالغيب " قال ويحك ! أن هذا ليس بغيب ، ولكنه علم تعلمت من ذي علم " أراد به النبي ( ) .

وكما فعل بسلمان أيضا ، أي جعله صاحب سر وقال فيه : " سلمان منا أهل البيت " أي من أهل بيت التوحيد والعلم والمعرفة والحكمة لا من أهل بيت النسوان والصبيان والأهل والأولاد ، وقال تأكيدا لهذا المعنى : " لو علم أبو ذر ما في بطن سلمان من الحكمة لكفره ! " وروي " لقتله ! " وكلاهما صحيح فأنظر إلى عظمة السر المودع عند سلمان ، وعلى المبالغة في كتمان أسرار الله تعالى حيث عرفت أن كبار الصحابة كانوا يخفون بعضهم عن بعض حتى النبي ( ) ولعظمة شأن سلمان وقربه إلى حضرة الرحمان قال : " الجنة أشوق إلى سلمان من سلمان إلى الجنة " وكذلك لجلالة قدر أويس القرني ( رحمه الله ) لاطلاعه على أسرار الله تعالى كشفا وذوقا ، قال ( ) في حقه حيث كان يستنشق من طرف اليمن روائح أنفاسه الشريفة من حيث الباطن أو الظاهر : " أني لأستنشق روح الرحمن من طرف اليمن " وورد " من ناحية اليمن " و " من قبل اليمن " وقد سأله سلمان عن هذا الشخص فقال له ( ) : " إن باليمن لشخصا يقال له : " أويس القرني يحشر يوم القيامة أمة وحده يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، ألا من رآه منكم فليقرأه عني السلام ، وليأمره أن يدعو لي " .

وإلى غلبة هذه الأسرار بالنسبة إليه في بعض الأوقات قال : " لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل " والمراد أن لي مع الله حالات وأوقات لا يمكن أن يطلع عليها أحد ، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا غيرهم من المخلوقات ، وكأنه يشير إلى أنه ما تنكشف عليه هذه الأسرار ولا تتجلى له هذه الأنوار إلا عنده تجرده عن جميع التعلقات الروحانية والجسمانية - حتى النبوة والرسالة - وعن جبرئيل وإبلاغه أيضا لقوله ( ) : " لو دنوت أنملة لاحترقت " وبالحقيقة المعراج عبارة عن هذا المقام ، إن أريد به المعراج المعنوي ، وإن أريد به المعراج الصوري فهو ظاهر وقد عبر ( ) عن شدة تعلقه بالنبوة والرسالة ومنعهما من الوصول إلى حضرة الحق جل جلاله وقال حين خلاصه عنهم لحظة " لا يسعني فيه ملك مقرب أي جبرئيل وإبلاغه " ولا نبي مرسل " أي النبوة ورسالتهما لأن الرسالة إبلاغ ما حصل عن النبوة وإلى هذا المقام أشار - جل ذكره - " ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغا من الله ورسالاته " وأمثال ذلك كثيرة .

والغرض منه أن إخفاء أسرار الله تعالى - خصوصا الأسرار المتعلقة بهم - واجب من غير أهلها لأنها لا زالت كذلك أي مخفية عن غير أهلها ، مودعة عند أهلها ، وإذا عرفت هذا فلنرجع إلى قول الأولياء ( ) ونبين هذا بقول أعظمهم وأكملهم الذي هو أمير المؤمنين ( ) كما فعلنا في الأنبياء أعني اكتفينا منهم بأعظمهم وأكملهم الذي هو نبينا ( ) ومنها قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ) وأقواله في هذا الباب كثيرة نذكر منها أحسنها وألطفها ، وهو ما جرى بينه وبين كميل بن زياد النخعي ( رحمهم الله ) الذي كان من أخص تلامذته وأعظم أصحابه وإليه تنسب خرقة الموحدين وطريقة المتحققين حين سأله عن " الحقيقة " ، بقوله " ما الحقيقة ! " فقال له ( ) : " ما لك والحقيقة ؟ " يعني من أنت والسؤال عن الحقيقة ولست بأهلها ! فقال كميل : " أولست بصاحب سرك ؟ " قال : " بلى ولكن يرشح عليك ما يطفح مني " يعني أنت صاحب سري ومن أخص تلامذتي ولكن لست بأهل لمثل هذا السر والاطلاع عليه لأنه " يرشح عليك ما يطفح مني " و " إلا كان الأمر " يضرك ويضرني لأن ظرفك لا يحتمل فوق قدرك ، وأنا مأمور بوضع الشئ في موضعه ، فقال كميل : " أو مثلك يخيب سائلا ؟ " أي مثلك في العلوم والحقائق والاطلاع على استعداد كل سائل " يخيب سائلا " أي يمنعه عن حقه ويجعله محروما عن مراده ، خائبا عن مقصوده ، ساكتا عن جوابه ؟ لا والله بل يجب عليك وعلى مثلك جواب كل واحد منهم بقدر استعداده وفهمه وإدراكه مطاوعة لقوله تعالى : * ( أما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث ) * وأسوة نبيك ( ) لقوله " كلموا الناس على قدر عقولهم " .

فشرع الإمام ( ) بعد ذلك في بيانه وقال : الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة ، فقال كميل : زدني فيه بيانا ، قال الإمام ( ) : صحو الموهوم مع محو المعلوم . قال كميل : زدني فيه بيانا ، قال الإمام ( ) : هتك السر لغلبة الستر .

قال كميل : زدني فيه بيانا . قال الإمام ( ) : نور يشرق من صبح الأزل ، فيلوح على هياكل التوحيد آثاره .

قال كميل : زدني فيه بيانا ، قال الإمام ( ) : أطف السراج ، فقد طلع الصبح .

وهذا الكلام يحتاج إلى شرح طويل وبسط عظيم ، ولكن معنى الكلام الأخير أنه يقول : اسكت بعد ذلك أي بعد هذا البيان التام والإظهار الكامل والكشف الجلي ، عن السؤال من لسان العقل ومقام القلب ومرتبة السلوك ، لأنه قد طلع تباشير شمس الحقيقة وظهر شعاعها في الآفاق ، ولست أنت بعد ذلك ، محتاجا إلى السؤال من لسان العقل الذي كالسراج بالنسبة للشمس .

والمراد أن الشخص إذا وصل إلى مقام المشاهدة والكشف فلا ينبغي له أن يطلب المقصود من طريق المجادلة والمباحثة لأن الكشفيات والذوقيات غير قابلة للعبارة والإشارة والسؤال والجواب كما أشار إليه أولا : " كشف سبحات الجلال من غير إشارة " فكأنه أمره بالسكوت والصمت والتوجه إلى حضرته تعالى حتى يدرك مقصوده بالذوق الذي هو أعلى مراتب الوصول إلى الله تعالى ، وعن هذا المقام قال العارف : " من عرف الله كل لسانه " أي " من عرف الله " على سبيل المشاهدة والذوق " كل لسانه " عن العبارة والإشارة والغرض من هذا كله أن الإمام إذا كان بإفشاء الأسرار الإلهية من أعظم خواصه وأكبر تلامذته بهذه المثابة ، فلا يجوز لغيره إفشاؤها مع كل أحد من العوام والجهال ، فإذن عليك بكتمانها وإخفائها عن غير أهلها اتباعا لله تعالى ولرسوله ولإمام المسلمين كافة .

ويروى عن كميل ( رضي الله عنه ) مثل ذلك أيضا وأبلغ في كتمان الأسرار وإخفائها ، كما هو مذكور في نهج البلاغة ، وهو أنه قال ( رضي الله عنه ) : " أخذ بيدي أمير المؤمنين علي ( ) فأخرجني إلى الجبانة فلما أصحر ، تنفس الصعداء ثم قال لي : يا كميل بن زياد ! " إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها فأحفظ عني ما أقول لك : الناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيؤا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق .

يا كميل : العلم خير من المال ، العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الإنفاق وصنيع المال يزول بزواله ، يا كميل ! معرفة العلم دين يدان به ، به يكسب الإنسان الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، العلم حاكم والمال محكوم عليه ، يا كميل بن زياد : هلك خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة ؟ إن ههنا لعلما جما - وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة ! بلى ! أصبت لقنا غير مأمون عليه ، مستعملا آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم الله تعالى على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة : ألا ! لاذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة - سلس القيادة للشهوة ، أو مغرما بالجمع والادخار ليس من رعاة الدين في شئ أقرب شئ شبها بهما الأنعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى : لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه ، إما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، ولم ذا ؟ وأين أولئك - لا والله - الأقلون عددا .

والأعظمون عند الله قدرا ، بهم يحفظ الله تعالى حججه وبيناته ، حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا ردح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه ، والدعاة إلى دينه ، آه ، آه ! شوقا إلى رؤيتهم " .

وإذ فرغنا من كلامه في كتمان الأسرار والمبالغة فيه بقدر هذا المقام ، فلنشرع فيه من كلام الأئمة المعصومين من أولاده ( ) تأكيدا ومبالغة في هذه المقدمة ، وإن قيل : يكفي في هذه المقدمة ما قدمتم من آية أو آيتين ، وخبر أو خبرين لأن المقصود يحصل منهما ، فلا فائدة في التطويل وزيادة في الكلام ؟ أجيب عنه بأن المراد ليس نفس الإخفاء ولا الكتمان ، بل هناك غرض آخر يفهم من البحث الآتي في آخر هذه العجالة وهو معرفة حقيقة السر المستودع في فاطمة وهل هو ظاهر أم مستور ستره الله عن جميع البشر إلا الأولياء الخلص ، وبقية الأغراض سوف تظهر من بعد ذلك .

ومنها قول الأئمة المعصومين من أهل بيت النبي - صلوات الله عليهم أجمعين - وهو أنه مروي برواية صحيحة عن أحدهم ( ) قال : " أن أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان " ، وقال : " خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم بما ينكرون ، ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا ، أن أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان " .

وروى محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن الهيثم ، عن أبيه ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : " سمعت أبا جعفر " يعني الإمام الباقر " - يقول : أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان .

ثم قال : يا أبا حمزة ! ألست تعلم أن من الملائكة مقربا وغير مقرب ؟ ومن النبيين مرسلا ، وغير مرسل ؟ وفي المؤمنين ممتحنا وغير ممتحن ؟ قال : قلت بلى ؟ ألا ترى صعوبة أمرنا ؟ إن الله تعالى أختار له من الملائكة المقرب ومن النبيين المرسل ومن المؤمنين الممتحن " .

وروى محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن جابر عن أبي عبد الله يعني الإمام جعفر الصادق ( ) - أنه قال : " أمرنا سر مستور في سر ، وسر مستسر ، وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر ، مقنع بسر " وروي أيضا أنه قال : " أمرنا سر مستور في سر ، مقنع بالميثاق : من هتكه أذله الله " .

وروى ابن محبوب ، عن مرازم ، قال " قال لي أبو عبد الله ( ) : " أمرنا هو الحق وحق الحق ، وهو الظاهر ، وباطن الباطن ، وهو السر ، وسر السر ، والسر المستتر ، وسر مقنع بسر " .

وإلى كتمان هذا السر ، أشار بقوله ( ) : " التقية ديني ودين آبائي ، فمن لا تقية له ، لا دين له " يعني : الاتقاء والاحتراز من إفشاء الأسرار الإلهية ، " ديني ودين آبائي " من الأنبياء والأولياء ( ) " فمن لا تقية له " في إخفائها " لا دين له " ، وإلى هذا أشار علماؤنا في كتبهم وقالوا : التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج الإمام القائم الذي به يظهر الدين كله ويكون من المشرق إلى المغرب على ملة واحدة كما كان الشأن في زمان آدم ( ) ، فمن تركها " يعني التقية " قبل خروجه فقد خرج من دين الإمامية ، وخالف الله تعالى ورسوله والأئمة ( ) وهذا الكلام منقول من " اعتقادات ابن بابويه ( رحمه الله ) " .

وروى عمران بن موسى عن محمد بن علي وغيره ، عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : " ذكر علي ( ) التقية في يوم عيد " . قال والله لو علم أبو ذر ماذا في قلب سلمان ، لقتله ! " ، ولقد آخي رسول الله ( ) بينهما ، فما ظنك بسائر الخلق ؟ " أن علم العلماء صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل ، أو عبد مؤمن ، امتحن الله قلبه للإيمان .

قال : " وإنما صار سلمان من العلماء ، لأنه أمرؤ منا أهل البيت " .

فلذلك نسبته إلينا .

وإلى هذا كله أشار الإمام المعصوم زين العابدين ( ) في أبيات منسوبة إليه ، وهو قوله :

أني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدمنا فيها أبو حسن * مع الحسين ووصى بها قبلها الحسنا
يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا !
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

وعلى هذا الأساس نجد أن الأئمة من آل محمد - ( ) - كانوا يحملون الأسرار الربانية التي أفاضها الباري عليهم منذ أن خلقهم أنوارا وجعلهم بعرشه محدقين وإلى أن من بهم علينا ، ولكن لا يظهرون هذه الأسرار إلا لمن وجدوه أهلا لحمل الأمانة ، ومستودعا لها ، وإلى هذا الأمر - أعني حمل الأسرار - ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة لأئمة المؤمنين ( ) ما نصه : ( . . . السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله . . . اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره . . . وأنصارا لدينه ، وحفظة لسره . . . ومستودعا لحكمته . . . ) . وغير ذلك من الأقوال والزيارات الواردة والتي تصفهم ( ) بأنهم المستودع لسر الله ، وأن هذه الأسرار لا يعطوها إلا إلى أهلها وإلى ذلك أشار الحديث المروي عن أبي بصير قال : " قال أبو عبد الله ( ) : يا أبا محمد ، إن عندنا والله سرا من سر الله وعلما من علم الله ، والله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، والله ما كلف الله ذلك ، أحدا غيرنا ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا ، وأن عندنا سرا من سر الله ، وعلما من علم الله أمرنا بتبليغه فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواما ، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته ( ) ، ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته وضعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته ، فبلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك " فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه " وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا ، وحديثنا فلولا أنهم من هذا لما كانوا كذلك ، لا والله ما احتملوه ، ثم قال : إن الله خلق أقواما لجهنم والنار ، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم ، واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه ، وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب ، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ، ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ، ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه ، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه ، قال : ثم رفع يده وبكى وقال : اللهم إن هؤلاء لشرذمة قليلون ، فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم ، فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما " .

يظهر من هذا الحديث عدة أمور أهمها : إن أهل البيت ( ) عندهم أسرار قد آمنهم عليها رب العزة لا يتحملها غيرهم ولا يخرجونها إلى أحد منهم مكلفون بها وبحملها والحفاظ عليها وهذا هو معنى " حفظة سر الله " الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة ، وأيضا قوله ( ) أن عندنا . . . وعلما من علم الله يعني حكمة الله تعالى أنهم هم الودائع لها وهذا معنى قوله في الزيارة ومستودعا لحكمته ، وعلى هذا تكون هذه الأسرار خاصة بهم لا يخرجونها إلى غيرهم فهم أولى بحملها من غيرهم لأنهم فقط الذين يحتملونها .

وكذلك عندهم سر من أسرار الله تعالى وعلما من علم الله تعالى احتمله نبي مرسل وملك مقرب وعبد امتحن الله قلبه للإيمان وقد عبر الرواية أن هذه الأسرار والعلوم لا يحتملها إلا من هو مخلوق من طينتهم وهم الشيعة الحقيقيين ، الذين بشرهم هذا الحديث بالدعاء من قبل الإمام ( ) لهم بأن تكون حياتهم مثل حياة أهل البيت ( ) .

إذن يظهر من هذا الحديث وأحاديث مأثورة عنهم ( ) أنهم كانوا يحملون أسرار الله تعالى قد أودعها الباري عز وجل فيهم وكما بينت ذلك الفقرات الواردة في الزيارة الجامعة ، وبما أنهم ذرية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والتي قد أقر بفضلها ومحبتها جميع الأنبياء والبشر وأنها كانت مفروضة الطاعة وعلى معرفتها دارت القرون الأولى ، تكون عندئذ أيضا حاملة للأسرار الإلهية لأنه كيف تكون حجة الله على الأئمة وكما ورد ذلك في الحديث المأثور عن الإمام الحسن العسكري " نحن حجج الله على خلقه وجدتنا فاطمة حجة الله علينا " وهم حاملين للأسرار وهي تكون غير حاملة لها ؟ ولكن السؤال الذي ينقدح في المقام هو كيف كانت مستودعا للسر الإلهي وما هو حقيقة هذا السر المستودع ؟ كل هذه الأسئلة لا بد من إدراكها وعلى ما نحتمله لكي نعرف فاطمة ولو معشار عشر المعرفة التي فطمنا عنها - أي عن معرفة فاطمة ( ) . أقول : قبل أن ندخل في تفاصيل السر المستودع وحقيقة ماهيته لا بد أن نرى كيف اقتضت ذات الزهراء لحمل الأمانة الإلهية التي جعلها مستودعا لها ، وهذا يظهر لنا من خلال مراجعة واستقراء الأحاديث المأثورة فيها والزيارات الواردة في علو مقامها وشأنها ونستنطقها الحال ونستقرئها الجواب لكي نفهم كيف اقتضت المشيئة الربانية ذلك ، وأن أول ما يظهر من الجواب على ذلك من خلال الزيارة الواردة في شأنها في يوم الأحد والتي تقول الزيارة : " السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك صابرة " .

والذي يظهر من هذه الزيارة المخصوصة للصديقة الشهيدة أنها امتحنت من قبل الباري عز وجل وقبل خلقها أي عندما كانت نورا من الأنوار التي خلقها الله تعالى قبل الخلق بألف عام والتي كانت بعرشه محدقة ، والامتحان كان لها لأجل إظهار مقامها السامي ومنزلتها الحقيقية حيث كانت نتيجة الامتحان صابرة ، والمعروف عند العرف العقلائي أن الامتحان يمتحن به الشخص ليعرف مدى استعداداته وقابلياته " عند الامتحان يكرم المرء أو . . . " ، لذا نجد من باب أن الباري عز وجل الذي هو سيد العقلاء بل هو خالق العقل أجرى الامتحان الرباني للزهراء حيث امتحنها ، ونحن نعرف أن الامتحان يكون للمرء إما لزيادة منزلة ومقام أو لأجل شئ آخر ، ولكن الزهراء ( ) امتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة للأسرار الإلهية وذلك ما اقتضته المشيئة الربانية فيها ، لذا كانت ناجحة في الامتحان الرباني قبل خلقها حيث استحقت لقب الصابرة ، أما ماهية هذا الامتحان وفي أي موضوع كان ، وكيف أجراه الله تعالى عليها ؟ فهذا ما أشارت إليه بعض الروايات والتي نستفيد من خلال التمعن فيها والتدقيق في مدلولاتها أنها امتحنت في حمل العلم والأمانة الربانية فوجدها الباري عز وجل صابرة على حمل العلم والأمانة الربانية ، لذا استحقت حمل الأسرار الربانية ، ولكن ينقدح السؤال المهم في المقام ما هو حقيقة هذا السر المستودع في فاطمة ؟

قبل الإجابة على حقيقة هذا السر ، أود أن أشير إلى مسألة مهمة تظهر لنا من ‹ صفحة 55 › خلال عرض الروايات التي تقول أن الأسرار التي كان يحملها أهل البيت لا يتحملها إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد أمتحن الله قلبه للإيمان ، أي من خلال عرض هذه الروايات الواردة في حمل أسرار الأئمة وأنه لا يحملها إلا الممتحن ومطابقتها مع الزيارة الخاصة بالصديقة الطاهرة والتي تقول " السلام عليك يا ممتحنة " ، يظهر لنا من خلال هذه المطابقة أن العبد الممتحن هو الوحيد الذي يستطيع حمل الأسرار والعلوم الربانية فأفهم تغنم فإن في الأمر إشارات لا يسع المقام أن يظهرها من خلال القلم أو الكتاب .

أما حقيقة السر المستودع فيظهر لنا من خلال عدة احتمالات نحتملها في كونها هي مفاد السر المستودع ، ولا نقصد من أن ظهور هذه الاحتمالات يكون بالقطع اليقيني ، كلا فإن الأمر أعلى وأجل من أن يظهره قلم أو يخطر على ذهن كاتب ، أو عالم ، وأنما الأمر يتجاوز المقام ، فإن من الأسرار التي يمتلكها أهل البيت ( ) ما لم يخطر على بال بشر ، وكيف لا وهم الذين اصطفاهم الله تعالى ليكونوا الدالين على مرضاته وهم الصراط الأقوم ، أما هذه الاحتمالات فلها شواهد ولها قرائن تدل عليها ولا يعني أنها هي السر المستودع في فاطمة ( ) بل نترك ذلك للمؤمن لكي يتبحر في عرفان الصديقة الطاهرة سلام الله عليها عسى ولعل يصل إلى حقيقة الأمر ، أما هذه الاحتمالات مع بعض القرائن والشواهد عليها :

1 - السر المستودع هو المهدي ( عج ) : قد يكون السر هو صاحب الزمان عج الذي سوف يظهر الله الدين كله على يديه في آخر الزمان ، لكون أن الزهراء جدته ، وخصوصا نحن نعلم أن الأئمة من ولدها ، فعليه قد يكون السر الذي سوف يظهره الله في وقته هو الإمام الحجة ، ويدل على كون المهدي هو من ولد فاطمة ( ) ، في الحديث المروي عن أبي أيوب الأنصاري والذي من جملته كان الخطاب لفاطمة ( ) . . . عن رسول الله ( ) . . . " ومنا سبطا هذه الأمة وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين وهما ابناك ، والذي نفسي بيده منا مهدي هذه الأمة وهو من ولدك " .

وعن أم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله ( ) يقول : " المهدي من عترتي من ولد فاطمة " .

وقد يرد على هذا الاحتمال بأنه إذا كان المهدي ( عج ) سرا من الأسرار المستودعة في فاطمة في ذلك الزمان ولم يعرف ولم يظهر لأحدنا فإن هذا القول الآن يصبح منتفي لكون مسألة الإمام المهدي والوعد الإلهي فيه أصبحت من المتسالمات عند أكثر المسلمين ، هذا من جهة ، وكون الدعاء يقول اللهم أي أتوسل بفاطمة وأبيها وبعلها وبنيها . . . ولفظة بنيها تشمل كل أبناء الزهراء المعصومين والدعاء في ختامه يقول والسر المستودع ، فإنه لا معنى أن يتوسل المؤمن بالسر المستودع الذي يكون المهدي ( عج ) وفي نفس الوقت يتوسل ببنيها ، الذي هو منهم ومشترك معهم ، وربما يجاب أنه من باب ذكر الخاص بعد العام ليفيد الحصر أو الاختصاص ؟ ! ! !

2 - وقد يكون السر المستودع إشارة إلى أن ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وأن الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها ، وقد وردت عدة شواهد روائية تدل على أن الأئمة من ولد فاطمة ( ) وأن الولاية فيهم والإمامة منحصرة في وجودهم المبارك وهذا ما أثبته القرآن الكريم والسنة الشريفة ويكفي في إثبات ولايتهم ما جاء في كتاب الغدير للعلامة الأميني ، ولكن ننقل لك بعض الشواهد في هذا الأمر المهم والتي كان منها ما جاء عن أمير المؤمنين ( ) عن النبي ( وسلم ) في حديث طويل قال : " إن الله عز وجل نظر إلى الأرض ثالثة فاختار منها أحد عشر إماما . . . وأمهم فاطمة ابنتي .

وفي حديث آخر عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : " أشهد بالله لقد دخلت على فاطمة بنت رسول الله ( ) لأهنئها بولدها الحسين ، فإذا بيدها لوح أخضر من زبرجدة خضراء فيه كتاب أنور من الشمس . . . فقلت : ما هذا يا بنت رسول الله ؟ فقالت : هذا لوح أهداه الله عز وجل إلى أبي ، فيه أسم أبي واسم بعلي واسم الأوصياء بعدي من ولدي ، فسألتها أن تدفعه إلي لأنسخه ففعلت . . . " .

وهذا الاحتمال يرد عليه بكون الدعاء ، يقول بفاطمة . . . وبنيها والسر المستودع فيكون تكرار للقسم بالأئمة الذين هم بنيها وكذلك بالسر المستودع الذي هو الأئمة .

3 - السر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق ( ) : " إن أمرنا سر مستتر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر " .

وعنه ( ) أيضا : " إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله " .

وعنه ( ) : " أن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وسر مستسر وسر مقنع بالسر " .

فالزهراء بما أنها أم الأئمة وهي حجة الله عليهم وأنها مفروضة الطاعة على جميع البشر كما ورد ذلك في الأحاديث المأثورة تكون الأسرار التي مودعة فيها معروفة عند الأئمة وهم يحافظون عليها وقائمون بمقتضاها ، أو تعلقاتها أو تبليغ دواعيها ومحافظين على هذه الأسرار ولا يظهرونها لأحد إلا من كان محتمل لعلمهم وأسرارهم ولذلك ظهر الشئ القليل منها ، لسلمان وكميل وأبي ذر وغيرهم من المؤمنين الممتحنين ، فأمرهم هو سر الله تعالى المودع في فاطمة ( ) والأئمة يحافظون على أسرار هذا الأمر وإن كان تفسير الأمر في الروايات المأثورة هو أمر الولاية ، " السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله " .

4 - السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة ( ) ، وهذا ما نستطيع فهمه من خلال الأحاديث المروية في شأنها سلام الله عليها حيث كانت المحدثة من قبل الملائكة وكان لها مصحف يتوارثه الأئمة واحدا بعد واحد وفيه كل ما يحتاجونه من الذي يجري على البشر وفيه أسماء الحكام الذين يحكمون وحكموا من زمن آدم إلى آخر يوم من الدنيا ، وعليه نحتمل أن يكون المصحف هو السر المودع في فاطمة وهذا فيه من الأمور التي لم يطلع عليها سوى أبناء الزهراء الأئمة المعصومين الذين يتوارثون هذا المصحف وينظرون فيه وهو من إملاء رسول الله وربما من إملاء الإمام علي بن أبي طالب ( ) ، وهذا ما أشارت إليه جملة من الروايات الواردة في المقام ومنها : * " ما رواه الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله ( ) يقول عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي شئ فيه ، قال : فقال لي زبور داود ، وتوراة موسى ، وإنجيل عيسى ، وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة . . . .

وأيضا ما رواه أبي بصير بالسند المتصل قال دخلت على أبي عبد الله ( ) فقلت له إني أسئلك جعلت فداك عن مسألة ليس هيهنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبد الله ( ) سترا . . . ، " وساق الحديث " . . . حتى أجابه الإمام قائلا : " وأن عندنا لمصحف فاطمة ( ) وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شئ أملاها الله وأوحى إليها قال قلت هذا والله هو العلم إنه لعلم وليس بذاك قال ثم سكت ساعة ثم قال : إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال إنه العلم وما هو بذاك ، قال قلت جعلت فداك ، فأي شئ هو العلم ، قال ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الأمر والشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة .

وفي حديث عن حماد بن عثمان قال سمعت أبا عبد الله ( ) يقول : " تظهر الزنادقة في سنة ثمانية وعشرين ومائة وذلك لأني نظرت في مصحف فاطمة قال فقلت : وما مصحف فاطمة ( ) ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه ( ) دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل فأرسل إليها ملكا يسلي عنها غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( ) فقال لها إذا أحسست بذلك فسمعت الصوت فقولي لي فأعلمته فجعل يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحف قال : ثم قال أما إنه ليس فيه من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون .

أقول : يظهر من هذا الحديث وأحاديث أخرى مأثورة عن أهل بيت العصمة ( ) أن مصحف فاطمة متوارث من قبل الأئمة وفيه علم ما كان ويكون إلى آخر الزمان ، وفيه الحكام الذين يحكمون والفرق التي تظهر وتبتدع في كل زمان ، ويظهر من هذا المصحف أنه من إملاء الإمام علي ( ) حيث كانت الملائكة تحدث الصديقة الشهيدة ( ) بعد وفاة رسول الله ( ) وتملي على علي ( ) ويكتبه ، وعلى هذا الأساس يكون المصحف متأخر رتبة في الوجود والظهور عن الأساس الذي أسسناه في كون السر المستودع في فاطمة كان بعد امتحانها قبل الخلق وكما بيناه في مقدمة البحث ، فعليه يكون هذا الاحتمال في كون المصحف هو السر المستودع في فاطمة ( ) بعيد وعلى ضوء الأساس الذي بيناه ، لذا تكون العلوم الربانية ليست هي السر المستودع وخصوصا نحن نعلم إن ورد في الرواية الشريفة عن أبي عبد الله ( ) حيث يقول : ( إن عندنا والله سرا من سر الله ، وعلم من علم الله ، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للأيمان والله ما كلف الله ذلك أحدا غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا . . . ) .

فيتبين من هذه الرواية أن عند أهل البيت بما فيهم فاطمة ( ) عندهم سرا من سر الله تعالى وهذا غير العلم وإلا لكان الإمام يقول العلم نفسه السر بل إنه فصل بين السر والعلم فعليه العلم غير السر المستودع فيهم .

5 - قد يكون السر هو ما أشارت إليه الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله ( ) عن الله تبارك وتعالى أنه قال : " يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما " .

أي إنه العلة الغائية لخلقكما كما يظهر من الحديث القدسي هو وجود فاطمة ( ) ، أما كيف يكون هذا الأمر فهذا ما سيتبين لنا من خلال بحث هذا الحديث في موضوع مستقل إن شاء الله .

6 - السر المستودع هو اسم الله الأعظم .

عندما نراجع الروايات الواردة في شأن أهل البيت ( ) نجد أن مما حظي به الأئمة ( ) ، دون غيرهم هو أنهم يحملون اسم الله الأعظم وهذا ما صرحت به الأحاديث المأثورة عنهم ، حيث خصهم الباري عز وجل بهذا الكرامة العظيمة ، وكما تبين لنا من الرواية المتقدمة أن السر الذي بحوزة أهل البيت هو غير العلم والحكمة التي يتملكها أهل البيت ( ) ، فقد يكون السر الذي يملكونه هو نفسه الاسم الأعظم لله تعالى الذي إذا دعي به أجاب ، والذي يدل على أنهم عندهم اسم الله الأعظم جملة من الروايات الواردة في المقام منها ما ورد عن جابر عن أبي جعفر ( ) قال : " إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ، ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وعن النوفلي ، عن أبي الحسن صاحب العسكري ( ) قال : سمعته يقول " اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ - أي مملكة سبأ أو مدينة سبأ حيث كان عرش بلقيس - فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفة عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب .

أقول : وكثيرة هي الأحاديث المأثور عنهم ( ) في هذا الباب حيث خصهم الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية والذي يظهر من هذه الأحاديث أنهم أفضل مقاما ومنزلة من الأنبياء السابقين ، بدلالة هذه الأحاديث ، وكل ما ثبت للأئمة ( ) فهو ثابت للصديقة الشهيدة ( ) من حيث كونها أم الأئمة الأطهار ومن كونها حجة الله على الأئمة وكما سيمر بنا ذلك في شرح هذا الحديث ، وكذلك هناك عدة إشارات في الروايات إلى مسألة أسم الله الأعظم وكيف أن الإمام علي ( ) الذي هو كفؤ الزهراء ( ) كان يحمل اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وهذا ما وجدناه في قضية رده الشمس التي غابت في أرض بابل حيث سأله أحد أصحابه يا أمير المؤمنين كيف رددت هذه الشمس ، فقال له ، سئلت الله تعالى باسمه الأعظم أن يردها عليها فردها ، وكما ورد في سورة الواقعة * ( فسبح باسم ربك العظيم ) * .

وعلى هذا الأساس فإن كل ما أعطاه الله تبارك وتعالى وخص به أهل البيت ( ) فهو ثابت للزهراء ( ) ، فعليه تكون الصديقة الطاهرة حامل لاسم الله الأعظم الذي خصه الله تبارك ذ بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، فيكون وعلى ما أحتمله بل أرجحه على بقية الاحتمالات الأخرى أن السر المستودع في فاطمة هو اسم الله الأعظم ، والذي يدل عليه على ما أستفيده من الدعاء الذي بدأنا به البحث " اللهم إني أسألك بحق فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها . . . " حيث يظهر من هذا الدعاء أولا التوسل بحق فاطمة . . . وكذلك التوسل إلى الله تعالى بالسر المستودع ، والتوسل لا يكون إلى الله تعالى إلا بالذي يكون له شأن عند الله عز وجل ، ونبتغي إليه الوسيلة ، فعليه نحتمل أن يكون السر هو اسم الله الأعظم المستودع عند فاطمة ( ) ، وأبناؤها وخصوصا هناك شواهد تدلل على أن هذا الاسم لا يخرجونه أهل البيت ( ) إلى أحد وكما ورد في الحديث المروي في شأن عمر بن حنظلة حيث قال لأبي جعفر ( ) : " إني أظن أن لي عندك منزلة ، قال : أجل ، قال : قلت فإن لي إليك حاجة قال وما هي ؟ قال : قلت تعلمني الاسم الأعظم قال وتطيقه قلت نعم قال : فادخل البيت قال : فدخل البيت فوضع أبو جعفر يده على الأرض فأظلم البيت فأرعدت فرايص عمر فقال : ما تقول أعلمك فقال لا قال : فرفع يده فرجع البيت كما كان " .

ويوجد أيضا شاهد آخر يدل على كون فاطمة ( ) تمتلك الاسم الأعظم وذلك عندما قادوا عليا ( ) في يوم سقيفة بني ساعدة للبيعة فخرجت نفسي لها الفداء تجر أذيالها خلف ابن عمها وهي تقول خلوا ابن عمي أو لأكشفن رأسي للدعاء ، حيث يقول سلمان " فخرجت فاطمة ( ) فقالت : يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي - والله - لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ، ولآتين قبر أبي ، ولأصيحن إلى ربي : فأخذت بيد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وخرجت تريد قبر النبي ( ) ، فقال علي ( ) لسلمان : أدرك ابنة محمد ( ) فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ، والله إن نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، وأتت قبر أبيها ، وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها ( وبمن فيها ) ، فأدركها سلمان ( رضي الله عنه ) فقال ، يا بنت محمد ، أن الله بعث أباك رحمة فارجعي فقالت : يا سلمان ، يريدون قتل علي ، ما على علي صبر ، فدعني حتى آتي أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصيح إلى ربي ، فقال سلمان أني أخاف أن تخسف بالمدينة ، وعلي ( ) بعثني إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي .

فقالت : إذا أرجع وأصبر ، وأسمع له وأطيع " .

ويظهر من هذه الرواية أن الصديقة الزهراء ( ) لو أنها دعت الله تعالى لاستجاب الله دعائها ، فإن الإمام علي ( ) عندما قال : ( فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ) يعني إشارة إلى أنها كانت عندها الولاية التكوينية وكما سنقف مع هذا البحث إن شاء الله تعالى ، وعلى كل حال فإن الصديقة كانت تحمل الاسم الأعظم ، ولا ضير في ذلك فهي أم أبيها وأم الأئمة الأطهار الذين يحملون الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وهناك إشارة لطيفة في كون فاطمة الزهراء ( ) لها أسم مشتق من أسماء الله الحسنى حيث ورد ذلك في حديث الاشتقاق " هذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي ، وفاطم أوليائي عما يعيرهم ويشينهم ، فشققت لها اسما من اسمي " .

وقال رسول الله ( ) : " أن الله شق لك يا فاطمة اسما من أسمائه وهو الفاطر وأنت فاطمة " وعليه فإن فاطمة وديعة المصطفى ، فاطمة الإنسية ، الحوراء مطلع الأنوار العلوية ومشكاة الولاية وأم الأئمة وعيبة العلم ووعاء المعرفة .

واختتم هذا البحث في أمر قد استفدته واستنتجته من خلال بعض الروايات الواردة في كتب الحديث كأمثال الكافي والبصائر وغيرهما ، حيث يظهر من خلال الروايات أن أمر آل محمد ( ) أمر جسيم مقنع بالميثاق لا يستطاع فهمه وإدراكه وذكره وهذا الأمر هو ( كما عبرت عنه الرواية ب " أمرنا " سر في سر وسر مستتر في سر ولا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر وهو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وكذلك ورد في الحديث الشريف أنه لو قد قام قائمنا لتكلم بهذا الأمر وصدقه القرآن ، وكذلك وجدت أن هذا الأمر - وكما ورد في الرواية - هو الذي جعل الملائكة مقربين وغير مقربين والأنبياء مرسلين وغير مرسلين والمؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، وعليه يكون الأمر هو السر ، فما هو السر ؟ ؟ ؟ . . . . ( إنما أمره إذا أراد شئ أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون ) .

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر




خادمة العباس (ع)
الصورة الرمزية خادمة العباس (ع)
عضو دائم

رقم العضوية : 516
الإنتساب : Oct 2007
الدولة : مدينة الرسول الأعظم عليه السلام
المشاركات : 1,304
بمعدل : 0.21 يوميا
النقاط : 263
المستوى : خادمة العباس (ع) is on a distinguished road

خادمة العباس (ع) غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادمة العباس (ع)



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
Lightbulb فاطمة عليها السلام حجة الله الكبرى
قديم بتاريخ : 30-May-2008 الساعة : 12:55 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


كتاب الاسرار الفاطمية، جعلنا الله و إياكم من الذاكرين لآل بيت محمد المتمسكين بولايتهم :

« السلام عليك يا ممتحنة إمتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك وكنت لما امتحنك صابرة ».

والذي يظهر من هذه الزيارة المخصوصة للصديقة الشهيدة انها أُمتحنت من قبل الباري عز وجل وقبل خلقها أي عندما كانت نوراً من الانوار التي خلقها الله تعالى قبل الخلق بالف عام والتي كانت بعرشه محدقة ، والامتحان كان لها لاجل أظهار مقامها السامي ومنزلتها الحقيقية حيث كانت نتيجة الامتحان صابرة ، والمعروف عند العرف العقلائي ان الامتحان يمتحن فيه الشخص لُيعرف مدى استعداداته وقابلياته « عند الامتحان يكرم المء أو ... » ، لذا نجد من باب ان الباري عز وجل الذي هو سيد العقلاء بل هو خالق العقل أجرى الامتحان الرباني للزهراء حيث امتحنها ، ونحن نعرف ان الامتحان يكون للمرء إما لزيادة منزلة ومقام أو لأجل شيء آخر ، ولكن الزهراء إمتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة للأسرار الالهية وذلك ما إقتضته المشيئة الربانية فيها ، لذا كانت ناجحة في الامتحان الرباني قبل خلقها حيث استحقت لقب الصابرة ،
اما ماهية هذا الامتحان وفي أي موضوع كان ، وكيف أجراه الله تعالى عليها ؟ فهذا ما أشارت إليه بعض الروايات والتي نستفيد من خلال التمعن فيها والتدقيق في مدلولاتها انها امتحنت في حمل الأمانة الربانية فوجدها الباري عز وجل صابرة على حمل العلم والأمانة الربانية ، لذا استحقت حمل الأسرار الربانية ، ولكن ينقدح السؤال المهم في المقام ما هو حقيقة هذا السر المستودع في فاطمة ؟.
** أذكر النقاط التي أورده الشيخ باختصار و اترك لكم مراجعة الشرح المفصل على رابط الكتاب في نهاية الموضوع ** :

1ـ السر المستودع هو المهدي ( عج )
2ـ وقد يكون السر المستودع أشارة الى ان ولاية الله تعالى سوف تكون في ولد فاطمة وان الأئمة المعصومين منها سلام الله عليها
3ـ السر المستودع هو أمرهم كما في بصائر الدرجات عن الصادق : « إن أمرنا سّر مستتر وسّر لا يفيده إلا سّر وسّر على سّر وسرّ مقنع بسر ».
4ـ السر المستودع هو العلوم الربانية المودعة في فاطمة
5ـ قد يكون السر هو ما أشارت الرواية المروية في شأن الحديث القدسي المروي عن لسان جابر بن عبدالله الاصناري عن رسول الله وسلم عن الله تبارك وتعالى أنّه قال : « يا أحمد لولاك لما خلقت الافلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما »
6ـ السر المستودع هو اسم الله الأعظم.


ونكمل مابدأه أخينا الفاضل ( خادم الزهراء ) في بحثه عن:
( فاطمة الزهراء ) عطر الله انفاسك وجعلها في موازين حسناتك.....

عن الإمام الحسن العسكري أنه قال
« نَحْنُ حُجج الله على خلقه ، وجّدتنا فاطمة حُجّة الله علينا »(1)
يعتبر هذا الحديث من الاحاديث المهمة التي وردت عن الإمام الحسن العسكري ، لذا ونحن نقف نستلهم الدروس العقائدية من سلالة بيت النبوة ومعدن الرسالة لابد لنا ان نتأمل في هذا الحديث ونرى مدى مصداقيته في عالم الواقع والثبوت ، وبعبارة اخرى هل لهذا الحديث وجه للاستدلال به في المحاورات العقائدية التي تخص حياة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء ام لا؟ وهل هناك وجه من الصحة بحيث تكون الصديقة الطاهرة الحجة على الأئمة أم يتجاوز الأمر الى أبعد من ذلك ؟ وما هي الثمرة لهذا الحديث إذا ثبت له الواقعية والمصداقية ومدى تأثيره على الجانب العقائدي للفرد المؤمن ؟ كل هذه الأسئلة نحتاج الوقوف عليها والتأمل فيها واستجلاء حقائقها وادراك مغازي هذا الحديث العقائدي. وهذا ما سيتبين لنا من خلال البحث الذي سنقسمه الى ثلاث امور اساسية وهي :
الأمر الأوّل : معنى الحجة ؟
الأمر الثاني : شرعية الحجة.
الأمر الثالث : كيف كانت فاطمة حجة الله على الأئمة ؟
الأمر الأول:
معنى الحجة؟
وردت عدة تعاريف للحجة وماهيتها ولها عدة معاني لابد لنا من الوقوف عليها وعلى المعنى الذي يهمنا في المقام والذي من شأنه ان يبين معنى الحديث الشريف بحيث لا يبقى فيه أي اجمال وفي كل الجهات المبحوث عنها في المقام وجرت عادة أهل العلوم عندما يأتون إلى موضوع ما ويريدون أن يعرفوه بأي تعريف كان فانهم يعرفونه بالتعريف اللغوي وتعاريف الحجة.
1ـ الحجة لغة ؛ كل شيء يصلح ان يحتج به على الغير وذلك بأن يكون به الظفر على الغير عند الخصومة معه والظفر على الغير على نحوين : « أحدهما » إما بأسكاته وقطع عذره وباطاله. « والآخر » واما بأن يلجئه على عذر صاحب الحجة فتكون الحجة معذرة لدى الغير والحجة هي الدليل والبرهان. وقال الازهري : انما سميت حجة لانها تُحَج أي تقصد لأن القصد لها واليها وكذلك معنى المحجة أي محجة الطريق وهي المقصد والمسلك(1).
2ـ واما الحجة في الاصطلاح العلمي فلها معنيان أو اصطلاحان :
* ما عند المناطقة : ومعناها « كل ما يتألف من قضايا تنتج مطلوباً » أي مجموع القضايا المترابطة التي يتوصل بتأليفها وترابطهما إلى العلم بالمجهول سواء كان في مقام الخصومة مع أحد أم لم يكن ، وبحثنا من جهة هذا التعريف المنطقي سوف يكون بربط مجموعة من القضايا وتأليفها لكي تصل إلى العلم بالمجهول وهو كيف أصبحت فاطمة حجة على الأئمة بل على الأنبياء فضلاً عن الخلق كما سيتبين من خلال البحث.
* وهنالك معنى للحجة لدى الاصوليين وهو « كل شيء يثبت متعلقه يثبت متعلقه ولا يبلغ درجة

القطع » أي لا يكون سبباً للقطع بمتعلقه ، وإلاّ القطع يكون القطع هو الحجة ولكن هو حجة بمعناها اللغوي أو قل بتعبير آخر « الحجة » كل شيء يكشف عن شيء آخر ويحكي عنه على وجه يكون مثبتاً له »(1). ونعني بكونه مثبتاً له : ان اثباته يكون بحسب الجعل من الشارع لا بحسب ذاته فيكون معنى اثباته له حينئذ انه يثبت الحكم الفعلي في حق المكلف بعنوان انه هو الواقع ، وانما يصح ذلك ويكون مثبتاً له فبضميمة الدليل على اعتبار ذلك الشيء الكاشف الحاكي وعلى انه حجة من قبل الشارع.
كما تنقسم الحجة في المنطق إلى قياس وتمثيل واستقراء ، والحجة ما يصح الاحتجاج به وما يحتج به المولى على العبد في مقام المنجزية ويحتج به العبد على المولى في مقام المعذرية ، ثم الحجة تنقسم بالتقسيم الاولي إلى عقلية وشرعية ، والاولى هي التي يصح التعويل عليها بصورة عامة في كل سؤال عن السبب ، والثانية هي التي يصح التعويل عليها بصورة عامة في كل سؤال عن السبب ، والثانية هي التي يصح الاحتجاج بها في الامور الشرعية ، أي ما يصح التعويل عليها في الفتاوى للفقيه ، فهي بصورة خاصة وبين الحجتين نسبة العموم المطلق ، فكل شرعية عقلية ولا عكس فان الحاكم بصحة الحجة هو العقل وكل واحد من القسمين ينقسم إلى حجة الزامية وإلى حجة ارشادية والاولى بمعنى ما يجب عند العقل التعويل عليه والالزام بما تقتضيه نفس الحجة والثانية ما يجوز التعويل عليه والارشاد ويكون من خواصها.
فالحجج الالزامية العقلية كالبراهين الدالة على المبدأ والمعاد والنبوة الخ والحجج الإرشادية العقلية كاخبار العالم ورأى المتخصص وقول الخبير وتصير الزامية عند الرجوع اليها والتعويل عليها والحجج الالزامية الشرعية كالانبياء واوصيائهم المعصومين فانهم حجج الله ويجب الاخذ باقوالهم وافعالهم وتقريرهم والذي يعبر عنها القول والفعل والتقرير بالسنة(2) ، وفيما نحن فيه من معرفة معنى الحجة يفيدنا في المقام الحجة لغة ومنطقا لكونها يوصلان بالقطع بامر بحيث يصلح ان يحتج به على الغير سواء في الدنيا أو الآخرة ، وعلى ضوء الاستدلالات العقلية البرهانية. وعلى ضوء التعاريف المتقدمة يكون قد لاح لنا مفهوم آخر غير الحجة وهو المحجة ، والحجة تبين لك معناها من التعارف المتقدمة ، أما المحجة فهي المسلك والطريق الذي يتوصل به إلى الغير والمحجة هي الطريق السليم الذي لا إعوجاج فيه ، فلقد ورد في هذا المعنى عن الإمام جعفر الصادق انه قال وسمع كثيراً يردد هذا القول :
علمُ الحجة واضـح لمريــده*وأرى القلوب عن المحجة في عمىوقـد عجبـت لهالك ونجاتـه*موجـودة ولقد عجبـت لمن نجى
الأمر الثاني:
شرعية الحجة!

هناك عدة احتجاجات وردت في القرآن الكريم قد اثبتها الله تبارك وتعالى لنبيه محمد وسلم لانبياءه المرسلين من الاولين والاخرين لكي يحتجوا بها على للناس المشككين أو الناكرين للرسالة أو النبوة أو النبي ومعاجزه وكراماته ، ولقد بين الله تعالى في كتابه الشريف بعض الايات التي نستفيد من خلالها ان الله تعالى يحتج يوم القيامة بالانبياء على الناس وهذا ما ما أشار إليه القرآن الكريم في قوله تعالى ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ... إلى قوله تعالى... رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون الناس على الله حجة بعدَ الرسل وكان الله عزيزاً حكيما </STRONG>)(1). ومن جهة اخرى ورد في القرآن الكريم بعض الاحتجاجات بين الكافرين في ما بينهم في النار حيث جاء قوله تعالى ( وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعاً فهل أنت مُغنون عنا نصيبنا من النار </STRONG>)(2).
وكذلك نجد قوله تعالى (</STRONG> فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساؤكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على القوم الكافرين )(1). جاء ليؤكد حقيقة النصارى وطلبهم من الرسول الاحتجاج حول مسألة عيسى ابن مريم وكيف واجههم الرسول الاكرم وسلم بقضية المباهلة التي خسروا فيها والقي ما في أيديهم من الحجة التي كانوا يحتجون بها على الرسول وسلم.
وكثيرةٌ هي الاحتجاجات الموجودة في القرآن الكريم والتي جاءت بعضها لكي تثبت اعجاز القرآن الكريم واخرى لتبين احتجاجات ابراهيم مع قومه واخرى تثبت احتجاجات الرسول مع قومه وهكذا لئلا يكون للناس على الرسول المرسل الحجة البالغة ، ولذا نجد أمير المؤمنين علي يقول في معرض بيان ان العباد لابد لهم ان يتعظوا وينتفعوا بحجج الله تعالى فانه لا ينفع أي شيء يوم القيامة إلا الإيمان المقرون بالولاية والعمل الصالح.
« انتفعوا ببيان الله واتعظوا بمواعظ الله واقبلوا نصيحة الله فان الله قد أعذر إليكم بالجلية وأخذ عليكم الحجة وبين لكم محابّه من الاعمال ومكاره منها لتبتغوا هذه وتجتنبوا هذه ».
ويعني هذا ان العباد لابد لهم من الانتفاع من العلم المقرون بالعمل الصالح وإلاّ العلم وحده ليس فيه فائدة ولابد للعباد أن يستفيدوا من المواعظ ليتعظوا بها في مقام العمل ، ومع ذلك نجد في كثير من الروايات الشريفة مسألة الاحتجاج البالغ من الله تعالى حيث سئل الإمام الصادق عن قوله تعالى « فلله الحجة البالغة » فأجاب : « قال إذا كان يوم القيامه قال الله تعالى للعبد أكنت عالماً ؟ فان قال نعم . قال : أفلا عملت بما علمت وان قلت كنت جاهلاً قال له : أفلا تعلمت ؟ فتلك الحجة البالغة لله تعالى ». وهنا ينقدح سؤال مهم قد يرد في ذهن الكثير من المؤمنين وهو هل كل الناس يحتج عليهم الله تعالى يوم القيامة على ضوء هذا الحديث الشريف ؟ والجواب على ذلك أنه ليس كل الناس يحتج عليهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة بل هناك عنق من الناس لا يسئلون ولا يحاسبون ومنهم المجنون الفاقد عقله ، أما الأطفال الذين لم يبلغوا سن التكليف الشرعي وماتوا فانهم يلحقون بأبائهم وعلى ما ورد في قوله تعالى</STRONG>

( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بأيمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء ). حيث قال العلامة المجلسي حول هذه الآية المباركة :
« اعلم انه لاخلاف بين أصحابنا في أن الأطفال المؤمنين يدخلون الجنة وذهب المتكلمون منا الى أن أطفال الكفار لا يدخلون النار فهم إما يدخلون الجنة أو يسكنون الاعراف وذهب أكثر المحدثين منا الى ما دلت عليه بعض الأخبار الصحيحة من تكليفهم في القيامة بدخول النار المؤججة لهم ؟ فيكون من يستجيب يدخل الجنة ومن لا يستجيب يدخل النار ».
وعلى ضوء الإحتجاجات الواردة في الكتب المعتبرة روي ان هناك احتجاج لطيف بين أمير المؤمنين وأحد اليهود حيث قال للامام علي ، ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمس وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضاً.
فقال له : بلى ولكن ما جفّ ـ جفّت ـ أقدامكم من البحر حتى قلتم : يا موسى ادعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. وهناك الكثير من الاحتجاجات المهمة التي وردت في القرآن الكريم وفي الكتب المعتبرة كل ذلك لما للحجة من امر مهم في اثبات المدعى على الخصم الناكر مثلا او السالب للحق ، والثمرة في ذلك كله من القرآن الكريم ومن الكتب الصحيحة لكي يستنير البشر بنور الحجة الربانية وليستفيدوا منها ويتعظوا بالمواعظ الربانية هذا معنى الحجة وماهية الاحتجاجات والتاكيد عليها من قبل الله تعالى.
وعلى هذا الأساس تكون شرعية الحجّة ثابتة على ضوء القرآن الكريم والسنة والعقل ولا نريد الدخول كثيراً في هذا الأمر بل اشرنا في بعض موارده فلقد جعل الله تعالى للحجة شرعية ذاتية تلزم الغير على ضوء مقتضاها العمل بها حيث جاء قوله تعالى ( وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) أي جعلنا لهم بالجعل التكويني ان يكونوا ائمة يقصدون في كل شيء والإمام المعصوم هو الذي يحتج به على الغير فهو حجة على الناس جميعاً وإلاّ كيف يكون امام يقصد ويحتج به ومن هذا المنطلق تكون فاطمة الزهراء حجة على الأئمة كحجية الزامية شرعية فيجب من جهة الله تعالى الأخذ باقوالها وافعالها والله تبارك وتعالى هو الذي جعل لها الحجية على الخلق بما فيهن الأئمة وهذا القول بصورة اجمالية اما كيف كانت حجة بالمعنى التفصيلي فهذا ما يحتاج بيان مقدمات وامور توصلنا إلى هذه النتيجة وهذا ما سنبحثه في الأمر الثالث انشاء الله.

الأمر الثالث:
كيف كانت فاطمة حجة على الأئمة؟

وهذا يتوقف على بيان أمرين :
الأوّل : إن من أهم المسائل الأساسية في العقيدة الاسلامية والتي تؤخذ حيزا كبيراً ، على المستوى الدراسي سواء النظري أو الفكري هي مسألة ضرورة بعثة الأنبياء ، وهذه المسألة العقائدية المهمة تأخذ ضروريتها من عدة عوامل تكون الحجر الأساسي لهذه الضرورة ، فالإنسان لم يخلق عبثاً ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وانكم إلينا لا ترجعون ) بل خلق الأنسان لهدف وهو السير في طريق تكامله من خلال ممارسة الأفعال الاختيارية القادر عليها وكل ذلك لاجل التوصل إلى كماله النهائي هذا الكمال الذي لا يتوصل إليه إلاّ باختياره وانتخابه. على ان الاختيار الصحيح والواعي بكل ما يمتلكه الإنسان من شعور وقدرة على إدائه يحتاج أيضاً إلى المعرفة الصحيحة للاعمال الحسنة والاعمال القبيحة والطرق الصالحة وغير الصالحة ، وانما تمكن الإنسان من اختيار طريق تكامله بكل حرية ووعي فيما لو كان يعرف الهدف وطريق الوصول إليه ، وكان عرافاً بكل العقبات والعراقيل والانحرافات والمزالق. اذن فمقتضى الحكمة الالهية ان توفر للبشر الوسائل والمستلزمات الضرورية للحصول على مثل هذه المعارف والمدركات وإلاّ فيكون حاله مثل الشخص الذي يدعوا ضيفاً إلى داره ثم لا يدله على موضعه ولا على الطريق المؤدي إليه ومن البديهي ان مثل هذا العمل مخالف للحكمة. على ان المعارف والمدركات البشرية العادية والمتعارفة والتي يحصل عليها الإنسان نتيجة التعارف بين الحس والعقل وان كان لها الدور الفاعل في توفير ما يحتاج إليه في حياته ولكنها لا تكفي في التعرف على طريق الكمال والسعادة الحقيقية في جميع المجالات الفردية والاجتماعية والمادية والمعنوية والدنيوية والاخروية ، واذا لم يوجد طريق آخر لسد النقائص والفجوات فلن يتحقق الهدف الإلهي من خلق الإنسان ، وبملاحظة هذه الامور المهمة من هدف خلق الإنسان ومعرفته لطريق الخير والشر ومحدودية مداركه الحسية والعقلية ، نتوصل الى نتيجة مفادها : ان الحكمة الالهية تقتضي وضع طريق آخر للبشر ـ غير الحس والعقل ـ من أجل التعرف على مسار الكمال في كل المجالات حتى يستطيع البشر من الاستفادة منه مباشرة أو بواسطة فرد آخر أو أفراد آخرين وهذا الطريق هو أرسال الأنبياء والمرسلين عبر طريق الوحي الذي يستفيد منه البشر ويتعلموا منه كل ما يحتاجون إليه من أجل الوصول إلى السعادة والكمال النهائي. وعلى هذا الاساس شاءت قدرة الباري عز وجل ومن جهة اللطف الرباني ومن جهة اللاعبثية في خلق البشر أن يرسل الأنبياء والمرسلين الى البشر لهدايتهم وتوضيح معالم طريق التكامل لهم وعلى ما تتحمله قدرتهم في التكليف الرباني كل ذلك لئلا يقول الناس يوم القيامة لولا أرسلت الينا رسولاً فتتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى.
ولكن قبل أرسال الأنبياء لابد من طريق لاختيارهم من البشر عامة ، وهذا الاختيار أو ما يعبر عنه بالاصطفاء أو الاستخلاص لا يكون إلا عن حكمة اقتضت ذلك فان الحكيم لا يفعل إلا ما تقتضي الحكمة لوجود ذلك الشيء ، فالاصطفاء والاختيار من قبل الله تعالى تارة يكون للانبياء ، واخرى للأوصياء وللاولياء والصلحاء والعلماء وهكذا اما كيفية الاصطفاء والاختيار ، فذلك ما يكون عن طريق الاختبار والامتحان الذي يتعرض له الأنبياء لأصطفائهم للنوة وتحمل مشاقها ، فالامتحان والاختبار يخرج الطاقات الكامنة في النفس البشرية ، ونضرب مثال على ذلك من الحياة العرفية للبشر ، فانت عندما تريد أن تختار أو ترسل من ينوب عنك في قضية معينة فانه يقيناً لا تختار ولا ترسل إلا من كانت له القابلية والاستعداد على تحمل ما تؤديه إليه وله الاستعداد وايضاً على تمثيلك في تلك القضية ولا ترسل أياً كان فأن المردود يكون عليك سلبياً إذا كان الشخص المختار سلبياً في تصرفاته وايجابياً اذا كان المختار ايجابياً في تصرفاته وأفعاله ما يؤديه عنك ، اما كيفية هذا الاخيار في الشخص الذي سوف يمتلك فهذا ما سيكون عن طريق التجربة والامتحان والاختيار خلال مسيرة حياتك مع ذلك الشخص الذي سينوبك في المهام والذي تريد ان تؤهله للقيام بأعمالك مثلا أو التبليغ لك فأنت ترى من خلال معاشرة ذلك الشخص مدى التزامه بتعليماتك وبعد النجاح في هذه الامور تستخلصه لنفسك وتختاره وكيلا عنك ينوب عنك في هذه الامور المهمة ، كذلك الحال مع الله تعالى بأعتباره سيد العقلاء بل هو خالق العقل والعقلاء فهو عندما يريد ارسال رسول أو نبي لابد له من الامتحان قبل الاصطفاء والاختيار وهذا ما نجده من خلال استقراء آيات القرآن الكريم حيث يوجد عدة شواهد على هذه المسألة كما في قضية نبي الله ابراهيم عندما اختاره الله أولا نبياً وبعد ذلك خليلاً وبعد ذلك اماماً فانه لم ينال الإمامة إلا بعد التعرض للامتحانات والاختبارات من قبل الله تعالى وفي ذلك يقول الله تعالى في قصة أبراهيم ( واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماماً ... ) حيث كلف الله سبحانه وتعالى نبيه ابراهيم بتكاليف شتى فكانت النتيجة ان ابراهيم أتم هذه التكاليف وامتثلها واطاع الله تعالى ومن هذه التكاليف قضية ذبحه لولده اسماعيل ( يا بني أني أرى في المنام أني أذبحك ) وقد وصف الله تعالى ابراهيم بالوفاء حيث قال تعالى ( وابراهيم الذي وفى ). والخلاصة على ما ورد عن الإمام الصادق انه قال « إن الله ابتلى ابراهيم بذبح ولده اسماعيل فعزم على ذلك .. اما معنى قوله فاتمهن ـ فهو يعني الاستجابة والطاعة لأوامر الله تعالى ولذا استحق الإمامة التي هي منزلة عظيمة ، جزاءً لاخلاصه ونجاحه في الامتحانات التي تعرض لها.
وهكذا الحال مع جميع الأنبياء حيث اختبرهم الله تعالى قبل اصطفائهم وكان الباري عز وجل عالماً بالانبياء أنهم أوفياء له وملتزمين لأوامره وشروطه لذلك اصطفاهم.
الثاني : إنّ الله تعالى عندما اصطفى واستخلص الأنبياء كان ذلك بعد أن شرط عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لله تعالى ذلك وعلم الله تعالى منهم الوفاء بذلك. اما السؤال الذي يطرح في ما نحن فيه هو لماذا طلب وشرط الله تعالى من الأنبياء الزهد حب الدنيا ؟ والجواب على ذلك : انه من الملازمات العقلية لحب الدنيا هو إمال السيئات والذنوب وذلك للارتباط الوثيق بين حب الدنيا والذنوب فكلما ازداد حب الإنسان للدنيا إزدادت ذنوبه وكما ورد في الحديث الشريف ان « حب الدنيا رأس كل خطيئة » فاذا لم يكن حب الدنيا له وجود في حياة الإنسان فسوف تكون النتيجة مفادها : ان الإنسان سوف يبتعد عن الذنوب بقدر ابتعاده عن حب الدنيا ، وما نحن فيه فان إعمال الشرط من الله تعالى على الأنبياء بالزهد في حب الدنيا سوف تكون من نتائجه ان يتركوا الدنيا والتعلق بها كذلك لا يعملون الذنوب والمعاصي وبالنتيجة النهائية سيكونون معصومين بالعصمة الذاتية التي تكون ملازمة لهم من جهة لطف الله تبارك وتعالى اضافة الى الضرورة الربانية اقتضت ذلك ايضاً. اما لماذا إشترط الزهد في حب الدنيا وما حاجة العصمة للانبياء ، فهذا ما يكون الاحياج إليه بصورة ضرورية ومؤكد ولإحتياج الأنبياء العصمة في مقام التبليغ للرسالة السماوية بل مطلق العصمة لهم ، ولئلا يكون للناس الحجة البالغة على الله تعالى ، والعصمة لا تأتي مع حب الدنيا. اما الدليل على هذا الكلام فناهيك عن القرآن الكريم والروايات الواردة في المقام التي تدل على المطلب بل هناك الدليل العقلي على ذلك ، اما الدليل الذي تقوم بالاستدلال به فهذا ما أثبته دعاء الدبة الشريف حيث ورد فيه. « اللهم لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أولياؤك الذين استخلصتهم لنفسك ودينك إذ أخترت لهم جزيل ما عندك من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا أضمحلال بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات الدنية وزخرفها وزبرجها فشرطوا لك ذلك وعلمت منهم الوفاء به فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر العلي والثناء الجلي واهبطت عليهم ملائكتك وكرمتهم بوحيك ورفدتهم بعلمك وجعلتهم الدريعة اليك والوسيلة الى رضوانك ... الخ ».
اذن بعد الإمتحان والاختيار والمشارطة من الله تعالى بترك حب الدنيا والزهد فيها وبعد العلم من الله بهم بأنهم أوفياء كانت النتيجة النهائية لهذا الامتحان والإختبار وهي :
1ـ الاستخلاص والاصطفاء.
2ـ القبول من الله تعالى لهم.
3ـ الذكر العلي والثناء الجلي للأنبياء « أي قدم اليهم ذلك »

4ـ انزال الوحي عليهم.
5ـ كانوا الحجج على الخلق من قبل الله تعالى.

اما لماذا الاستخلاص والاصطفاء وتقديم هذه الامور للانبياء ؟ فنقول :
ان هذا كله لكي يكون :
* إقامة للدين « إقامة لدينك » أي تقديم واقامة النظام والاكمل للبشرية.
* ولئلا يزول الحق عن مقره ويغلب الباطن على أهله.
* ولئلا يقول أحد لولا أرسلت الينا رسولا منذراً واقمت لنا علماً هادياً نتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى.
هكذا كان الامتحان والاختبار بالنسبة للانبياء بحيث زهدوا في حب الدنيا فكانوا من المقربين لدى الله تعالى.
أما ما علاقة هذه الامور بكون فاطمة حجة على الأئمة ؟
فنقول : نحن عندما نزور الأئمة بالزيارة الجامعة الكبيرة المروي عن الإمام الهادي بأعتبار انها جامعة لكل الفضائل والدرجات والمقامات للأئمة لا تزور بها فاطمة ؟ لماذا ؟ لانها لها زيارة مخصوصة وهي زيارتها يوم الاحد من كل أسبوع حيث تقول هذه الزيارة « السلام عليك يا ممتحنة امتحنك الذي خلقك قبل ان يخلقك وكنت لما إمتحنك صابرة ».
اذ نفهم من هذه الزيارة الخصوصة امتحان الزهراء قبل خلقها ، لأظهار مقامها حيث امتحنها فكان لها المقام السامي فأصبحت الصابرة ، والمعروف ان الامتحان يُمتحن به الإنسان ليعرف مدى استعدادته وقابلياته « عند الامتحان يكرم المرء أو يهان » وكذلك عرف الامتحان ليكون لزيادة منزلة ولاسباب أخرى ، وهذا ما جرى مع فاطمة الزهراء حيث امتحنها الله تعالى لكي تكون حاملة لشيء إقتضت إرادة السماء وذلك نتيجة لنجاحها في الامتحان حيث اسحقت لقب الصابرة ، اما ماهية هذا الامتحان وعلى أي موضوع جرى امتحان الزهراء من قبل الله تعالى فهذا ما نتركه الى بحث آخر انشاء الله.
ولكن المهم فيما نحن فيه هو ان الله تعالى وجدها صابرة وهذا من المقامات العالية
فنحن نعلم ، ان من ألقابها الصابرة ، والصبر مقام سامي ، اما معرفة علو شأن هذا المقام فهذا نراه من خلال القرآن الكريم ، حيث أثبت الله تعالى الثواب لكثير من الفضائل الموجودة في القرآن أما الصبر والصابر فأن اجرهم غير محدود وهذا ما نجده في قوله تعالى ( انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) يعني أنه لا يوجد أجر محدود للصابر وللصبر بل أجره مفتوح وهذا يؤدي الى ان الصبر يكون في اعلى مقامات الفضائل الاخلاقية ، ومن هنا كان الصبر أم الاخلاق بل هو أفضلها واحسنها في كل شيء فما من شيء إلاّ ومقرون الصبر معه فالصلاة مقرون بالصبر عليها والطاعة كذلك والإيمان لابد من الصبر عليه لاثباته على النفس الانسانية ولذلك جعل الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد كما ورد في الحديث الشريف ذلك ، فاذا كان الصبر هكذا مقامه فانه سوف يكون الاساس لكثير من الاخلاق ، فلذا كان الزهد فرع من الاصل والام الذي هو الصبر وليس العكس صحيح فالزاهد لا يكون زاهداً حتى يصبر ويُصبر نفسه على ترك الدنيا وزخرفها واموالها وكل شيء يؤدي به الى الزهد ، ومن هنا كان بيت القصيد وهو ان الزهراء حجة على الأنبياء من جهة صبرها في عالم الغيب والشهادة وصبرها في الدنيا على ما جرى عليها من المحن والظلم ، وكذلك كانت الحجة على الأنبياء كما شهدت الكثير من الروايات الشريفة ، وكما سيأتي بعد قليل رواية مهمة تثبت هذه الفضيلة للزهراء ، وهذا أيضاً ما أثبتته الشواهد فنحن نجد ان الكثير من الأنبياء كانوا يدعون الله تعالى أن يطّول عمرهم وهذا بخلاف فاطمة الزهراء حيث كانت مستبشرة عندما أخبرها النبي الأعظم محمد وسلم انها أول أهله لحوقاً به وهذا ما ذكره العلامة الاردبيلي رحمه الله في فضيلتها من جهة كونها تحب الموت ولاتكرهه حث قال العلامة الاردبيلي ما نصه :
ان الطباع البشرية مجبولة على كراهة الموت مطبوعة على النفور منه ، محبة للحياة ، مايلة اليها ، حتى الأنبياء على شرف مقاديرهم وعظم أخطارهم ومكانتهم من الله تعالى ومنازلهم من محال قدسه وعلمهم بما تؤول إليه أحوالهم وتنتهي إليه أمورهم أحبوا الحياة ومالوا إليها وكرهوا الموت ونفروا منه. وقصة آدم مع طول عمره وامتداد أيام حياته معلومة.

قيل : انه وهب داود حيث عرضت عليه ذريته أربعين سنة من عمره فلما استوفى أيّامه وحانت منّيته وانقضت مدة أجله وحّم حمامه جاءه ملك الموت يقبض نفسه التي هي وديعة عنده فلم تطب بذلك نفسه وجزع وقال : أن الله عرفني مدة عمري وقد بقيت منه أربعون سنة ، فقال : إنك وهبتها ابنك داود فأنكر أن يكون ذلك ، قال النبي محمد وسلم : فجد فجهدت ذرّيتّه.
ونوح كان أطول الأنبياء ، أخبر الله تعالى عنه أنه لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً فلما دنا أجله قيل له : كيف رأيت الدنيا ؟ فقال : كدار ذات بابين دخلت في باب وخرجت من باب. وهذا يدل بمفهومه على انه لم يرد الموت ولم يؤثر مفارقته.
وابراهيم : روي أنه سأل الله تعالى أن لا يميتهُ حتى يسأله فلما استكلمل ايامه التي قُدرّت له خرج فرأى ملكاً على صورة شيخ فانٍ كبير قد أعجزه الضعف وظهر عليه الخراف « أي فساد العقل من الكبير » ولعابه يجري على لحيته وطعامه وشرابه يخرجان من سبيله عن غير اختياره ، فقال له : يا شيخ كم عمرك ؟ فأخبره بعمر يزيد على عمر ابراهيم بسنة ، فاسترجع وقال : أنا أصير بعد سنة الى هذه الحال فسأل الموت. فهؤلاء الانبياء ممن عرفت شرفهم وعَلاء شأنهم وارتفاع مكانهم ومحلهم في الآخرة وقد عرفوا ذلك وابت طباعهم البشرية إلا الرغبة في الحياة. وفاطمة امرأة حديثة عهد بصبى ذات أولاد صغار وبعل كريم لم تقض من الدنيا إرباً « أي حاجة » وهي في غضارة عمرها وعنفوان شبابها يعرّفها أبوها أنها سريعة اللحاق به فتسلوا موت أبيها وسلم وتضحك طيّبة نفسها بفراق الدنيا وفراق بنيها وبعلها ، فرحة بالموت مايلة إليه مستبشرة بهجومه مسترسلة عند قدومه وهذا أمر عظيم لا تحيطه الالسن بصفته ولا تهتدي القلوب الى معرفته وما ذاك إلا لأمر علّمه الله من أهل البيت الكريم وسراً وجب لهم مزّية التقديم فخصهم بباهر معجزاته وأظهر عليهم آثار علائمه وسماته وايدهم ببراهينه والصادقة ودلالاته ، والله أعلم حيث يجعل رسالته(1).
جوهرةُ القدس من الكنز الخفي*بدت فأبَدتْ عاليات الأحرفوقد تجلى في سماء العَظَمـة*من عالم الاسماء أسمى كلمةبل هي أمُ الكلمات المحكمـة*في غيب ذاتها نكاتٌ مبهمةأمُّ الأئمة العقـول الغُرِّ بــلْ*أُمُّ أبيها وهو علـةُ العللْ(1)
أليس ذلك من الفضائل العالية حيث كانت الزهراء حجة على الأنبياء بأعتبار صبرها وفضلها . أما كونها حجة على الأئمة كما هي حجة على الأنبياء فهذا ما يتبين لنا من خلال عدة أحاديث مأثورة عن أهل بيت العصمة ، منها ما ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري ، عن رسول الله وسلم ، عن الله تبارك وتعالى انه قال : « يا أحمد ، لولاك ما خلقت الأفلاك ، ولولا عليّ لما خلقتك ، ولولا فاطمة لما خلقتكما(2) ».
أمّا الدليل الثاني : فنقول انه ورد في الحديث الشريف المأثور عن أهل بيت العصمة ما نصه « انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى »(3).
يعني ما تكاملت نبوة نبي ـ والنبوة خلاصة التوحيد ـ إلا لمن أقر بفضلها ومحبتها والإقرار هو الشهادة على النفس والاعتراف منها للغير واقرار العقلاء على انفسهم جائز ، فهذه شهادة من الأنبياء لها بالفضل والمحبة والفضل يعني انها كانت لها زيادة في الفضائل على الأنبياء بل هي صاحبة الفضل عليهم بانه لم تكتمل نبوة نبي إلا بها .
وفي ذيل هذا الحديث اعلاه يقول المحقق البارع أبو الحسن النجفي ما نصه : ان المراد من القرون هي قرون جميع الأنبياء والأوصياء وأمم من ادم فمن دونه حتى نفس خاتم الأنبياء وسلم أجمعين ، يعني ما بعث الله عز وجل أحداً من الأنبياء والأوصياء حتى أقروا بفضل الصديقة الكبرى ومحبتها. ويؤيده ما ذكره السيد هاشم البحراني صاحب تفسير البرهان في مدينة المعاجز عنه ما تكاملت النبوة لنبي حتى أقر بفضلها ومحبتها(1).
وأيضاً ما ورد عن جاب بن عبدالله الأنصاري عن ابي عبدالله قال : قلت لم سميت فاطمة الزهراء « زهراء » ؟ فقال : لأنّ الله عز وجل خلقها من عظمته ... الى ان يقول الله تعالى للملائكة في ماهية نور فاطمة ما نصه .. فأوحى الله إليهم : هذا نور من نوري اسكنته في سمائي ، خلقته من عظمتي ، أُخرجه من صلب نبي من انبيائي أفضله على جميع الأنبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمرني يهدون الى حقي واجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحي(2). وعن أبي عبدالله انه قال : لولا ان أمير المؤمنين تزوجها لما كان لها كفوء الى يوم القيامة على وجه الأرض آدم فمن دونه(3). ولقد علق على هذا الحديث الشريف صاحب كتاب البحار العلامة المجلسي رحمه الله حيث قال : يمكن ان يستدل به ـ أي بالحديث أعلاه على كون علي وفاطمة عليهما السلام أشرف من سائر أولي العزم سوى نبينا صلى الله عليهم أجمعين. لا يقال : لا يدل على فضلهما على نوح وابراهيم عليهما السلام لاحتمال كون عدم كونهما كفوءين لكونها من أجدادها . لأنا نقول : ذكر آدم يدل على أن المراد عدم كونهم أكفاءها مع قطع النظر عن الموانع الأخر على انه يمكن أن يتشبث بعدم القول بالفصل(4). وايضاً هناك حديث يدل على أفضلية فاطمة الزهراء على الأنبياء وعلى جميع البشر حيث ذكر المحدث الكبير العلامة الخبير الطبرسي رضي الله عنه :عن أبي جعفر : ولقد كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والنس والطير والوحوش والأنبياء والملائكة(5). ونقف مع وجه آخر قد يمكن أن نثبت من خلاله حجية فاطمة على الأئمة ، وهو ما نستفيده من خلال الحديث المذكور في كون علي كفواً لفاطمة الزهراء ، حيث ورد في الحديث المذكور عن النبي وسلم « لولا علي لم يكن لفاطمة كفو »(1).
وأيضاً ورد عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي وسلم : « لولا يخلق عليّاً لما كان لفاطمة كفو(2). وهذا يعني أن أكثر المقامات التي كانت للامام أمير المؤمنين علي هي ثابتة للصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء ، فهما في منزلة واحدة من الإيمان والتقوى ، وإلاّ لما كان كل منهما كفواً للأخر ؟ وعليه تكون فاطمة حجة على الأئمة كما كان أمير المؤمنين الحجة على الأئمة ، فلقد ورد في عدة أحاديث ان علي سيد الأوصياء وخيرهم وأفضلهم لذا كان النبي وسلم يقول : « منا خير الأنبياء وهو أبوك ـ والكلام مع فاطمة ـ ومنا خير الأوصياء وهو بعلك(3) ». وفي حديث آخر عن أمير المؤمنين أنه قال : « والله لأتكلمن بكلام لا يتكلم به غيري إلا كذاب : ورثت نبي الرحمة ، وزوجتي خير نساء الأمة ، وأنا خير الوصيين »(4). والذي نريد القول به من هذا الكلام أن الإمام علي كان خير الأوصياء وافضلهم فلقد ورد في شرح نهج البلاغة في أن أمير المؤمنين كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة. قال ابن أبي الحديد : وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده ان يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه ، وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك فلا يقوم حتى يفرغ من وظيفته ، وما ظنك برجل كانت جبهته كثفته بعير لطول سجوده ، وإذا تأملت دعواته ومناجاته وقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه واجلاله وما يتضمنه من الخضوع ليبته ، والخشوع لعزته والاستخذاء له ، عرفت ما ينطوي عليه من الاخلاص ، وفهمت من أي قلب خرجت وعلى أي لسان جرت ، وقيل لعلي بن الحسين عليهما السلام وكان الغاية في العبادة : أين عبادتك من عبادة جدك ؟ قال : عبادتي من عبادة جدي كعبادة جدي من عبادة رسول الله وسلم(5). فيظهر من هذا الحديث أحاديث أخرى أن الإمام علي بن أبي طالب كان متميز عن باقي الأئمة من ناحية مدى تصديه لشؤون الإمامة والولاية وتحمل المشاق للدفاع عن حريم الرسالة المحمدية ، وإلاّ فالأئمة جميعاً من ناحية الانوار متحدين فهم كلهم نور واحد ولكن الاختلاف كان من جهة تصديهم لشؤون الخلافة والمشاق التي تحملوها ، وعليه تكون الصديقة الزهراء كفو للامام أمير المؤمنين فهي أم الأوصياء وروح النبوة وبضعة الرسول ، وزوجة خير الأوصياء. وعلى ضوء هذه الاحاديث وعلى أساس أحاديث أخرى اغمضنا النظر عليها لئلا يطول المقام بنا ، كانت فاطمة الزهراء وبدليل الاولوية وفحوى الخطاب الحجة على الأنبياء والأئمة ، ونقول ليس فقط ما تكاملت نبوة نبي فحسب بل ما تكاملت الإمامة في امامتها ولا تكامل العلماء في علمائها وإلاّ الادباء في أدبهم والحكماء في حكمهم والاتقياء في تقواهم وكل كامل في كمال حتى يقر بفضلها ويؤمن بمحبتها فهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى والاخرى(1). فاذاً كانت فاطمة حجة وما تزال حجة على الأئمة .
وحبها من الصفـات العالية*عليه دارت القـرون الخاليةبابي فاطم وقــد فطمـت*بأسمها نار حشرها ولظاهاهي والله كوثـر قد اعدت*لبنيها وكـــل من والاهاهي عند الله اعـظـم خلق*وبها دار في القرون رحاها

وهكذا كانت فاطمة الزهراء بهذه الوجوه وادلة اخرى الحجة على الأنبياء والأوصياء وبهذا المعنى الذي وضحناه تبين لنا عِظم مقام فاطمة وعلو قدرها عند الباري عز وجل ونكتفي بهذا البيان حول الوقوف على قول الإمام الحسن العسكري « فاطمة حجة علينا ».

</STRONG>

توقيع خادمة العباس (ع)


خــ العباس(ع) ــــــادمة




saeed77
عضو
رقم العضوية : 1473
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 2
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : saeed77 is on a distinguished road

saeed77 غير متواجد حالياً عرض البوم صور saeed77



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-May-2008 الساعة : 12:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مشكورين يسلمو


منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-May-2008 الساعة : 12:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



اللهم صلى على الزهراء
وأبيها المصطفى وبعلها حيدر وابنيها المسموم والشهيد
والسر المستودع فيها


إن الأئمة من آل محمد ـ وسلم ـ كانوا يحملون الأسرار الربانية التي أفاضها الباري عليهم منذ أن خلقهم أنواراً وجعلهم بعرشه محدقين وإلى أن مَنَّ بهم علينا ، ولكن لا يظهرون هذه الأسرار إلا لمن وجدوه أهلاً لحمل الأمانة ، ومستودعاً لها ، وإلى هذا الأمر ـ أعني حمل الأسرار ـ ورد في الزيارة الجامعة الكبيرة لأئمة المؤمنين ما نصهُ :

( ... السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظه سر الله ... اصطفاكم بعلمه ، وارتضاكم لغيبه ، واختاركم لسره ... وأنصاراً لدينه ، وحفظة لسره ... ومستودعاً لحكمته ... ).

وغير ذلك من الاقوال والزيارات الواردة والتي تصفهم بأنهم المستودع لسّر الله ، وان هذه الاسرار لا يعطوها إلا إلى أهلها وإلى ذلك أشار الحديث المروي عن أبي بصير قال : « قال أبو عبدالله : يا أبا محمد ، إن عندنا والله سراً منسّر الله وعلماً من علم الله ، والله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، والله ما كلف الله ذلك ، أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا ، وان عندنا سراً من سر الله ، وعلما من علم الله أمرنا بتبليغه فبلغنّا عن الله عزّ وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد موضعاً ولا أهلاً ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواماً ، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته ، ومن نور خلق الله منه محمداً وذريته وضعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمداً وذّريتَهُ ، فبلّغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه فقبلوه واحتملوا ذلك « فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه » وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا ، وحديثنا فلولا أنهم من هذا لما كانوا كذلك ، لا والله ما احتملوه ، ثم قال : إنّ الله خلق أقواماً لجهنم والنار ، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم ، وأشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه ، وكذبوا به وقالوا ساحرٌ كذاب ، فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ، ليكون ذلك دفعاً عن أوليائه وأهل طاعته ، ولو لا ذلك ما عُبدَ الله في أرضه ، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتموا عمّن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه ، قال : ثمّ رفع يده وبكى وقال : اللهم إن هؤلاء لشر ذمة قليلون ، فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدواً لك فتفجعنا بهم ، فأنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبداً في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليماً».

أقول : يظهر من هذا الحديث عدة أمور أهمها :
إنّ أهل البيت عندهم أسرار قد آمنهم عليها رب العزة لا يتحملها غيرهم ولا يخرجونها إلى أحد منهم مكلفون بها وبحملها والحفاظ عليها وهذا هو معنى « حفظة سرّ الله » الوارد في الزيارة الجامعة الكبيرة ، وايضاً قوله ان عندنا ... وعلماً من علم الله يعني حكمة الله تعالى انهم هم الودائع لها وهذا معنى قوله في الزيارة ومستودعاً لحكمته ، وعلى هذا تكون هذه الأسرار خاصة بهم لا يخرجونها إلى غيرهم فهم أولى بحملها من غيرهم لانهم فقط الذين يحتملونها. وكذلك عندهم سّر من أسرار الله تعالى وعلماً من علم الله تعالى احتمله نبيٌ مرسل وملك مقرب وعبد امتحن الله قلبه للايمان وقد عبر الرواية ان هذه الأسرار والعلوم لا يحتملها إلا من هو مخلوق من طينتهم وهم الشيعة الحقيقيين ، الذي بشرهم هذا الحديث بالدعاء من قبل الإمام لهم بأن تكون حياتهم مثل حياة أهل البيت .
إذن يظهر من هذا الحديث وأحاديث مأثورة عنهم أنهم كانوا يحملون أسرار الله تعالى قد أودعها البارى عز وجل فيهم وكما بينت ذلك الفقرات الواردة في الزيارة الجامعة ، وبما أنهم ذرية الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها والتي قد أُقر بفضلها ومحبتها جميع الأنبياء والبشر وانها كانت مفروضة الطاعة وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ، تكون عندئذ ايضاً حاملة للاسرار الالهية لانه كيف تكون حجة الله على الأئمة .


(ومعنى حفظة سر الله)



نر أحدا فقلنا ليس علينا عين فقال ورب الكعبة ورب البنية ثلاث مرات لو كنت بين موسى والخضر لاخبرتهما أني أعلم منهما ولانبئتهما بما ليس في أيديهما لان موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله وراثة. (وحفظة سره الله) أي أسرار الله التي لا يحتملها ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا يجوز أفشائها إلا لبعض بالنسبة إلى من هو أهل كسلمان وكميل بن زياد ونحوهما ففي البصائر عن أبي الصامت قال قال أبو عبد الله أن حديثنا صعب مستصعب شريف كريم ذكوان ذكي وعر لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن قلت فمن يحتمله جعلت فداك قال من شئنا يا أبا الصامت قال أبو الصامت فظننت أن لله عبادا هم أفضل من هؤلاء الثلاثة. (بيان) لعل المراد هو الامام الذي بعده فانه أفضل من الثلاثة واستثناء نبينا ظاهر والمراد به الاسرار الغريبة والامور العجيبة التي لا يحتملها غيرهم (وعن أبي الصامت) قال سمعت أبا عبد الله يقول ان من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن قلت فمن يحتمله قال نحن نحتمله (وروى الصدوق) في معاني الاخبار عن بعض أهل المدائن قال كتبت إلى أبي محمد روي عن آبائكم أن حديثكم صعب مستصعب لا يحتمله
ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال فجاءه الجواب انما معناه ان الملك لا يحتمله في جوفه حتى يخرجه إلى ملك مثله ولا يحتمله نبي حتى يخرجه إلى نبي ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى مؤمن مثله انما معناه أن لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره وقد ورد في بعض الاخبار بلفظ الاستثناء ولا منافاة فيها لما تقدم لان الاولى عبارة عن الاسرار التي لا يحتملها غيرهم والاخبار الاتية عبارة عن الاسرار التي لا يحتملها غيرهم الا هؤلاء الثلاثة فلا تنافى فمن ذلك ما رواه الكليني في الكمال والصدوق في الخصال والامالي ومعاني الاخبار عن شبيب الحداد قال سمعت الصادق يقول ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينة حصينة وسئل عن تفسير المدينة فقال القلب المجتمع (وفي البصائر) عن الثمالي عن أبي جعفر قال سمعته يقول ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ثلاث نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ثم قال يا أبا حمزة ألا ترى أنه اختار لامرنا من الملائكة المقربين ومن النبيين المرسلين ومن المؤمنين الممتحنين (وعن ابن صدقة) عن جعفر عن أبيه قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخى رسول الله وسلم بينهما فما ظنكم بسائر الخلق ان علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال وانما صار سلمان من العلماء لانه امرء منا أهل البيت فلذلك نسبه الينا وعن أبي الجارود عن أبي جعفر قال سمعته يقول ان حديث آل محمد صعب مستصعب ثقيل مقنع أجرد ذكوان لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينة حصينة فإذا قام قائمنا نطق وصدقه القرآن وفي رواية أخرى عن الصادق مثله وزاد فيه قلت فسر لي قال ذكوان ذكي أبدا قلت أجرد قال طري أبدا قلت مقنع قال مستور وفي البصائر أيضا عن جابر عن أبي عبد الله عيه السلام قال أن أمرنا سر مستسر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر وعن أبان بن عثمان قال قال لي أبو عبد الله أن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله وعن مرازم قال قال أبو عبد الله أن أمرنا هذا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وسر المستسر وسر مقنع بالسر وروى الكشي عن جابر قال حدثني أبو جعفر تسعين الف حديث لم أحدث بها أحدا قط ولا أحدث بها أحدا أبدا قال جابر فقلت لابي جعفر جعلت فداك انك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون قال يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبال فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قل حدثني محمد بن علي بكذا وكذا وقد أوضحنا معاني هذه الاخبار .


(واختاركم لسره)

عن أبي عبد الله قال أتى رسول الله برمانتين فأكل رسول الله احداهما وكسر الاخرى بنصفين فأكل نصفا واطعم عليا نصفا ثم قال رسول الله يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان قال لا قال أما الاولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب واما الاخرى فالعلم انت شريكي فيه فقلت اصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه قال لم يعلم الله محمدا وسلم علما إلا وأمره أن يعلم عليا (وفي رواية عن محمد بن مسلم) عن الباقر فلم يعلم والله ورسول الله حرفا مما علمه الله عز وجل إلا وقد علمه عليها ثم انتهى العلم الينا ثم وضع يده على صدره. (واختاركم لسره) فانهم خزنة سر الله كما تقدم (في البصائر عن أبي الجارود) عن أبي جعفر قال ان رسول الله صلى الله علي وآله وسلم دعا عليا في المرض الذي توفي فيه فقال يا علي أدن مني حتى أسر اليك ما أسر الله إلي وائتمنك على ما ائتمنني الله عليه ففعل ذلك رسول الله بعلي وفعله علي بالحسن وفعله الحسن بالحسين وفعله الحسين بابي وفعله أبي بي صلوات الله عليهم أجمعين (وعن جابر) عن أبي عبد الله قال أن أمرنا سر مستسر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر.


(وحفظة لسره)

حيث أن حديثهم لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إلا هم كما تقدمفي شرح وحفظة سر الله .

(ومستودعا لحكمته)
فانهم هم الذين أوتوا الحكمة وفصل الخطاب.

فكل هذا وأكثر من الأسرار آلا تستحق بضعة محمد صلوات الله عليها أن تحمل حقيقة هذا السر الذي أودعها الله فيها
كم أنت عظيمة يازهراء فعظمتك فوق كلمة العظمة



الموالي77
الصورة الرمزية الموالي77
عضو
رقم العضوية : 1525
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 11
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : الموالي77 is on a distinguished road

الموالي77 غير متواجد حالياً عرض البوم صور الموالي77



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-May-2008 الساعة : 03:19 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
احسنتي اختى الكريمة خادمة العباس
فاطمة كنز من الاسرار قليل من يعرف شيء يسير عن السيدة الطاهرة عليها وعلى ابيها افضل الصلاة والسلام .


ابو شجن
عضو مجتهد

رقم العضوية : 1249
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 48
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 205
المستوى : ابو شجن is on a distinguished road

ابو شجن غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابو شجن



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-May-2008 الساعة : 09:26 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
احسنتي اختى الكريمة خادمة العباس
فاطمة كنز من الاسرار قليل من يعرف شيء يسير عن السيدة الطاهرة عليها وعلى ابيها افضل الصلاة والسلام
اللهم ارزقنى شفاعة الزهراء وابيها وزوجها وبنيها برحمتك ياارحم الراحمين



جاسم التميمي
الصورة الرمزية جاسم التميمي
عضو
رقم العضوية : 898
الإنتساب : Apr 2008
المشاركات : 3
بمعدل : 0.00 يوميا
النقاط : 0
المستوى : جاسم التميمي is on a distinguished road

جاسم التميمي غير متواجد حالياً عرض البوم صور جاسم التميمي



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي حقيقة السر
قديم بتاريخ : 30-May-2008 الساعة : 09:54 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


[اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
احسنتي اختى الكريمة خادمة العباس
فاطمة كنز من الاسرار قليل من يعرف شيء يسير عن السيدة الطاهرة عليها وعلى ابيها افضل الصلاة والسلام
اللهم ارزقنى شفاعة الزهراء وابيها وزوجها وبنيها برحمتك ياارحم الراحمين


توقيع جاسم التميمي

خادم أهل الكساء و الراجي عفو ربه




رباب
الصورة الرمزية رباب
عضو نشيط

رقم العضوية : 865
الإنتساب : Apr 2008
الدولة : السعودية
المشاركات : 273
بمعدل : 0.04 يوميا
النقاط : 216
المستوى : رباب is on a distinguished road

رباب غير متواجد حالياً عرض البوم صور رباب



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Jun-2008 الساعة : 01:26 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسمه جلّت اسماؤه
جزاكم الباري خيراً جميعاً ولا عدمناكم على الشرح المطول والمفيد
ونسلم الأمر إلى الله جل وعلا بالسر المستودع في الزهراء لأنه أمر إلهي خفي لم يطلع عليه سوا المعصوم ولأن جل ديننا هو التسليم فيم نعرف وفيم لا نعرف
تحية وسلام ..!



عادل ابو المجد
عضو
رقم العضوية : 576
الإنتساب : Nov 2007
المشاركات : 445
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 0
المستوى : عادل ابو المجد is on a distinguished road

عادل ابو المجد غير متواجد حالياً عرض البوم صور عادل ابو المجد



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي اقتراب ومنع من الاغتراب
قديم بتاريخ : 16-Jun-2008 الساعة : 02:53 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


لاشك اخي خادم الزهراء ان اللة قد من علي البشرية وجعلها شعوبا وقبائل ليتعارفوا وان ما ساطرحة اليوم من باب زياده العلم و المعرفة فقط لا غير وهو (( ان من المواقف التي لم تغطيها كتب المذهب هو موضوع جد هام جدا ولكن الكل لا يتحدث فية )) هل طالب سيدنا الامام امير المؤمنين بالدية والتعويضات الشرعية عن مصابة في ابنة المحسن وفي ما اصاب سيدتنا الزهراء من اضرار بالغة توجب الارش والدية واحكام شرعية اخري ولماذا .... ولكم مزيد الشكر والامتنان مقدما كما ؤاكد لكم انني مازلت علي الحب القديم لكم ولمنتداكم


خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 10  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها"> مظلومية سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها
افتراضي إلى الأخ الحبيب عادل أبو المجد
قديم بتاريخ : 16-Jun-2008 الساعة : 04:17 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
الأخ الحبيب والأستاذ الكبير عادل أبو المجد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

أولاً نعتذر منكم على التقصير بعدم متابعة نشاطكم في المنتدى والأسباب ليست غائبة عنكم وقد نوهتم لذلك مراراً بأن المنتدى بعد عن هدفه الحقيقي وذلك بسبب الهجوم الذي مارسه أتباع الدجال مدعي العصمة .

والآن وبعدما استرحنا من هؤلاء الأنجاس يمكننا متابعة ما قصرنا به وإيفائكم حقكم كما أشكرك على عدم مقاطعة المنتدى في زمن حلت بنا الفوضى وكان شغلنا الشاغل متابعة سموم ما يضعه أتباع الدجال وحذف قذارتهم وقلة أدبهم .

والله يشهد بحبنا لكم وإصرارنا على متابعتكم والتزامنا بحفظ أخوتكم وبقول الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه كم من أخ لك لم تلده أمك وأنت أيها الأخ الحبيب أثبت عن جدارة أنك أخ عزيز وأستاذ كبير وشرف لنا ولكن من هوانا أن نآخيك في الله تعالى .

أما بالنسبة لموضوع دفع الدية في قتل الشهيد المحسن ابن أمير المؤمنين صلوات الله عليه الأمر ليس بهذه البساطة .

أخي أبو المجد المصيبة أفظع وأكبر من طلب الدية مقابل السقط محسن .

الانقلاب الذي جرى على الرسالة المحمدية والتجرؤ على بيت النبوة وموضع الرسالة واغتصاب الخلافة من أهلها أخطر وكفر القوم بعد إيمانهم ( هذا إن آمنوا بالأصل ) لهو المحور الأساسي في القضية وإلا الأمر لم يكن حادث قضاء وقدر .

والأمر الآخر من يدعي على من ومن يطالب من ومن يدفع لمن فالمجرمون هم من اغتصب السلطة فكيف للمجرم أن يقاضي .

أخي الكريم أبو بكر اغتصب فدك من الزهراء صلوات الله عليها وعندما سأل هارون الرشيد الإمام الكاظم عن حدود فدك ليرجعها لهم ، أجابه بأن حدودها حدود الدولة الإسلامية كلها !
فمسألة الشهيد المحسن لم تكن بحادث فردي أو نتاج أحداث معينة ولكن الأمر أكبر والمصيبة أفظع .

ليتك أخي الكريم تتصور الحال وكيف هجم القوم على بيت فاطمة صلوات الله عليها ....... فاطمة وما أدراك فاطمة ....... فاطمة من يغضب المولى لغضبها ويرضى لرضاها ومع هذا تجرأ المجرم عن بينة وقول الناس له أن فيها فاطمة وجوابه دليل كفره بقوله وإن وكلمة وإن تعني أبعد من الكفر والإلحاد وهو يعلم أنها قلب النبي وروحه التي بين جنبيه وبتجرئهم على الزهراء صلوات الله عليها تجرؤا على مقام النبوة بل على رب العالمين .

أخي الحبيب أبو المجد هل ترى أن طلب الدية بهذا المقام لا معنى له ...!

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc