روضة الضياع - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الـمـيـزان الـعـلـمـي :. ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية عقائد - فقه - تحقيق - أبحاث - قصص - ثقافة - علوم - متفرقات
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع حسين نوح مشامع مشاركات 1 الزيارات 2275 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

حسين نوح مشامع
عضو
رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.07 يوميا
النقاط : 0
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي روضة الضياع
قديم بتاريخ : 17-Jun-2008 الساعة : 07:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


روضة الضياع
طفولة شقية، وحياة عبثية. وسط حقل من الطفيليين، وزمرة من المتسلقين. المتخصصون في امتصاص الفرحة والبهجة، من أفواه أللآخرين ووجهوهم. لا تترك شيء تمر به، دون أن تتسلط عليه تدمره - أو تخربه. مهما كان أصله، زجاج – خشب – حديد – أو قماش. حتى من هو جالس في حاله، لا يترك في سلام. لا بد وأن يتحرش به، لجره إلى صراع مرير. حياة كلها حركة دائبة، وجلبة لا تتوقف.

ومهما كان الأثر المترتب عليه، جسماني – أو نفساني. ومهما كان الضرر الناتج عنه، جروح سطحية - حروق شاملة - أو كسور عميقة. طاقة عارمة وقوة جامحة، تتجدد كل لحظة. لا تنتهي، ولا تستنفذ. تجبرهم على تفريغها، لتحصل على قوة جديدة. طاقة تجعلهم يتحركون كالبندول، لا يتوقف إلا ليتحرك من جديد. لا تخف حركتها نهاراً، ولا تهدأ ليلاً. هكذا حتى يرهقهم التعب، ويجبرهم على الاستسلام، جثث هامدة في الفراش.

نفذ صبر والديه، وكثر كلام من حوله، انتقاداً لسوء تربيتهما له. ولكن لم يتوصلا رغم جهدهم ومعاناتهم إلى طريقة، للتخفيف من ذلك الهيجان. لذا قررا تسجيله بأحد رياض الأطفال، لفصله عن بقية الزمرة. لعلها تساعدهما، في الحد من مزاجه العسر. وتستنفذ تلك الطاقة الجسمانية الهائلة، فيما يرجع عليه بالنفع في حاضره ومستقبله.

مرت الأيام، وهو في ذهاب وإياب. من البيت إلى الروضة، وبالعكس. حافلة تقله في ذهابه، وأخرى تعيده في رجوعه. وبين هذا وذاك، كان يتمنع عن الذهاب. لالتصاقه برفاقه، ومنهم حوله من أقرانه. ولكن والديه كانا يدفعانه دفعاً، أملاً في التغيير الذي ينشدانه، ويتوقعانه فيه. لا يتأخران عن تسديد الاشتراك، ودس بعض المال في جيوبه، تشجيعاً له على الذهاب. ويقدمان له و يعدانه، بالكثير من اللعب والنزهات.

بدأ احتجاجه بالبكاء والعويل، أسد يزأر لانتهاك حرمته، وللاستيلاء على عرينه. ليس عند الذهاب فقط، بل حتى عند ركوب الحافلة. صار يتقلب في فراشه، ويستيقظ فزعاً مرعوباً. يتمتم بكلمات غير مفهومة، وحركات مبهمة. معبراً عما يدور في خلده. يتخيل وحوشاً تنهشه، وأشباح تلاحقه. ولكن لا يجد معين، ولا له مجير.

أول علامات الاضطهاد التي مني بها، وصلت إلي أهله متأخرة. عندما انزل قرب بيته، بعد انتهاء دوام الدرس اليومي. ملفوفاً في سفرة بلاستيكية، من كتفيه إلى أخمص قدميه. لا يرى منها إلا رأسه. ذبيحة شاة، معلقة في دكان قصاب. يتفحصها المارة، يقلبونها يمنة ويسرة.

هكذا حل على أهله، وهكذا استقبله من كان حوله. كل يداري ضحكته، محاولاً عدم إظهار الشماتة. تفادياً لجرح شعوره، ومنعاً لإحراج والديه. جن أهله، وكادوا يفقدون اتزانهم، بسبب ما جرى لفلذة كبدهم. أخذوا يلومون المسؤولين، الذين خالفوا الاتفاق المبرم معهم. فلقد تعمدوا إهانة ابنهم، وجعله موضع للفرجة بين زملائه.

فبدل أن يقوم أفراد الروضة، ولو على سبيل الإنسانية. بتبديل ثيابه المتسخة، بعد تغسيله وتنظيفه. أرسلوه هكذا يرفرف من الخوف، كأنه غصن شجرة وسط ريح عاتية. لم يكن لدى المسؤولين رد مقنع، وكلام منطقي. يقنع الوالدين بأن ما جرى، مجرد غلطة غير مقصودة. بسبب الخوف أن لا يتأخر في الخروج.

سكت الوالدان على مضض، كمن بلع مشروب يغلي على استعجال. يحاولان الاقتناع أن ما جرى، مجرد غلطة غير مقصودة. وهكذا تمضي الأيام، وتسكت النفوس عن النزاع، حتى إشعار آخر. وجاء الإشعار الآخر بما لم يكن في الحسبان! من أقاربه الأطفال، وغيرهم ممن يتعلمون معه في نفس المنشأة. يتشمتون فيه، ويلوحون له بالأصابع. لاحظ ذلك ذووه، ولعدة مرات. وعندما زاد المعدل عن حده، وأضحى الأمر فاضحاً. سألوهم، عن سبب هذا الاستهزاء.

فجاء الجواب كالصاعقة، التي لا تأتي على شيء إلا أهلكته. ولا تمر بشيء، إلا قضت عليه. قال لهم أحد الأطفال على خوف ووجل: رأت المديرة طول شعره وتناثره خصلاته، فأرادت تلقينه درساً، أو تلقين أهله ذلك الدرس. جمعتنا في وسط الساحة، وأتت به، بعد أن جعلت في رأسه بعض المساكات. ثم أمرتنا بإكمال الواجب.

لم يصدقوا ما فعل بطفلهم العزيز، ولم يستطيعوا بلع ما وصل إليه حاله. فسألوا أكثر من طفل. يا للفاجعة، لقد تطابق كلامهم، ولماذا يكذبون؟! هولاء أبرياء على فطرتهم. أوقفوا ذهاب ابنهم، وأبقوه بجوارهم. طلباً لرد الاعتبار له، وإبداء الاعتذار لهم. وتملصت الذئبة من فعلتها، ونفت الفعلة جملة وتفصيلا. وتشبثت تدافع عن نفسها، وتتهمهم بالتهرب من دفع التكاليف.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية


منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : حسين نوح مشامع المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 17-Jun-2008 الساعة : 11:47 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


[center]

آخر تعديل بواسطة منتظرة المهدي ، 18-Jun-2008 الساعة 01:07 AM.

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc