اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف الخلق أجمعين محمد الأمين وآله الطيبين الطاهرين و أصحابه المنتحبين
مما لا يخفى عليكم إخوتي الأعزاء الدور الكبير الذي يقوم به المنبر الحسيني في نشر المذهب الحق لآل بيت النبوة و هو الخط الصحيح الذي يسير على نهج النبي (ص) وبوصيته بأهل بيته الكرام .
و برز في هذا الميدان خطباء و شخصيات كان لها الأثر البالغ في تحقيق أهداف هذه الأعواد التي شكلت مصدر تهديد لعروش الطغاة على مر العصور, لكني قد أكون ظالما إذا ذكرت البعض و نسيت البعض الآخر فمن هذه الأعلام المرحوم السيد هادي الكر بلائي و الشيخ عبد الزهراء ألكعبي و غيرهم (رضوان الله عليهم أجمعين).
أما في هذه الأسطر فاني أريد أن أوجه الأنظار إلى شخص شكل للخطابة الحسينية شكلا جديدا و وجهها توجيها سليما نحو وحدة المسلمين و دعوتهم للتحاور و الاستماع إلى بعضهم و عدم الإصغاء إلى الأصوات الإسرائيلية الداعية إلى الفرقة و التناحر و إثارة النعرات الطائفية و من المؤكد إنكم عرفتموه و حننتم إلى صوته الشجي الذي ما إن يبدأ حتى تبدأ العبرات تسيل حزنا على فقده ألا و هو المرحوم
الشيخ الدكتور احمد الوائلي (طيب الله ثراه)
وقد ذكرته لأنه يستحق الذكرى في الذكرى السنوية الخامسة لرحيله(رضوان الله عليه)
هو احمد بن حسون الوائلي من مواليد النجف الاشرف 1927م نشأ في مدارس النجف و كتاتيبها و تربى على يد مراجعها العظام و منهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) و المرحوم السيد أبو القاسم الخوئي و غيرهم من كبار زعماء الطائفة(رحم الله الأموات منهم و حفظ لنا الباقين).حاربه النظام ألبعثي و سجنه في مطاميره المخصصة لمحاربة العقول النيرة لكنه هرب من السجن بأعجوبة و حمل على عاتقه حمل الرسالة الحسينية إلى ابعد الحدود التي يمكن أن يصلها و فعل و أجاد في محاربة أعداء الإسلام والمذهب و نرى ذلك واضحا في محاضراته التي يملأ صداها الخافقين نراه يدافع عن أمور و مسائل مهمة في الشريعة والتاريخ الإسلامي فنجد من أهم القضايا التي عالجها قضية إيمان أبي طالب و دفع شبهة شركه و قضية السجود على التربة الحسينية و زيارة القبور و الزواج المؤقت و دافع كثيرا عن قضايا الأمة العربية كقضية فلسطين و لبنان و بلده العراق و نجده كثيرا ما يتحسر على النجف الاشرف و كربلاء المقدسة حتى أصابه المرض حيث أصيب بسرطان الحنجرة لكن ببركات الإمام الحسين(ع) شفي منه ولكن مرض مرة و مرة حتى اشتد ألمه و سكن المستشفى و بعد وصوله بغداد بعد سقوط طاغيتها دخل المستشفى و في يوم الأحد 14/جمادى الأول/1424-14/تموز/2003 انتقل إلى جوار ربه لتقر عينه بلقاء النبي وأمير المؤمنين والزهراء و الأئمة الأطهار() و تحقق ما كان يتمناه(رحمه الله) طيلة عمره أن يضم تراب النجف الطاهر جسده المبارك حيث دفن في صحن الصحابي الجليل كميل بن زياد(رحمه الله).
قال عنه سماحة السيد الشهيد الصدر (قدس سره) انه لسان الشيعة الناطق.
تغمده الله بوافر رحمته و حشره مع أحبائه المعصومين ( أجمعين) ونسأل الله أن يعوضنا عن فقده بخطباء يسيرون على نهجه.
إخوتي الكرام.... إن الاستماع المستمر لمحاضرات هذا العالم الجليل يغير من نمط و طريقة تفكير المستمع و يفتح له آفاق أوسع في النظر إلى الشخص المخالف و هذا أتكلمه عن تجربة شخصية حيث استمعت لمحاضراته طيلة شهري محرم و صفر كل يوم محاضرة (و هذه المحاضرات متوفرة في المكتبات) غير طريقة تفكيري و تعاملي مع الآخرين لذلك وجهت لحضراتكم هذا الطلب المتواضع من خادمكم أن تجربوا الاستماع لمحاضراته بصورة مستمرة فسوف تشعر بالتغيير نحو التفكير السليم و الصحيح إن شاء الله جل و علا.
و أرفق لكم في نهاية كلامي آخر مكالمة مع الشيخ الوائلي (ره)في المستشفى أخذتها من موقعه على الانترنيت.الفاتحة.