اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
خصائص الإدارة عند الإمام علي بن أبي طالب ()
يمتاز الفكر الإداري عند الإمام علي() بمتانته وتماسكه واستناده إلى قواعد منطقية رصينة، فجاء هذا الفكر متميزاً بخصائص قد لا يظفر بها أيُّ مفكر إداري غربي. فهو فكرٌ إنساني لأنه ينظر إلى الادارة بنظرة إنسانية، فالذي يتحرّك في أُفق الادارة هو الإنسان وليس الآلة، كما وأنّ نظرة الإمام إلى المؤسسة الإدارية؛ إنّها مجتمع مصغّر تتضامن فيه جميع المقومات الاجتماعية، كما وأن نظرته إلى الادارة؛ أنها جهاز منظم وليس خليطاً مِن الفوضى، وأنّ لهذا الجهاز هدفاً سامياً فالتنظيم لم يوجد عبثاً، بل مِن أجل تحقيق أهداف كبيرة في الحياة.
إستناداً إلى هذه الرؤية الشمولية عند أميرالمؤمنين() فانّ الادارة هي كيانٌ حيّ ينبض بالحياة فهي متصفة بالصفة الانسانية والصفة التنظيمية والصفة الجماعية والصفة الهدفية.
نتحدث عن الصفه الهدفيه ونستعرضها :
الصفة الهدفية
الحياة لم تُخلق عبثاً، فهي لم تخلق بالصدفة ـ كما يذهب البعض ـ ولا خلقتها الطبيعة العمياء ـ كما يقول آخرون ـ ولم تخلق الدنيا نفسها ـ كما هو رأي البعض ـ بل خلقها خالق قدير متعال، عالم قادر رازق حكيم عادل، فمن الخطأ أن يعتقد المرء بأنّ لهذا الوجود خالق ثم يقول باللاهدفية، فأينما رميت ببصرك فثمة دليل قاطع على هدفية الكون والحياة، هذا ما يؤكده لنا القرآن الكريم والسُّنة النبوية وما أشار إليه أميرالمؤمنين() في كلماته الرائعة، فتسلسل الفكرة يفرض علينا هذه الخطوات، وأن نسأل هذه الأسئلة.
أولاً: هل خلق الله هذا الكون عبثاً؟
أم إنّ هناك هدفاً واضحاً من خلق الكون والسماوات والأرضين، فما هو جواب أميرالمؤمنين() يقول الامام: ما خلق السموات والأرض ومابينهما باطلاً. والعبث (اللاهدفية) هو صنف مِن أصناف الباطل لأنه إذا قلنا بالعبثية لواجهنا هذا السؤال، ما الفائدة إذن مِن الخلق هل ليلهو الخالق بخلقه؟!يضع الامام الجواب البيّن على هذا السؤال وغيره مِن التساؤلات: ما خلق الله سبحانه أمراً عبثاً فيلهو.
والبشر هو مِن هذا (الأمر) الذي لم يخلقه الله عبثاً. وهنا نصل إلى المحطة الثانية.
ثانياً: هل خلق الله البشر عبثاً؟
يُجيب اميرالمؤمنين(): لم يخلقكم الله سبحانه عبثاً ولم يترككم سُدىً.
وعندما يشاهد أمامه أُناساً يلهون في هذه الدنيا فيخاطبهم خطاباً صارماً: اهجر اللهو فإنك لم تُخلق عبثاً فتلهو، ولم تُترك سُدىً فتلغو.
فعندما يصنع الصانع آلة يُريد لآلته أن تعمل وفق الهدف المرسوم لها، لا أن تُرمى بعيداً بدون أن يستفاد منها. فالله الذي خلق الانسان أراد له أن يعمل وفق الهدف الذي وضعه له. وأن يكون في دائرة المسؤولية التي ألقاه فيها. فإذا وجده يلهو بغير الهدف المرسوم له، يغضب عليه لأنه عاكسه في اصل الخلقة وهو الهدف مِن خلقه. وهنا نصل إلى المحطة الثالثة وهي الهدف من خلق الانسان.
ثالثاً: ما هو الهدف من خلق الإنسان؟
يُجيب اميرالمؤمنين(): رضا الله سبحانه أقرب غاية تُدرك.إذن رضا الله سبحانه هو الهدف الكبير، والسؤال: كيف يتحقق رضا الله سبحانه وتعالى؟
لقد بعث الله الأنبياء والرُسل وأرسل الكُتب وبيَّن فيها ما يُريد وما لا يُريد، فالعمل بهذه الكُتب، وبما يقوله الانبياء هو تحقيق لمرضاة الله سبحانه وتعالى، يقول الامام في ذلك: إنَّ للإسلام غاية فانتهوا إلى غايته وأخرجوا إلى الله مما إفترض عليكم مِن حقوقه[180].فالعمل بالاسلام هو ما يريده الله تبارك وتعالى، وغاية الاسلام هي إخراج الحقوق المفروضة على المسلم حقّ نفسه عليه، وحقّ الآخرين عليه، وحق الله عليه، وبذلك تتحقق الغاية الكبرى والهدف الأسمى مِن الخليقة.
إذن رضا الله هو الاطار العام للهدف الذي مِن أجله خلق الله الانسان، أما تفاصيل هذا الاطار فهو العمل بالاسلام بكل جزئياته وتفاصيله، فهو الطريق المعبّد إلى رضا الله وبالتالي هو الهدف مِن خلق الانسان في هذه الحياة.
وتبقى هناك قضية تمسُ حياة الانسان في كل صغيرة وكبيرة وهي: خَلَق الله الانسان وخَلَقَ معه الدنيا، فكم أخذ مِن الدنيا وكم يعطيها، وهل الدنيا لذاتها هدف للانسان أم إنها وسيلة لهدف آخر؟ الجواب على ذلك هو الخطوة الرابعة مِن بحثنا.
رابعاً: الدنيا وسيلة وليست هدفاً
هناك خط رفيع يفصل بين عمل الدنيا الذي فيه رضا الله، وعمل الدنيا الذي ليس فيه رضا الله، والانسان الذي لا يستطيع أن يميز هذا الخط سينغمر في الدنيا وقد يغرق في مياهها، فكيف نستطيع ان نُميّز هذا الخط؟
هذا هو السؤال الشائك الذي قامت على جوابه المذاهب والفلسفات والأفكار والنظريات من قديم الزمان وحتى يومنا هذا.
فما هو جواب اميرالمؤمنين() يقول الامام مخاطباً الانسان: إنك لم تُخلق للدنيا فازهد فيها وأعرض عنها.
وهذا لا يعني أن يترك الانسان الدنيا وشأنها بل معنى ذلك أنّ الدنيا ليست هدفاً فلابد أن يزهد فيها الانسان فلا يتعلق بها تعلق الحبيب بمحبوبه، بل يأخذ منها ما يكفيه، والذي يكفيه هو إشباع حاجاته الضرورية وهي ثلاثة:
أولاً: الحاجات الضرورية لبقائه في الحياة وهي الحاجة إلى الطعام والشراب والسكن.
ثانياً: الحاجات الضرورية لبقاء النوع، وهي الحاجة إلى الزواج وما يتعلق بها.
ثالثاً: الحاجات الاجتماعية كالحاجة إلى الاحترام والتقدير، فمن حق الانسان ان يأخذ مِن الدنيا ما يشبع هذه الحاجات، لكن ان لا يزيد عن ذلك، يقول الامام: إنَّ الدنيا دار منها لها الفناء، ولأهلها منها الجلاء، وهي حلوة خضرة قد عجلت للطالب والتبست بقلب الناظر، فارتحلوا عنها بأحسن ما يحضُرُكُمْ مِنَ الزّادِ ولا تسألوا فيها إلاّ الكَفافَ ولا تطْلبُوا مِنها أكثرَ مِنَ البَلاغِ.
فإذا لم نُخلق للدنيا فلأي شيء خُلقنا يا ترى؟
يقول أميرالمؤمنين(): إنكم إنما خُلقتم للآخرة لا للدنيا، وللبقاء لا للفناء. فإذا كان الأمر كذلك إذن: وما يصنع بالدنيا مَن خُلق للآخرة. عليه أن يغتنم من الدنيا لآخرته: الأعمال في الدنيا تجارة الاخرة.
وهي تجارة رابحة، لأنها متاجرة بين شيء زائل وشيء باقٍ يقول الامام: الرابح مَن باع الدنيا بالآخرة.
فالدنيا ليست إلاّ ساحة سباق يتسابق فيها الناس إلى غاية اسمى يقول الامام: المؤمن الدنيا مضماره، والعمل همته والموت تحفته والجنة سبقته. نص رائع يشتمل على قمم البلاغة.. إذن الدنيا ساحة سباق والهداية يأخذها عند الممات، أما الجائزة التي يسعى مِن أجلها فهي (الجنة).
هذا هو حال المؤمن أما حال الكافر: الكافر الدنيا جُنتُه، والعاجلة همته والموت شقاوته، والنار غايته.
صورتان متعاكستان؛ متسابقان أحدهما إتخذ الدنيا ساحة سباق أما الآخر فاتخذها هدفاً له، فإلى أين إنتهى المتسابقان أحدهما إلى الجنة، والآخر إلى النار. فالغاية إذن هي الجنة يقول اميرالمؤمنين(): غاية المؤمن الجنة.
خامساً: لمن الجنة؟
وصلنا إلى ان الهدف الذي خلق الله الانسان له هو الجنة، والجنة ليست المكان وحسب، بل هي متضمنة شروط الوصول إلى هذا المكان. وعندما يقول الامام اميرالمؤمنين(): غاية المؤمن الجنة يختصر كل شيء في هذا النص القصير، فالغاية هنا نقطة النهاية اي المكان الذي سينتهي إليه المؤمن، والغاية هنا أيضاً تحقيق الشروط التي توصل الانسان إلى تلك النقطة النهائية وشروط الوصول هو الايمان المتحقق في المؤمن.
فنحن إذن أمام نصٍّ يجمع بين البداية والنهاية، الايمان البداية والجنة هي النهاية، الايمان شرط للوصول، والجنة مكان وتمكين، فمن حصل على تلك الشروط فهو واصل إلى الجنة لا محالة. ويكرر الامام أميرالمؤمنين() هذه الحقيقة قائلاً: الجنة جزاء كل مؤمن محسن.
إذن الايمان هو الطريق إلى الجنة، وأول خطوة في طريق الايمان هو الجهاد مع النفس، لأنه مَن لا يفرّغ قلبه من الشر لا يستطيع أن يملأه بالايمان، يقول أميرالمؤمنين(): لا يجوز الجنة إلاّ من جاهد نفسه.
وبقيه نقطة سادسا من هو المؤمن سأتحدث عنها في ما بعد في موضوع مستقل
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
إلهي يرزقك بكل حرف نورا
وبكل كلمة على الصراط عبورا
وبكل جملة في الجنة قصورا
بحق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
سبحان العلي الأعلى
أحسنتم منتظرة المهدي عجل الله فرجه..
توقيع روح الاحقاقية
عن الحسن أمي الزهراء بنت محمد المصطفى , قلادة الصفوة , ودرة صدق العصمة , و غرّة
جمال العلم و الحكمة , و هي نقطة دائرة المناقب و المفاخر , و لمعة من أنوار المحامد
والمآثر , خمرت طينة وجودها من تفاحة من تفاح الجنة , و كتب الله في صحيفتها عتق عصاه
, و هي أم السادة النجباء , و سيدة النساء البتول العذراء) .