بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااالله
"...يا علي ستقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين"
"...ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب.."
إن عائشة بخروجها بخروجها يوم الجمل كانت مخالفة لصريح الآيات القرآنية التي تأمر نساء النبي بالاستقرار في بيوتهن قال الله تعالى:
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) وقد عمل كل نساء النبي (
![صلى الله عليه وآله](images/smilies/sa.gif.pagespeed.ce.MvwxkUgsdv.gif)
) بذلك ما عدا عائشة.
كما أن خروجها كان خروجا على الخليفة الشرعي و في هذا إشكال بغض النظر عن كونها امرأة مأمورة بالبقاء في بيتها وذلك منهج أهل السنة والجماعة .
والإمام علي (
![عليه السلام](images/smilies/xas.gif.pagespeed.ic.jkQpikQJDg.png)
) أجمعت عليه الأمة -حينها - كخليفة للمسلمين فلا يجوز لها الخروج عليه وقتاله إذ أن ذلك يعتبر خروجا عن الدين بقولنا وبقولهم.
وذكر أهل السير والأخبار موقفا للسيدة أم المؤمنين أم سلمة (رضوان الله عليها) في هذه الفتنة :
(كما في ص 77/ج2/شرح النهج الحميدي)
ان عائشة جاءت إلى أم سلمة تخادعها على الخروج للطلب بدم عثمان ، فقالت لها : يا ابنة أبي أمية أنت أول مهاجرة من ازواج النبي ، وأنت أكبر أمهات المؤمنين ، وكان رسول الله يقسم لنا في بيتك ، وكان جبرائيل أكثر ما يكون في منزلك .
فقالت لها أم سلمة : لأمر ما قلت هذه المقالة فقالت عائشة : ان القوم استابوا عثمان ، فلما تاب قتلوه صائما في الشهر الحرام وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ، ومعي الزبير وطلحة ، فاخرجي معنا لعل الله يصلح هذا الأمر على أيدينا .
فقالت أم سلمة : انك كنت بالأمس تحرضين على عثمان ، وتقولين فيه أخبث القول ، وما كان اسمه عندك ألا نعثلا ، وانك لتعرفين منزلة علي عند رسول الله ؟ .
قالت : نعم .
قالت : أتذكرين يوم أقبل ونحن معه حتى إذا هبط من قديد ذات الشمال فخلا بعلي يناجيه فأطال ، فأردت ان تهجمي عليهما فنهيتك فعصيتني وهجمت عليهما ، فما لبثت أن رجعت باكية ، فقلت : ما شأنك ؟ .
فقلت : أتيتهما وهما يتناجيان ، فقلت لعلي : ليس لي من رسول الله إلا يوم من تسعة أيام ، أفما تدعني يا ابن أبي طالب ويومي ؟ . فأقبل رسول الله
![صلى الله عليه وآله](images/smilies/sa.gif.pagespeed.ce.MvwxkUgsdv.gif)
علي وهو محمر الوجه غضبا فقال : ارجعي وراءك والله لا يبغضه احد من الناس الا وهو خارج من الإيمان . فرجعت نادمة ساخطة .
فقالت عائشة : نعم أذكر ذلك
قالت وأذكرك أيضا : كنت أنا وأنت مع رسول الله ، فقال لنا أيتكن صاحبة الجمل الأدب تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط ؟ فقلنا نعوذ بالله وبرسوله من ذلك فضرب على ظهرك فقال : إياك أن تكونيها يا حميراء .
قالت أم سلمة : اما أنا فقد أنذرتك
قالت عائشة : أذكر ذلك
فقالت أم سلمة : واذكري أيضا يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله في سفر له ، وكان علي يتعاهد نعل رسول الله فيخصفها . وثيابه فيغسلها ، فنقب نعله فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظل سمرة ، وجاء أبوك ومعه عمر ، وقمنا إلى الحجاب ودخلا يحدثانه فيما أراد إلى أن قالا : يا رسول الله ، انا لا ندري أمد ما تصحبنا ، فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا .
فقال لهما : أما إني قد أرى مكانه ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرق بنو إسرائيل عن هارون . فسكتا ثم خرجا ، فلما خرجا خرجنا إلى رسول الله فقلت له أنت وكنت أجرأ عليه منا : يا رسول الله من كنت مستخلفا عليهم ؟ . فقال : خاصف النعل فنزلنا فرأيناه عليا فقلت : يا رسول الله ما أرى الا عليا . فقال
![صلى الله عليه وآله](images/smilies/sa.gif.pagespeed.ce.MvwxkUgsdv.gif)
: هو ذاك .
قالت عائشة : نعم اذكر ذلك .
فقالت لها أم سلمة : فأي خروج تخرجين بعد هذا يا عائشة . فقالت : انما أخرج للإصلاح بين الناس .
وجاءتها أم سلمة بعد هذا - فيما رواه أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة في كتابه المصنف في غريب الحديث - فنهتها عن الخروج بكلام شديد جاء فيه : ان عمود الإسلام لا يثأب بالنساء ان مال ، ولا يرأب بهن ان صدع حماديات النساء غض الأطراف ، وخفر الأعراض ، ما كنت قائلة لو أن رسول الله عارضك في بعض هذه الفلوات ، ناصة قلوصا من منهل إلى آخر ؟ والله لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي ادخلي الفردوس ، لاستحييت أن ألقى محمدا هاتكة حجابا ضربه علي.."
إلى آخر كلامها الذي لم تصغ إليه عائشة .
فحسبنا الله ونعم الوكيل ولعنة الله على من نكث عهد النبي الأمين
بارك الله فيكم أخانا الفاضل "خادم الزهراء" روحي فداها ..جعله الله لكم في ميزان حسناتكم
و صل اللهم على محمد وآل محمد صفوتك من خلقك واشف قلب الزهراء بظهوروليِّك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين