اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مجالس أحبها
يلتقي بعض الناس في الديوانيات والمجالس الخاصة، لتمضية وقت الفراغ، بلعب الورق - وتدخين الشيشة و المعسل. مع أن بعض هذه التجمعات قد تؤدي في بعض الأحيان، إلي التنافر والتناحر، بسبب اختلاف الآراء – وتشتت الأهواء. وبذلك تكون طريق إلى عصيان الله وغضبه، بسبب الغيبة والنميمة التي تدور فيها.
لكن لا يتركها الناس لأنهم يجدون فيها متنفسا، يبخرون عن طريقه همومهم وآلامهم. ويستطيعون التصرف فيها بحرية، دون مراعاة للأوامر والنواهي الدينية - أو العادات والأعراف الاجتماعية.
فبعد عشرة أيام الحسين ، من شهر محرم الحرام، يتقلص تواجدهم في المجالس الحسينية، وينقرض مكوثهم في القراءة الأسبوعية. مع كثرة الأحاديث المروية عن أهل البيت ، التي تحث على ارتياد مجالس الذكر هذه. لأنها إحياء لأمرهم، ونشر لذكرهم وفكرهم .
قال الصادق لفضيل: تجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم جعلت فداك. قال: أن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل، رحم الله من أحيا أمرنا يا فضيل. من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر.
كما أن لمجالس أهل البيت (ع) فوائد دينية، فان لها مزايا اجتماعية، الكثير منا في غفلة عنها.
منها: أنها مفتوحة باسم الحسين وآل البيت ، فليس لأحد منة أو فضل في
تأسيسها - أو الأنفاق عليها.
ثانيا: أن ليس لأحد أن يتحرج أو أن يعمه الحياء، لأنها مفتوح للجميع ودون استثناء.
ثالثا: أنها تنشأ علاقات اجتماعية وأسرية قوية، مباركة من الله تبارك وتعالى - ومن آل
البيت . والمدوامة على ارتيادها يقرب القلوب، ويزيل ما بها قسوة
وجفوة.
رابعاً: وفي ذلك التجمع يمكن حل وفك عقد، بعض المشاكل الأسرية والاجتماعية. مما
يسهم في ازاحة أستار المشاكل، عن كاهل المجتمع والأفراد.
ومسك الختام تصديقاً لقول مولانا وإمامنا الصادق : احيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية