اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الحزبية الاجتماعية
الزواج الجماعي، ولد وترعرع طفلا رضيعا في قريتنا. وبقي حتى قوي واشتد ساعده، وثبتت أقدامه – وترسخت قوائمه. ومنها انتشر كفكرة قابلة للتطبيق، إلى بقية القرى القريبة منها والبعيدة. وضل يناظل ويكافح، ليبقى يتنفس هواء نقيا، في موطنه ومسقط رأسه.
ورغم وجوده واستمراره، فلقد أخذت جذوته وشعلته في التقلص والاضمحلال مع مرور الأيام. ولم يعد يرى ذلك الوهج الذي بدأ به، واخذ الناس في الانسحاب عنه، والاتجاه إلى الأعراس الفردية. نافرون من مساندته، غير آبهين في الإبقاء عليها. بالرغم من الفوائد والمنافع، التي حققها على المستويين الفردي والجماعي على حد سواء.
مما دعى المهتمين والمتعاطفين معه، إلى البكاء والعويل عليه. باحثين عن سباب قرب هذا الأفول وهذا الموت؟ معللون أن السبب الخفي والكامن وراء هذا التقهقر، هو الحزبية المقيتة التي مني بها مجتمعنا. والتي ضربت تجمعاتنا الدينية من قبل، وحاولت بث الفرقة والتشتت بينها. ولكن يقضة رجال الدين ووعيهم، ساهم في القضاء عليها في مهدها.
ولكن هذه الحزبية تعود من جديد، محاولة ضرب جذور الأعمال الاجتماعية. آخذة الزواج الجماعي - الذي ستفاد منه القريب والبعيد - مطية لعملها هذا. تبث الحسد والبغضاء ضد العاملين وبينهم، للطعن في أهليتهم ومقدرتهم في ما يقومون به. متخذة الانتماء المرجعي، ركيزة للانتقاص والازدراء منهم.
قال تعالى (وأطيعوا الله والرسول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)، وقال تعالى (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا). فإلى من المشتكى، وعلى من المعول في الشدة والرخاء؟ فمتى نقوم بواجبنا الديني والاجتماعي، لندرأ هذه المفسدة. ونعود بعون الله تعالى إخوانا، يدعم بعضنا بعضاً، ويساند بعضنا بعضا. نشد على أيدي العاملين، ونقوي من بأسهم.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية