اعمال شهر شعبان العامه والخاصه (لا يفوتكم الاجروالثواب)
بتاريخ : 02-Aug-2008 الساعة : 04:53 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اهلاً بشهر الخير شهر شعبان ( اعمال شهر شعبان العامة )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على النبي واله الاطهار
أعمال شهر شعبان العامة
الاوّل :
أن يقول في كلّ يوم سبعين مرّة: اَسْتَغْفِر اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .
الثّاني :
أن يستغفر كلّ يوم سبعين مرّة قائلاً: اَسْتَغْفِر اللهَ الّذي لا اِلـهَ اِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَاَتُوبُ اِلَيْهِ ووردت كلمة (الحي القيّوم) في بعض الرّوايات قبل كلمة (الرَّحْمنُ الرَّحيمُ) وبأيّ الروايتين عمل فقد أحسن الاستغفار، كما يستفاد من الرّوايات أفضل الادعية والاذكار في هذا الشّهر، ومن استغفر في كلّ يوم من هذا الشّهر سبعين مرّة كان كمن استغفر الله سبعين ألف مرّة في سائر الشّهور .
الثّالث :
أن يتصدّق في هذا الشّهر ولو بنصف تمرة ليحرم الله تعالى جسده على النّار، وعن الصّادق () انّه سئل عن صوم رجب ، فقال : أين أنتم عن صوم شعبان ، فقال له الراوي : ياابن رسول الله ( وسلم) ما ثواب من صام يوماً من شعبان ؟ فقال : الجنّة والله ، فقال الراوي : ما أفضل ما يفعل فيه ، قال: الصّدقة والاستغفار، ومن تصدّق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربى أحدكم فصيله حتّى يوافى يوم القيامة وقد صار مثل أُحد .
الرّابع :
أن يقول في شعبان ألف مرّة: لا اِلـهَ إلاَّ اللهُ وَلا نَعْبُدُ إِلاّ اِيّاهُ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ولهذا العمل الشّريف أجر عظيم، ويكتب لمن أتى به عبادة ألف سنة .
الخامس :
أن يصلّي في كلّ خميس من شعبان ركعتين يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وقل هو الله احد مائة مرّة فاذا سلّم صلّى على النّبي وآله مائة مرّة، ليقضي الله له كلّ حاجة من أمور دينه ودنياه،
ويستحبّ صيامه ايضاً
ففي الحديث تتزيّن السّماوات في كلّ خميس من شعبان فتقول الملائكة : الهنا اغفر لصائمه وأجب دعاءه .
وفي النبوي : من صام يوم الاثنين والخميس من شعبان قضى الله له عشرين حاجة من حوائج الدّنيا وعشرين حاجة من حوائج الاخرة .
السّادس :
الاكثار في هذا الشّهر من الصّلاة على محمّد وآله .
السّابع :
أن يصلّي عند كلّ زوال من ايّام شعبان وفي ليلة النّصف منه بهذه الصّلوات المرويّة عن السّجاد () :
وهذه مناجاة جليلة القدر مَنسُوبة الى أئمتنا () مشتملة على مضامين عالية ويحسن أن يدعى بها عند حضور القلب متى ما كان .
أعمال شعبان الخاصة
أعمال الليلة الأولى من شعبان
قد وردت فيها صَلوات كثيرة مذكورة في كتاب إقبال الأعمال ومن تلك الصّلوات اثنتا عشرة ركعة يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة والتّوحيد إحدى عشرة مرّة .
أعمال اليوم الأول من شعبان
ويفضل صيامه فضلاً كثيراً
وقد روى عن الصّادق ()
انّ من صام اوّل يوم من شعبان وجبت له الجنّة البتّة،
وقد روى السّيد ابن طاووس عن النّبي ( وسلم)
اجراً جزيلاً لمن صام ثلاثة أيّام من هذا الشّهر يصلّي في لياليها ركعتين يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وسورة التّوحيد احدى عشرة مرّة،
واعلم انّه قد ورد في تفسير الإمام العسكري () رواية في فضل شعبان وفضل اليوم الأول
منه تشتمل على فوائد جمّة،
وشيخنا ثقة الإسلام النّوري نوّر الله مرقده قد أورد ترجمتها في نهاية كتابه الفارسي (كلمه طيّبه) والرّواية مبسوطة لا يسعها المقام، وملخّصها
انّ امير المؤمنين () قد مرّ على قوم من أخلاط المسلمين وهُم قعود في بعض المساجد في أوّل يوم من شعبان، وهُم يخوضون في أمر القدر وغيره، قد ارتفعت أصواتهم واشتدّ فيه محكمهم وجدالهم، فوقف عليهم وسلّم فردّوا عليه وأوسعوا له وقاموا اليه يسألونه القعود عليهم، فلم يحفل بهم ثمّ قال لهم وناداهم :
يا معاشر المتكلّمين فيما لا يعنيهم ولا يردّ عليهم، ألم تعلموا انّ لله عباداً قد أسكتهم خشية من غير عيّ ولا بكم، ولكنّهم اذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم، وحامت حلومهم اعزازاً لله واعظاماً واجلالاً، فاذا أفاقوا من ذلك استبقوا الى الله بالاعمال الزّاكية، يعدّون أنفسهم مع الظّالمين والخاطئين وانّهم براء من المقصّرين ومن المفرطين، ألا انّهم لا يرضُون لله بالقليل، ولا يستكثرون لله الكثير، فهم يدأبون له في الاعمال، فهم اذا رأيتهم قائمون للعبادة مروعون خائفون مشفقون وجلون، فأين أنتم منهم يا معشر المبتدعين، أما علمتهم انّ أعلم النّاس بالقدر أسكتهم عنه، وانّ أجهلهم به اكثرهم كلاماً فيه،
يا معشر المبتدعين هذا يوم غرّة شعبان الكريم سمّاه ربّنا شعبان لتشعّب الخيرات فيه، قد فتح ربّكم فيه أبواب جنانه، وعرض عليكم قصورها وخيراتها بأرخص الاثمان، وأسهل الامور ، فاشتروها،
وعرض لكم ابليس اللّعين شعب شروره وبلاياه، فأنتم دائباً تتيهون في الغيّ والطّغيان، تمسكون بشعب ابليس وتحيدون عن شعب الخير المفتوح لكم أبوابه،
هذه غرّة شعبان وشعب خيراته الصّلاة والزّكاة والامر بالمعروف والنّهي عن المنكر وبرّ الوالدين والقرابات والجيران واصلاح ذات البين والصّدقة على الفقراء والمساكين، تتكلّفون ما قد وُضِعَ عنكم (أي أمر القدر) وما قد نهيتم عن الخوض فيه من كشف سراير الله التي من فتش عنها كان من الهالكين،
أما انّكم لو وقفتم على ما قد أعدّ ربّنا عزّوجل للمطيعين من عباده في هذا اليوم لقصّرتم عمّا أنتم فيه، وشرعتم فيما أمرتم به. قالوا : يا أمير المؤمنين وما الذي أعدّه الله في هذا اليوم للمطيعين له ؟
فروى () ما كان من أمر الجيش الذي بعثه رسول الله ( وسلم) الى الكفّار فوثب الكفّار عليه ليلاً وكانت ليلة ظلماء دامسة والمسلمون نيام ولم يك فيهم يقظان سوى زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وقتادة بن نعمان وقيس بن عاصم المنقري وكلّ منهم يقظان في جانب من جوانب العسكر يصلّي الصّلاة أو يتلو القرآن، وكاد المسلمون أن يهلكوا لانّهم في الظّلام لا يبصرون أعداءهم ليتّقوهم، واذا بأضواء تسطع من أفواه هؤلاء النّفر الاربعة تضيء معسكر المسلمين فتورثهم القوّة والشّجاعة فوضعوا السّيوف على الكفّار فصاروا بين قتيل أو جريح أو أسير،
فلمّا رجعوا قصّوا على النّبي ( وسلم) ما كان ، فقال ( وسلم) : انّ هذه الانوار قد كانت لما عمله اخوانكم هؤلاء من الاعمال في غرّة شعبان،
ثمّ حدّثهم بتلك الاعمال واحداً فواحداً الى أن قال : ا
نّ ابليس اذا كان اوّل يوم من شعبان يبث جنودُه في أقطار الارض وآفاقها يقول لهم اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد الله اليكم في هذا اليوم،
وانّ الله عزوجل يبث ملائكته في أقطار الارض وآفاقها ، يقول لهم :
سدّدوا عبادي وارشدوهم وكلّهم يسعد الّا من أبى وطغى فانّه يصير في حزب ابليس وجنوده، وانّ الله عزوجل اذا كان اوّل يوم من شعبان يأمر باب الجنّة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتدني أغصانها من هذه الدّنيا، فتعلّقوا بها لترفعكم الى الجنّة، وهذه أغصان شجرة الزّقوم فأيّاكم وايّاها لا تؤديكم الى الجحيم.
قال :
فو الذي بعثني بالحقّ نبيّاً انّ من تعاطى باباً من الخير في هذا اليوم
فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤدّيه الى الجنّة، وانّ من تعاطى باباً من الشرّ في هذا اليوم فقد تعلّق بغصن من أغصان شجرة الزّقّوم ، فهو مؤديّه الى النّار ،
ثمّ قال رسول الله ( وسلم): فمن تطوّع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن صام في هذا اليوم تعلّق منه بغصن، ومن أصلح بين المرء وزوجه، والوالد وولده، والقريب وقريبه، والجار وجاره، والاجنبيّ والاجنبيّ، فقد تعلّق بغصن منه، ومن خفّف عن معسر من دَينه، أو حطّ عنه فقد تعلّق منه بغصن، ومن نظر في حسابه فرأى دَيناً عتيقاً قد أيس منه صاحبه فأدّاه فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفل يتيماً فقد تعلّق منه بغصن، ومن كفّ سقيماً عن عِرض مؤمن فقد تعلّق منه بغصن، ومن تلا القُرآن أو شيئاً منه فقد تعلّق منه بغصن، ومن قعد يذكر الله ونعماءه ليشكره فقد تعلّق منه بغصن، ومن عاد مريضاً فقد تعلّق منه بغصن، ومن برّ فيه والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن، ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغُصن، وكذلك من فعل شيئاً من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلّق منه بغصن ،
ثمّ قال رسول الله ( وسلم)والذي بعثني بالحقّ نبيّاً وانّ من تعاطى باباً من الشرّ والعصيان في هذا اليوم
فقد تعلّق بغصن من أغصان الزّقوم فهو مؤدّيه الى النّار .
ثمّ قال رسول الله ( وسلم) والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً فمن قصّر في الصّلاة المفروضة وضيّعها فقد تعلّق بغصن منه ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف سوء حاله فهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه وليس هناك من ينوب عنه ويقوم مقامه، فتركه يضيع ويعطب، ولم يأخذ بيده فقد تعلّق بغصن منه، ومن اعتذر اليه مسيء فلم يعذره ثمّ لم يقتصر به على قدر عقوبة اساءته بل زاد عليه فقد تعلّق بغصن منه، ومن ضرب بين المرء وزوجه، أو الوالد وولده، أو الاخ وأخيه، أو القريب وقريبه، أو بين جارين، أو خليطين، أو اُختين فقد تعلّق بغصن منه، ومن شدّد على معسر وهو يعلم اعسـاره فزاد غيظاً وبلاءاً فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان عليه دَين فأنكره على صاحبه وتعدّى عليه حتّى أبطل دينه فقد تعلّق بغصن منه، ومن جفا يتيماً وآذاه وهزم ماله فقد تعلّق بغصن منه، ومن وقع في عِرض أخيه المؤمن وحمل النّاس على ذلك فقد تعلّق بغصن منه، ومن تغنى بغناء يبعث فيه على المعاصي فقد تعلّق بغصن منه، ومن قعد يعدّد قبائح أفعاله في الحروب وأنواع ظُلمه لعباد الله فيفتخر بها فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان جاره مريضاً فترك عيادته استخفافاً بحقّه فقد تعلّق بغصن منه، ومَن مات جاره فترك تشييع جنازته تهاوناً فقد تعلّق بغصن منه، ومن عقّ والديه أو احدهما فقد تعلّق بغصن منه، ومن كان قبل ذلك عاقاً لهما فلم يرضهما في هذا اليوم يقدر على ذلك فقد تعلّق بغصن منه، وكذا من فعل شيئاً من سائر أبواب الشرّ فقد تعلّق بغصن منه،
والذي بعثني بالحقّ نبيّاً انّ المتعلّقين بأغصان شجرة طوبى ترفعهم تلك الاغصان الى الجنّة، ثمّ رفع رسول الله ( وسلم) طرفه الى السّماء مليّاً وجعل يضحك ويستبشر، ثمّ خفض طرفه الى الارض فجعل يقطب ويعبس، ثمّ أقبل على أصحابه فقال : والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً لقد رأيت شجرة طوبى ترفع أغصانها وترفع المتعلّقين بها الى الجنّة، ورأيت منهم من تعلّق منها بغصن ومنهم من تعلّق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطّاعات، وانّي لارى زيد بن حارثة فقد تعلّق بعامة أغصانها فهي ترفعه الى أعلى اعلاها فبذلك ضحكت واستبشرت ثمّ نظرت الى الارض فو الذي بعثني بالحقّ نبيّاً لقد رأيت شجرة الزقّوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلّقين بها الى الجحيم، ورأيت منهم من تعلّق بغصن ومنهم من تعلّق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على القبائح، وانّي لارى بعض المنافقين قد تعلّق بعامة أغصانها وهي تخفضه الى أسفل دركاتها، فلذلك عبست وقطبت.
أعمال اليوم الثالث من شعبان
هو يوم مبارك ، قال الشّيخ في المصباح :
في هذا اليوم ولد الحسين بن علي ()وخرج الى أبي القاسم بن علاء الهمداني وكيل الامام العسكري انّ مولانا الحسين () ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان فصُمه وادع فيه بهذا الدّعاء :
ثمّ تدعو بعد ذلك بدعاء الحسين ()وهو آخر دعائه () يوم كثرت عليه أعداؤه وهو يوم عاشوراء :
اَللّـهُمَّ اَنْتَ مُتَعالِي الْمَكانِ، عَظيمُ الْجَبَرُوتِ، شَديدُ الِمحالِ، غَنِيٌّ َعنِ الْخَلايِقِ، عَريضُ الْكِبْرِياءِ، قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ، قَريبُ الرَّحْمَةِ، صادِقُ الْوَعْدِ، سابِغُ النِّعْمَةِ، حَسَنُ الْبَلاءِ، قَريبٌ إذا دُعيتَ، مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ، قابِلُ التُّوبَةِ لَمَنْ تابَ اِلَيْكَ، قادِرٌ عَلى ما اَرَدْتَ، وَمُدْرِكُ ما طَلَبْتَ، وَشَكُورٌ اِذا شُكِرْتَ، وَذَكُورٌ اِذا ذُكِرْتَ، اَدْعُوكَ مُحْتاجاً، وَاَرْغَبُ اِلَيْكَ فَقيراً، وَاَفْزَعُ اِلَيْكَ خائِفاً، واَبْكي اِلَيْكَ مَكْرُوباً، وَاَسْتَعينُ بِكَ ضَعيفاً، وَاَتوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، اُحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا فَاِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَغَدَروا بِنا وَقَتَلُونا، ونَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ، وَوَلَدُ حَبيبِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ، الَّذي اصطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ اَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرجاً بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .
قال ابن عيّاش : سمعت الحسين بن علي بن سفيان البزوفري يقول : سمعت الصّادق () يدعو به في هذا اليوم وقال هو من أدعية اليوم الثّالث من شعبان وهو ميلاد الحسين () .
أعمال الليلة الثالثة عشرة من شعبان
اعلم انّه يستحبّ أن يصلّي في كلّ ليلة من اللّيالي البيض من الأشهر الثّلاثة رجب وشعبان ورمضان اللّيلة الثالثة عشرة منها ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وسورة يس وتبارك الملك والتّوحيد، ويصلّي مثلها أربع ركعات بسلامين في الليلة الرّابعة عشرة، ويأتي ستّ ركعات مثلها يسلّم بين كلّ ركعتين منها في الليلة الخامسة عشرة،
فعن الصّادق ()
انّه من فعل ذلك حاز فضل هـذه الأشهر الثّلاثة، وغفر له كلّ ذنب سوى شرك
أعمال ليلة النصف من شعبان
وهي ليلة بالغة الشّرف
وقد روى عن الصّادق () قال : سُئل الباقر () عن فضل ليلة النّصف من شعبان ، فقال () :
هي أفضل اللّيالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة الى الله تعالى فيها فانّها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه أن لا يردّ سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية، وانّها اللّيلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا ()، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثّناء عليه، الخبر ومن عظيم بركات هذه اللّيلة المباركة انّها ميلاد سلطان العصر وإمام الزّمان أرواحنا له الفداء، ولد عند السّحر سنة خمس وخمسين ومائتين في سرّ مَن رأى، وهذا ما يزيد هذه اللّيلة شرفاً وفضلاً وقد ورد فيها أعمال :
أعمالها :
أوّلها :
الغسل ، فانّه يوجب تخفيف الذّنوب .
الثّاني :
إحياؤها بالصّلاة والدّعاء والاستغفار كما كان يصنع الإمام زين العابدين ()، وفي الحديث من أحيا هذه اللّيلة لم يمت قلبه يوم تموت فيه القلوب .
الثّالث :
زيارة الحسين () وهي أفضل أعمال هذه اللّيلة، وتوجب غفران الذّنوب،
ومن أراد أن يصافحه أرواح مائة وأربعة وعشرين ألف نبيّ فليزره () في هذه اللّيلة، وأقلّ ما يزار به () أن يصعد الزائر سطحاً مرتفعاً فينظر يمنة ويسرة ثمّ يرفع رأسه الى السّماء فيزوره () بهذه الكلمات :
اُدع بهذا الدّعاء الذي كان يدعو به النّبي ( وسلم) في هذه الليلة :
اَللّـهُمَّ اقْسِمْ مِنْ خَشْيَتِكَ ما يَحُولُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ، وَمِنْ طْاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ، وَمِنَ الْيَقينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصيباتُ الدُّنْيا، اَللّـهُمَّ اَمْتِعْنا بِاَسْماعِنا وَاَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما اَحْيَيْتَنا، وَاجْعَلْهُ الْوارِثَ مِنّا، واجْعَلْ ثأرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا، وَانْصُرنا عَلى مَنْ عادانا، وَلا تَجْعَلْ مُصيبَتَنا في دينِنا، وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا اَكْبَرَ هَمِّنا، وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.
وهذه من الدّعوات الجامعات الكاملات ويغتنم الدّعاء به في سائر الأوقات، وفي كتاب عوالي اللئالي انّ النّبي ( وسلم) كان يدعو بهذا الدّعاء في كافّة الأوقات .
السّابع :
أن يقرأ الصّلوات التي يدعى بها عند الزّوال في كلّ يوم .
ثمّ تسجد وتقول : «يا رَبُّ» عشرين مرّة، «يا اَللهُ» سبع مرّات، «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ» سبع مرّات، «ما شاءَ اللهُ» عشر مرّات، «لا قُوّةَ إِلاّ بِاللهِ» عشر مرّات، ثمّ تصلّي على النّبي ( وسلم) وآله وتسأل حاجتك فو الله لو سألت بها بعدد القطر لبلّغك الله عز وجل ايّاها بكرمه وفضله .
الحادي عشر : قال الطّوسي والكفعمي: يقال في هذه اللّيلة :
أن يدعو بعد كلّ ركعتين من صلاة اللّيل وبعد الشّفع والوتر بما رواه الشّيخ والسّيد .
الثّالث عشر:
أن يسجد السّجدات ويدعو بالدّعوات المأثورة عن النّبي ( وسلم)
منها رواه الشّيخ، عن حماد بن عيسى، عن أبان بن تغلب قال : قال الصّادق صلوات الله وسلامه عليه :
كان ليلة النّصف من شعبان وكان رسول الله ( وسلم)عند عايشة، فلمّا انتصف اللّيل قام رسول الله ( وسلم) عن فراشه، فلمّا انتبهت وجدت رسول الله ( وسلم)قد قام عن فراشها فداخلها ما يدخل النّساء أي الغيرة، وظنّت انّه قد قام الى بعض نسائه، فقامت وتلفّفت بشملتها وايم الله ما كانت قزّاً ولا كتاناً ولا قطناً ولكن سداه شعراً ولحمته أوبار الابل، فقامت تطلب رسول الله ( وسلم) في حجر نسائه حجرة حجرة فبينا هي كذلك اذ نظرت الى رسول الله ( وسلم) ساجداً كثوب متلبّد بوجه الأرض فدنت منه قريباً فسمعته يقول في سجوده :
سَجَدَ لَكَ سَوادي وَخَيالي، وَآمَنَ بِكَ فؤادي، هذِهِ يَدايَ وَماجَنَيْتُهُ عَلى نَفْسي، يا عَظيمُ تُرْجى لِكُلِّ عَظيم، اِغْفِرْ لِيَ الْعَظيمَ فَاِنَّهُ لايَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظيمَ إِلاّ الرَّبُّ الْعَظيم . ثمّ رفع رأسه وأهوى ثانياً الى السّجود وسمعته عايشة يقول :
اَعُوذُ بُنُورِ وَجْهِكَ الَّذي اَضاءَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالاَْرَضُونَ، وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ، وَصَلَحَ عَلْيْهِ اَمرُ الاَْوَّلينَ وَالاْخِرينَ، مِنْ فُجْأَةِ نِقْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْويلِ عافِيَتِكَ، وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، اَللّـهُمَّ ارْزُقْني قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً، وَمِنَ الشِّرْكِ بَرياً لا كافِراً وَلا شَقِياً . ثمّ عفّر خدّيه في التّراب وقال : عَفَّرْتُ وَجْهي فِي التُرابِ وَحُقَّ لي اَنْ اَسْجُدَ لَكَ، فلمّا همّ رسول الله ( وسلم) بالانصراف هرولت الى فراشها وأتى النبي ( وسلم) الى الفراش وسمعها تتنفّس أنفاساً عالية، فقال لها رسول الله ( وسلم): ما هذا النّفس العال تعلمين أي ليلة هذه، ليلة النّصف من شعبان، فيها تقسم الأرزاق، وفيها تكتب الآجال، وفيها يكتب وفد الحاج، وانّ الله تعالى ليغفر في هذه اللّيلة من خلقه أكثر من شعر معزي قبيلة كلب، وينزل الله ملائكة من السّماء إلى الأرض بمكّة .
الرّابع عشر:
أن يصلّي صلاة جعفر كما رواه الشّيخ عن الرّضا صلوات الله عليه .
الخامس عشر:
أن يأتي بما ورد في هذه اللّيلة من الصّلوات وهي كثيرة
منها ما رواها أبو يحيى الصّنعاني عن الباقر والصّادق (عليهما السلام) ورواها عنهما ايضاً ثلاثون نفر ممّن يوثق بهم ويعتمد عليهم قالوا : قالا (عليهما السلام) :
اذا كانت ليلة النّصف من شعبان فصلّ أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة الحمد وقُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ مرّة فاذا فرغت فقُل :
لصلاة مائة ركعة في هذه اللّيلة تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة والتّوحيد عشر مرّات وقد مرّ في أعمال شهر رجب صفة الصّلاة ستّ ركعات في هذه اللّيلة يقرأ فيها سورة الحمد ويس وتبارك والتّوحيد
أعمال يوم النصف من شعبان
وهو عيد الميلاد قد ولد فيه الإمام الثّاني عشر إمامنا المهديّ الحجّة بن الحسن صاحب الزّمان صلوات الله عليه وعلى آبائه ويستحبّ زيارته () في كلّ زمان ومكان والدّعاء بتعجيلِ الفرَج عند زيارته وتتأكّد زيارته في السّرداب بسرّ من رأى وهو المتيقّنُ ظهوره وتملّكُهُ وانّه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً .
أعمال ما بقى من شهر شعبان
عن الرّضا صلوات الله وسلامه عليه قال :
من صام ثلاثة أيّام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله تعالى له صيام شهرين متتابعين،
وعن أبي الصّلت الهروي قال :
دخلت على الامام الرّضا () في آخر جمعة من شعبان فقال لي: يا أبا الصّلت إنّ شعبان قد مضى اكثره وهذا آخر جمعة فيه فتدارك فيما بقى تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالاقبال على ما يعنيك، واكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب الى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان اليك وأنت مخلص لله عزّوجل، ولا تدعنّ أمانة في عنقك إلاّ أدّيتها ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلاّ نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه، واتقّ الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك (وَمَنْ يَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ اِنَّ اللهَ بالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىء قَدْراً) وأكثر من أن تقول في ما بقى من هذا الشّهر : اَللّـهُمَّ اِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فيما مَضى مِنْ شَعْبانَ فَاغْفِرْ لَنا فيما بَقِيَ مِنْهُ، فانّ الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشّهر رقاباً من النّار لحرمة هذا الشّهر،
وروى الشّيخ عن حارث بن مغيرة النّضري قال : كان الصّادق صلوات الله وسلامه عليه يدعو في آخر ليلة من شعبان وأوّل ليلة من رمضان :
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد
في ميزان حسناتكم
زادكم الله قربا من محمد وآل محمد
صلوات الله عليهم.
شعاع المقامات
توقيع شعاع المقامات
قال رسول الله :
(لا يُعذِّبُ الله الخلق إلا بذنوبِ العلماء الذين يكتمون الحقَّ من فضل عليٍّ وعترته. ألا وإنّه لم يَمشِ فوق الأرض بعد النبيين والمرسلين أفضل من شيعةِ عليٍّ ومحبيه الذين يُظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرحمة وتستغفر لهم الملائكة. والويلُ كلّ الويل لمن يكتم فضائله وينكر أمره، فما أصبرهم على النار). كتاب (الدمعة الساكبة) ص82.