بســـــم الله الرحمن الرحيـــــــم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
توسّل زكريّا بها عليهما السلام
عن مولانا المهديّ
في جواب سعد بن عبدالله في حديث طويل : إنّ زكريّا سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة ، فأهبط عليه جبرئيل
فعلّمه إيّاها . فكان زكرّيا إذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة . فقال ذات يوم :
إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعاً منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي ؟
فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصّته وقال : «
كهيعص » فالكاف اسم كربلاء ، والهاء هلاك العترة ، والياء يزيد وهو ظالم الحسين ، والعين عطشه ، والصاد صبره . فلّما سمع ذلك زكرّيا
لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ، ومنع فيها الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ، وكانت ندبته :
«
إلهي ، أتفجع خير خلقك بولده ؟ أتنزل بلوى هذه الرزّية بفنائه ؟
إلهي أتلبس عليّاً وفاطمة ثياب هذه المصيبة ؟
أتحّل كربة هذه الفجيعة بساحتهما » ؟
ثمّ كان يقول : «
الهي ارزقني ولداص تقرّ به عيني على الكبر ، اجعله وارثاً وصيّاً ، واجعل محلّه الحسين ، فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبّه ، ثمّ افجعني به كما تفجع محمّداً حبيبك بولده » ، فرزقه الله يحيى
، وفجعه به . وكان حمل يحيى ستّة أشهر وحمل الحسين
كذلك .