[يتيمة آل محمد]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع
فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك
ياااااااالله

جاء في (علل الشرائع 1/179، ب 142، ح6) : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان،عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السّلام) يقول:

لفاطمة (عليها السّلام) وقفة على باب جهنّم، فإذا كان يوم القيامة، كتب بين عيني كلّ رجل مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحبّ قد كثرت ذنوبه إلى النّار فتقرأ فاطمة بين عينيه محبّاً، فتقول:

إلهي وسيّدي سمّيتني فاطمة، وفطمت بي من تولاني، وتولّى ذرّيتي من النّار، ووعدك الحقّ وأنت ﻻ تخلف الميعاد.!!

فيقول الله عزّ وجل: صدقت يا فاطمة، إنّي سمّيتك فاطمة، وفطمت بك من أحبّك وتولاك، وأحب ذريتك وتولاهم من النّار، ووعدي الحقّ وأنا ﻻ أُخلف الميعاد.

وإنّما أمرت بعبدي هذا إلى النّار لتشفعي فيه، فأُشفّعك، ليتبيّن لملائكتي، وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف، موقفك منّي ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً، فخذي بيده وأدخليه الجنّة.


زهـــــــــراء...زهـــــــــراء...

يــا سيــدتـــي ومــولاتــــي..أيُّ سرٍّ إلهـــيٍّ انطـــوى فيـــك؟؟!!

اســمك سرٌّ..ونــورك سـرٌّ..وروحــك سـرٌّ..ونشــأتــك سرٌّ..
ونطفتــك سرٌّ..وكلَّـك..كلُّـك.. سرٌّ في سرٍّ..

فــاطــمــة ...الحوراء الإنسية التي منّ الله بها على نبيه ومصطفاه..
تكونت نطفتها وانعقدت من غذاء النبي من ثمر الجنة..
وكلما كان النبي يشتاق لريح الجنة ضمها إليه وشمَّها..

ورد عن المعصوم قوله :
( إنما سميت فاطمة ، لأن الخلق فطموا عن معرفتها )

في كلمات للمرجع الديني وحيد الخرساني يقول تعليلا لهذا الحديث
الشريف:

"..فأي شخصية هذه التي عز مقامها عن أن ينال الخلق معرفتها؟!
لا بد لنا أن نتأمل في هذا الأمر..!! بل هو مطلب ينبغي أن يتأمل فيه كبار مفكري الانسانية ، من أصحاب الأفكار الراقية ، التي بلغت مستوى عالياً من النضج والرشد .. ويتساءلوا عن حقيقة هذه المسألة ؟!

...( إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها ) ! وكلمة الخلق أوسع نطاقاً من كلمة الناس ، فهي تشمل الإنس والجن .. الى أن تصل الى الملائكة ( الذين أسكنتهم سماواتك ورفعتهم عن أرضك ) .. فحتى هؤلاء فطموا عن معرفتها !!

إذن ما الخبر ؟! ومن هي هذه الامرأة .. وما ذا فيها من حقيقة غيب هي أرفع من أن ينال معرفتها أصحاب العقول الراقية ..؟!!

من أجل فهم هذه المسألة لابد من عقل قوي تربى بالقرآن، واستدلال معتمد على أكثر الأدلة قطعية يعني القرآن .. بمساعدة السنة القطعية .. فلعله يستطيع أن يفتح نافذة صغيرة على هذا المطلب العظيم .

لأن الخلق فطموا عن معرفتها ..

لماذا ؟ وأي سر في شخصية فاطمة .. فطم الخلق عن معرفته ..؟!!


خرج رسول الله وقد أخذ بيد فاطمة ....فقال:
(من عرف هذه فقد عرفها ، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد ، وهي بضعة مني ، وهي قلبي الذي بين جنبي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ) !

وردت هذه الرواية بمضامين مختلفة .. في مصادر الخاصة والعامة ..
أنظروا الى التعبير .. و ما معنى أن يخرج النبي آخذاً بيد فاطمة .. ؟

إن عمل النبي هذا في حق فاطمة كعمله في حق علي يوم الغدير .. صلوات الله عليهم . في يوم الغدير أصعد النبي علياً معه على المنبر ، وأخذ بيد ذلك الرجل الفريد في العالم ورفعها ..

وفي هذا اليوم عندما خرج آخذاً بيد فاطمة المرأة الفريدة في العالم.. قال: من عرفها فقد عرفها . . . ومن لم يعرفها فليعرفها .. لاحظوا كيف قدمها النبي للأمة . . وعرفهم مقامها درجةً درجة . .

إن لكلام النبي في أنفس مستمعيه وقارئيه جاذبيات خاصة متنوعة .. في المرتبة الأولى قال : بضعةٌ مني.. لاحظوا كلمة بضعة.. ثم انتقل من التنزل الى الترفع الى المرتبة الثانية فقال ( وهي قلبي الذي بين جنبي ) . .

وعندما يقول النبي ( أنا ) فالأنا هنا غير كلمة بدني .. البدن مضاف وضمير المتكلم مضاف اليه .. فهنا تعابير خاصة .. بضعةٌ مني .. وهي أبلغ من بضعة من بدني .. وقلبي الذي بين جنبي غير قلبي .. إنها قلب بين جنبي الشخص الذي ( إنيته ) مبدأ ومنشأ كل الفضائل البشرية .. (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين ) .. قلب إنسان بهذه الصفة .. معناه أنه لو أخذت مني فاطمة .. فسأبقى بدنا بلا روح !

هذه الإمرأة .. الى أين وصلت حتى بلغت مقاماً كهذا؟؟ ..
صارت قلباً بين جنبي علم وعمل .. فجنب النبي الأيمن علم.. وجنبه الأيسر عمل ..

علمٌ .. عنده تتلاشى كل علوم الأنبياء ! وعملٌ.. عنده تتلاشى كل أعمال الأولياء .. والقلب الذي بين هذين الجنبين .. هي الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء !! هنا يتضح سر النص الحديث القدسي في النبي والعترة: ( هم فاطمة وأبوها .. وبعلها وبنوها ) !

سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت المحور والقطب ؟!

سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت قلب عالم الوجود ؟!

سيدتي ماذا فعلت حتى صرت في مقام قال عنك خاتم النبيين صلوات الله عليه :

( من صلى على فاطمة فهو معي أينما كنت في الجنة ) !

إن العمل الذي عملته .. لايعرف كنهه وقيمته إلا الله تعالى ..
و الذين هم خزائن أسرار الله تعالى .. أنتِ تلك العظيمة التي يقول فيك الامام الصادق .. لو أن الناس حاولوا جادين أن يعرفوا كنه فاطمة لما عرفوها .. ( لأن الناس فطموا عن معرفتها ) !

سلام عليك يا سر اللــه وأم أســراره

اللهم رب الزهراء بحق الزهراء وضلعها المكسور..
اشف صدر الزهراء وقلبها المغموم.. بظهور وليك
الآخذ بثأرها وثأر بنيها