مولانا أمير المؤمنين علي (ع) في القرآن. - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع عبد علي مشاركات 5 الزيارات 2862 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

عبد علي
عضو
رقم العضوية : 2700
الإنتساب : Sep 2008
الدولة : قلب ازهراء
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 201
المستوى : عبد علي is on a distinguished road

عبد علي غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد علي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي مولانا أمير المؤمنين علي (ع) في القرآن.
قديم بتاريخ : 11-Sep-2008 الساعة : 10:14 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سورة الفاتحة(وفيها ثلاث آيات)


1. (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) الآية 1.
2. (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) الآية 6.
3. (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) الآية 7.


(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
سورة الفاتحة، الآية 1.
روى الحافظ سليمان بن إبراهيم القندوزي (الحنفي) المتوفى (1294هـ) في كتابه ينابيع الموّدة، قال:
وفي الدّر المنظم (لابن طلحة الحلبي الشافعي):
(اعلم أنّ جميع أسرار الكتب السّماوية في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة، وجميع ما في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة التي هي تحت الباء).
ثم قال: قال الإمام علي كرّم الله وجهه:
(أنا النّقطة التي تحت الباء)(1).
(أقول) لعلّ المقصود بذلك هو أنّ الباء بلا نقطة يكون حرفاً مهملاً لا دلالة له على شيء، فـ (بسم الله الرحمن الرحيم) بلا نقطة الباء لا تعني شيئاً، ولا تدلُّ على شيء، وهكذا منزلة علي بن أبي طالب بالنسبة للقرآن، فعلي هو القرآن الناطق(2) الذي بدونه لا يتمُّ الإيمان بالقرآن، وبجهاده استقام الإسلام ـ كما في الحديث النبوي الشريف ـ وبولايته أكمل الله الدين، وأتمَّ الله على عباده النعمة، ورضي بها لهم الإسلام ديناً، في قوله تعالى:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً)(3).
فالدين بدون ولاية علي بن أبي طالب ناقص.
والنعمة بدون ولاية علي بن أبي طالب نعمة ناقصة.
والإسلام بدون ولاية علي بن أبي طالب ليس إسلاماً.
(ولا يخفى) أنَّ مقتضى هذا الحديث الذي أخرجه هذا العالم الحنفي هو أنْ نذكر كل البسملات الواردات في القرآن الحكيم، نذكرها في شأن علي بن أبي طالب، وهي مائة وأربع عشرة بسملة، إلاّ أنّنا نكتفي بذكر أول بسملة ونوكل علم ذلك إلى ما نبّهنا عليه لمن أراد أنْ يتذكر.

* * * * *

وأخرج الحافظ القندوزي هذا، عن الحكيم الترمذي محمد بن علي، في شرح الرسالة الموسومة بالفتح المبين، قال ابن عباس (رضي الله عنه): يشرح لنا علي (رضي الله عنه) نقطة الباء من بسم الله الرحمن الرحيم ليلةً، فانفلق عمودُ الصّبح وهو بعدُ لم يفرغ الخ(4).
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)
سورة الفاتحة، الآية 6.
أخرج إبراهيم بن محمد الحمويني (الشافعي) في كتابه (فرائد السمطين) روى بإسناده عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر (يعني محمد بن علي الباقر) قال سمعته يقول:
(نحن خيرة الله، ونحن الطريق الواضح، والصراط المستقيم إلى الله)(5).
وروى (الثعلبي)(6) في تفسيره (كشف البيان في تفسير القرآن)، في تفسير قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال مسلم بن حيّان: سمعت أبا بريدة يقول: صراط محمد وآله(7).
وأخرج (وكيع بن الجراح) في تفسيره، بإسناده عن عبد الله بن عباس في قوله: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قال: قولوا معاشر العباد أرشدنا إلى حبّ محمد وأهل بيته(8).
وأخرج هذا المعنى عديد من المفسّرين والمحدِّثين.
منهم السيّد أبو بكر الشافعي في (رشفة الصّادي)(9).
ومنهم الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع الموّدة، أورد أحاديث عديدةً في ذلك(10) وآخرون غيرهما.
(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)
سورة الفاتحة، الآية 7.
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل، بإسناده عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله تعالى: (صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) قال: النبيُّ ومن معه، وعلي بن أبي طالب وشيعته(11).



--------------------------------------------------------------------------------

(1). ينابيع الموّدة، ص69.
(2). أورد القندوزي هذا قال: قال الإمام علي (رضي الله عنه): (أنا القرآن الناطق). ينابيع الموّدة، ص69.
(3). سورة المائدة، الآية 3.
(4). ينابيع الموّدة، ص70.
(5). غاية المرام، ص246.
(6). هو أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري، صاحب التفسير الكبير المعروف المتوفى عام (427 أو 437) وقد ترجم له الكثير، منهم عبد الله أسعد اليمني المعروف بـ(اليافعي) في كتابه (مرآة الجنان) ج3، ص46.
ومنهم الشافعي السّيوطي في (طبقات المفسّرين)، ص5.
و(منهم) أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، في كتابه (أبناء الرّواة)، ج1، ص119.
و(منهم) ياقوت الحموي في (معجم الأدباء)، ج5، ص35.
وآخرون...
(7). غاية المرام، ص246.
(8). غاية المرام، ص246.
(9). رشفة الصّادي، ص25.
(10). ينابيع الموّدة، ص114.
(11). شواهد التنزيل، ج1، ص66.

يتبع في الحلقة القادمة.

آخر تعديل بواسطة عبد علي ، 11-Sep-2008 الساعة 10:15 PM. سبب آخر: زيادة حرف.


عبد علي
عضو
رقم العضوية : 2700
الإنتساب : Sep 2008
الدولة : قلب ازهراء
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 201
المستوى : عبد علي is on a distinguished road

عبد علي غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد علي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : عبد علي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي علي عليه السلام في القرآن
قديم بتاريخ : 12-Sep-2008 الساعة : 01:44 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سورة البقرة
(وفيها أربعون آية)


1. (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) الآية 2.
2. (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الآية 3.
3. (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس) الآية 13.
4و5. (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئوُنَ، اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) الآيتان 14 و15.
6. (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ) الآية 25.
7. (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) الآية 37.
8. (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) الآية 43.
9. (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ) الآية 45.
10. (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) الآية 46.
11. (وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) الآية 57.
12. (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) الآية 58.
13. (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ) الآية 60.
14. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الجنّة) الآية 82.
15. (وَإِذِ ابْتَلى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) الآية 124.
16. (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الآية 142.
17. (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَط) الآية 143 و (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) الآية 143.
18. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) الآية 153.
19. (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ـ إلى ـ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) الآيات 155-157.
20. (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبابُ) الآية 166.
21. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) الآية 172.
22. (وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى) الآية 177.
23. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) الآية 178.
24. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) الآية 183.
25. (وَمِنَ النّاس مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاة اللهِ) الآية 207.
26. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) الآية 208.
27. (وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) الآية 213.
28. (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) الآية 253.
29. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا ممّا رَزَقْناكُمْ) الآية 254.
30. (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) الآية 256.
31. (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية 261.
32. (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاة اللهِ) الآية 265.
33. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) الآية 267.
34. (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِير) الآية 269.
35. (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) الآية 274.
36. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ) الآية 277.
37. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ) الآية 282.
38. (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ) الآية 285.

:: (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)
سورة البقرة، الآية 2.
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في (شواهد التنزيل) بإسناده عن عبد الله بن عباس، في قول الله عزّ وجلّ (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) يعني: لا شك فيه أنّه من عند الله، نزل (هدى) يعني: بياناً ونوراً (لِلْمُتَّقِينَ) علي بن أبي طالب، الذي لم يشرك بالله طرفة عين، اتقّى الشرك وعبادة الأوثان وأخلص لله العبادة، يبعث إلى الجنّة بغير حساب هو وشيعته(1).

* * * * *

(أقول) (التقوى) درجات كثيرة، وكثيرة جداً.
(فأعلاها) ما كانت لعلي بن أبي طالب ().
فهو الذي اتقى بجوامع التقوى.
وهو المصداق الأكمل (للمتقين).
وحبر الأمة يروي ذلك.
(وَممّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)
سورة البقرة، الآية 3.
أخرج علاّمة الحنفية، المير محمد صالح الترمذي، المعروف ب. (الكشفي) في مناقبه قال: عن طراز المحدِّثين الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه قال في هذه الآية: إنّها نزلت في أمير المؤمنين علي (كرّم الله وجهه)(2).
(أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
سورة البقرة، الآية 5.
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في (شواهد التنزيل) بإسناده عن علي بن أبي طالب قال:
حدّثني سلمان الخير فقال: يا أبا الحسن قلّما أقبلتَ أنت وأنا عند رسول الله ( وسلّم) إلاّ قال: (يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة)(3).
(أقول) مجيئ ضمير الفصل بين المبتدأ والخبر، وكون الخبر مُحلّى (بأل) من علامات الحصر، مثل (زيد هو القائم) ـ كما حُقق في كتب البلاغة ـ.
والنبي ( وسلّم) قد استعمل علاّمة الحصر في قوله لسلمان الخير (هذا وحزبه هم المفلحون).
كما أنَّ الله تعالى ـ أيضاً ـ استعمل في هذه الآية الكريمة أداة الحصر، إذ جاء بضمير الفصل والخبر محلى (بأل).
(وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس)
سورة البقرة، الآية 13.
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى: (آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس) قال: علي بن أبي طالب وجعفر الطيار، وحمزة، وسلمان، وأبو ذر، وعمار، والمقداد، وحذيفة بن اليمان، وغيرهم(4).
(أقول) يعني: المقصود من كلمة (النّاس) هم هؤلاء.
(وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئوُنَ، اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)
سورة البقرة، الآيتان 14 و15.
(الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل، قال: أخبرنا أبو العباس العلوي (بإسناده) عن مقاتل، عن محمد بن الحنفية قال: بينما أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب قد أقبل من خارج المدينة، ومعه سلمان الفارسي، وعمّار، وصهيب، والمقداد، وأبوذر، إذ بصر بهم عبد الله بن أُبَي بن سلول المنافق، ومعه أصحابه، فلما دنا أمير المؤمنين قال عبد الله بن أُبي: مرحباً بسيّد بني هاشم وصي رسول الله، وأخيه، وختنه، وأبي السبطين، الباذل له ماله ونفسه فقال (يعني علي): ويلك يا ابن أُبي أنت منافق، أشهدُ عليك بنفاقك. فقال ابن أُبي: وتقول مثل هذا لي؟ ووالله إنّي لمؤمن مثلك ومثل أصحابك. فقال علي: ثكلتك أُمّك ما أنت إلاّ منافق.
ثم أقبل إلى رسول الله ( وسلّم) فأخبره بما جرى، فأنزل الله تعالى: (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُو) يعني: وإذا لقي ابن سلول أمير المؤمنين المصدّق بالتنزيل (قالُوا آمَنَّ) يعني صدّقنا بمحمد والقرآن (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) من المنافقين (قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ) في الكفر والشرك (إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئونَ) بعلي بن أبي طالب وأصحابه.
يقول الله تعالى: (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بعلي وأصحابه (رضي الله عنهم)(5).

* * * * *

وروى نحواً منه الفقيه الحنفي، الموفق بن أحمد الخوارزمي في مناقبه(6).

* * * * *

(وفي غاية المرام) عن تفسير الهذلي:
(اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) يعني يجازيهم في الآخرة، جزاء استهزائهم بأمير المؤمنين.
قال ابن عباس: وذلك أنّه إذا كان يوم القيامة أمر الله الخلق بالجواز على الصراط، فيجوز المؤمنون إلى الجنّة، ويسقط المنافقون في جهنم. فيقول الله: يا مالك استهزئ بالمنافقين في جهنم، فيفتح مالك باباً من جهنم إلى الجنّة، ويناديهم معاشر المنافقين هاهنا هاهنا فاصعدوا من جهنم إلى الجنّة، فيسبح المنافقون في بحار جهنم سبعين خريفاً، حتى إذا بلغوا إلى ذلك الباب وهموا الخروج أغلقه دونهم، وفتح لهم باباً إلى الجنّة من موضع آخر، فيناديهم من هذا الباب فاخرجوا إلى الجنّة، فيسبحون مثل الأول، فإذا وصلوا إليها أغلق دونهم، ويفتح من موضع آخر، وهكذا أبد الآبدين(7).
(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ)
سورة البقرة، الآية 25.
روى العلاّمة البحراني في كتابه (غاية المرام) عن (الجبري) من أعيان العلماء عن ابن عباس قال:
(فيما نزل في القرآن من خاصة رسول الله ( وسلّم) وعلي وأهل بيته دون النّاس من سورة البقرة (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الآية نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة بن الحرث بن عبد المطلب)(8).
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
سورة البقرة، الآية 37.
روى العلاّمة الحافظ ابن المغازلي (الشافعي) في مناقبه، (بإسناده المذكور) عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال:
سئل النبي ( وسلّم) عن الكلمات التي تلّقاها آدم من ربِّه فتاب عليه؟
قال ( وسلّم):
(سأله بحقِّ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلاّ ما تبت عليّ فتاب عليه)(9).

* * * * *

وأخرج نحواً منه علاّمة الشوافع السّيوطي في تفسيره(10).

* * * * *

وروى العلاّمة البحراني (قدّس سره) أيضاً عن القاضي أبي عمر وعثمان بن أحمد ـ وهو من أعيان العلماء ـ يرفعه إلى ابن عباس عن النبي ( وسلّم) قال:
(لما شملت آدم الخطيئة نظر إلى أشباح تضيء حول العرش (فقال) يا ربِّ إنّي أرى أشباحاً تشبه خلقي فما هي؟
قال: هذه الأنوار أشباح اثنين من ولدك اسم أحدهما (محمد). أبدأ النبوّة بك، وأختمها به، والآخر أخوه وابن أخي أبيه اسمه (علي) أؤيد محمداً به وأنصره على يده، والأنوار التي حولها أنوار ذرية هذا النبي من أخيه هذا، يزوّجه ابنته، تكون له زوجة، يتصل بها أول الخلق إيماناً به وتصديقاً له، أجعلها سيدة النسوان، وأفطمها وذريتها من النيران، تنقطع الأسباب والأنساب يوم القيامة إلاّ سببه ونسبه (فسجد) آدم شكراً لله أنْ جعل ذلك في ذريته، فعوّضه الله عن ذلك السجود أنْ أسجد له ملائكته.(11)
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)
سورة البقرة، الآية 43.
أخرج عالم الحنفية، أبو المؤيّد، موفّق بن أحمد، أخطب خطباء خوارزم، في كتابه (المناقب) (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال:
(قوله تعالى (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) نزلت في رسول الله ( وسلّم) وفي علي بن أبي طالب خاصة، وهما أول من صلّى وركع) (12).
ونقله أيضاً العلاّمة الكشفي، المير محمد صالح الترمذي (الحنفي) قال: عن المحدِّث الحنبلي وابن مردويه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ الخ (13).
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ)
سورة البقرة، الآية 45.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في كتابه (شواهد التنزيل) قال: حدثونا عن أبي بكر السبيعي (بإسناده المذكور) عن أبي صالح(14) عن ابن عباس قال:
(الخاشع الذّليل في صلاته، المقبل عليها يعني رسول الله ( وسلّم) وعلياً)(15).
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ)
سورة البقرة، الآية 46.
روى العلاّمة البحراني في (غاية المرام) عن ابن عباس أنّه قال:
قوله تعالى: (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) نزلت في علي، وعثمان بن مظعون، وعمّار بن ياسر، وأصحاب لهم رضي الله عنهم(16).
(وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
سورة البقرة، الآية 57.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) بسنده عن أبي جعفر الباقر (رضي الله عنه) عند ذكر هذه الآية:
(وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).
قال: فالله جلّ شأنه، وعظم سلطانه، ودام كبرياؤه، أعز وأرفع وأقدس من أنْ يعرض له ظلم، ولكن أدخل ذاته الأقدس فينا أهل البيت، فجعل ظلمنا ظلمه، فقال:
(وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)(17).
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
سورة البقرة، الآية 58.
روى الفقيه الشافعي، جلال الدين السّيوطي في تفسيره (الدّر المنثور) عند قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) إلخ قال:
وأخرج ابن أبي شيبة عن علي (رضي الله عنه) أنّه قال: (إنّما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح، وكباب حِطّة)(18).

* * * * *

ونقل قريباً من ذلك الطبري في المسترشد، في ضمن خطبة لعلي ()(19) ونقله النعماني أيضاً عن الموافق والمخالف(20).
(وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْن)
سورة البقرة، الآية 60.
روى أبو الحسن الفقيه، محمد بن علي بن شاذان، في المناقب المائة من طريق العامّة ـ بحذف الإسناد ـ عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله الأنصاري ـ في حديث ـ قال لرسول الله ( وسلّم) يا رسول الله ما عدّة الأئمة؟
قال ( وسلّم): يا جابر سألتني ـ رحمك الله عن الإسلام بأجمعه ـ إلى أنْ قال ( وسلّم):
وعدّتهم عدّة العيون التي انفجرت منه (أي من الحجر) لموسى بن عمران، حين ضرب بعصاه الحجر (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْن)(21).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الجنّة هُمْ فِيها خالِدُونَ)
سورة البقرة، الآية 82.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في (شواهد التنزيل) قال: حدثونا عن أبي بكر السبيعي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال:
ممّا نزل من القرآن خاصة في رسول الله وعلي وأهل بيته من سورة البقرة:
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الجنّة هُمْ فِيها خالِدُونَ) نزلت في علي خاصة، وهو أول مؤمن، وأول مصلّ بعد رسول الله ( وسلّم)(22).
(أقول) قوله (نزل في علي خاصة) باعتباره المصداق الأكمل، والفرد الأول الذي شملته هذه الآية الكريمة، فكان علي () مصداقاً (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) حيث لم يكن فرد آخر غيره مصداقاً لها، وهو مع ذلك أكمل المؤمنين إيماناً، فصار صدق الإيمان عليه بأولية وأولوية معاً. فكأنه هو المؤمن الوحيد.

* * * * *

وروى الحاكم الحسكاني (أيضاً) قال:
حدّثنا الإمام أبو طاهر الزيادي (بإسناده المذكور) عن ابن عباس قال: لعلي أربع خصال:
هو أول عربي وعجمي صلى مع النبي ( وسلّم).
وهو الذي كان لواءه معه في كل زحف.
وهو الذي صبر معه يوم المهراس، انهزم النّاس كلهم غيره.
وهو الذي غسّله، وهو الذي أدخله قبره(23).
(وَإِذِ ابْتَلى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)
سورة البقرة، الآية 124.
روى الحافظ القندوزي (الحنفي) في كتابه (ينابيع الموّدة) (بإسناده المذكور) عن المفضل قال: سألت جعفراً الصادق عن قوله عزّ وجلّ: (وَإِذِ ابْتَلى إبراهيم رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) الآية قال:
(هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليهن وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة الحسن والحسين إلاّ تبت عليّ. فتاب عليه إنّه هو التواب الرحيم.
فقلت له يابن رسول الله فما يعني بقوله (فَأَتَمَّهُنَّ)؟
قال: يعني أتمهن إلى القائم المهدي، اثني عشر إماماً تسعة من الحسين(24).
(قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
سورة البقرة، الآية 124.
روى الفقيه الشافعي، أبو الحسن ابن المغازلي عن الغندجاني (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن مسعود(25) قال: قال رسول الله ( وسلّم): قال: قال رسول الله ( وسلّم):
(أنا دعوة أبي إبراهيم).
قلت: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟
قال ( وسلّم):
(أوحى الله عزّ وجلّ إلى إبراهيم (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمام) فاستخف إبراهيم الفرح قال (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) أئمة مثلي؟ فأوحى الله عزّ وجلّ: أنْ يا إبراهيم إني لا أعطيك عهداً لا أفي لك به (قال) يا رب وما العهد الذي لا تفي لي به؟ (قال) لا أعطيك لظالم من ذريتك عهداً (قال) إبراهيم عندها: (واجبنبني وبني أنْ نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيراً من النّاس).
فقال النبي ( وسلّم)، فانتهت الدعوة إليّ وإلى علي، لم يسجد أحدنا لصنم قط، فاتخذني نبياً واتخذ علياً وصياً(26).

* * * * *

وأخرجه أيضاً العديد من العلماء والمحدِّثين:
(منهم) المير محمد صالح بن عبد الله (الحنفي) الترمذي في كتابه (مناقب مرتضوي)(27) وغيره.
(قُلْ للهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
سورة البقرة، الآية 142.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في كتابه (شواهد التنزيل) قال:
حدّثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه في أماليه (بإسناده المذكور) عن حذيفة، قال: قال رسول الله ( وسلّم):
(وإن تولوا علياً تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الطريق المستقيم)(28).
(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاس وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ)
سورة البقرة، الآية 143.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) في كتابه (شواهد التنزيل) قال:
أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد الصوفي (بإسناده المذكور) عن سليم بن قيس، عن علي () قال:
(إنّ الله إيّانا عنى بقوله تعالى (لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاس).
فرسول الله شاهد علينا، ونحن شهداء على النّاس، وحجته في أرضه. ونحن الذين قال الله جل اسمه: (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَط)(29).
(وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ)
سورة البقرة، الآية 143.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو نصر المفسّر، (بإسناده المذكور) عن حكام أبو درهم قال:
سمعت الحسن يقول: كان علي بن أبي طالب من المهتدين.
ثم تلا: (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْه) الآية.
فكان علي أول من هداه الله مع النبي، وأول من لحق بالنبي ( وسلّم).
فقال له الحجّاج: ترابي عراقي (نسبة إلى أبي تراب، وهو كنية لعلي بن أبي طالب ().
فقال الحسن: (هو ما أقول لك)(30).
أخرج الحافظ جمال الدين، محمد بن يوسف الزرندي المدني (الحنفي) في نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، بإسناده عن الأعمش عن مجاهد(31) عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله ( وسلّم):
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)
سورة البقرة، الآية 153.
ما أنزل الله تعالى آية فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو) إلاّ وعلي رأسها وأميرها(32).
(أقول) حيث إنّه وردت روايات عديدة بهذا المضمون بأسانيد مختلفة، ونصوص متعددة، وكانت هذه الآية مكرّرة في القرآن الحكيم، لذلك ذكرنا كل حديث عند كل مورد في (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو) وقد تكرر الحديث الواحد في عدة آيات.
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
سورة البقرة، الآية 155-157.
روى مؤلف كتاب (شمسية الأفكار) عن كتب العامّة في قوله تعالى: (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ):
(إنَّها نزلت في علي بن أبي طالب، لما وصل إليه قتل حمزة سيّد الشهداء)(33).
(أقول) حيث إنّ الآيات الثلاث واردة مورداً واحداً، فنزول واحدة منها في علي () معناه نزول جميعها فيه () كما لا يخفى.
وقد تكرّر منّا أنّ معنى نزولها في علي كونه أول شخص نزلت فيه، ولكونه المصداق الأتمّ كان ذلك.
(... أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ)
سورة البقرة، الآية 159.
هم أعداء علي ().
أخرج العلاّمة الخوارزمي، أبو المؤيّد الموفقّ بن أحمد المكي (الحنفي) قال: أنبأني مهذّب الأئمّة، أبو المظفر، عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني، إجازة (بإسناده المذكور) عن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لعلي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه): اتق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلاّ بعد موتي ثم قرأ (): (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ).
ثم بكى ( وسلّم).
فقيل: ممّ بكاؤك يا رسول الله؟
فقال ( وسلّم): (أخبرني جبرئيل أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه، ويقتلون ولده، ويظلمونهم بعدي)(34).
وأخرج علاّمة الهند (بسمل) عن أبي سعد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ( وسلّم) في حديث:
(هذا علي بن أبي طالب، هذا شيخ المهاجرين والأنصار... إلى أنْ قال ( وسلّم):
... فعلى مبغضيه لعنة الله ولعنة اللاعنين)(35).
(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبابُ)
سورة البقرة، الآية 166.
روى الحافظ المحبّ الطبري في ذخائر العقبى، عن جابر بن عبد الله قال: (كان لآل رسول الله ( وسلّم) خادمة تخدمهم يقال لها (بربرة) فلقيها رجل وقال لها: يا بربرة غطي شعيفاتك فإنّ محمداً ( وسلّم) لن يغني عنك من الله شيئاً.
قال: فأخبرت النبي ( وسلّم) فخرج يجرُّ رداءه محمارة وجنتاه ـ وكنّا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه ـ فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا يا رسول الله ( وسلّم) مُرْنا بما شئت، والذي بعثك بالحق نبياً لو أمرتنا بآبائنا وأمهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم.
ثم صعد ( وسلّم) المنبر فحمد الله وأثنى عليه (إلى أنْ قال):
قال ( وسلّم):
(ما بال أقوام يزعمون أنّ رحمي لا تنفع، بل تنفع حتى تبلغ (حكم) و (حاء)(36).
إنّي لأشفع فأُشفع، حتى أنَّ من أشفع له ليشفع فيشُفع، حتى أنَّ إبليس ليتطاول طمعاً في الشفاعة)(37).

* * * * *

وروى العلاّمة المناوي في (فيض القدير) عن عمر بن الخطاب، عن رسول الله ( وسلّم) أنّه قال: (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلاّ سببي ونسبي)(38).
التتمة

يتبع

آخر تعديل بواسطة عبد علي ، 12-Sep-2008 الساعة 01:47 PM.


mowalia_5
الصورة الرمزية mowalia_5
مشرفة سابقة
رقم العضوية : 1770
الإنتساب : Jun 2008
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
المشاركات : 1,045
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 244
المستوى : mowalia_5 is on a distinguished road

mowalia_5 غير متواجد حالياً عرض البوم صور mowalia_5



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : عبد علي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-Sep-2008 الساعة : 02:40 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سم الله الرحمن الرحيم ...
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم ....


سلمت يداك أخي عبد عليّ وكلنا عبيييد لمولانا مولى الموحدين عليّ صلوات الله وسلامه عليه ..

( من كتب فضيلة من فضائل عليّ صلوات الله وسلامه عليه لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لذلك الكتاب رسم ) ....


يــــــــــاعلي مدد .....



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : عبد علي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Sep-2008 الساعة : 12:58 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




غفر لك ما تقدم من ذنبك بحق ساقي الكوثر



عبد علي
عضو
رقم العضوية : 2700
الإنتساب : Sep 2008
الدولة : قلب ازهراء
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 201
المستوى : عبد علي is on a distinguished road

عبد علي غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد علي



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : عبد علي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Sep-2008 الساعة : 02:12 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


شكرا لكم أخواتي على هذا المرور الكريم و هناك المزيد إنشاء الله و مهما تكلمنا عن علي (ع) في القرآن كقطرة ماء على جناح بعوضة فعلي (ع) القرآن كله بظاهره و باطنه.


عبد علي
عضو
رقم العضوية : 2700
الإنتساب : Sep 2008
الدولة : قلب ازهراء
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 201
المستوى : عبد علي is on a distinguished road

عبد علي غير متواجد حالياً عرض البوم صور عبد علي



  مشاركة رقم : 6  
كاتب الموضوع : عبد علي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-Sep-2008 الساعة : 02:18 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


سورة آل عمران(وفيها إحدى وثلاثون آية)
سورة آل عمران:


1. (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) / 7.
2. (قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النّار) / 15-16.
3. (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً) / 30.
4. (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ) / 33.
5. (قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) / 37.
6. (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ) / 51.
7. (وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) / 57.
8. (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) / 61.
9. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً) / 100.
10. (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ) / 101.
11. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) / 102.
12. (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) / 103.
13. (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) / 104.
14. (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمةِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) / 106-107.
15. (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) / 110.
16. (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا) / 112.
17. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ) / 118.
18. (أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) / 144.
19. (وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً) / 144.
20. (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً) / 145.
21. (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ) / 146.
22. (ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً) / 154.
23. (الَّذِينَ اسْتَجابُوا للهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ) / 172.
24. (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاس (إلى) وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم(ٍ / 173-174.
25. (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّار وَأُدْخِلَ الجنّة فَقَدْ فازَ) / 185.
26. (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) / 186.
27. (ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) / 195.
28. (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ) / 198.
29. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) / 200.


(وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الأَلْبابِ).
آل عمران/ 7.
روى القاضي شهاب الدين بن حجر العسقلاني (الشافعي) في إصابته بسنده عن الأخضر بن أبي الأخضر، عن النبي ( وسلّم) قال: (أنا أقاتل على تنزيل القرآن، وعلي يقاتل على تأويله)(1).
(أقول) لازمُ هذا أنْ يكون علي هو العالم بالتأويل، حتى يقاتل عليه.

* * * * *

وأخرج علي المتّقي الهندي (الحنفي) في الكنز، عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وهو ببقيع الغرقد فقال ( وسلّم): (والذي نفسي بيده إنَّ فيكم رجلاً يقاتل النّاس من بعدي على تأويل القرآن، كما قاتلت المشركين على تنزيله وهم يشهدون أنَّ لا إله إلا الله فيكبر قتلهم على النّاس، حتى يطعنوا علياً ولي الله، ويسخطوا عمله، كما سخط موسى أمر السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار، وكان خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لله رضى).
ثم أخرج في الكنز نفسه، عن أبي سعيد الخدري: أنّه قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلّم): أبو بكر وعمر؟
قال (): لا، ولكنّه خاصف النعل، يعني علي(2).

* * * * *

وأخرج الحافظ القندوزي سليمان (الحنفي) في ينابيعه، عن علي بن أبي طالب أنّه قال:
أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا، أنْ رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم(3).

* * * * *

وأخرج الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال:
قال النبي (صلى الله عليه وسلّم).
(علي يعلِّم النّاس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون).
وفي نسخة أُخرى:
(علي يخبر النّاس من تأويل القرآن ما لا يعلمون)(4).

* * * * *

وأخرج الحافظ القندوزي (الحنفي) أيضاً في ينابيعه قال:
أيضاً عن يحيى ابن أم الطويل قال: سمعت علياً (رضي الله عنه) يقول ـ في حديث: إذا كنت غائباً عن نزول الآية كان يحفظ على رسول الله ( وسلّم)، ما كان ينزل عليه من القرآن، وإذا قدمت عليه أقرأنيه ويقول: يا علي أُنزل الله عليّ بعدك كذا وكذا، وتأويله كذا وكذا، ويعلّمني تأويله وتنزيله(5).

* * * * *

وفي تفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (بسنده المذكور) عن سُليم بن قيس أنّه نقل خطبة لعلي () وجاء فيها:
(وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم).
أليس بواحد، رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) منهم، علّمه الله سبحانه إياه فعلّمنيه رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ثم لا يزال في عقبنا إلى يوم القيامة(6).
وأخرج ابن شاذان في المناقب المائة، من طرق العامّة، بسنده عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ( وسلّم) في حديث لعلي بن أبي طالب:
(تعلّم النّاس من بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون تخبرهم بذلك)(7).
وجاء في حديث المناشدة يوم الشورى، الذي تضمن العديد من مناقب علي () المروي بأسانيد عديدة منها ما ينتهي إلى عامر بن وائلة، وفيه قوله للخمسة الذين كانوا في الشورى:
(فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلّم): (إنّي قاتلت على تنزيل القرآن وتقاتل أنت على تأويل) القرآن غيري؟
قالوا: اللّهم لا.
نقله باختلاف في بعض الفقرات واتفاق في أصل المعنى الكثير من المؤرخين، والمفسّرين، والحفّاظ، والمحدِّثين.
(منهم) الحافظ أبو الحسن بن المغازلي (الشافعي) في مناقبه(8).
(ومنهم) أخطب الخطباء، الموفّق بن أحمد الخوارزمي (الحنفي) في مناقبه(9).
(ومنهم) علاّمة الشوافع الحمويني في فرائده(10).
(ومنهم) ابن حجر في صواعقه(11).
(ومنهم) الحافظ الذهبي في ميزانه(12).
(ومنهم) ابن عبد البَّر في استيعابه(13).
(ومنهم) الحافظ الكنجي في كفايته(14).
(ومنهم) النسائي في خصائصه(15).
وآخرون كثيرون...

* * * * *

وأخرج العلاّمة الكنجي الشافعي في كفايته، عن الكاشغري (بسنده المذكور) عن عبد الله بن سلمة، قال: رأيت عمّاراً يوم صفين شيخاً آدم طوَّالاً، والحربة في يده، ويده ترعد فقال: قد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) ثلاث مرات، وهذه الرابعة ـ يعني: راية علي (كرّم الله وجهه) فلو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هَجَر، لعرفت أنّا على الحق، وأنّهم على الضلالة(16).
وأخرج هذا الحديث بعض الاختلاف اليسير في بعض الألفاظ، واتفاق في المعنى جمهرة كبيرة من الأثبات والمحدِّثين.
(منهم) الحاكم في مستدركه(17).
(ومنهم) أحمد بن حنبل في مسنده(18).
(ومنهم) أبو داود في مسنده(19).
(ومنهم) ابن حجر في الإصابة(20).
(ومنهم) ابن قتيبة في الإمامة والسياسة(21).
(ومنهم) عمر رضا كحالة، في أعلام النساء(22).
ونقل محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري، المعروف بـ (ابن الأثير) في النهاية بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: أخبرني من هو خير مني: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) قال لعمار ـ حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول ـ:
(عمّار ابن سمية، تقتلك الفئة الباغية)(23).
وهذا يدُّل: على أنَّ قتال علي () لمعاوية كان بالحق، ومن تأويل القرآن، الذي لا يعلمه إلاّ الله والراسخون في العلم، مثل أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).
وقد نقل مثل هذا الحديث آخرون أيضاً (مثل) مسلم بن الحجّاج القشيري، في جامعه الصحيح(24) والكنجي الشافعي في كفايته(25).
وأخرج إسماعيل بن يوسف الطالقاني، في كتاب الأربعين المنتقى (بسنده المذكور)، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول: إنْ منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا ولكن خاصف النعل، قال: وكان أعطى علياً نعله يخصفه(26).
(قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ* الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النّار).
آل عمران/ 15-16.
نقل الشيخ المحمودي في تعليقه على (شواهد التنزيل)، عن الجري في تفسيره، وفرات في تفسيره، بإسناد مذكور فيهما، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال (في قوله تعالى):
(قُلْ أ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ * الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النّار).
(إنّها نزلت) في علي وحمزة وعبيدة بن الحرث)(27).
(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيد).
آل عمران/ 30.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا علي بن أحمد (بالإسناد المذكور) عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي قال:
(نحن المستضعفون، ونحن المقهورون، ونحن عترة رسول الله، فمن نصرنا فرسول الله نصر، ومن خذلنا فرسول الله خذل، ونحن وأعداؤنا نجتمع (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيد)(28).
(أقول) يعني: أنّنا نكون من الأنفس التي عملت الخير فتجده محضراً، وأعداؤنا يكونون من الأنفس التي عملت السوء، وتود لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً.
وهذا ـ كما كررنا ذكره ـ من باب المصداق الأتمّ للنفس، التي عملت الخير، والفرد الأكبر للنفس التي عملت السوء.
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ).
آل عمران/ 33.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الحافظ (بإسناده المذكور) عن الأعمش، عن شقيق قال:
قرأت في مصحف عبد الله ـ وهو ابن مسعود ـ: (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إبراهيم وَآلَ عِمْرانَ (وآل محمد) عَلَى الْعالَمِينَ).
(قال الحسكاني):
قلت: إنْ لم تثبت هذه القراءة فلا شكّ في دخولهم في الآية، لأنهم آل إبراهيم(29).
(أقول) ليس معنى ثبوت كلمة (آل محمد) في مصحف ابن مسعود أنّها من القرآن، وقد حذف عنه، بل حيث إنّ أصحاب النبي ( وسلّم) كانوا يثبتون في مصاحفهم كلما يقوله الرسول ( وسلّم) حال نزول الوحي، وبعد نزول الوحي من التفسير والتأويل، فإنّ كلمة (آل محمد) إنّما هي من التفسير أو التأويل، لا من أصل القرآن كما حقّقه المحققون من علماء التفسير والحديث، والفقه.
(قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).
آل عمران/ 37.
روى (القاضي) البيضاوي الشافعي في تفسيره، عند قوله تعالى (إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) قال:
روي أنّ فاطمة (رضي الله تعالى عنها) أهدت لرسول الله (صلى الله عليه وسلّم) رغيفين وبضعة لحم، فرجع بها إليها، فقال ( وسلّم): هلمي يا بُنيّة، فكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزاً ولحماً، فقال لها: أنّى لكِ هذا؟
فقالت: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).
فقال ( وسلّم): الحمد لله الذي جعلك مثل مريم، سيّدة نساء بني إسرائيل.
ثم جمع علياً والحسن والحسين، وجمع أهل بيته عليه حتى شبعوا، وبقي الطعام كما هو، فأوسعت على جيرانه(30).
* * * * *
وأخرج نحواً منه علاّمة الشوافع، محبِّ الدين الطبري في ذخائره، بتفصيل أكثر وفي آخر الحديث أنّ النبي ( وسلّم) قال ـ لعلي وفاطمة ـ: (الحمد لله الذي هو بدأكما، لن يخرجكما من الدنيا حتى يجريك ـ الخطاب لعلي () ـ في المجرى الذي أجرى زكريا، ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي جرت فيه مريم).
ثم تلا ( وسلّم) قوله تعالى:
(كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْق)(31).
وهكذا أخرجه بتفصيل الكنجي القرشي الشافعي، في كفاية الطالب(32).
وآخرون كذلك...
(إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ).
آل عمران/ 51.
روى الحافظ الحاكم الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو الحسن المعادني (بالإسناد المذكور) عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) لعلي بن أبي طالب:
(أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين)(33).
(أقول) لا مانع من أنْ يكون المؤشر عليه بكلمة (هذا) أنْ تعبدوا الله ظاهراً، وتتبعوا علياً باطناً، فذاك من التنزيل، وهذا من التأويل، وكلاهما متلازمان، فمن اتبع علياً، لابدّ وأنْ يعبد الله، ومن يعبد الله، لابدّ وأن يتبع علياً، لأنّه من أمر الله.
(وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ).
آل عمران/ 57.
روى العلاّمة البحراني، عن ابن شهر آشوب ـ من طريق العامّة ـ عن أبي بكر الهذلي، عن الشعبي: أن رجلاً أتى رسول الله ( وسلّم). فقال يا رسول الله () علّمني شيئاً ينفعني الله به؟
قال (): (عليك بالمعروف، فإنه ينفعك في عاجل دنياك، وآخرتك) إذ أقبل علي فقال يا رسول الله فاطمة تدعوك.
قال ( وسلّم): نعم.
فقال الرجل: من هذا يا رسول الله؟
قال ( وسلّم):
(هذا من الذين أنزل الله فيهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات)(34).
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ).
آل عمران/ 61.
الأحاديث في ذلك كثيرة وكثيرة جداً في معظم التفاسير، ونحن نذكر هنا عدداً من التفاسير التي ذكرت ذلك، اهتماماً بالأمر والله الموفّق.
أخرج الشيخ المفسّر شهاب الدين السيويسي، ثم الاياتلوغي في تفسيره المخطوط المزجي قال:
(فقل تعالو) أي: هلّموا (ندع ابناءن) أي: حسناً وحسيناً (ونساءن) أي: فاطمة (وأنفسن) أي: النبي () وعلياً زوج فاطمة رضي الله عنهما) (وأنفسكم) يعني: لنجتمع نحن وأنتم في موضع(35).
وذكر المفسّر الهندي، فيض الله بن المبارك الفيضي، المكنّى بأبي الفضل في تفسيره، المخطوط عند تفسير هذه الآية الشريفة تفسيراً مزجياً مهملاً، بلا نقطة على كلماته:
(ندع أبناءن) أراد أولاد أسد الله الكرّار، (وأبناءكم) أولادكم، (ونساءن) أراد ولده الودود عرس أسد الله وأهله، (ونساءكم) أعراسكم (وأنفسن) أراد ولد عمّه أسد الله...
الخ(36).

* * * * *

وأخرج الشيخ إسماعيل الحقّي في تفسيره المخطوط:
(فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وقد خرج محتضناً الحسين آخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها (رض) وهو يقول: إذا أنا دعوتُ فأمّنوا)(37).

* * * * *

وقال في تفسير (الجلالين) في تفسير هذه الآية:
(وقد دعا ـ يعني: رسول الله ( وسلّم) ـ وفد نجران لذلك لما حاجّوه فيه، فقالوا: حتى ننظر في أمرنا ثم نأتيك، ثم قال ذو رأيهم: لقد عرفتم نبوّته، وأنّه ما باهل قوم نبياً، إلاّ هلكوا، فودّعوا الرجل وانصرفوا.
فأتوه وقد خرج ( وسلّم) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي، وقال ( وسلّم) لهم:
إذا دعوتُ فأمّنوا.
فأبوا (النصارى) أنْ يلاعنوا، وصالحوه على الجزية(38).

* * * * *

وروى أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، في تفسيره قال:
حدثني محمد بن سنان، (بالإسناد المذكور) عن غلباء بن أحمر اليشكري، قال: لمّا نزلت هذه الآية:
(فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ) الآية:
أرسل رسول الله ( وسلّم) إلى علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين، ودعا اليهود ليلاعنهم، فقال شاب من اليهود: ويلكم، أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مُسخوا قردة وخنازير، لا تلاعنوا فانتهو(39).

* * * * *

وروى (المفسّر الشافعي) نظام الدين، الحسن بن محمد بن الحسين النيسابوري في تفسيره، قال: وروى أنّه (صلى الله عليه وسلّم) لما نزلت هذه الآية، خرج وعليه ( وسلّم) مرط من شعر أسود، وكان () قد احتضن الحسين، وأخذ بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه (صلى الله عليه وسلّم) وعلي () خلفها وهو يقول (لهم): إذا دعوتُ فأمّنوا.
فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إنّي لأرى وجوهاً، لو دعت الله أنْ يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة(40).
وأخرج النسقي في تفسيره ذلك قال (وقد غدا ( وسلّم) محتضناً للحسين آخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها، وهو يقول ( وسلّم) (إذا دعوت فأمنّوا)(41).
وقد ذكر ذلك معظم المفسّرين.
(منهم) الشيخ أحمد مصطفى المراغي في تفسيره الكبير، قال:
(وروي أنّ النبي (صلى الله عليه وسلّم) اختار للمباهلة علياً وفاطمة وولديهما (عليهم الرضوان) وخرج بهم، وقال (صلى الله عليه وسلّم) إنْ أنا دعوت فأمّنوا أنتم)(42).

* * * * *

(ومنهم) محمد محمود حجازي (من علماء الأزهر) في تفسيره الكبير المسمّى بـ (التفسير الواضح) قال:
وروي: أنّ النبي (صلى الله عليه وسلّم) لمّا حاجُّوه بعد هذا، طلب منهم المباهلة وخرج هو، والحسن والحسين وفاطمة وعلي، فلمّا طلب منهم المباهلة قالوا أنظرنا....).
ثم قال: (إنّ الكل قد أجمع على أنّهم طولبوا بالمباهلة فأبوا، وقد خرج محمد (صلى الله عليه وسلّم) وآل بيته الكرام لمباهلتهم)(43).

* * * * *

(ومنهم) الشيخ سليمان العجيلي (الشافعي) في تفسيره، المتكفل لبيان الدقائق الخفيّة، في تفسير الجلالين، قال ـ بعد ذكر الواقعة ـ:
(وقال (صلى الله عليه وسلّم): والذي نفسي بيده إنّ الهلاك قد تدلّى على أهل نجران، ولو لاعنوا لمُسخوا قردةً وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل الله نجران وأهله...)(44).
(ومنهم) ابن الجوزي، جمال الدين بن علي بن محمد البغدادي في تفسيره، قال في تفسير سورة آل عمران:
(لمّا نزلت هذه الآية (تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) علياً، وفاطمة، وحسناً وحسيناً فقال، اللّهم هؤلاء أهلي...)(45).

* * * * *

(ومنهم) العلاّمة الحنفي، الشيخ علي المهايمي في تفسيره، قال: (فأتوا رسول الله () وقد غدا محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن، وفاطمة خلفه، وعلي خلفها، وهو (صلى الله عليه وسلّم) يقول: إذا أنا دعوتُ فأمّنوا....)(46).

* * * * *

(ومنهم) صاحب تاج التفاسير، قال في تفسير سورة آل عمران عند آية المباهلة:
(فخرج النبي ( وسلّم) ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وهو يقول: إذا دعوتُ فأمّنوا)(47).

* * * * *

(ومنهم) الحافظ الشوكاني، محمد بن علي بن محمد اليماني الصنعائي، صاحب (نيل الأوطار) في تفسير المسمّى بـ (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير) قال عند آية المباهلة:
(قال جابر: (أنفسنا وأنفسكم) رسول الله ( وسلّم) وعلي، (وأبناءن) الحسن والحسين (ونساءن) فاطمة).
ثم قال: (وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والحاكم والبيهقي، عن سعد بن أبي وقّاص قال: لمّا نزلت هذه الآية (قل تعالو) دعا رسول الله () علياً، وفاطمة، وحسناً وحسيناً فقال، اللّهم هؤلاء أهلي)(48).

* * * * *

(ومنهم) الحافظ الكلبي، محمد بن أحمد بن جزى، في تفسيره المسمّى بـ (التسهيل لعلوم التنزيل) في تفسير آية المباهلة قال:
(ولمّا نزلت الآية أرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، ودعا نصارى نجران إلى الملاعنة أنْ يهلهكم الله، أو يمسخهم الله قردة وخنازير، فأبوا من الملاعنة وأعطوا الجزية)(49).

* * * * *

(ومنهم) قاضي القضاة، أبو السعود، محمد بن محمد العمادي، في تفسيره الموسوم بـ (إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم) عند تفسير آية المباهلة من سورة آل عمران قال:
(فأتوا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) وقد غدا محتضناً الحسين، أخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها (رضي الله عنهم أجمعين) وهو ( وسلّم) يقول: إذا أنا دعوتُ فأمّنوا...)(50).

* * * * *

(ومنهم) الشيخ النووي الجاوي، الملّقب بسيّد علماء الحجاز، في تفسيره الموسوم بـ (مراح لبيد) قال في تفسير آية المباهلة:
(فأتوا رسول الله ( وسلّم) وقد خرج من بيته إلى المسجد، وعليه مرط من شعر أسود، محتضناً الحسين، آخذاً بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي خلفها (رضي الله عنهم أجمعين) وهو يقول لهؤلاء الأربعة: إذا دعوتُ فأمّنوا...)(51).

* * * * *

وقد ذكر نحو هذا الحديث بنفس التعبيرات والألفاظ كلٌّ من:
أبي الحسن الواحدي في تفسيره المسمّى بـ (تفسير القرآن العزيز) المطبوع بهامش تفسير النووي المسمّى بـ (مراح لبيد) الآنف ذكره(52).
وجلال الدين السّيوطي، في كتاب (معترك الأقران في إعجاز القرآن)(53).
والحافظ البغوي، ابن محمد الحسين القرّاء في تفسيره (معالم التنزيل)(54).
والشيخ نعمة الله (الحنفي) النخجواني في تفسيره، فإنّه قال بعد نقل قصّة المباهلة: (وهذه الرواية كالمتَفق على صحتها بين أهل التفسير والحديث(55).
وكذا الشيخ محمد عبده (المصري) في تفسيره قال:
(والروايات متفقة على أنّ النبي ( وسلّم) اختار للمباهلة علياً وفاطمة وولديهما)(56).
وذكر المناشدة التي تحتوي على ذلك أيضاً، المحدِّث الشهير في تاريخه الكبير (تاريخ دمشق) قسم ترجمة أمير المؤمنين ()(57).
وأورد أحاديث اختصاص المباهلة بالخمسة أصحاب الكساء، علاّمة الشوافع، عبد الرحمن بن أبي بكر السّيوطي في تفسيره(58) ولبابه(59).
وفي الباب حديث سعد بن أبي وقّاص في ذلك، أخرجه مسلم في صحيحه(60).
والترمذي في الجامع الصحيح له(61).
وأحمد بن حنبل ـ إمام الحنابلة ـ في مسنده(62).
والبيهقي في سننه(63).
والحاكم في مستدركه وصحيحه(64).
وقال أبو البقاء الرازي في تفسيره (البيان في إعراب القرآن):
(... فأتوه ( وسلّم) وقد خرج ومعه الحسن والحسين وفاطمة وعلي وقال ( وسلّم) لهم: إذا دعوت فأمنوا، فأبوا أنْ يلاعنوا وصالحوه على الجزية...)(65).

* * * * *

وفي (كتاب الأربعين المنتقى من مناقب المرتضى) لأبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني (بسنده المذكور)، عن سعد بن أبي وقّاص ـ في حديث قال: ـ
(... ولمّا نزلت هذه الآية ـ ندع أبناءنا وأبناءكم ـ دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي...)(66). ـ
وأخرجه أيضاً مع تفاوت في بعض الجمل، واتفاق في أصل المعنى كلٌّ من:
علاّمة الشوافع، ابن حجر العسقلاني في الإصابة(67).
والحافظ أبو نعيم الإصبهاني، في دلائل النبوّة، ذكر ذلك من حديث ابن عباس(68).
والحاكم النيسابوري، في كتابه معرفة علوم الحديث(69).
(وممّن) نقل ذلك أيضاً أبو حيّان الأندلسي في تفسيره الكبير قال:
(وفسّر على هذا الوجه الأبناء بالحسن والحسين، وبنسائه فاطمة، والأنفس بعلي... لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي...)(70).
ونقله بنصّه في تفسيره المختصر (النهر الماد من البحر)(71).
ولعلّك لا تجد تفسيراً للقرآن الحكيم، أو كتاباً في الحديث النبوي، أو تاريخاًـ إلاّ النادر النادر ـ لا يحتوي على ذكر هذه القصّة، واختصاصها بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليه وعليهم الصلاة والسلام).
(إِنَّ أَوْلَى النّاس بِإبراهيم لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
آل عمران/ 68.
أخرج أبو العباس القلقشندي (الشافعي) في موسوعته الكبيرة (صبح الأعشى) رسالة لأمير المؤمنين () جواباً إلى معاوية بن أبي سفيان، يذكر فيها بعض فضائله وفضائل أهل البيت () ومقابلها من رذائل معاوية ورذائل بني أُمية. وهي رسالة مطولة وقد جاء فيها:
(وكتاب الله يجمع لنا ما شذَّ عنا، وهو قوله سبحانه تعالى:
(وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ).
وقوله تعالى:
(إِنَّ أَوْلَى النّاس بِإبراهيم لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
فنحن مرة أولى بالقرابة، وتارة أولى بالطاعة)(72).
(أقول) أورد هذه الرسالة الشريف الرضي ـ رضوان الله عليه ـ في (نهج البلاغة) ولكن حيث التزمنا في هذا الكتاب النقل عن مصادر غير الشيعة نقلناها عن صبح الأعشى.
ونقلها أيضاً عبد الحميد، بن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج(73).
وممن نقل هذه الرسالة أيضا،ً شهاب الدين النويري في نهاية الأدب(74).
(ونقلها) قبل هؤلاء جميعاً، أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي، في كتاب الفتوح(75).
ولا يخفى أنَّ هذه الكتب نقلت الرسالة ببعض اختلاف في الألفاظ، أو في بعض الجمل، أو بزيادة أو نقصان.
وأخرج نور الدين، علي بن إبراهيم الحلبي (الشافعي) في سيرته المسمّاة بـ (إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون) عن ابن عباس عن رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أنّه قال:
(عليٌّ منّي مثل رأسي من بدني)(76).
(أقول) الظاهر أنّ هذا بمعنى عدم المفارقة بينهما، كما أنّه لا يفارق الرأس البدن، وإلاّ زالت الحياة، وهذا كما ورد في الحديث الشريف من أنّ (الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد) بمعنى أنّ الإيمان بلا صبر، والصبر بلا إيمان لا يستقيم، لا أنّ معناه أنّ أهم جزء في الإيمان هو الصبر.
وهذا هو في المعنى نظير الحديث الذي رواه (العالم الشافعي) الكنجي، عن سلمان قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يقول:
كنت أنا وعلي نوراً بين يدي الله، مطيعاً يسبح الله ذلك النّور ويقدّسه، قبل أنْ يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم ركز ذلك النّور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد حتى افترقا في صلب عبد المطلب، فجزءٌ أنا وجزءٌ علي(77).
التتمة


يتبع

إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc