اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الذي لا يقدر العالم ان يتقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه..... ) ، ورد عن أهل البيت () الكثير من الروايات التي تؤيد هذا المعنى إذ ان طول الغيبة وعدم رؤية الناس لشخص الإمام(u ) جعلهم على مواقف متباينة من وجود الإمام(ع) فمنهم من أنكر فكرته أصلاً ومنهم من قال بولادته في عصر ظهوره ( وعجل الله تعالى فرجه الشريف ) ومنهم من ظل مشككاً بوجود الإمام(u ) ولم يقطع شكه باليقين ومنهم من نسب المهدوية إلى غيره كالكيسانية والاسماعلية والزيدية من فرق الشيعة أو كونه (ايليا) عند اليهود أو (المسيح) عند النصارى ومنهم من ثبته الله تعالى بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة بالاعتقاد اليقيني بالإمام المهدي(ع) وهؤلاء يصفهم الرسول ( وسلم ) بقوله :
{ والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً ان الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر}
فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟
فقال ( وسلم ) : { أي وربي ويمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين }
وعن أمير المؤمنين (ع) :
{ ان للغائب منا غيبتين أحدهما أطول من الأخرى فلا يثبت على إمامته إلا من قوي يقينه وصحت معرفته } .
فما طول الغيبة إلا باب من أبواب الابتلاءات الإلهية حتى لا يثبت فيها إلا كل مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان كما ورد في بعض الروايات ،إذن منطقة الافتراق تؤدي إلى طريقين :
(1) أما الاستعداد التام لاستقبال الإمام(ع) ونصرته وإنما يكون ذلك بتهذيب النفس من رذائل الأخلاق وتعويدها على قبول الحق وقول كلمة الحق والصدق وان لا تأخذها في الله لومة لائم ، ولا يكون ذلك إلا إذا شعرنا بوجود الإمام(ع) معنا يتألم لآلامنا ويعيش آمالنا ويسمع نداء المضطر وصرخة المظلوم ويرى دموع الحيارى من العيون التي تترقب تلك الطلعة البهية لتملأ الأرض إشراقاً مهدوياً فتقر بسلام ابدي لا ظلم معه .
(2) وأما العيش في تيه وحيرة وضلالة بعيداً عن قضية الإمام المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وبالتالي يكون من أعدائه متحقق بنسبة عالية أو بأقل تقدير عدم النصرة للإمام(ع) وهذا يعني الخذلان أعاذنا الله ،
إذن فعدم الرؤية وعدم المعرفة سبب لعدم التقبل كما ورد عن الإمام الرضا (ع) :
{ ......... يطهّر الله به الأرض من كل جور ويقدسها من كل ظلم وهو الذي يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه......} .