بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
نقدم التهنئة لمولانا صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر(عج) والى كافة مراجعنا العظام واليكم اخوتي واخواتي أعضاء منتدى الميزان بولادة الأمام الحسن المجتبى(ع)
الإمام السبط أبو محمد الزكي، أول الأسباط الأحد عشر من نسل محمد (ص) سيد البشر، ونسل عليٍ سيد البشر، واول من اجتمع فيه نور النبوة ونور الإمامة ، فكان مجمع النورين وملتقى البحرين
((
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ *
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ))
علي بحر الإمامة ، وفاطمة بحر نور النبوة والكرامة، يخرج منهما اللؤلؤ الأخضر، بخضرة السم في السماء، والمرجان الأحمر بحمرة الأرض من الدماء .
الحسن (
) أول الأئمة الأمناء من صلب سيد الأوصياء، الحسن هو الذي أظهر الحق وأزهق الباطل وحق بصلحه الدماء .
نور الهدى من افق الحقّ بدا
فاشرقت به معالم الهدى
والنّيّر الاعظم نوره خبا
مذ اشرق الكون بنور المجتبى
وكيف لا ونور وجهه المضيء
زيتونة يكاد زيتها يضيء
والمثل الاعلى لنور النّور
فليس اجلى منه في الظّهور
ونوره القاهر للانوار
يكاد ان يذهب بالابصار
وادي طوى بنوره استنارا
ومنه آنس الكليم ناراً
ومن سناه خرّ موسى صعقاً
واندكّ منه الطّور لما اشرقا
كيف وهذا النّيّر الالهي
مثال من ليس له التّناهي
وذاته لطيفة قدسيّة
رقيقة الحقائق العلويّة
وما الحروف العاليات الا
اسمائه الغرّ اذا تجلّى
اذ هو رمز الغيب والشهود
فاتحة الكتاب في الوجود
بل ذاته نقطة باء البسملة
ومجمل الحقائق المفصّلة
وُلد الإمام الحسن ( ع )في ليلة النصف من رمضان، في مدينة رسول الله المنورة، وأطل على العالم الإسلامي نور الإمامة من بيت أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، وانبثق من دوحة النبوة والإمامة فرع طيب زاك، رفع الله به كيان الإسلام، وأشاد به صروح الإيمان، وأصلح بين فئتين عظيمتين
نَسَبٌ كأنَّ عليهِ مِنْ شَمسِ الضُّحَى نُوراً ومِنْ فلق الصَّباحِ عَمُودا
لقد استقبل حفيد الرسول (ص) وسبطه الأكبر سيد شباب أهل الجنة دنيا الوجود في شهر هو أبرك الشهور وأفضلها حتى سمي شهر الله، وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وقد كان ذلك في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة، وقد شوهدت في طلعة الوليد طلعة رسول الله (ص) وبدت فيه شمائل النبوة ومحاسن الإمامة .
روَى أنس بن مالك :
لم يكن أحدٌ أشبه برسول الله (ص ) من الحسن بن علي ( ع )
ولما أذيع نبأ ولادة الصديقة الزهراء(
) بالمولود المبارك، غمرت موجات من السرور والفرح قلب النبي (ص) فسارع إلى بيت ابنته الزهراء (ع) ليهنئها بالمولود الجديد، ويبارك لأخيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ويفيض على المولود شيئاً من مكرمات نفسه الذي أطبق شذاها العالم بأسره
ولما وصل (ص) إلى مثوى الإمام نادى :
يا أسماء، هاتيني ابني ...
فانبرت أسماء، ودفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها .
وقال (ص) :
ألم اعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء؟
وقام (ص) فسرأه، وألباه بريقه وضمه إلى صدره ورفع يديه بالدعاء له:
اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم
والتفت الرسول (ص) إلى أمير المؤمنين (ع) وقد أترعت نفسه العظيمة بالغبطة والمسرات فقال له:
هل سميت الوليد المبارك؟
فأجاب الإمام (
) :
ما كنت لأسبقك يا رسول الله
وانطلق النبي (ص) قائلاً له:
ما كنت لأسبق ربي
وما هي إلا لحظات وإذا بالوحي يناجي الرسول ، ويحمل له التسمية من الحق تبارك وتعالى ويقول له جبرئيل ((
سمه حسناً))
وكفى به جمالاً وحسناً أن الخالق الحكيم هو الذي اختاره ليدل جمال لفظه على جمال المعنى وحسنه
وكناه النبي (ص) أبا محمد، ولا كنية له غيرها
أما ألقابه (
) فهي :
السبط، الزكي، المجتبى، والسيد التقي، المؤتمن، وسيد شباب أهل الجنة
من أوصا ف الأمام:
كان أبيض اللون مشرباً بحمرة، أدعج العينين، سهل الخدين، كث اللحية، جعد الشعر ذا وفرة، كان عنقه إبريق فضة، حسن البدن، بعيد ما بين المنكبين، عظيم الكراديس، دقيق المسربة، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير، مليحاً من أحسن الناس وجهاً
ما دب فـــي فطن الأوهام من حسنٍ
إلا وكــــان لـــه الحظ الخصوصيّ
كأنّ جبــــهته مـــــــن تحـــت طرّته
بدر يتـــــوجّه اللــــيل البهـــــيميّ
قد جلّ عن طيب أهل الأرض عنبره
ومسكه فـــــهو الطيـــب السماويّ
السلام عليك يا بقية المؤمنين وابن اول المسلمين وكيف لا تكون كذلك وانت سليل الهدى وحليف التقى وخامس اهل الكساء وغذتك يد الرحمة وربيت في حجر الاسلام ورضعت من ثدي الإيمان فطبت حياً وطبت ميتاً غير أنَّ الأنفس غير طيبة بفراقك ولا شاركة في الحياة لك يرحمك الله
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دينِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا السَّيِدُ الزَّكِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْبَرُّ الْوَفِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْقائِمُ الاَْمينُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْعالِمُ بِالتَّأْويلِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْهادِي الْمَهْديُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الطّاهِرُ الزَّكِيُّ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْحَقُّ الْحَقيقُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الشَّهيدُ الصِّدّيقُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
قال رسول الله (ص)في الحسن والحسين عليهما السلام:
من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم وله عذاب مقيم