الخـمس وولاية الفقـيه - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع احمد المفكر مشاركات 1 الزيارات 2014 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

احمد المفكر
عضو
رقم العضوية : 1907
الإنتساب : Jun 2008
المشاركات : 32
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 204
المستوى : احمد المفكر is on a distinguished road

احمد المفكر غير متواجد حالياً عرض البوم صور احمد المفكر



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Angry الخـمس وولاية الفقـيه
قديم بتاريخ : 27-Sep-2008 الساعة : 05:44 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم




بســــــم الله الرحمن الرحيم
الحمـد للّه على نعــمة الإسلام والإيــمان حمـداً سرمدا ، والصـلاة والسلام على خير البرية وأشرف الأنام أبي القاسم المصطفى وعلى آله أنوار الهدى ومصابيح الظلام ، واللعنة على أعدائهم إلى يوم النشور والقــيام

وبعد ، فمن المعروف المسلم به عند الشيعة أن الحاكم بعد النبي() هو الإمام المعصوم من أهل بيته() ، عملاً بما نص عليه وأكَّده النبي() مراراً وتكرارا .

فالإمام المعصوم حاكم في الدين والدنيا ومفترض الطاعة من اللّه عزَّوجل ، وأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، كما كان رسول اللّه () أولى بهم من أنفسهم .

وإن إبعاد الأئمة المعصومين() عن مناصبهم التي جعلها اللّه لهم لايؤثر شيئاً في وجوب طاعتهم والإلتزام بأوامرهم ونواهيهم ووجوب اتباعهم في أقوالهم وأفعالهم .

وقد تكفلت بحوث العقائد إثبات هذا الأمر بالأدلة القاطعة من الكتاب العزيز والسنة المتواترة ، وقد سار على هـذه العقيدة وهذه الطريقة شيعة أهل البيت ()من عهد رسول اللّه() إلى أن غاب الإمام الثاني عشر الإمام المهدي أرواحنا وأرواح العالمين له الفداء ، وحتى في زمن غيبته الصغرى ، حيث كان باستطاعة الفقهاء والناس أن يراجعوا نوابهووكلاءه المنصوبين من قبلهوأشهرهم النواب الأربعة رضوان الله عليهم .

ولكن بعد عصر النواب الأربعة وقت الغيبة الكبرى ، إلى أن يشاء اللّه تعالى إظهار دينه على الدين كله ، فوقع البحث بين فقهاء الشيعة في من يكون نائب الإمام والحاكم في زمن غيبته الكبرى ، فاختار كل فقيه في هذه المسألة ما أدى إليه نظره الإستنباطي ورأيه الإجتهادي ، وصارت المسألة من مباحث الفقه يتعرض لها الفقهاء في كتبهم عند مناسباتها المختلفة ، ويجيبون على الاسئلة الموجهة إليهم بشأنها .

وهذه الرسالة الكريمة المختصرة لسماحة المرجع الديني والباحث المتبتع القدير والعالم العامل الورع آية اللّه العظمى الشيخ لطف اللّه الصافي الگلپايگاني مداللّه في عمره الشريف ونفع المسلمين والمؤمنين بعلمه وتوجيهاته ، هي جواب على بعض الأسئلة التي قدمها إلى سماحته بعض العلماء والفضلاء عن مسألة الحكم والولاية في عصر الغيبة ، وهي على اختصارها تتضمن والأركان الأساسية لهذا الموضوع ، وهـي واحـدة من إجاباته العلمية وبحوثـه الغزيرة التي تزيد على الستين بحثاً ومقالة ، والتي نأمل أن نتوفق لطباعتها في مجموعة كاملة ، لتعم فائدتها إن شاء اللّه ، واللّه الموفق .

دار القرآن الكريم

بســـــــــم الله الرحمن الرحيم
اَلْحَمدُ لِلّهِ رَبِْ الْعالَمين ، وَالصَّلاةُ وَالسلامُ عَلى خَيْرِ خَلْـقِهِ وَاَشْـرَفِ بَريَّتِهِ مُحمَّد وَآلِهِ الطـاهِرِينَ لاسيَّما بَقيَّةُ اللهِ في الأَرَضين ، وَلَعَنةُ الله عَلى أَعْدائِهِمْ أجمَعِينَ إلى قِيـامِ يَــوْمِ الــديــنِ.

مسألة : دلّت الأدلة العقلية والنقلية على حاجة المجتمع البشري المتمدن إلى حكومـة تنظّم اُموره ، وتحفـظ كيانه ، وتصونه عما يوجب الفساد والزوال ، وتقوم بوضـع الخطط اللازمـة لمصالحه ، وتمنـع القوي عن اغتصاب حق الضعيف ، وتدفع عنه ظلـم الظالمين ، وتعمل فيه بالعدل ، وتؤمِّن السبل ، وتجعل الكل أمام الحق والقانون سواء .

إنه لاحالة أسوء وأتعس للبشرية من الفوضى المطلقة ، ودين الإسلام الذي هو أكمل الأديان وأتمها ، وأرقى الشرائع والقوانين والأنظمة لم يترك في حياة البشر المادية والمعنوية أمراً إلا وقد بيّن فيه ما به صلاح الإنسان ورشده ، ومن أهم هذه الأمور : أمر وجود الحكومة الأمر الأساسي الذي يدور مداره إجراء أكثر أحكامه ، فقد اهتم به أشد الإهتمام ، فجعل للنبي() الولاية المطلقة على المؤمنين ، قال اللّه تعالى :

( النبيُّ أولى بالمؤمنينَ من أنفسِهم )1

النص على ولاية الامام علي() المطلقة بعد النبي() .
فقامت بفضل هذه الولاية حكومة العدل الإسلامية بقيادة صاحب مقام الرسالة والنبوة() ، ثم أكمل اللّه الدين بولايـة أمير المؤمنين وأولاده الطاهرين الأئمة الاثني عشر() ، وأكـد على أمـر الولاية ، سيما ولاية أميرالمؤمنـين() ، وقرنـها بولاية اللّه وولاية الرسول بقوله تعالى :

(إنّـما وليُّـكُمُ اللّهُ ورسولُه والّـذينَ آمنوا الّذينَ يُقيمونَ الصلاةَ ويُؤتونَ الزكاةَ وهم راكعون)2

وأمر بإعلانها في يوم غدير خُمٍّ في مشهد عظيم حضره جموع المسلمين ، فقال :

(يا اَيُّها الرسولُ بلِّغْ ما أُنزلَ إليك من ربِّك فإنْ لم تفعل فما بلَّغتَ رسالَتَه ، واللّهُ يعصمك من الناس ، واللّهُ لايهدي القومَ الكافرين)3

فلما كمل الدين بإبلاغ الولاية أنزل اللّه تعالى :

( اليومَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضِيتُ لكُمُ الإسلامَ دِينًا )4

النص على ولاية وامامة وحكومه الأئمة الاثني عشر() .
وقد ثبت النص عن النبي() على الأئمة الاثني عشر() بالولاية والإمامة والحكومة ، بالنصوص المتواترة التي منها : أحاديث الأئمة الاثني عشر التي رواها أعاظم المحدثين من العامة والخاصة في صحاحهم وجوامعهم ومسانيدهم وسننهم ، والتي لاتنطبق إلا على مذهب الإمامية القائلين بإمامة الأئمة الاثني عشر المعروفين من أهل البيت وعترة النبي() .

هذا وقد أوجب اللّه إطاعتهم على المؤمنين بقوله تعالى :

( يا أيُّها الّذينَ آمنوا أَطيعوا اللّهَ وأطيعوا الرسولَ واُولي الأمرِ منكم )5

فقرن إطاعتهم بإطاعة النبي()،وهذه خِصيصةٌ لايختص بهاإلا من كان مثل النبي()معصوما ، وهو الإمام المعصوم الذي يقول به الإمامية ، فلايجوز أن يفسر ( اُولي الأمر ) في هذه الآية إلا بالأئمة المعصومين() دون غيرهم كائناً من كان ، حتى الفقهاء .

وهذا هو مقتضى أساس حكومة اللّه تعالى ، ومعنى أسمائه الحسنى ، وحاكميته التوحيدية ، فليس لأحد على أحد الحكومة إلا إذا اُعطيت من اللّه تعالى ، فهو الحاكم الآمر الناهي ، والسلطان والقاضي ، كما يستمد من لطفه ورحمانيته ورحيميته وعدله وحكمته وعلمه ، فهو الرحمن والرحيم واللطيف والعدل والحكيم والعالم والعليم .

وقد أنهى العلامة(قدس سره) الأدلة الدالة على لزوم جعل الحكومة من اللّه على الناس ونصب الإمام لهم إلى ألف دليل .

فكل حكومة لم تكتسب المشروعية من حكومة اللّه تعالى باطلة زائفة .

فالواجب على جميع المكلفين الإطاعة للحكومة الإلهية المتمثلة في وجود الإمام المعصوم في كل عصر وزمان .

قال مولانا أمير المؤمنين() :

( أللهمّ بلى ، لاتخلو الأرض من قائم للّه بحجّة ، إمّا ظاهراً مشهوراً ، أو خائفاً مغمورا ، لئلاّ تبطل حجج اللّه وبيّناته ) 6 .

ضرورة الولاية والحكومه للفقهاء زمن الغيبة
ثم إنه مما لاريب فيه ومن البديهي أنه لافرق في حاجة الناس إلى من يتولى اُمورهم بين الأعصار والأمصار ، وبين عصر حضور الإمام وعصر غيبته ، فكما كانت تحتاج البلاد والأمكنة التي لم يكن يعيش فيها الأئمة() الى ولاة ووكلاء منصوبين من قبلهم فكذلك الأزمنة التي يغيب فيها الإمام() بأمر الله تعالى لحِكَم ومصالح يعلمها اللّه عزوجل ، تحتاج أيضاً إلى الوالي الذي يلي اُمورهم من قِبَله ، فكما أن اللّه تعالى قد أتمَّ الحجة على خلقه بنصب الإمام يجب على الإمام الذي جعله اللّه ولي المؤمنين ، ونصبه إماماً على الخلق أجمعين ، وكفيلا لاُمورهم ، وحافظاً لمصالحهم أن يعيِّن في عصر غيبته من يكون حاكماً بينهم ، ولايجوز أن يجعل مصالحهم في معرض الضياع ، واُمورهم على شفا حفرة من الفساد .

وقد عين أرواحنا له الفداء في عصر غيبته الصغرى أو القصرى جمعاً من أعيان الشيعة ، منهم : النواب الأربعة رضوان الله تعالى عليهم ، المشهورون عند الكل بالنيابة والسفارة الخاصة .

دليل الحكومة والولاية في عصر الغيبة للفقهاء
ففي الغيبة الكبرى أو الطُولى التي يطول زمانها كما أخبر به النبي() لابد بطريق أولـى للإمام من رعاية مصالـح شيعته ، ودفع ما يؤدي إلى ضياع أمرهم وانحلاله ، وذلك بنصب القيِّم على أمورهم، الحافظ لشؤونهم الاجتماعية والسياسية ، وقوانين دينهم ودنياهم .

وليس ذلك بالإجماع والاتفاق إلا ولاية الفقهاء العدول المسماة بالنيابة العامة ، فللفقهاء التدخل في أمور المسلمين بما تقتضيه مصالحهم ، ويكون كل ما يقع تشريعاً تحت مسؤولية الإمام ورعايته مما يرتبط بمصالح الاُمة الإسلامية وشؤون الولاية على الناس ، وتقام لحفظها الحكومات يكون ذلك واقعاً تحت مسؤولية الفقهاء ورعايتهم وإدارتهم .

فعلى عاتقهم إحياء السنة ، ودفع البدعة ، وحفظ الشريعة ، وكفالة الاُمة .

فالزعامة لهم ، وهم خلفاء الإمام والقائمون مقامه في تلك الشؤون ، وأمناؤه على الحلال والحرام ، ولولا ذلك لاندرس الدين وضاعت آثار الشرع المبين .

ومن تدبر حق التدبر يعرف أن إشراف الفقهاء على الاُمور إضافةً لمنزلتهم الروحية ومنزلتهم الروحانية في القلوب هو أقوى الأسباب الموجبة لبقاء التشيع ، وحفظ آثار المعصومين() إلى زماننا هذا .

إن هذه الولاية التي عرفت بعض شؤونها هي الحكومة الشرعية الحقة التي لم تنقطع من عصر سيد المرسلين() ، ولاتزال مستمرةً باستمرار زمان التكليف ، لايتفاوت الأمر في تحققها بين أن يكون ولي أمرها مبسوط اليد في جميع ما جعله اللّه في حوزة حكومته وهو الدنيا بما فيها ومن فيها أو مبسوط اليد في بعضه ، أو كان مرفوع اليد عن كله أو عن معظمه ، أو كان حاضراً أو ظاهراً على الأنام ، أو غائباً عن الأبصار .

فالحكومة الشرعية منعقدة مستمرة بهذا الإعتبار ، والفقهاء العدول في عصر الغيبة هم الحاكمون شرعاً والولاة على الأمور ، وهذا هو معنى قوله() في توقيعه الرفيع كما سنشير إليه :

( فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه ) .

وهذه هي الحكومة الشرعية التي يجب على المكلفين إطاعتها والانضواء تحت قيادتها ، حتى وإن كانوا ساكنين في دائرة غيرها ، فالمؤمن وإن كان في دار الكفر أو في بلاد المسلمين تحت سلطة غير شرعية : فإنه يجب عليه أن يكون منقاداً لهذه الحكومة الشرعية التي جعل الإمام أمرها في عصر الغيبة بيد الفقهاء .

ولايخفى عليك أن ولاية الفقهاء في عصر الغيبة على هذا المبنى تكون كولاية الحكام والنواب المنصوبين من قبل الإمام في عصر الحضور ، وأن الأحكام السلطانية التي تصدر عن صاحبها يجب أن تكون لتنفيذ الأحكام الشرعية ، ولترجيح بعضها على البعض في موارد تزاحم الأحكام والحقوق ، فلاترفع اليد بهذه الأحكام عن الحكم الشرعي بتاتا ، وإنما ترفع بها اليد عن الحكم المهم للأخذ بالأهم حسب تشخيص الحاكم بلزوم ترك حقٍّ أو جهة لحفظ حقٍّ أو جهة أهم .

وعلى كل حال ، فكلامنا في المسألة ليس في الأحكام السلطانية ، بل في المناصب الولائية التي يستمد الفقيه منها صلاحيته لإصدار الأحكام السلطانية .

ثم لايخفى عليك أنه قد استدل على ولاية الفقهاء في عصر الغيبة بطائفة من الأحاديث المروية في كتاب القضاء من جوامع الحديث ، وقد أخرج شطراً منها الفاضل النراقي في عوائده في العائدة الرابعة والخمسين ، لكن الاستدلال بأكثرها لايخلو عن مناقشة ونظر . ولعل أقواها نصاً في الدلالة التوقيع الرفيع الذي أخرجه شيخنا الصدوق في كمال الدين ، قال :

حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني(رضي الله عنه) ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال : سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) أن يوصل لي كتاباً قد سـألـت فيه عن مسائل أشكلت علـي ، فورد ] ت في [ في التـوقيـع بخط مـولانا صاحب الزمان() . . . إلى أن قال :

( وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة اللّه عليهم ) .

وقال في آخر التوقيع :

( والسلام عليك ياإسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى )

ورواه شيخنا الطوسي رضوان اللّه عليه في كتاب الغيبة قال :

وأخبرني جماعة ، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري وغيرهما ، عن محمد بن يعقوب الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب ، قال سألت محمد بن عثمان العمري رحمه اللّه أن يوصل لي كتاباً قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي ، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان() . . . إلى أن قال :

( وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه (عليكم) . . .

إلى قوله :

والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب ، وعلى من اتّبع الهدى 7

وقفة عند التوقيع الصادر عن الناحية المقدسة

ويظهر مما تضمّنه التوقيع المبارك كما حكى الأردبيلي في جامع الرواة عن الأسترآبادي علو رتبة إسحاق بن يعقوب ، ولعله كما استظهره بعض الرجاليين أيضاً هو أخ الكليني ، وكيف كان فلامجال للخدشة في سنده بعدم مجيء شيء من حاله في كتب الرجال بعداعتماد مثل الكليني عليه وروايته التوقيع الشريف بما تضمنه من المطالب المهمة عنه ، ثم اعتماد مثل الصدوق عليه ، ثم شيخ الطائفة رضوان اللّه تعالى عليهم .

ومن المستبعد جداً أن لايكون الكليني عارفاً بحال مثله من معاصريه وهو ينقل عنه أنه يكتب الى مولانا صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام يسأله مثل هذه المسائل التي لايسأل عنها إلا الخواص وعظماء الشيعة ، ويأتيه الجواب بخطه الشريف () . فالظاهر أنه كان يعرف الرجل بالوثاقة والأهلية لمثل هذه المكاتبة . إذاً فلاريب في اعتبار سند التوقيع المبارك .

وأما دلالته : فتارةً يستدل بقوله() ( وأمّا الحوادث الواقعة . . . ) ، وأن المراد منها ليس أحكام الوقائع ، فإن السائل مثل إسحاق بن يعقوب الذي يظهر من مسائله أنه من أهل المعرفة والبصيرة ، بل وغيره أيضا ، يعلم أنه يسأل عن الأحكام الرواةَ العالمون بها ، فلابد أن يكون المراد منها الحوادث التي يرجع فيها إلى السلطان وولي الأمر والحاكم الشرعي ، وهذا هو الذي يحتاج إلى أن يكون المرجع فيه حجة الإمام() .

وتـارةً يستدل بقوله فيه : ( فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة اللّه ) ، فكما أن الإمام حجة اللّه على العباد يحتج بوجوده عليهم في جميع أمورهم ، ولايكون معه للناس حجة على اللّه فرواة أحاديثهم أيضاً حجة الإمام على الناس ، لايكون معهم في أمر من الامور حجة للناس على الإمام .

والحاصل : أنه كما أن الواجب على الحكيم جل اسمه بمقتضى الحكمة وقاعدة اللطف نصب الإمام والحجة والوالي على العباد فيجب على الإمام والوالي أيضاً نصب من يقوم مقامـه في الأمصار التـي هو غائب عنها ، وكذا في الأزمنة التي هو غائب فيها ، وتصديق ذلك قوله تعالى :

( وواعدنا موسى ثلاثين ليلةً وأتممناها بعشر ، فتمّ ميقاتُ ربِّه أربعين ليلةً وقال موسى لأخيه هارونَ اخُلفني في قومي وأصلح ولاتتّبع سبيل المفسدين )8

وذلك لأنه لايجوز على اللّه ترك الناس بغير حاكم ووال .

مدى دائرة ولاية الفقهاء وصلاحيتهم
إذاً لاريب في جعل الإمام الفقهاء ولاةً وحكاماً على العباد; للاتفاقً والإجماع على عدم ولاية غيرهم ، وليس مثل التوقيع الشريف وما بمعناه إلا إنشاء هذه الولاية لهم ، فلهم المناصب الولائية التي هي من شؤون الوالي عند العرف والشرع .

ومن جملة ما يؤول أمره في عصر الغيبة الى الفقهاء العدول ما للإمام()من الخمس وغيره مثل : ميراث من لاوارث له ، فيكون للفقهاء الجامعين للشرائط بحكم منصبهم الولائي الذي تلقوه عن الإمام() ، فيقومون بصرفه في حفظ بيضة الإسلام ، والذب عن حريم الدين ، وما يوجب إعزاز الشرع المبين وقوة جماعة المؤمنين ، مثل : تأسيس الحوزات العلمية ، و مصارف طلبة العلوم الدينية الذين يترتب على وجودهم حفظ الآثار من الاندراس ، وتعليم الناس بالحلال والحرام ، وبث الدعوة إلى الإسلام ، وبناء المساجد والمدارس ، وطبع الكتب الإسلامية ، وتأسيس المشاريع الخيرية ، وإنشاء المؤسسات الإقتصادية والتربوية ، مما يوجب عز المسلمين واستغناءهم عن الكفار في الصناعة والتقنية ، ويمنعهم من الوقوع في استضعافهم السياسي والاقتصادي .

كما يصرفونه في إعانة الضعفاء ، وكل أمر نعلم أن الإمام() لو كان حاضراً لصرف فيه أمواله الشخصية ، وإن كسبها بكد اليمين وعرق الجبين; لتكون به كلمة اللّه هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ، مراعياً في كل ذلك الأهم فالأهم .

فإن قلت : السهم المبارك وميراث من لاوارث له ملك لشخص الإمام() ، يجري عليه في عصر الغيبة حكم مال الغائب ، يجب حفظه له إن أمكن ، وإلا يجب على الذي بيده أن يتصدق به عنه .

قلت أولا : إن التصدق بالمال المجهول مالكه أو ما لايمكن إيصاله إلى مالكه إذا كان في معرض التلف والضياع ، إنما يجوز إن لم يعلم من بيده رضاه بصرفه في مورد خاص دون غيره ، أما مع العلم بذلك فلابد من صرفه في ذلك المورد .

وثانيا : الظاهر أن السهم المبارك إنما جعل للإمام لكي يقوي به شؤون ولايته ، ويصرفه في إنفاذ وظائفه الولائية ، ولازم جعل الولاية للفقهاء جعل الولاية لهم عليه لأنها لاتقام إلا به .

وإن شئت قلت : إن السهم المبارك اختصت الولاية عليه بمن يلي الاُمور بإذن الشارع ، وهو شخص الإمام() في زمان الحضور ، ومن يليها بإذنه في عصر الغيبة ، وهم الفقهاء العدول المنصوبون بالولاية بنصبه .

ثم إنه مما ذكرنا يظهر حكم سهم السادة العظام زاد اللّه في شرفهم ، فإن مصرفه وإن كان السادة المحتاجين إليه ، إلا أن المستفاد من بعض الأخبار وما تقتضيه مناسبة الحكم والموضوع أن الولاية عليه أيضاً للإمام ومن يلي الاُمور من قبله ، فالإمام يأخذه ويقسمه بين الأصناف ، وقد ورد في هذه الأخبار أن ما يزيد منها على مصارفهم يكون للإمام () ، وأن ما ينقص يتمه الإمام من غيره . فقد روى ثقة الإسلام الكليني (قدس سره)9عن الإمام الكاظم() أنه قال :

( الخمس من خمسة أشياء . . . إلى أن قال : ونصف الخمس الباقي بين أهل بيته ، فسهم ليتاماهم ، وسهم لمساكينهم ، وسهم لأبناء سبيلهم ، يقسّم بينهم على الكتاب والسنّة ما يستغنون به في سنّتهم ، فإن فضل عنهم شيء فهو للوالي ، وإن عجز أو نقص عن استغنائهم كان على الوالي أن ينفق من عنده بقدر ما يستغنون به . . .) .

وعليه يجب على من يريد إيصاله إليهم بنفسه الاستئذان من الحاكم الشرعي ، وإن أراد إيصاله إلى الفقيه فالأحوط أن يوكله بالإيصال إلى المستحق منهم .

كما أن الأحوط للفقيه الذي يأخذ سهم السادة أن يأخذ الوكالة ممن عليه الخمس لإيصاله إلى السادة المستحقين .

وفي البحث مسائل وفروع لايسع المجال للخوض فيها ، ونسأل اللّه تعالى العصمة عن الخطأ ، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى .



ابو علي الاسدي
عضو مجتهد

رقم العضوية : 1236
الإنتساب : May 2008
المشاركات : 59
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 206
المستوى : ابو علي الاسدي is on a distinguished road

ابو علي الاسدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور ابو علي الاسدي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : احمد المفكر المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Angry أرفعوا ايديكم وطالبوا بقيادة الاعلم
قديم بتاريخ : 27-Sep-2008 الساعة : 09:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على الاخ المفكر على هذا الموضوع النير والذي نورتنا فيه حول ولاية الفقية الواجب أتباعة في عصر الغيبة الكبرى وحتى تكون الناس على مستوى الوعي والبصيرة في الاتباع واضافة لما طرح أحب الاضافة الى ان الولاية في عصر الغيبة الكبرى هي للاعلم الجامع للشرائط فقد وردت روايات عن اهل البيت () بخصوص الاتباع لأن أقرب طريق للمعصوم ()
قال الاما الصادق (()9((ما ولت امة أمرها الى رجل قط وفيهم من هو أعلم منه أو افقه منه ألا صار أمرهم الى سفال)) وقول الامام الصادق())(( من ام قوما وفيهم من هو اعلم منه او اعلم منه الا صار أمرهم الى سفال)) وغيرها من الاحاديث التي تدل على الاتباع للاعلم الجامع للشرائط


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc