اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ان ظهور الامام بين الناس، يترتب عليه من الفائدة مالا يترتب عليه فى زمان الغيبة، فلماذا غاب عن الناس، حتى حرموا من الستفادة من وجوده، وما هى المصلحة التى أخفته عن أعين الناس؟
الجواب:
ان هذا السؤال يجاب عليه بالنقض والحلّ:
اما النقض، فيما ذكرناه فى الاجابة عن السؤال الاول، فان قصور عقولنا عن ادراك اسباب غيبته، لايجرّنا الى انكار المتضافرات من الروايات، فالاعتراف بقصور أفهامنا أولى من ردّ الروايات المتواترة، بل هو المتعين.
و اما الحلّ، فان اسباب غيبته، واضحة لمن امعن فيما ورد حولها من الروايات، فان الامام المهدى () هو آخر الائمة الاثنى عشر الذين وعد بهم الرسول، وأناط عزّة الاسلام بهم، و من المعلوم ان الحكومات الاسلامية لم تقدرهم، بل كانت لهم بالمرصاد، تلقيهم فى السجون، و تريق دماءهم الطاهرة، بالسيف او السم، فلوكان ظاهرا، لاقدموا على قتله، اطفاءاً لنوره، فلاجل ذلك اقتضت المصلحة ان يكون مستورا عن اعين الناس، يراهم و يرونه ولكن لايعرفونه، الى ان تقتضى مشيئة الله سبحانه ظهوره، بعد حصول استعداد خاص فى العالم لقبوله، والانضواء تحت لواء طاعته، حتى يحقق الله تعالى به ما وعد به الامم جمعاء من توريث الارض للمستضعفين.
وقد ورد فى بعض الروايات اشارة الى هذه النكتة، روى زرارة قال: سمعت
أبا جعفر (الباقر ()) يقول:«ان للقائم غيبة قبل ان يقوم، قال: قلت ولم؟ قال: يخاف»، قال زرارة: يعنى القتل.
وفى رواية اخرى: يخاف على نفسه الذبحو سيوافيك ما يفيدك عند الكلام عن علائم ظهوره