اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..
من خلال مطالعتي لبعض الكتب التي تفسر لنا فلسفة الحج وقع نظري على هذا الحديث لمولانا الامام الصادق صلوات الله عليه , وقد شرح لنا معنى الحج بهذه السطور القليلة ذات المعاني العظيمة , واليكم ماقاله المولى في هذا المجال ...
الحج: أحكاماً وفلسفة ودعاء..
******************
واجعله زاداً لك في هذا السفر الروحاني والهجرة الملكوتية إلى الله تبارك وتعالى:
يقول سيدنا ومولانا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام:
****************************************
إذاأردتَ الحجَّ فجرِّد قلبَك لله مِنْ قَبْلِ عزمِكَ من كلِّ شاغلٍ ، وحجابِ كلِّ حاجبٍ ،
وفوِّض أمورَك كلَّها إلى خالقِك ،وتوكَّل عليه في كلِّ ما يظهرمن حركاتِك وسكناتِك ، وسلِّمْ لقضائه وحُكْمِه وقَدَرِه ، وودِّع الدنيا والراحةَ والخلقَ ،واخرجْ من حقوقٍ تُلزِمُك من جهةِ المخلوقين ، ولاتعتمدْ على زادِك وراحلتِك وأصحابِك وقوَّتِك وشبابِك ومالِك مخافةَ أن يصيرَذلك عدوا ووبالاً
ثم يقول صلوات الله عليه ؛-
من ادَّعَى رضا الله واعتمدَعلى شيءٍ سواه صيَّرَه عليه عدواً ووبالاً ليعلمَ أنه ليس له قوةٌ ولا
حيلةٌ ولا لأحدٍ إلابعصمةِ الله وتوفيقِه ،..
واستعِدْ استعدادَ من لايرجو الرجوعَ ، وأحْسِن الصحبة ،وراعِ أوقاتَ فرائضِ الله و سُنَن نبيِّه ، ومايجبُ عليك من الأدبِ والاحتمالِ والصبرِ والشكرِ والشفقةِ والسخاءِ وإيثارِ الزادِ على دوامِ الأوقاتِ ،...
ثم اغسِلْ بماءِ التوبةِ الخالصةِ ذنوبَك ،والْبِسْ كِسْوةَ الصدقِ والصفاءِ والخضوعِ والخشوعِ ،
وأحْرِمْ عن كلِّ شيءٍ يمنعُك من ذكرِالله ويحجُبُك عن طاعتِه ،ولَبِّ بمعنى إجابةٍ صافيةٍ خالصةٍ زاكيةٍ لله عَزَّوجَلَّ في دعوتِك متمسِّكاً بالعُروة الوثقى،...
وطُفْ بقلبِك مع الملائكةِ حول العرشِ كطوافِك مع المسلمين بنفسِك حول البيت ،وهَرْوِلْ هَرَباً من
هواك وتبرِّياً من جميع حولِك وقوَّتِك،واخْرُجْ عن غفلتِك وزلاَّتِك بخروجِك إلى مِنى، ولاتتمنَّ ما
لايحِلُّ لك ولاتستحقُّه، واعترفْ بالخطايا بعرفاتٍ ...،
وجدِّد عهدَك عند الله بوحدانيَّتِه ، وتَقَرَّبْ إلى الله واتَّقْهِ بمزدلفة واصعدْ بروحِك إلى الملأ الأعلَى بصعودِك إلى الجبلِ،...
واذبَحْ حنجرةَ الهوى والطمعِ عند الذبيحةِ، وارْمِ الشهوات والخساسةَ والدناءةَ والأفعالَ الذميمةَ عند رمْيِ الجمرات، وأحْلِقْ العيوبَ الظاهرةَ والباطنةَ بحلْقِ شَعْرِك ،...
وادخلْ في أمانِ الله وكَنَفِه وسترِه وكلاءتِه من متابعةِ مرادِك بدخولِك الحرَمِ ، وزُرْ البيتَ متحققاً لتعظيمِ صاحبِه ومعرفةِ جلالِه وسلطانِه، واستلِمْ الحجرَ رضاءً بقسمتِه وخضوعاً لعزَّتِه ،وودِّعْ ماسواه بطوافِ الوداع ،..
واصْفِ روحَكَ وسِرَّكَ للقاءِ الله يومَ تلقاه بوقوفِك على الصفا ،وكن ذا مُرُوَّةٍ من الله نَقِيا أوصافك عند المَروة ،واسْتقِمْ على شَرطِ حجَّتِك ووفاءِ عهدِك الذي عاهدتَ به مع ربِّك وأوجبْتَ له إلى يومِ القيامة ،واعْلَمْ بأن اللهَ تعالى لم يفترضْ الحجَّ ولم يخُصَّه مِن جميعِ الطاعاتِ بالإضافة إلى نفسِه بقولِه عزَّ وجلَّ : ﴿وَللهَِِّ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتَ مَنِ اسْتَطَاعَ إ لَيْهِ سَبِيلاً﴾...
ولاشَرعَ نبيُّه صلَّى الله عليه وآلِه سُنَّةً في خلال المناسكِ على ترتيب ماشَرَعَه إلا للاستعدادِ
والإشارةِ إلى الموتِ والقبرِ والبعثِ والقيامة وفَصْلِ بيانِ السابقةِ من الدخولِ في الجنَّةِ أهلُها ودخولِ
النارِ أهلُها بمشاهدةِ مناسكِ الحجِّ من أوَّلهِا إلى آخرِها لأولي الألباب وأولي النهى ..
أخوتي الموالين:..
،إدراك فلسفة الحج يعتبرفي ذاته أهم من أحكام الحج، فالمؤمن إذا وقف للصلاة وهولا يدرك ماهية الصلاة وذاتها وباطنها وجوهرها وحكمتها، يكون كالمؤدي للأفعال دون الروح فتصبح
لا قيمة لها.
المهم هو باطن الصلاة، ويجب على الإنسان أن يحب ملكوت الصلاة، وكذا الحج، فعليه أن يصبح
صديقا مع باطن الحج مادام حيا ،وإذا زار بيت الله وحج حجاعرفانيا يكون هذا الحج حيا طوال
حياته.....
اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام في عامنا هذا وفي كل عام ....