اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
واحترقت زهرة شبابه
بعد أن غطست الشمس خلف الأفق، وذهب نورها. خرجوا هاربين خائفين، من غرفة إلى أخرى يتفقدون بعضهم. فلقد سمعوا الواعية، وصوت الاستغاثة.
كانوا يشعرون بملك الموت يحوم فوق رؤوسهم. في تلك الليلة التي نسيها القمر، فباتت سوداء كالحة، تنذر بالخراب والدمار. يتفرس في وجوههم، باحثا عن ضالته. وعمن سقطت ورقته، وذبلت زهرة شبابه.
ارتعب رفقاء العمل بذلك الدخان الكثيف، الخارج من احد الغرف. فاخذ منهم كل مأخذ، جعلهم يتطايرون كالفراش المنتشر حول النار. لا يستطيعون الاقتراب منها، ولا يمكنهم تركها تلتهم كل ما تأتي عليه.
ساهم في كبر مصيبتهم، عدم إلمامهم بأصول السلامة، وعدم معرفتهم لحسن التصرف في هكذا مواقف. فجلهم من طبقة عمالية، غير واعية - وغير مثقفة - وغير مدربة. بالإضافة إلى صغر مكان سكانهم، وقلة منافذه.
لم يكن يدرك احد، وجود إنسان في تلك الغرفة. إلا عندما انخرط احد المتجمهرون في البكاء، مشيرا إلى تلك الغرفة، ذاكرا اسم شخص ما.
عندها أخذت الشهامة احد الحضور، وانتابته حالة من الشجاعة غير مألوفة فيه. وما أن أتم إخماد النار، حتى أتم مهمته - عزرائيل- ومضى إلى حال سبيله، ساحبا إياه من منامه.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية