اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
شجار الأصدقاء
خرجوا من ديارهم، قاصدين ضفاف احد السواحل. في آخر يوم عمل، وبداية الإجازة الأسبوعية. وصلوا قبل نهاية النهار، وقبل سقوط قرص الشمس خلف أمواج البحر. متضرعين إلى الله في قضاء وقتا ممتعا، والرجوع إلى أهليهم سالمين.
نصبوا الخيام، ووزعوا المهام. فأخذ كل منهم نصيبه من العمل، بنفس راضية - وروح رياضية.
احد المستجدين رفض المشاركة - وامتنع عن المساعدة. ترفعا واستعلاء، على من حوله من الشباب. فهو أكثر منهم أموالا، واعز نفرا. تغاضى البعض عنه، كاتمين غضبهم. آخذون بأداء واجباتهم، كما اعتادوا في سابق عهدهم.
آخرون لم يستطيعوا بلع ذلك الموس مقلوبا. واخذوا يلومون من استضافة - ومن احظره. ورغم جلوسهم في خيام مختلفة، لم تخف حدة الشجار بينهم. وأخذت الكلمات النابية - والغمزات الجارحة - تتطاير في الأجواء.
بركان طال خموده، تعرض إلى هزة أرضية عنيفة. أعادت إليه الحياة، فأخذ ينفث ما في جوفه حمما ونيرانا. وصل الشجار إلى حد الشتم الفاضح - والتهجم على الوالدين.
لم يرضى الضيف عن ما يقال عنه، ولم يراع حق من استضافه. فانقلبت نزهتهم إلى كدر، فقرر البعض المغادرة تفاديا للمشاحنة والصراع. واصل الضيف ما بدأه، ولم يردعه النصح. فاحتدم الصراع - وقويت المواجهة، واخذوا يتقاذفون بما يقع في أيدهم دون مبالاة.
مع نهاية الإجازة لم يعودوا، ليباشروا أعمالهم - أو ليواصلوا دراستهم. ولكن ليجدوا أنفسهم، أما خلف القضبان متهمين. أو على الأسرة البيضاء، لا يعلم متى يعودوا إلى مزاولة حياتهم.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية