اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
غزة وحصيلة العدوان
كان حسام عاملا - وأجيرا، في مخبز صغير في أحد أحياء غزة - الصمود والإباء. يعول عائلة مكونة من زوج وخمسة أطفال صغار، لم يتجاوز عمر أكبرهم العشر سنوات.
تتفاقم الأزمة الفلسطينية، ويشتد الحصار الإسرائيلي، فيقل مخزون الدقيق في السوق، فترتفع أسعاره. لذى اضطر الكثير من الأفران والمخابز، إلى إغلاق أبوابها - وتسريح عمالها. وكان حسام من بين المسرحين.
بقي يخرج من بيته، بحثا عن أي عمل يعيش منه وعائلته. محاولا الحصول في الأثناء، على ما يسد به رمق أطفاله. فهو وزوجه (تحرير – أم جهاد) يستوعبان معنى الحصار، ويتفهمان نقص المئونة. فيشدان على بطنيهما حجر المجاعة - ويصبران نفسيهما على المكاره.
أطفالهما لا يستطيعون فهم ذلك، فيضغطون عليهما بالبكاء والعويل، علهما يستجيبان لهم. وأنى لهما ذلك، فالعين بصيرة - واليد قصيرة.
كعادته خرج مبكرا، فحدث ذلك اليوم ما لم يكن في الحسبان. لقد نقضت الدولة العبرية عهدها، ونكثت غزلها مع ضعفه أنكاثا. وباشرت هجومها على الشعب الفلسطيني، الذي تنفس الصعداء مع تلك الهدنة الموهومة.
إذ لم يسرها خلودهم إلى الراحة والأمان، ولو لوقت مسمى معلوم. فأغارت عليهم برا وجوا، مستنفرة جميع قواتها. تهاجم هجوم المستميت، قبل أن يستفيق الفلسطينيون من غشوتهم، فيستطيعون الدفاع عن أنفسهم. متعللة بالخوف على شعبها وأمنها.
دوت القاذفات في الجو، وخرجت المتفجرات من جوف الأرض حمم وبراكين. وانقلبت الدنيا رأس على عقب، ولم يعد يعرف ظاهر الأرض من باطنها. فكل شيء يتميز غيضا، ويرتج خوفا وهلعا.
أفاقت أم جهاد من غشيتها وتذكرت زوجها، فضربت صدرها جزعا عليه. فأرسلت إلى أهله وأهلها للبحث عنه.
انتشروا في طرقات المنطقة، يسألون القاصي والداني - والقريب والبعيد. قصدوا المخافر والمستشفيات - والحوانيت والساحات. بحثوا عنه بين الأجسام المقطعة - والأشلاء الموزعة - فلم يجدوا له أثرا. فاستبشروا خيرا، ومنوا أنفسهم ببقائه حيا.
في تلك الأثناء مرت بهم سيارة إسعاف، فأوقفوها ليتأكدوا. فإذا به على السرير الأبيض، قد فارق الحياة، قبل أن يتمكنوا من إنقاذه. فلقد صعد إلى ربه، مع الحصيلة الأولى للعدوان.
بقلم: حسين نوح مشامع- القطيف- السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..
أخي الكريم ..
تعودنا منكم كتابة القصص القصيرة , واعتقد انها من خيالكم الواسع ولكن هذه المرة لااعتقد ان الخيال سيصل الى درجة الواقع الاليم ومايجري على الابرياء والاطفال في غزة ...
بوركت اي الكريم وتسلم الايادي ..