اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
الحسين(ع) في الإعلام
غزى الإعلام العالمي في السنوات الأخيرة، مساحة واسعة من حياة الناس، غزو الجراد للأراضي الزراعية، فغطى كل جزء منها. وحاز المرئي منه النصيب الأكبر والأوفى، ابتداء من المحطات الفضائية إلى شبكات العنكبوتية. وأصبحوا سجناء متطوعين، لا يفارقونها ليلا ونهارا.
وأخطرها وأوسعها المضللة فكريا وأخلاقيا، للمادة الإعلامية - والقوة المادية - المرصودة لها. وقل أن تجد بيتا بدون تلفزيونا أو حاسبا آليا، لا تشمله الكآبة - ويخيم عليه الخمول. لكونها عصب استقبال الحياة العصرية وروحها.
فيطلق البعض الأهل والأصحاب، طلاقا بائنا. ويعكفون ولفترات طويلة، مع المسلسلات - والمواقع الالكترونية. بحثا عن ما تتطلع إليه الأعين، وتتوق إليه الأنفس، مكتفون بذلك عن الحياة الأسرية - والعلاقات الاجتماعية.
ما أن يحل محرم الحرام، وتدب الحياة في مراسم عاشوراء من جديد، حتى ينقلب السحر على الساحر. فترى الشباب قبل الشيوخ، وعلى مدار كوكب الأرض، ينفضون غبار حياتهم اليومية الرتيبة. ويتركون أعمالهم ودورهم ملبين نداء الحسين(ع) "ألا من ناصر ينصرنا، ألا من مجير يجيرنا".
يواسون الرسول(ص) وأهل بيته(ع)، في شهداء كربلاء. يتوافدون على المجالس الحسينية والخاصة، جماعات وفرادى، منذ خروج الشمس من مكمنها، حتى الهزيع الأخير من الليل. ومن أول يوم في الشهر المحرم، إلى يوم الثالث عشرة منه.
يتبعون حركة الحسين(ع) خطوة بخطوة، من خروجه من مدينة جده(ص)، حتى بعث سبايا آل البيت إلى شام يزيد. يجددون معه العهد، يستقون من مبادئه وأهدافه. يرسمون بها حياتهم الدنيا، ويخططون بها حياتهم الأخرى.
ينتقلون من محاضرة إلى أخرى، كأنهم داخل حرم جامعي، يتلقون مختلف العلوم والمعارف الدينية والدنيوية. كما أن للقنوات الأرضية والفضائية، دورها المميز خلال تلك الفترة، في نشر المواعظ والأفكار العاشورائية.
لا ننسى الدور الرائد للمواقع الالكترونية ومساهمتها، في نشر الرؤى الإسلامية - وتوعية المجاميع - بمظلومية أهل البيت(ع).
مصداقا لقول أبي عبدالله(ع) لفضيل: أتجلسون وتتحدثون؟ قلت نعم جعلت فداك. قال: تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا. يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده، فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية