اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
مشرعة الحسين(ع)
سمعت الكثير عن المشرعة، ومن أفواه عدة. وشعرت بمدى تأثيرها النفسي عليهم، وعلى ملامحهم، وهم يتكلمون. سمعتهم يلهجون بذكرها، إجلالا وإعظاما. يصفون معركة كربلاء، كأنهم حظروا حومتها مع الإمام الحسين (ع).
كم منيت نفسي طويلا برؤيتها، والتشرف بتقبيل تربتها. فمكنني الله تعلى من ذلك هذه السنة. فحضرت الموقع، وكان الواقع أكبر كثيرا من الخيال.
المعرض رغم ما يخيم عليه من صمت وسكون، يضج بالحيوية والحركة. عندما ينطلق الخيال من عقاله، ويتمكن من ربط المسموع بالمشهود. عندها يخيل إليك أن تلك الدمى والمجسمات، قد لبست أرواحا، وأخذت تعيد تلك المشاهد الكربلائية.
وبدخولك ترى على يمينك مجسما لضريح أبالفضل(العباس ع)، لتبدأ به رحلتك، وقد ربطت الماضي بالحاضر. وبسلامك عليه خارجا، تراه أمامك قائما على صهوة جواده، خائضا نهر العلقمي، بكل بطولة وبسالة.
تتوقد المشاعل المرتكزة خلال الموقع وبين المجسمات، فيختلط نورها بظلمة الليل الحالكة. فترجع إليك عندها ذكرى السبايا، وأجسام رجالها وحماتها المتناثرة، والمضرجة بدمائها فوق تلك الصحراء القاحلة.
عندها لا يمكنك مغادرة المكان، بعد أن تلبست فيك روحه وروحانيته. لتمضي قدما لترى ذلك متجسما أمامك على ارض الواقع. وترى المعركة متمثلة أمامك بكل تفاصيلها، صغيرها وكبيرها.
ما أن تنتهي من زيارتك، حتى ترى معلما آخر لضريح الحسين(ع)، في الطرف النائي من المكان. فتسلم عليه في خروجك، وعيناك وقلبك لا تزال معلقة بالمكان.
بقلم: حسين نوح مشامع - القطيف - السعودية