اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
عندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يكمل الدين العظيم بفرض الولاية العامة لأمير المؤمنين() أفاض على الإمام علومه وحكمته وجعله باب مدينة علم رسول الله( وسلم) وأدرك القوم بمختلف طبقاتهم أنه الأعلم وأنه الأفضل وأنه المتفوق بكل درجات الكمال والإدارة والولاية والأعلمية وأنه الأحق منهم بهذا الأمر وأن هذه الصفات قد أوضحها الله تعالى في كتابه في كثير من آياته وأوضحها الرسول( وسلم) في كثير من المقامات والمناسبات فمنها ما أنتزعها الإمام) انتزاعا لما عنده من إمكانات وقدرات واستعداد للحصول على مراتبها العالية ومنها مـا حباه الله ورسوله بها , ولكن القوم حسدوا علياً بإيحاء من الشيطان وأغراء منه حتى قالوا أن محمد( وسلم) عاملنا على ظاهر إسلامنا وأن عليا يعاملنا على باطن أمورنا وما أن يمتلك علي الرئاسة حتى تصبح وراثة في أهل بيته إلى يوم القيامة وبالتالي تخسر قريش مكانتها وسمعتها بين القبائل فكادوا الكيد وحشّدوا الجموع وانتزعوا الخلافة من الوصي بعد وفاة النبي( وسلم) وساروا بالأمة على سُنة قوم موسى فأتّبعوا السامري وخذلوا الوصي طاعة للشيطان ومعصية لله ولرسوله .
واتهموا الإمام بكثير من المناسبات أنه ساحر وأنه صغير السن لا يصلح للخلافة وذو دعابة لا يصلح للرئاسة وبكثير من الأوصاف التي يزين الشيطان لهم قولها فيصفون الحق وأهله بوصف حتى يصعب على السذّج والبسطاء قبوله وإدراكه وإتباعه وبعد ذلك فعلت الأمة مع أهل البيت واحداً بعد واحد فمع الحسن() قالوا له شتى الأوصاف وبالتالي قتلوه سُماً .
واتهموا الحسين بن علي سبط رسول الله وأبن فاطمة الزهراء وسيد شباب أهل الجنة بأنه خارجي خرج على إمام زمانه وعبّئوا الناس حتى اجتمعوا على قتاله وفعلوا به شر فعل ما فعله مجرم على وجه البسيطة وأن وصف الخارجي للحسين هو وصف العميل والمدسوس في زماننا هذا والغاية منه حتى لا يتقبّل الناس أطروحة الحق ولا تقبّل زعيم الحق وتضعف دعوته فتمتنع الناس عن إتباعه والإيمان به .
وفعلوا بالأئمة() على مختلف الأزمنة ووصفوهم بشتى الأوصاف وقالوا أنهم يدّعون الربوبية وأن إتّباعهم هو إشراك في الدين وقالوا كثيرا من الأوصاف بحقهم لمنع الناس من إتباعهم والسير وفق تعليماتهم وأحكامهم وبعد غياب شخص المعصوم أستمر هذا الفعل وهذا السلوك ولكن بطريق آخر وبوجه آخر ولكن الشيطان هو الذي يوحي والهدف هو نفسه محاربة الحق وأهله ودعاته .