اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
لقد كان للخوارج أثراً خلفّوه في التأريخ الإسلامي من حيث السياسة والعقيدة والذوق والفقه وسائر الأحكام.
إن مختلف الفرق -وإن تكن منفصلة عن بعض من حيث الشعارات- قد تتأثر أحياناً بروح المذاهب الأخرى وتحلّ فيها روح مذهب من المذاهب, فتتقبّل روح ذلك المذهب ومعناه, على الرغم من أنها تخالفه...
لذا فقد نجد بعض الناس من الشيعة في الشعار والإنتحال, ومن الخوارج في الروح والعمل, وهذا يصدق على الأفراد كما يصدق على الأمم...
إن أسلوب تفكير الخوارج وعقليتهم -الجمود الفكري وفصلهم التعقل عن التدين- اندسّ في المجتمع الإسلامي بمختلف الصور على امتداد تاريخ الإسلام. وعلى الرغم من أن الفرق الأخرى كانت تعتقد أنها تخالف الخوارج, إلا أننا نجد روحية هؤلاء قد وضعت بصمتها على طراز تفكيرهم..
لقد كان من سلوك المتأثرين بالخوارج أنهم حملوا شعار مناوءة كل شيء جديد وما زالوا كذلك. بل إنّهم يصبغون وسائل الحياة المادية والأشكال الظاهرية بصبغة قدسية, ويعتبرون أن كل جديد هو كفر وزندقة...
إننا نعثر بين المدارس الفكرية والعقائدية والعلمية والإسلامية والفقهية على مدارس يتجلى فيها فكر الخوارج بكل وضوح, فتطرد كل فكرة عن اعتماد العقل للكشف عن الحقائق ووضع القوانين الفرعية, وتقول إن اتباع هذا الأسلوب بدعة وخروج عن الدين, مع أن القرآ نفسه يحثّ الإنسان في كثير من آياته على التعقّل...
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
أحسنت أخت آية..
بالرغم من أن الأفكار التي نادى بها الخوارج إندثرت معهم إلا أن أسلوبهم ومنطقهم لازال نفسه.. والسلفية السنية وحتى الشيعية تقدم نموذجا ً لما أقصده، إن من خلال جمودهم الفكري أو منطقهم التكفيري أو حتى من خلال فصل التدين عن التعقل..