اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
توصيات إلى الجيل الرسالي الجديد
الحديث عن النبي ـ محمد ـ (صلّى الله عليه وآله) هو الحديث عن الحياة.. (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).
والحياة بما فيها من حركة وهدف، ومسير ومصير، وارتفاع وانخفاض، لخصها رسول الحياة في كلماته وفي سيرته الإنسانية التي كانت القمة في الارتفاع وقاعدتها سلسلة مقاومات ونضالات حقيقية ضد الانحدار والسقوط..
حياة النبي تجربة أمة، وسيرة قيادية، ومنهج حضارة إنسانية..
والآن.. الحديث عن النبي ـ في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا ـ يختلف عما قبل؟!
في هذا القرن الهجري الجديد..
وضمن محاولة بناء جيل رسالي جديد لا يمكن أن نتحدث عن رسول الإنسانية محمد (صلّى الله عليه وآله) بنفس اللهجة والأسلوب (القديم) الذي كان يطرحه الجيل السابق، ولا يجوز التطلع إلى نبي الحياة بنفس النظرة التي ينظرها الفرد العادي، فيجلس ويلاحظ الجوانب القشرية والسطحية من شخصية النبي، فيصف لنا لون عمامته، أو شكل خاتمه، أو تفصيل هندامه وهيكله..
بل نحن نحتاج إلى الحديث عن الحياة في شخصية النبي.. الحياة التي تبعث الروح من جديد في جسد أمتنا الهامد، وتعطينا الرؤية والمنهج في بناء جيل محمدي، وإعداد طليعة رسالية..
فهل نستطيع؟
هل نستطيع أن نتجاوز ركام النظرات القشرية أو حواجز الروح السلبية في تحليل تاريخنا وتقييم شخصياتنا الرسالية والقيادية؟
هل نتمكن أن نعبر مسافة طويلة وشاقة من الزمن الذي كنا ولا زلنا نعاني فيه من الإحباط، والتخلف، وسيطرة الاستعمار، ونحن مثقلون برواسب ذلك العهد من روح مهزومة ونفس انهزامية، وواقع متشرذم ومتخلف.. والكبت وسيطرة حكام منافقين على بلادنا هم أشد كفراً من الاستعمار نفسه..
الطريق هو العودة إلى أصالتنا الرسالية..
وعلينا أن نذهب لاستقبال هذا القرن الهجري، ونجعله مدخلاً إلى تاريخ جديد، ومنعطفاً خلاقاً..
والعلاج أن نتخذ من سيرة النبي قوة ومناعة ضد واقعنا المتخلف ونشهر من نهجه سلاحاً بوجه الطغاة والأنظمة الطاغوتية التي تحكم بلادنا..
بمناسبة مولد صاحب القبة الخضراء في أرض طيبة الطيبة محمد