الفصل السابع النبي موسى عليه السلام وقتل القبطي - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع خادم الزهراء مشاركات 0 الزيارات 2148 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 0.95 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي الفصل السابع النبي موسى عليه السلام وقتل القبطي
قديم بتاريخ : 27-May-2009 الساعة : 11:53 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم

(لقد ابتغوا الفتنة من قبل، وقلبّوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون)(1).

(ومن يرد الله فتنته، فلن تملك له من الله شيئاً. أولئك لم يرد الله أن يطهّر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)(2).


الآيات القرآنية :

(قال ألم نربّك فينا وليداً ولبثت فينا من عمرك سنين * وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين * قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين * ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين * وتلك نعمة تمنها علي أن عّبدت بني إسرائيل)(3).

(ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين * فأصبح في المدينة خائفاً يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال له موسى إنك لغوي مبين * فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس إن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين)(4).



العناوين المشكلة :

54- إحتمال ارتكاب النبي موسى (ع) جريمة دينية.

55 - الآلام النفسية لموسى (ع) بسبب عملية القتل.

56 ـ جريمة موسى (ع) في مستوى الخطيئة.

57 ـ الخطأ غير المقصود لموسى (ع).

85 ـ موسى (ع) يستجيب للوسوسة الخفية بالقتل"(5).



النصوص المشكلة :

"ولكن هل يشعر بالذنب لقتله القبطي، باعتبار أن ذلك يمثل جريمة دينية في مستوى الخطيئة التي يطلب فيها المغفرة من الله؟! أو أن المسألة هي أنه يشعر بالخطأ غير المقصود الذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه مما يجعله يعيش الألم الذاتي تجاه عملية القتل.. إننا نرجح الإحتمال الثاني.."(6).

"أما حديث التأثير الشيطاني في الأشياء من خلال آية المائدة فلا يدل على المقصود، فإن الظاهر إرادة الإرتباط بهذه الأشياء في الجانب العملي من خلال وسوسته للإنسان في الأخذ بها بالطريقة المضادة لمصلحته، وهذا هو الذي نفهمه من آية موسى (ع) لأن قتله للقبطي قد يكون ناشئاً من الوسوسة الخفية فيما تضعه من حالة الإثارة التي تقود إلى ذلك"(7).

هذا هو الفصل السابع المتعلق بقضية نبي الله موسى (ع) والقبطي، والدواعي هي الدواعي، والوسائل هي الوسائل، والغايات هي الغايات، والمنهج هو المنهج..

ولا شك أن الفصول الستة المتقدمة كانت كافية للقارئ ليتعرف عن كثب على هذا المنهج "البديع" لهذا "الكاتب المبدع ".. لذا نرى أن لا داعي بعد للإستغراق في بيان ذلك تجنباً للتكرار والإطالة..

ولكن لا بد من الإشارة إلى بعض المفارقات التي تتعلق بالمفاصل الأساسية لهذه القضية الحساسة التي يتوقف على تفسيرها بهذا الرأي أو ذاك، إيمان صاحب هذا الرأي أو ذاك، بعقيدة الإمامية بعصمة الأنبياء.



لم تقولون ما لا تفعلون؟!

من "المقولات الجريئة" التي يتبناها صاحب "من وحي القرآن" مقولة : احتمال ارتكاب نبي الله موسى (ع) جريمة دينية بمستوى الخطيئة.. وقد تقدم عرض النص المشكل الذي يتضمن هذه المقولة في بداية الفصل.

وكما هو ديدين هذا "الكاتب" في مراجعاته، سعى لتمحّل التصويبات لهذه المقولة، وكعادته عمد إلى تحريف كلام العلماء الأعلام ليوافق كلام صاحب (من وحي القرآن )، أو توجيه كلامه ليوافق كلام

العلماء، ولم ينس أن يتهم العلامة المحقق بتقطيع أوصال النصوص.. هذه التهمة التي درج على رميه بها، وكأن تكرارها مطلوب ومرغوب!!! ولما لم ينفعه تمحّل التصويب هنا، ولم يكفه التحريف هناك، ولم يقنع بالتوجيه.. لجأ إلى الجمع بينها احتياطاً ليفرغ ذمته، فإن اشتعال الذمة اليقيني يستدعي فراغها اليقيني، من كل أمانة وموضوعية وحياد..!!

ولبيان ذلك نقول :

عمد "الكاتب" إلى اتهام العلامة المحقق بأنه لم يتابع سياق حديث "السيد"، وأنه إكتفى بالوقوف عند ترجيحه للإحتمال الثاني ، هذا الترجيح الذي يلزم منه أن يبقى الإحتمال الأول، وهو شعور موسى (ع) بالذنب لقتله القبطي " باعتبار أن ذلك يمثل جريمة دينية بمستوى الخطيئة.." ، مرجوحاً. مدعياً، أن "السيد" قد جزم بعد ذلك بنفي هذا الإحتمال،" واثبت بضرس قاطع الإحتمال الثاني فحسب"(8).

ثم تساءل " الكاتب " : " لماذا لم يجزم صاحب "من وحي القرآن" ويحسم الأمر من أول وهلة.. بل قال إننا نرجح الإحتمال الثاني"(9).

وأجاب : ".. هذا إسلوب رائع من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع، يستعمله حتى الأنبياء والمرسلون . ألم

تقرأوا قصة إبراهيم (ع) في رؤيته للنجم والقمر.. ألم تذهبوا – أنتم – [يقصد العلامة المحقق] إلى أن هذا الإسلوب هو من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع"(10)!!

وليلتفت إلى قوله : " ألم تذهبوا..إلخ" حيث يثبت هذا "الكاتب" بهذا القول ما نفاه عن العلامة المحقق في الفصل الثالث من هذا الكتاب..، ولعل حافظته قد خانته هنا فنسي ما رتبه على هذا النفي هناك من آثار كما سترى.

وقد يسأل القارئ : أين المشكلة في هذا الكلام فيما نحن فيه من قضية موسى (ع) وقتله القبطي، سواء على فرض أثبت "الكاتب" للعلامة المحقق أنه ذهب إلى هذا الإسلوب من الحوار، أم نفاه عنه؟.

فنقول : مع القليل من التأمل، سيكتشف القارئ زيف إدعاءات "الكاتب" "بالنزاهة المفرطة" "والحيادية البالغة" و "الموضوعية الصرفة"، وبأنه ليس في مقام الدفاع عن أحد.

ولبيان ذلك، لا بد من العودة إلى الوراء قليلاً، وتحديداً إلى الفصل الثالث المتعلق بخليل الله ابراهيم (ع) حيث يقول "الكاتب" هناك : "وخلاصة القول في قصة ابراهيم :

1ـإن رأي "السيد" الذي استقر به ورجحه هو من أفضل الآراء وهو الإتجاه الذي يذهب إلى أن إبراهيم قال : (هذا ربي) على سبيل المجادلة والمناظرة، لا النظر، وأنه كان مجرد "محاكاة إستعراضية إيحائية للأجواء المحيطة به.. في محاولة إيحائية لمن حوله بسخافة هذه العقائد وتفاهتها".

2ـإن الرأي الآخر الذي استوجهه "السيد" وإن لم يختره دلت عليه الروايات الواردة عن أهل البيت ، واستوجهه أعلام التفسير الشيعة على مدى قرون، فلم يكن الشريف المرتضى أولهم، ولا العلامة الطباطبائي آخرهم.

3 ـ الرأي الذي اخترتموه، والذي يذهب إلى أن إبراهيم في قوله (هذا ربي) كان في مقام الإستنكار والإستهزاء يٌعد من أضعف الآراء في المسألة ولا ينسجم مع ظواهر الآيات والسياق"(11).

ولا شك أن القارئ قد التفت إلى المفارقة الظاهرة في كلام "الكاتب" هذا، عن أن صاحب "من وحي القرآن" قد استقرب ورجح أن إبراهيم كان في مقام المجادلة والمناظرة، وأن هذا إسلوب رائع من أساليب الحوار، في الوقت الذي اعتبر فيه أن العلامة المحقق قد اختار وتبنى مقولة الإنكار والإستهزاء، وقد بينا في حينه أن هذا تضليل من الكاتب لأن العلامة المحقق إنما اختار مقولتي :

" المجادلة والمناظرة"، و " الإنكار والإستهزاء" معاً ومن شاء فليراجع كلامنا هناك..

على أنه لا مانع من الإلتزام بالمقولتين معاً، لأنهما في الحقيقة تعودان إلى أمر واحد، لأن الذي يكون في مقام المجادلة والمناظرة "لإظهار سخافة عقائد قومه وتفاهتها" على حد تعبير صاحب "من وحي القرآن" يكون في الحقيقة في مقام الإستنكار والإستهزاء.

ومهما يكن من أمر، يبدو أن "الكاتب" قد نسي وصفه لرأي العلامة المحقق هناك بأنه من أضعف الآراء حيث عاد ليقول هنا : " ألم تذهبوا – أنتم – إلى أن هذا الإسلوب من أساليب الحوار والمجادلة والإقناع ".

فسبحان الله مقلب القلوب والأبصار، كيف أضحى رأي العلامة المحقق باعتراف "الكاتب" نفسه من أقوى الآراء وأفضلها، بعد أن كان من أضعفها!!.

واستحضر في هذا المقام قول أمير المؤمنين (ع) :" ما أضمر امرؤ شيئاً إلا وظهر في فلتات لسانه "، هذا حتى لا نقول : لا حافظة لكذوب..

وبعد كل ما تقدم يريدنا "الكاتب" أن نصدّقه فيما يدّعيه، ويريده ويتمنّاه في مقدمة كتابه هذا، من أن لا تفهم رسائله هذه على "أنها دفاع عن ( السيد ) الشخص أو عن مواقفه في كل ما جاء به من تفسير واختاره من اتجاه، وتبناه من قول ورأي"(12).

ويريد منا أيضاً أن نصدقه فيما ادعاه من أن كتابه هذا يهدف إلى "تفعيل حركة النقد" و "الممارسة النقدية" التي لها "دور كبير وفاعل في تكامل الأفكار وتواصلها وتطويرها" ثم بعد ذلك ينظر بقوله :" إن هناك شروطاً وضوابط وأخلاقيات للمارسة النقدية، والتعامل مع معطيات الفكر الآخر، لا بد من توفرها لتعطي حركة الحوار والجدال والنقد أهدافهما الأساسية ونتائجها الإيجابية"(13).

وثمة مفارقة أخرى هنا وهي قوله : إن "السيد" أثبت " بضرس قاطع الإحتمال الثاني فحسب" فلماذا لم يحمل على " السيد" هذا القطع والجزم، ولم يستحضر له ما ذكره سابقاً عن المنهج الإحتمالي في التفسير الذي نسبه إلى الإمام الخميني (قده) .

ولنا أن نسأل بعد ما مرّ، ألا يعتبر "الكاتب" فيما قدمه مصداقاً ينطبق عليه قول الله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)(14).


الشاهد الأعمى
ويتابع "الكاتب" حديثه عن السبب الذي دفع صاحب "من وحي القرآن" إلى أن لا يحسم الأمر من أول وهلة، في موضوع عدم ارتكاب نبي الله موسى (ع) جريمة دينية، بل قال : "إننا نرجح الإحتمال الثاني".

فبعد أن اعتبر "الكاتب" أن هذا "اسلوب رائع من أساليب الحوار"، أردف قائلاً: " فليس من الضروري أن يجزم المفسِّر لأول وهلة بالإتجاه الذي يتبناه ويرتضيه، ويرفض الإتجاه الذي لا يرتضيه..".

وأضاف : "إننا كثيراً ما نجد سيد المفسرين في هذا العصر، العلامة الطباطبائي (قده) لا يعطي رأيه النهائي من أول وهلة، بل ولا من أول صفحة".

وتابع قائلاً : "ولعل أكبر مثال على ذلك تفسيره لسورة "عبس" حيث نجده في بيانه في أول السورة لم يختر رأياً، ولم يرجح رواية، بل أشار إلى ورورد روايات من طرق أهل السنة والشيعة.. ثم قال : وسيوافيك تفصيل البحث عن ذلك في البحث الروائي.. وبعد أربع صفحات يعقد البحث الروائي ويستعرض فيه الروايات المتعارضة ثم يعطي رأيه النهائي الذي يستبعد فيه أن السورة نازلة في النبي (ص)"(15).

غريب أمر هذا "الكاتب" في شاهده هذا الذي تقدم!! إذ كيف جعل من "لم يختر رأياً ولم يرجح رواية" من أوِّل الأمر، كمن يحتمل من أوِّل الأمر رأيين ويرجح أحدهما ويترك الآخر مرجوحاً؟!!.

وعجيب أمره، كيف جعل من يستعرض الآراء ثم "يعطي رأيه النهائي" كمن يحتمل ويرجح، ثم يقدم المبرارات التي دفعته للإحتمال والترجيح؟!!.

والأغرب والأعجب من ذلك، هو كيف جعل من يتحدث عن آراء وأقوال كمن يتحدث عن احتمالات وترجيحات؟!!.

وكأنه لا يعرف الفرق بين أن يعبر المرء بعبارات مثل "آراء" و "أقوال" وغيرها وبين أن يتحدث عن "احتمالات" و "وترجيحات".

ولو أضفى "الكاتب" على شاهده هذا بعض النزاهة والأمانة والأخلاقيات النقدية التي ينادي بها، لارتد بصيراً وشهد عندها شهادة حق لا تخفى حتى على من هو أضل سبيلا..


استيحاء طريف
هذا وقد لفت نظري أثناء مراجعتي لتفسير الآيات مورد البحث، استيحاء طريف لصاحب "من وحي القرآن"، الذي علق بعد وصوله إلى قوله تعالى : ( فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه) بقوله :

" لينتصر له في معركة جديدة مع شخص آخر من الأقباط.. ولم يستجب موسى له، فقد استوعب التجربة السابقة واحتوى نتائجها في فكره وشعوره.. فقد لا يكون المستغيث دائماً مظلوماً، بل قد يكون صاحب مشاكل يتحرك في عملية الإثارة للنزاع والخلاف على أساس حدة طبعه أو رغبته في العدوان.. فكيف يمكن له أن يستجيب له.. وإذا كان موسى قد اندفع سابقاً للإنتصار له، فليس ذلك من موقع الإنتصار للقريب، بل من موقع الإعتقاد بأنه مظلوم من قبل القبطي إنطلاقاً من دراسة طبيعة الأشياء في موازين القوة التي توحي بأن القبطي في مركز القوة، والإسرائيلي في مركز الضعف.. ولكن المسألة الآن هي أن صاحبه يدخل في خلاف جديد.. مما يوحي بأنه رجل يتعمد المشاكسة مع الآخرين.. وقد يكون انتصار موسى

له أغراه في ذلك.. "قال له موسى إنك لغوي مبين" فإنك لا تسلك طريق الرشد الذي يفرض على الإنسان أن يحل الأمور بالتي هي أحسن، بعيداً عن العنف، أو أن يبتعد عن الدخول في القضايا التي تثير الخلاف من حوله "فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما "ليدفعه عن صاحبه، لينهي المعركة بسلام، أو ليواجه عدوانه بطريق القوة، بعد أن امتنع عن الإبتعاد عنه"(16).

هذا النص يحوي جملة من "الإستيحاءات" الطريفة نشير إلى بعضها :

1 ـ من أين استوحى صاحب "من وحي القرآن" أن موسى (ع) أراد أن يدفع القبطي عن صاحبه لينهي المعركة بسلام، مع أن الآية ظاهرة بأن الدفع إنما كان "بالبطش"، أي "بالضرب بقوة وسطوة" كما في القاموس المحيط.

2 ـ كيف يوفق بين حديثه عن أن موسى (ع) لم يستجب له لأنه استوعب التجربة السابقة ، وبين التدخل من جديد ليبطش بالذي هو عدو لهما؟!.

3 ـ وكيف يكون موسى (ع) في تدخله السابق قد أغرى الإسرائيلي بتعمد المشاكسة، ومع ذلك يتدخل موسى (ع) من جديد لمساعدته؟!.

4 ـ كيف يمكن الموازنة بين كل ما ذكره، من أن المستغيث قد لا يكون دائماً مظلوماً، وأنه قد يتحرك على أساس حدّة الطبع ورغبة العدوان، وبالتالي فإن من كان هذا شأنه لا يمكن أن تدافع عنه، وأن المدافعة السابقة عنه، إنما كانت من موقع اعتقاد موسى (ع) بأنه مظلوم من قبل القبطي، وأن المسألة الآن ودخوله في عراك يوحي بأنه رجل يعتمد المشاكسة، كيف يمكن الموازنة بين كل ذلك وبين قيام موسى (ع) بالدفاع عنه من جديد، وربما بطريقة أشد من الأولى وأعنف، التي عبر القرآن عنها بلفظ "وكز" وهي الضرب، وقيل الضرب مع قبض الكف، بل قيل أنها و "اللكز" مترادفان، وهي على أي حال خالية من إشارة إلى عنف الضربة أو خفتها، وإن كان المتبادر منها أنها خصوص الضرب الخفيف، أما في الثانية فقد عبر القرآن عنها "بالبطش"، وهو الضرب القوي كما أسلفنا.


الهروب إلى الأمام
إن من جملة الإشكالات التي طرحها العلامة المحقق على صاحب "من وحي القرآن"، اعتباره أن قتل القبطي "قد يكون ناشئاً من الوسوسة الخفية فيما تصنعه من حالة الإثارة التي تعود إلى ذلك"(17).

ومقتضى هذا التفسير، أن الإشارة في كلمة "هذا" الواردة في قوله تعالى : (هذا من عمل الشيطان) تعود للقتل لا للإقتتال.

لكن هذا الكلام يناقض ما ذكره صاحب "من وحي القرآن" في تفسيره لسورة القصص، حيث اعتبر أن كلمة "هذا" إشارة إلى الإقتتال لا القتل(18).

وأمام هذا التناقض المألوف من صاحب "من وحي القرآن"، وكثيراً ما يظهر متناقضاً ، حاول "الكاتب" التملص من هذا التناقض وتوجيهه، فعمد إلى تلفيق "سيناريو" لا يخلو من ابداع، وذلك عندما اتهم العلامة المحقق بأنه لجأ إلى موضع آخر من كتاب "الوحي" وهو الجزء 19 الذي يقطع "الكاتب" فيه بأن صاحبه لم يكن "بصدد تفسير آية سورة القصص، إنما كان بصدد مناقشة العلامة الطباطبائي الذي يقول بتأثير الشيطان على النبي أيوب (ع) جسدياً"(19) معتبراً أن " السيد" في هذا المورد " قال : بالرأي الآخر في تفسير ( هذا من عمل الشيطان ) تنزلاً، فذكر التفسير المعروف والمشهور والذي يذهب إليه العلامة الطباطبائي وغيره من المفسرين"(20).

ونقول : إن كلام هذا " الكاتب" بعيد عن الصواب وذلك بملاحظة ما يلي:

1- لقد كان صاحب " من وحي القرآن " يناقش العلامة الطباطبائي (قده) في رأيه بتأثير الشيطان على النبي أيوب (ع) جسدياً ، حيث عمد إلى رفض هذا الرأي من منطلق أن الشيطان إنما يهدف من خلال وسوسته التأثير على حركة الإنسان في " قضاياه العملية المتصلة بأوامر الله ونواهيه لإضلاله بطريق الوسوسة التي تدعو الإنسان إلى الإستجابة له في حركة الإنحراف عن الخط المستقيم"(21).

واعتبر صاحب "من وحي القرآن" أن ما يؤكد ذلك هو قوله تعالى : (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم من خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ثم لا تجد أكثرهم شاكرين)(22).

وعلى هذا الأساس يعتبر صاحب "من وحي القرآن" أنه لا يجد ملامح صورة الشيطان من حيث كونه أحد "المؤثرات الطبيعية في مرض الإنسان أو تعبه"(23).

ومن هنا فإنه يرى أن القضية تتمحور حول خطين :

"خط الهدى الذي يريده الله للإنسان من مواقع اختياره، وخط الضلال الذي يحركه الشيطان من خلال الوسوسة"(24).

ومن خلال رؤيته هذه للمسألة، ناقش صاحب "من وحي القرآن" رأي العلامة الطباطبائي في مسألة تأثير الشيطان على الأجسام والأشياء، حيث اعتبر أن هذا الحديث لا يدل على المقصود. وخلص إلى القول بأن "الظاهر إرادة الإرتباط بهذه الأشياء في الجانب العملي من خلال وسوسته للإنسان في الأخذ بها بالطريقة المضادة لمصلحته"(25).

ولما أراد صاحب "من وحي القرآن" تقديم شاهد على ضوء هذه الرؤية، عمد إلى تقديم قضية قتل موسى (ع) للقبطي، لتكون بمثابة الشاهد على أن تركيز الشيطان في وسوسته إنما هو فيما يتعلق بالجانب العملي ؛ لذلك قال:

"وهذا هو الذي نفهمه من آية موسى (ع)، لأن قتله للقبطي قد يكون ناشئاً من الوسوسة الخفية فيما تصنعه من حالة الإثارة التي تعود إلى ذلك"(26).

بعد ما مرّ نسأل "الكاتب" أين هو ذلك التنزّل الذي تحدث عنه؟! وكيف يصح أن نقول عمّن يناقش رأي الآخر ويعارضه، ثم يأتي بالشواهد على مدعاه، بأنه ذكر ذلك على سبيل التنزّل؟!!.

2ـ وبعد أن إطّلعنا على كامل عبارات صاحب "من وحي القرآن"، ندرك السبب الذي دفع "الكاتب" إلى تجاهل هذا النص، وهذه المناقشة للعلامة الطباطبائي، واقتصاره على جملة واحدة منها، حاول من خلالها إظهار أن صاحب "من وحي القرآن"، إنما كان في مقام ذكر التفسير المعروف والمشهور. وهذه الدعوى لا تخلو من طرافة، وكيد في آن.

3 ـ وإذا أردنا أن نجاري هذا "الكاتب" في أسلوبه في تحديد نسبة أمانته بالأرقام نقول :

لقد اقتطع "الكاتب" سطراً واحداً من سياق مناقشة كان مقدارها واحداً وخمسين سطراً، وبذلك يكون "سماحته" قد ذكر جزءاً واحداً من واحد وخمسين جزء أي بمقدار 51/1 من المناقشة فحسب؟!!.

4 ـ على أن تبرير "الكاتب" لما ذكره صاحب "من وحي القرآن" بأنه : لم يكن بصدد تفسير آية سورة القصص، مما لم يسبقه إليه أحد، وربما لن يتبعه عليه أحد، إلا من أعمى الله بصيرته. فإن كونه لم يكن في مقام تفسير سورة القصص، لا يدلل على كون ذلك ليس رأياً له، خاصة إذا كانت عباراته هي تلك التي أسلفنا ذكرها، حيث كان في مقام الرد على العلامة الطباطبائي (قده) بخصوص كون الأنبياء وأهل بيت العصمة " في أمن من تأثير الشيطان في نفوسهم بالوسوسة، وأما تأثيره في أبدانهم وسائر ما ينسب إليهم من إيذاء وأتعاب، أو نحو ذلك من غير إضلال، فلا دليل يدل على امتناعه"(27).

إذن، لقد كان صاحب "من وحي القرآن" يناقش رأي العلامة الطباطبائي (قده) الذي ينفي تعرض الأنبياء للإضلال من الشيطان، وأنهم، لعصمتهم، في أمن من تأثيره في نفوسهم. هذا الرأي الذي صدر صاحب "من وحي القرآن" مناقشته له بقوله : "ولنا ملاحظة على ذلك"، ثم عمد إلى تقديم مناقشة دور الشيطان في الأرض بما تقدم ذكره(28).

وبعد كل الذي قدمناه، أصبح من الواضح جلياً، أن محاولة هذا "الكاتب" رفع التناقض في كلام صاحبه لا تعدو كونها محاولة "للهروب إلى الأمام".

على أن هذه المحاولة لن تنجح لأن القارئ ليس بسيطاً ولا ساذجاً كما يحلو "للكاتب" أن يصفه دائماً، وإن كان ربما يطمئن إلى صدق "الكاتب"، وقد يغفل عن مواقع التحريف والتزييف، وإنما هو على مستوى من الوعي بحيث لا تنطلي عليه مثل هذه الألاعيب والمناورات، وهذا لا ينافي كون أن ليس كل قارئ يملك القدرة على البحث، أو يملك إمكانيات المراجعة للنصوص.


أغاثا كريستي بعثت من جديد
وماذا عسانا نقول عن معالجة "الكاتب" لرأي صاحب "من وحي القرآن" المتعلق بقوله تعالى : (وأنا من الضالين)؟!!.

وماذا عسانا نقول عن طريقة عرضة لرأيه ؟!.

وماذا عسانا نقول عن كيفية مناقشته لإشكالات العلامة المحقق، وطريقة طرحها وتقديمها؟!!.

ومن أين نبدأ وكيف نناقش هذا "الكاتب" الذي خلط على حدّ تعبير المثل "الحابل بالنابل" وقد أفرد ستة عشر صفحة لهذا الموضوع صاغها بطريقة غريبة وعجيبة بحيث ظهرت على شكل مخلوق هجين أشبه بقصّة بوليسية محبوكة حبكة معقدة فاق بها قصص الكاتبة البريطانية "أغاثا كريستي" ، ولو قدر لأولئك الذين يؤمنون بالتقمص أن يطلعوا على حبكته هذه، لجعلوها دليلاً على صحة معتقدهم، ولصاحوا بصوت عال ملؤه الثقة : "ها هي أغاثا كريستي بعثت من جديد بثوب رجل"!!.

ويا ليته اكتفى بحبكته هذه بالألغاز دون الأحاجي والحزازير والطرائف الأمر الذي يصعب معه استعراض كامل ما ذكره طوال صفحاته الستة عشرة ، مع ما في ذلك من إطالة لا طائل لها، لذا فليعذرنا القارئ على إهمال ذلك، ونرجو منه رجاءً حاراً أن يضع كتاب هذا "الكاتب" بين يديه وأن يفتحه على مصراعيه، ليقرأ النص الممتد من الصفحة رقم (253) إلى الصفحة رقم (266) بتمعّن وبتمهّل، وليتابع معنا ما سنورده من ملاحظات سنسعى قدر الإمكان أن تكون موجزة ومختصرة.



صبراً آل ياسر

إن مما أشكل به العلامة المحقق على صاحب "من وحي القرآن" في تفسيره لمعنى قوله تعالى : (وأنا من الضالين) هو : أن موسى (ع) لم يكن : " بصدد الإعتراف بالجهل بالنتائج السلبية لما فعله، فإنه حتى الغبي يدرك النتائج المترتبة على قتل إنسان ، فكيف

إذا كان يعلم أن وراء هذا المقتول أمة بأسرها، بما فيها حاكمها المستكبر المدعي للربوبية"(29).

وقد جاء هذا الإشكال على قول صاحب من وحي القرآن( قال فعلتها إذاً–أي حينئذٍ – وأنا من الضالين)) أي الجاهلين بالنتائج السلبية التي تترتب علي فيما أدّى إلى أكثر من مشكلة اعترضت حياتي وأبعدتني عن أهلي، وبلدي(30).

ولكن، كيف حاول "الكاتب" التملص من هذا الكلام، في مواجهة هذا الإشكال المحكم للعلامة المحقق؟.

إليك عزيزي القارئ المشهد الأول من هذه الحبكة :

إدعى "الكاتب" أولاً أن تفسير صاحبه لمعنى الضلال هو ما ذهب إليه "كل علماء التفسير منذ الشريف المرتضى وحتى العلامة الطباطبائي ومن جاء بعده من المفسرين المعاصرين"(31).

ثم استعرض آراء كلاً من الطباطبائي والشريف المرتضى، والطوسي والطبرسي، والمشهدي، وابن أبي جامع العاملي، وشبّر وأخيراً الشيخ مغنية(32).

ثم عمد إلى توهين إشكال العلامة المحقق المتقدم ذكره، ولكن كيف؟!

إن محور إشكال العلامة المحقق يتركز على ادعاء صاحب "من وحي القرآن" أن موسى (ع) لم يكن يعلم بأن قتل القبطي سوف يؤدي إلى هذه النتائج ولذلك قال العلامة المحقق : بأن " الغبي يدرك النتائج السلبية المترتبة على قتل إنسان من أي فئة كان، فكيف إذا كان يعلم أن وراء هذا المقتول أمة بأسرها.."(33).

من هنا انطلق "الكاتب" إلى إنكار أن يكون صاحب "من وحي القرآن" قد قصد هذا المعنى ، ليحوّل بذلك إشكال العلامة المحقق إلى قضية سالبة بإنتفاء الموضوع.. ولذا سارع إلى القول : "وهذا القول منكم عجيب أيضاً، بعد أن رأينا إجماع المفسرين على أن موسى (ع) من الجاهلين بأنها [ أي الوكزة] تبلغ القتل على حد تعبير الطوسي والطبرسي، أو من الذاهبين على أن الوكزة تأتي على النفس، أو أن المدافعة تفضي إلى القتل على حد تعبير الشريف المرتضى "(34).

وكلام هؤلاء الأعلام هذا لا غبار عليه، وأنهم يقصدون بالضلال هذا المعنى.

ولكن هل هذا عين ما قصده صاحب "من وحي القرآن"؟ الجواب : لا، لأن كلامه صريح وواضح بأن موسى (ع) اعتبر نفسه أنه من "الجاهلين بالنتائج السلبية التي تترتب علي فيما ادى إلى أكثر من مشلكة اعترضت حياتي، وأبعدتني عن أهلي وبلدي"(35).

وهذا نص واضح من صاحب " الوحي" تحدث فيه عن النتائج السلبية المترتبة على عملية القتل نفسها، لا عن مقدار ما ينتج عن الوكزة هل هو جرح أو قتل أو لا جرح ولا قتل، وذلك بشهادة قوله " التي تترتب علي " ولو كان رأيه كرأي الأعلام لكان ينبغي عليه القول : :بالنتائج السلبية التي تترتب على الضرب أو الوكز ....

وبذلك يظهر أن ما أشكله العلامة المحقق كان في محله، كما يظهر أيضاً الفرق بين كلام صاحب "من وحي القرآن" الذي فسّر الضلال بمعنى "الجهل" بالنتائج السلبية المترتبة على القتل، وبين كلام أعلام التفسير الذين فسّروا الضلال بمعنى "الجهل" بكون الضربة ستؤدي إلى القتل.

ولأن نص صاحب "من وحي القرآن" الذي ورد في (الجزء 17 صفحة 108) واضح الدلالة والمعنى عمد "الكاتب" لإثبات مدعاه في تطابق كلام صاحبه مع كلام الأعلام، وبالتالي حل الإشكال، للقفز فوق مئتين وثلاث صفحات (203 صفحات) بقدرة قادر، وبمقتضى ولايته التكوينية على كتاب "من وحي القرآن" حيث طويت له هذه الصفحات لينتقل إلى صفحة ثلاثماية وأحد عشر (311)، ليقول الكاتب :".. من الجاهلين.. إن المدافعة تفضي إلى القتل على حد تعبير الشريف المرتضى، أو من أنه (ع) لم يكن من همه أن يدخل المعركة، بل كان كل همه أن يدافع عن الإسرائيلي ويخلصه من بين يدي القبطي.. ولم تكن النتيجة مقصودة له، ولكنه كان يفضل أن لا يحدث ما حدث" على حد تعبير صاحب "من وحي القرآن"(36).

ولإحكام حبكته أضاف ناقلاً عن صاحب " من وحي القرآن " قوله : " ولهذا شعر بالخطأ غير المقصود الذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه، مما يجعله يعيش الألم الذاتي تجاه عملية القتل، لأنه لا يريد أن يبادر إلى القتل حتى ولو كان المقتول عدواً له"(37)

ثم أنهى "الكاتب" المشهد بقوله : " من هذا المنطلق ندرك أن موسى (ع) لم يقصد قتله ولم يتعمده، حتى يأتي ما قلتموه من إدراك الأغبياء للنتائج المترتبة على القتل"(38).

بعد ما مر قد يسأل سائل : ما المانع من القفز فوق هذا العدد من الصفحات ما دام ذلك يؤدي لمعرفة الرأي في معنى الضلال؟.

الجواب : لا مانع من ذلك بشرطين على الأقل وهما :

الأول : أن لا يكون المصنف قد صرّح قبلاً بما يناقض ما سيصرح به لاحقاً، إذ مع التصريح بذلك، فلا يكون أحدهما مفسراً للآخر، بل يكونان متناقضين.

الثاني : أن يكون النص الوارد هو شرح لمعنى الضلال بالفعل.

وهذا الشرطان غير متوفرين لعدة أسباب أهمها :

أولاً : لأن صاحب "من وحي القرآن" قد صرّح في شرحه لمعنى الضلال بأنه الجهل "بالنتائج السلبية" المترتبة على القتل كما تقدم.

ثانياً : لأن النص الذي أورده "الكاتب" كشاهد على ما حاول إثباته، إنما كان شرحاً لمعنى قوله تعالى : (قال رب ظلمت نفسي فاغفر لي) وليس شرحاً لمعنى "الضلال" أصلاً.

ثالثاً : إن النص الذي زجّه "الكاتب" في دليله على هيئة تقرير وإثبات لقول صاحب "من وحي القرآن" : ولهذا شعر "بالخطأ غير المقصود الذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه.. "(39) ، لم يرد

في كتاب ( من وحي القرآن) بصورة التقرير وإنما على هيئة الإستفهام ، والنص الحرفي هو:

ولكن هل كان يشعر بالذنب لقتله القبطي..باعتبار أن ذلك يمثل جريمة دينية في مستوى الخطيئة التي يطلب فيها المغفرة من الله..أو أن المسألة هي أن يشعر بالخطأ غير المقصود والذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه..(40).

وبعد أن رجّح الإحتمال الثاني(41)، شرع صاحب "من وحي القرآن" في تقديم مبررات هذا الترجيح التي منها : أنه (ع) : " لم يكن من همه أن يدخل في المعركة، بل كان كل همه أن يدافع عن الإسرائيلي، ويخلصه من بين يدي القبطي.. ولم تكن النتيجة مقصودة له ولكنه كان يفضّل أن لا يحدث ما حدث"(42)

وهذا هو النص الآخر الذي زجّه "الكاتب" على أنه تفسير صاحبه لمعنى "الضلال" وهو في الواقع تفسير لمعنى ظلم النفس وطلب المغفرة.

وبعد الذي تقدم نجيب "الكاتب" عن سؤاله (43) بالقول : لا لم يكتب على المحققين من مذهبنا في آخر الزمان، ولا فيما سبق أن لا يراجعوا ولو مصدراً واحداً في موضوع البحث والتحقيق، بل كتب عليهم كما كتب على الذين من قبلهم من الأنبياء والأولياء والعلماء أن يتحملوا ترهات بل سخافات بعض العابثين في عقائد الناس وأصول دينهم ومعالم مذهبهم من الذين يطلبون شهرة القول لا نصرة الحق فيه ، فصبراً آل ياسر ....

وليكتب "الكاتب" ما شاء أن يكتب، فإن الله سيكتب ما يقول ويمد له من العذاب مدّا..



لا جريمة كاملة

كنا قد ذكرنا أن هذا النص الذي قدمه "الكاتب" على أنه شرح من ( السيد) فضل الله لمعنى الضلال، هو في الحقيقة ليس كذلك، وإنما ذكره في سياق شرح قوله تعالى : ((رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي)).

ولأنه، كما يقولون، لا جريمة كاملة، ، فقد أبى "الكاتب" إلا أن يفضح نفسه، وكأنه نسي ما ذكره أولاً عندما كشف عن حقيقة هذا الشاهد المتقدم ذكره، واعترف أن النص المذكور آنفاً كان في إطار شرح قوله تعالى : ((ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي)).

فلنقرأ ما خطّه "الكاتب" "بشماله" :

ألم يصرح (السيد) بأن تعبير موسى (ع) بقوله: (رب إني ظلمت نفسي) كان تعبيراً عن الحالة الشعورية أكثر مما كان تعبيراً عن حالة المسؤولية، وربما كان تعبيراً عن القلق من النتائج الواقعية السلبية..لأنه (ع) لا يجد أي ضرورة،أو أي مبرر للدخول في معركة مع الأقباط، ولهذا كان يشعر بالخطأ غير المقصود الذي كان لا يجب أن يؤدي إلى ما انتهى إليه..(44)!!.

إن من يأتي بكل هذه الترهات، ليس غريباً عنه أن يختم بحثه هذا بقوله : " لماذا تتركون كل هذه النصوص الصريحة وتصرون على مقولة لم يقلها، بل رفضها بصورة قاطعة جازمة.."(45).

فإذا كانت هذه النصوص "القاطعة" و "الجازمة" – ولا يفوتنا أن نذكر أن "الكاتب" قبل صفحات قد أخذ على العلامة المحقق قطعه

وجزمه بالتفسير؟! – استدعت كل هذا التحريف والتدليس، فلا يسعنا إلا أن نقول : سلاماً!!!.



عذر أقبح من ذنب

قال العلامة المحقق في إطار إيراد إشكالاته على صاحب "من وحي القرآن" : " ولا ندري كيف حكم هذا البعض على موسى (ع) أنه حين قتل القبطي كان ضالاً لا يعرف قواعد الشريعة؟! .. مع أن هذا البعض قد فسر قوله تعالى : (لقد جئت شيئاً نكراً) (في مسألة قتل الغلام مع العبد الصالح بحضور موسى) بأن قتل النفس أمر ينكره العقل والشرع، الأمر الذي يبطل كلامه هنا"(46).

ولكن ماذا كان تعليق " الكاتب" على هذا الإشكال ؟!

إنه وبكل صلافة وجرأة، بعد أن اتهم العلامة المحقق بأنه لم يحط بكلام الآخر، ولم يدرك دلالاته، وأنه لو قرأ نصوص "السيد" جيداً لما سأل هذه الأسئلة(47) . أتى بالنص الذي يصرح فيه "السيد" بأن معنى الضلال هو الجهل " بالنتائج السلبية التي تترتب علي فيما أدى إلى أكثر من مشكلة.."(48) وجعله نصاً يؤيد مزاعمه. ثم دعمه بتكملة النص لصاحب "من وحي القرآن" الذي يقول فيه : " فلم أفعلها في حال الرسالة لتكون تلك نقطة سوداء تسجلها علي في موقعي الرسالي، بل فعلتها قبل أن يلهمني الله الهدى المتحرك في خط الرسالة عندما كنت ضالاً لم أحدد لنفسي الطريق الواضح المستقيم المنطلق من قواعد الشريعة المنزلة القائمة على التوازن فيما يصلح الإنسان أو يفسده"(49).

ولا شك أن القارئ قد التفت إلى ما يلي :

أ ـ إن مقتضى كلام صاحب "من وحي القرآن" هو أن موسى (ع) قد أقر لفرعون بأنه لو قتل القبطي في حال الرسالة لأمكن أن يسجل عليه في ذلك نقطة سوداء في موقعه الرسالي!! كل ذلك مع أن العلماء أجمعوا بأن القتل كان غير مقصود، وأن القبطي كان مستحقاً للقتل.

وعليه، فما دام القبطي مستحقاً للقتل، فإن قتله عمداً لا يمكن أن يسجل كنقطة سوداء في موقع موسى (ع) الرسالي، فكيف إذا كان القتل خطأ؟!!.

ب ـ إن هذا النص صريح بأن صاحب "من وحي القرآن" قد فسّر الضلال بمعنى الضلال عن معرفة قواعد الشريعة، وقد اعترف "الكاتب" بذلك، فكيف يوفق "الكاتب" بين ذلك وبين ما ادعاه من قبل بأن "السيد" يفسر معنى الضلال بأنه الجهل بكون الضربة ستؤدي إلى القتل؟!.

هـ ـ هل يريد "السيد" أن يقول لنا : إن موسى (ع) لو كان الله قد ألهمه من قبل "الهدى المتحرك في خط الرسالة" بحيث قد حدد لنفسه " الطريق الواضح المستقيم المنطلق من قواعد الشريعة المنزلة" لم يكن لينصر من هو من شيعته على الذي هو من عدوّه؟! فهل "هدى الرسالة" و "قواعد الشريعة" تمنعه من مساعدة أنصاره وشيعته ونصرة المظلوم على الظالم؟!! وهل نصرة المظلوم تحتاج إلى معرفة تفصيلية لقواعد الشريعة؟! ذلك عذر أقبح من ذنب قد أتى به صاحب "من وحي القرآن".

د ـ إن كان موسى (ع) قد اعتبر أن قتله للقبطي قد جلب له كل تلك النتائج السلبية التي أدت إلى أكثر من مشكلة، فلماذا سارع مجدداً "للبطش" بالذي هو عدو له وللذي هو من شيعته، بعد أن استصرخه حينما أصبح في المدينة خائفاً يترقب؟!.



بين النبوة والبعثة

ومن الإشكالات التي طرحت على قول صاحب "من وحي القرآن" في تفسيره لمعنى الضلال بأنه : "كان ضالاً لا يعرف قواعد الشريعة" هي : أنه : "من أين عرف أن موسى (ع) لم يكن نبياً من أول أمره؟!"(50).

وقد أجاب "الكاتب" على هذا الإشكال بقول عجيب وغريب ينم عن غربة عن عقائد أهل البيت (ع) لا تقل عن غربته عن الأمانة والموضوعية والصدق حيث قال : بأن الجواب على هذا الإشكال يكفي في الإجابة عنه أدنى تدبر لقصة موسى (ع) حيث يتبين بجلاء أن بعثة موسى (ع) قد جاءت بعد حادثة القتل بعشر سنين، حينما رجع إلى مصر، وهو في الطريق ((فلما قضى موسى من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين))(51).

وليتأكد "الكاتب" بنفسه من صحة ما يفكر به توجّه إلى أحد أبنائه، الذي لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره على حدّ قوله، ليسأله : هل كان موسى (ع) نبياً عندما قتل القبطي؟ فأجاب الصبي بلسان طلق وبداهة ورثها عن والده : "أنه بعث بعد أن تزوج من ابنة شعيب (ع) وفي طريق عودته إلى مصر"(52).

على أننا لا يمكن أن نلوم ولده، لأنه إنما ينقل ما علّمه إياه أبوه وإن كان قد ظهر من النص دقة من الولد غابت عن الوالد، إذ عبر الأول "بالبعثة" في حين سأل الثاني عن "النبوة" .

وعلى أي حال، فإن كان هذا الوالد "المعلم" لا يعلم الفرق بين النبوة والبعثة، فلا لوم على الإبن "التلميذ" إذ مما لا يخفى على كل متعلم بصير أن البعثة، لا تلازم النبوة، فيمكن أن يكون نبياً قبل أن يبعثه الله رسولاً بسنوات كثيرة، بل يمكن أن يكون نبياً منذ ولادته وقد بعث نبينا محمد (ص) رسولاً في الأربعين، وبعث موسى (ع) رسولاً حينما عاد من مصر، وغير ذلك..

وقد قال العلامة الطباطبائي (قده) في معرض شرحه لقوله تعالى : (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن..) " فكان نبياً وكان يصلي، ولما ينزل عليه قرآن، ولا نزلت بعد عليه سورة الحمد، ولما يؤمر بالتبليغ"(53).

ولعل "الكاتب" يسأل، ولا غرابة، إن آيات موسى (ع) توحي بأنه تلقى الوحي لأول مرة إذ يقول : (إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك في الواد المقدس طوى * وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى)(54).

والجواب : إن الله يوحي لأنبيائه بأكثر من طريقة، ومن غير المستبعد أن يكون الوحي قبل البعثة قد كان من قبيل الإلهام والنكت في القلب، أمّا عند البعثة فيوحي إليهم بواسطة الملك أو التكليم، أو بغير ذلك..

وقد يبدي "الكاتب" استغرابه من هذا الكلام لأن بعض الروايات عن أهل البيت (ع) تذكر النبوة لا البعثة، كالرواية التي نقلها "الكاتب" عن أمير المؤمنين (ع) والتي ذكر فيها (ع) : "أن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله ناراً، فكلمه الله عز وجل فرجع نبياً.."(55).

ولكن هذا الإستغراب، لا داعي له وذلك للأسباب التالية :

أ ـ أن الكثير من الروايات تتحدث عن البعثة لا النبوة فلتراجع في مظانّها.

ب ـ إن سبق النبوة على البعثة أمر معروف في الأنبياء، بل أن عيسى (ع) قد كان نبياً منذ ولادته، فهو يقول :

(آتاني الكتاب وجعلني نبياً..)

وقال رسول الله (ص) :

"كنت نبياً وآدم بين الطين والماء"
وقال أمير المؤمنين (ع) أيضاً :

"كنت ولياً وإماماً وآدم بين الطين والماء" وغير ذلك كثير.

ج ـ بالنسبة لجل ما يظهر من تعارض بين الروايات التي تحدثت عن النبوة، كالرواية التي ذكرها "الكاتب" وبين الروايات التي تحدثت عن البعثة أو الرسالة نقول :

إن الأئمة (ع) تارة يتحدثون عن النبوة كما في قول نبينا (ص): أنه تنبأ وعمره أربعون سنة، مع أنه قد بعث رسولاً في الأربعين، وكذا الحال فيما جاء بالنسبة لموسى (ع) : " فكلمه الله عز وجل، فرجع نبياً" فإن المراد أن نبوتهم ظهرت للناس وشاهدوها في هذا الحين.

ومن هنا نرى دائماً الأمر الإلهي لأنبياء (ع) بالخروج إلى القوم ودعوتهم للتوحيد : (وأنذر عشيرتك الأقربين) (إذهب إلى فرعون أنه طغى) وقد أطلق الأئمة (ع) في بعض ما ورد عنهم على هذا الأمر كلمة "النبوة" وذلك إنما هو من حيث ملاحظة الناس لها، بينما نراهم (ع) يطلقون عليها إسم "البعثة" تارة و "الرسالة" تارة أخرى.



عنف يستر تحريفاً

وبعد أن أنهى "الكاتب" تقديم شهادة ولده راح يعنف العلامة المحقق فيقول له : " لست أدري لماذا تصل أسألتكم الإستنكارية التعجبية إلى هذا المستوى الذي لا يصدق، وهي إن دلت على شيئ، فإنما تدل وبوضوح على أنكم – لحد الآن – لم تتدبروا كلام الآخر.. وإلا لما خطرت تلك الأسئلة التعجبية على ذهنكم الشريف"(56)!!!.

ولكن ما سبب هذا التعنيف من "الكاتب" برأيه؟!.

فيجيب : "لأن ( السيد) أكد مراراً وتكراراً أن موسى (ع) لم يفعل حراماً وأنه " لم يكن متعمداً" و " لم يكن من همه أن يدخل في المعركة، بل كان كل همه أن يدافع عن الإسرائيلي، ويخلصه من بين يدي القبطي" وإن كان هذا القبطي "يستحق القتل"(57).

فليلاحظ القارئ العبارات التي وضعها"الكاتب"بين مزدوجين والتي هي نص حرفي لصاحب "من وحي القرآن" وهي :

" لم يفعل حراماً".

" لم يكن متعمداً".

" لم يكن من همه أن يدخل في المعركة [حتى قوله] ويخلصه من بين يدي القبطي".

" يستحق القتل".

وليلاحظ أيضاً كيف عمد "الكاتب" وبطريقة مذهلة حقاً لا تخلو من دهاء لربط هذه المفردات ببعض الكلمات من أفعال وأسماء وضمائر لتشكل بمجموعها فكرة واحدة، وسياقاً واحداً، وكأن "الكاتب" خبير في "حل الأحاجي" أو "الكلمات المتقاطعة" "والتأليف بين المختلفات.."

وقد يسأل القارئ فيقول : ولكن ما المشكلة في ذلك؟

فنجيب : في الحقيقة أن ثمة تحريفاً سافراً وتضليلاً ظاهراً يمارسه "الكاتب" "بخفة" "وشطارة" سنبنيه فيما يلي :

إن عبارة "يستحق القتل" هي لصاحب "من وحي القرآن" لكن العبارة التي دسّها "الكاتب" قبلها أي "وإن كان هذا القبطي" هي من تلك المفردات التي وضعها "الكاتب" لربط تلك النصوص الحرفية ببعضها لجعل العبارة، كالتالي :

"وإن كان هذا القبطي يستحق القتل"!!.

وهنا الجريمة النكراء، حيث أوهم القارئ بأن "السيد" يجزم بأن القبطي كان مستحقاً للقتل!! بينما صاحب "من وحي القرآن" تردد بالجزم باستحقاق القبطي للقتل بكلمة : "ربما" مما يعني احتمال أن يكون غير مستحق للقتل، وهذا نص صاحب "من وحي القرآن" الحرفي نضعه بين يدي القارئ ليرى بأم عينيه إلى أي مدى ذهب هذا "الكاتب" في ممارسة التحريف والتضليل والإستخفاف بعقول الناس الأبرياء الذين يأخذون عنه ما يقدمه لهم أخذ المسلمات ظناً منهم أنهم أمام "كاتب" نزيه مفرط في النزاهة وموضوعي حادّ في الموضوعية وحيادي بالغ في الحيادية، ليس في مقام الدفاع عن أحد وإن كنا نعتقد أن الكثير من الناس ليس له عليهم سلطان.

يقول صاحب "من وحي القرآن": ".. لا لأنه فعل حراماً، فلم يكن متعمداً للمسألة، وربما كان هذا الشخص يستحق القتل"(58).

وهكذا، وبقدرة قادر تحولت كلمة : "ربما كان هذا الشخص يستحق القتل" إلى كلمة "كان هذا القبطي يستحق القتل".

ولا ندري، لعل "الكاتب" وجد فيما بين يديه من كتب من يقول : أن "ربما" تفيد "الجزم"!! نعم "ربما" وجد ذلك!! "وربما" فاته أن يأتي به كشاهد، وإن كان هذا الشاهد شاذاً قبيحاً جريئا، فمع وفرة أدوات تحويل الجريء إلى بريء لا يعود للجرأة مكان في قاموس كتبة هذا العصر.

وإذا ما اتضح ذلك، اتضح معه أن استعمال "الكاتب" لعبارات العنف بحق العلامة المحقق يهدف من خلالها ستر ما يمارسه من تحريف..

وبهذا التحريف الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير أسدل "الكاتب" الستار على حبكته "البوليسية" هذه "ومغامرته الشيقة" مفصحاً عن النتيجة التي كان يرجوها والتي مفادها :

أن إشكالات صاحب كتاب "خلفيات" بمثابة : "السالبة بانتفاء الموضوع"(59). ولكن هل نجح في ذلك؟!!.


خلاصة الفصل السابع
ويمكن أن نلخّص ما جاء به "الكاتب" في هذا الفصل بما يلي :

1ـاعتراف "الكاتب"، وبطريق غير مقصودة، بأنه حرّف رأي العلامة المحقق بقضية إبراهيم (ع) في قوله : (هذا ربي) حيث نسب إليه هنا ما أنكر نسبته إليه من رأي فيما سبق.

2ـالإفتراء على العلامة الطباطبائي (قده) عندما شبه اسلوبه بعرض الآراء المتضاربة، وتأخير بيان موقفه النهائي منها، بأسلوب صاحب "من وحي القرآن" الذي رجح أن يكون موسى (ع) لم يرتكب جريمة دينية وترك احتمال ارتكابه لها أمراً مرجوحاً، وأن ما يذكره من شواهد على ترجيحه هو مشابه لإسلوب العلامة الطباطبائي.

3 ـ تدليس "الكاتب" في رأي صاحبه المتعلق بتبنيه لمقولة خضوع موسى (ع) لوسوسة الشيطان الخفية.

4 ـ قصور "الكاتب" أو تقصيره في معرفة الفرق بين النبوة والبعثة، ومحاولة تضليل الناس الأبرياء في هذا الأمر.

5 ـ تدليس "الكاتب" في رأي صاحبه المتعلق باستحقاق القبطي للقتل إذ أنه في الوقت الذي لم يجزم "السيد" باستحقاقه للقتل بقوله : " ربما كان هذا الشخص يستحق القتل" وذلك يعني أنه أيضاً قد لا يكون مستحقاً للقتل، ولكن الكاتب عمد إلى حذف كلمة "ربما" لتصبح العبارة : "كان هذا القبطي يستحق القتل".

وذلك ليتخلص نهائياً من احتمال أن يكون موسى قد ارتكب جريمة دينية.


---------------------------

1-سورة التوبة / الآية 48.

2-سورة المائدة / الآية 41.

3-سورة الشعراء / الآية 18 و 22

4-سورة القصص آية 15 و 19.

5-خلفيات ج 1 ص 103.

6-من وحي القرآن ج 17 ص 310.

7-من وحي القرآن ج 19 ص 301 و 302.

8-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 242 و 243.

9-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 242.

10-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 242.

11-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 133.

12-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 9.

13-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 11.

14-سورة الصف / الآية 2.

15-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 243 و 244.

16-من وحي القرآن ج 17 ص 313.

17-من وحي القرآن ج 19 ص 302.

18-من وحي القرآن ج 17 ص 309.

19-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 248.

20-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 248

21-من وحي القرآن ج 19 ص 300.

22-سورة الأعراف / آية 17.

23-من وحي القرآن ج 19 ص 301.

24-من وحي القرآن ج 19 ص 301.

25-من وحي القرآن ج 19 ص 301 و 302.

26-من وحي القرآن ج 19 ص 302.

27-من وحي القرآن ج 19 ص 261، وراجع الميزان ج 17 ص 209 و 210.

28-من وحي القرآن ج 19 ص 300.

29-خلفيات ج 2 ، ص 68، وراجع مراجعات في عصمة الأنبياء ص 257.

30-من وحي القرآن ج 17 ص 108.

31-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 253.

32-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 253 و 256.

33-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 253 و 256.

34-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 257 و 258.

35-من وحي القرآن ج 17 ص 108.

36-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 258 نقلاً عن "من وحي القرآن" ج 17 ص 311.

37-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 258 نقلاً عن "من وحي القرآن" ج 17 ص 310.

38-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 258.

39-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 258.

40-من وحي القرآن ج 17 ص 310.

41-تقدم الحديث عن هذا النص وإشكال العلامة المحقق عليه من كون هذا الترجيح يبقي من احتمال كونه (ع) قد ارتكب جريمة دينية احتمالاً مرجوحاً.

42-من وحي القرآن ج 17 ص 310 و 311.

43-راجع مراجعات في عصمة الأنبياء ص 258.

44-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 267.

45-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 267.

46-خلفيات ج 2 ص 68، وراجع مراجعات في عصمة الأنبياء ص 259.

47-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 259.

48-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 259.

49-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 259، وراجع من وحي القرآن ج 17 ص 108.

50-خلفيات ج 2 ص 69.

51-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 264 و 265.

52-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 265.

53-الميزان ج 2 ص 21.

54-سورة طه آية 12 و 13.

55-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 265.

56-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 266.

57-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 266.

58-من وحي القرآن ج 17 ص 109.

59-مراجعات في عصمة الأنبياء ص 266.
يتبع>>>


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc