[mowalia_5]

بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ...

قال تعالى ..
" ولا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون"...

اخوتي القرّاء ..
اعلموا أن الشرك بحسب البيان القرآني والروايات على قسمين:
1- الشرك الجلي:
وهو الاعتقاد بتعدد الآلهة وتكثّر الإله في عالم الوجود, وإليه الإشارة بقوله تعالى " ولا تتخذوا إلهين اثنين إنّما هو إله واحد" وغيرها من الآيات الكثيرة.
2- الشرك الخفي:
وهو النظر إلى الموجودات والمخلوقات والممكنات والاعتقاد بأن الاشياء تؤثر عليها مشاركة مع تأثير الله تعالى عليها , لا أن يجعل القوة في واقع الأمر إليه تعالى وبها تُسخّر الأشياء كأدوات للحقّ في تحقيق المطلوب...
وهناك تعريف وهو أن من لا يفرق بين أسماءه وذاته ويخلط بينهما فهو الشرك الخفي, ودليلنا قول الصادق في مخاطبته لهشام بن الحكم:
من عبد الاسم فقد كفر, ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك, ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه فذاك التوحيد,أفهمت يا هشام فهما تناضل به أعدائنا المتّخذين مع الله عز وجل غيره,قال : بلى, فقال له الإمام: ثبتك الله يا هشام,...
والدليل على كلامنا .. قول الله تعالى في سورة يوسف " ولا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون" ...
ولتوضيح المعنى هو أن الأسماء مخلوقة وهي غيره, وأما ذاته فلا يرقى أحد لبلوغ وصفها ولا نعتها ولا الإشارة إليها, وذلك لقوله تعالى:_
" ليس كمثله شئ" وحينئذ كيف يُوصف وبمَن يمثّل ولا مثل له أو بمَن يعادل ولا عديل وبمَن يناظر ولا نظير. فمن توهّم أو تخيّل أو تصوّر فهو غيره وهذا هو الشرك الخفي, وهو المشار إليه في النص النبوي....
" الشرك في أمتي أخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء."

أحبتي ..
عصمنا الله وإياكم من الوقوع في الهاوية, وثبتنا الحقّ المتعال على القول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.