صفحة :   

مهارب ومسارب:

لقد رأينا: أن الكثيرين حين واجهوا الآيات التي تتحدث عن آدم «عليه السلام»، وعن غيره من الأنبياء (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) قد استسلموا للشبهة التي تثار، وانهاروا أمامها أي انهيار، وقد تجلى ذلك في مقولات عجيبة وغريبة، صدرت عنهم في أكثر من اتجاه، حتى لقد قال فريق منهم: إن الأنبياء غير معصومين مطلقاً.

وفريق آخر قال: إن الأنبياء قبل البعثة غير معصومين، وإنما كانت قصة آدم «عليه السلام» قبل بعثته..

وثالث ذهب إلى: أن المراد بإبليس هو القوة الداعية إلى الشر، في الإنسان، وليس المراد به إبليس الحقيقي، ليقال: إنه قد تسلط على واحد من عباد الله المخـلـَصـين.

ورابع ادعى: أن المراد بآدم «عليه السلام» ليس هو الشخص المعروف، الذي هو نبي معصوم، وإنما المراد به آدم النوعي، والقصة تخييلية محضة. ولم يقدم أي دليل على ذلك سوى حدسه، وظنونه، التي لن تغنيه من الحق شيئاً، لأنها من دون أي مبرر مقبول أو معقول..([1]).

إلى غير ذلك من أمور قيلت، تدخل في دائرة الشطط، والشذوذ، ومجانبة الحق، أو تدور في فلك التحكمات الباردة، وإطلاق الدعاوى الفارغة من دون أي دليل.

غير أنه قد بقي هنا أمران، نشير إليهما في ما يلي بإيجاز، وهما:

1 ـ القول: بأن لا أوامر مولوية قبل التشريع..

2 ـ إن ما حصل لآدم «عليه السلام» كان من قبيل ترك الأولى.


 

([1]) راجع تفسير الميزان ج8ص37.

 

   
 
 

موقع الميزان