صفحة :   

البيان المتجانس:

وعلى كل حال: فإن الخطاب الإلهي للنبي آدم «عليه السلام» قد جاء في غاية الوضوح، وغاية في الإبهام، بالنسبة لإبليس، وبالنسبة للشجرة على حد سواء..

كما أنه قد أشار إلى الشجرة بكلمة هذه، وإلى إبليس بكلمة هذا، ولكنه بعد أن جرى ما جرى، قد جاء الخطاب معاكساً في منهجه للخطاب الأول، حيث قال: ﴿أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ﴾..([1]) فأبعد الشجرة عن ساحة الحضور، وأشار إليها بكلمة تلك، كما أنه أبعد إبليس عن ساحة الحضور، وصار يتحدث عنه بصيفة الغائب، ووصفه بالشيطان، ليشير إلى صفاته الذميمة التي يوحي بها هذا الوصف، فقال: ﴿وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾..([2]).


 

([1]) الآية 22 من سورة الأعراف.

([2]) الآية 22 من سورة الأعراف.

 
   
 
 

موقع الميزان