صفحة :   

إبليس يتخفَّى:

وتذكر بعض الروايات: أن إبليس لعنه الله قد جاء لآدم «عليه السلام» متخفياً بين لحيي مخلوق آخر، قالت الرواية: إنه حية..

ولا عجب في ذلك، فقد كان إبليس من الجن، ولعله لم يكن ممنوعاً من الوصول إلى أمكنة قريبة من تلك الجنة، بل ربما لم يكن ممنوعاً من دخولها أيضاً، ما دام أنها جنة دنيوية، فإن هبوطه السابق، حين امتنع من السجود للنبي آدم «عليه السلام»، إنما كان من المقام الذي كان فيه مع الملائكة المقربين، وهو مقام كريم، لا يحق لأمثال هذا الموجود الخبيث المستكبر أن يكون فيه..

كما أن من المحتمل أن يكون الطرد الأول من نفس الجنة، والطرد الثاني تمثل بالمنع من الإقتراب منها وإن كنا نرجح المعنى الأول..

وعلى كل حال، فإن إبليس لعنه الله قد جاء إلى آدم «عليه السلام» وكلّمه، فسمع آدم «عليه السلام» صوته، ولكنه لم يعرف أنه هو ذلك الذي أخبره الله بعداوته له ولزوجه.

ولا دلالة في الآيات على أن آدم «عليه السلام» كان قد سمع صوت هذا العدو قبل هذا الوقت، أو اطلع على سائر خصوصياته، ومنها قدرته على التشكل بأشكال مختلفة.

 
   
 
 

موقع الميزان