صفحة :   

اللحظة الفاصلة:

وأكل آدم وزوجه «عليهما السلام» من الشجرة، فوجدا أنفسهما في الموقع الصعب، وبدت لهما سوءاتهما، وهي مزاياهما البشرية، التي كانت قد سترت عنهما، وكان لها فيهما نوع كمون، واختزان.

وكان ظهور السوءات يتمثل بظهور أعراض البشرية على آدم «عليه السلام»، حيث صار بحاجة إلى ما يحتاج إليه البشر، من الغذاء، والدواء، والساتر، وأصبح يخاف، ويحزن، ويعرق، ويمتخط، ويبول، ويمرض، ويتألم، ويحتاج إلى ما يقي من الحر والبرد، وما إلى ذلك..

ولن يجد في تلك الجنة ما يفيده في دفع ذلك كله، فكان لا بد له من الهبوط منها إلى مكان آخر، يوفر له ما يعيد هذه الخفايا إلى ما كانت عليه من حالة الكمون والخفاء والاختزان، ولو بمقدار ما.

وإذا به يرى رحمات ربه تفيض عليه، ويبادره الله بجائزة سنية عظيمة، قبل أن ينبس ببنت شفة، كما سنرى في الفصل التالي، إن شاء الله تعالى..

 
   
 
 

موقع الميزان