لو لم يأكل آدم من الشجرة!!

   

صفحة :   

لو لم يأكل آدم من الشجرة!!

وبعد تلك الأقوال التي أكدها إبليس لعنه الله بهذا القسم، وبعد مشاهدة النبي آدم آثاراً تدل على أن للشجرة خصوصية هامة جداً من حيث ارتباطها بموجودات عالية، كما سنشير إليه..

وأيضاً، بعد أن كانت الإشارة بكلمة «هَذِهِ» ترجح له:

أن المنهي عنه هو خصوص الشجرة التي أشير إليها إشارة حسية دون سواها، نعم، بعد ذلك كله، فإن النبي آدم «عليه السلام» يجد نفسه ـ بحكم مبادئه ـ ملزماً بالأكل من الشجرة، وبتصديق ما قيل له. حتى لو كان القائل هو عدوه، فإن الخصماء قد يكذب بعضهم بعضاً، ثم يلجأون للقسم ويرضون به، ويلتزمون هم، ويلزمهم الآخرون بمقتضاه..

ولو أن آدم «عليه السلام» لم يأكل من الشجرة بعد هذا القسم فسيجد نفسه:

إما مستهيناً بالله سبحانه، وبقدرته على ضمان ما جعل في عهدته.

وإما غير مبال بنيل ما يطمح إليه، ويسعى للحصول عليه من مقامات القرب والزلفى عنده سبحانه.

وكلاهما مرفوض جملة وتفصيلاً..

وقد قدمنا: أن ثمة رواية تقول: إن إبليس لعنه الله قد قال لآدم «عليه السلام»:

إن الله سبحانه قد أحل له تلك الشجرة بعد تحريمها عليه، وجعل له علامة على صحة قوله:

إن الملائكة الموكلين بالشجرة لا يدفعونه عنها كما يدفعون غيره، فأكلا منها، ولم تدفعهما الملائكة عنها؛ لأنهم كانوا موكلين بدفع من لا يملك اختياراً وعقلاً([1]).

وقد قدمنا في بعض الهوامش السابقة أيضاً بعض ما يرتبط بهذه الرواية، فلا نعيد..


 

([1]) تفسير الإمام العسكري ص222 و223 وتفسير البرهان ج1 ص80 والبحار ج11 ص190 و191 وراجع: تعليق المجلسي ص193 ومستدرك الوسائل ج2 ص286.

 
   
 
 

موقع الميزان