آدم
من الظالمين:
لقدوصف آدم «عليه السلام» في الرواية الثانية بأنه من
الظالمين..
ومن الواضح:
أن الله سبحانه وتعالى قد قال في آية أخرى: ﴿لاَ
يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾..([1]).
فالآية تفيد أن أي عهد إلهي، سواء أكان عهد نبوة أو عهد
إمامة لا يناله الظالمون..
ولأجل ذلك قال:
لا ينال عهدي، ولم يقل: لا ينال الإمامة، فإذا كان آدم ظالماً كما ورد
في الرواية، فكيف نال عهد النبوة؟ وكان عنده خمسة وعشرون حرفاً
من اسم الله الأعظم؟!..
إن ذلك يدل على أن المراد بالظلم هو ظلم النفس، بمعنى
محاولة حمل أمور كبيرة عليها، يصعب حملها في العادة.
وقد تقدم:
أن هذا الأمر العظيم الذي يدعوه لتحمل المشاق هو أمر يتناسب مع أهدافه
كنبي يسعى إلى نيل رضا الله سبحانه، والحصول على درجات القرب منه
تعالى.
فالمراد بالظلم إذن هو هذا المعنى، وهو أن يحمّل نفسه
المشاق، وليس المراد الظلم للآخرين، المتضمن للتعدي على حرمات الله
سبحانه..
([1])
الآية
124 من سورة البقرة.
|